لم تقتصر الحرب النفسية الباردة بين مرشحى الرئاسة فقط على التراشق بالألفاظ من خلال صفحات اليوتيوب والفيس بوك، بل امتدت أيضا لتشمل المواجهة المباشرة بين المرشح ونظيره بإلقاء التهم و تبادل الشتائم ووصل الأمر إلى المعايرة بالأمراض محاولين بذلك جذب انتباه الناس إليهم وصرفهم عن المنافسين، ضاربين بكل الأخلاق عرض الحائط.. رافعين شعار: إللى تغلب به.. العب به.. وكلما اقترب موعد الانتخابات اشتدت هذه الحرب الضروس.. من أجل الفوز بلقب رئيس الثورة.. وكل ما تشتم أكتر.. فرصتك فى الفوز تكتر. عندما تنظر إلى الساحة السياسية الآن ترى أن هذا اتضح جليا منذ المناظرة الأولى بين المرشحين والتى كانت بين عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح.
وفيها اتهم عمرو موسى مرشح الرئاسة الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح بأنه كان يدافع عن مواقف الإخوان وليس عن مصر أما هو فقد عارض النظام من داخله مستشهدا بإعلانه اختلافه مع سياسة الدولة وهو ما كان سببا فى استبعاده.
لكن أبوالفتوح استنكر أن يترشح موسى رغم أنه جزء من النظام الذى صنع المشكلة وبسببه قامت الثورة ودافع موسى عن نفسه بأن موقفه المعارض للنظام كان من خلال الجامعة العربية وأمام الجميع.. ومن جانبه استغل أبوالفتوح أن موسى لم يذكر أية إفادة بشأن حالته الصحية واتهمه بأنه صاحب أمراض ويرفض ذكر ذلك.
ولم تكن هذه المناظرة هى المرة الأولى التى يتعارك فيها السيد عمرو موسى والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، فقد تبادل الاثنان الاتهامات من قبل عندما لقب موسى أبوالفتوح بالشيخ فرد أبوالفتوح قائلا: لو كانت المشيخة بالسن فالسيد موسى أولى بها.
∎ شفيق وأبوالفتوح
من ناحية أخرى نشب خلاف كبير على الهواء بين الفريق أحمد شفيق والدكتور أبوالفتوح وهذا بسبب أن الأخير قال إن هناك مرشحا (استبعد ورجع) قام بإجراء عملية فى المخ فكيف سيستطيع إدارة بلد كمصر؟ فما كان من شفيق إلا أن يقول له: يكفى أننى الفريق شفيق، لكن من أنت؟ فأنا لا أعرف عنك إلا شيل البطاطين.
∎ أبوالفتوح.. ومرسى
بالرغم من أن أبوالفتوح ومحمد مرسى مرشح الإخوان المسلمين كانوا أولاد عم فى حزب واحد إلا أن ذلك لم يمنع حرب التراشق بالألفاظ بينهما فقد سأل أبوالفتوح مرسى على الهواء: بما أنك رئيس حزب الحرية والعدالة فلمن سيكون ولاؤك إذا أصبحت رئيسا لمصر؟ فما كان من الآخر إلا أن اكتفى بالقول: أنا افتخر بكونى واحداً من الإخوان.
∎ موسى يهاجم الجميع
كما اختار عمرو موسى، أن يضرب بالجميع عرض الحائط إذ قال: إن قرارات المرشحين الإسلاميين سواء الدكتور محمد مرسى أو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أو الدكتور سليم العوا لا تنبع من أنفسهم وإنما من المرجعية التى ينتمون إليها، خاصة وأن هؤلاء من نبع واحد.
وأضاف أن أفكار وفلسفة هؤلاء لا تصب فى المصلحة العامة للوطن، لأنهم ينتمون لمرجعيات دينية، بالرغم من أن الرئيس لابد أن يكون قراره من تلقاء نفسه، فرئيس مصر لابد ألا يكون أحد فوقه، فالمصريون سيرفضون أى جماعة أو شخص يحاول أن يسيطر عليهم فى إشارة لجماعة الإخوان المسلمين.
وأكد موسى أن مصر لن تسير فى هذا الطريق وأن الناخبين يعرفون لمن سوف يصوتون وهم يدركون المصلحة العليا للوطن، واصفا حجج المرشحين الإسلاميين الثلاثة بأنها غير مقبولة وافتراضاتهم مبنية على صورة غير صحيحة وتصوراتهم لا تخدم الوطن.
ووجه رسالة للمرشحين قائلا: لابد أن يقف المصريون أمام كل من يريد أن يستغل هذه الصورة لصالحه، فمصر تحتاج إلى رئيس استثنائى خاصة فى هذه الفترة الحالية، فعملية بناء الدولة تحتاج إلى خبرة ومعرفة ومرونة ورجال حقيقيين يعلون المصلحة العليا للوطن.
∎ إمسك فلول
وهناك نوع جديد من الضرب تحت الحزام ، والتنافس بين المرشحين وهو عمل بوسترات انتخابية ، لكنها هذه المرة ليست لدعم مرشح معين أو التعريف به إنما غرضها الأساسى هو التشهير بمرشح الضد أو بالمعنى الأدق المرشح المنافس فى الانتخابات. . والمثال على ذلك هى حملة ( إمسك فلول انتخابات الرئاسة ) التى تهدف إلى التشهير بالمرشح عمرو موسى ، وهذه الحملة تحت توقيع شباب بيحارب الفساد.. وتتضمن هذه الحملة بوسترات معلومات سابقة عن عمل عمرو موسى مع النظام القديم ، وعلاقته الوطيدة بالرئيس السابق وعلاقته أيضا بأمن الدولة وبإسرائيل.
كما يتضمن البوستر صوراً له مع الرئيس السابق، وصوراً فى خلفيتها علم إسرائيل.
- يتم توزيع هذه البوسترات فى جميع وسائل المواصلات العامة على كل الناس عن طريق شباب يرتدى ملابس عادية.. لا يتحدث يكتفى فقط بتوزيع البوسترات.
- عندما تتصفح البوستر تجد أن العنوان الرئيسى فيه : عمرو موسى ممثل نظام مبارك فى الانتخابات الرئاسية.
- تحته عدد من العبارات الرنانة التى هى فى واقعها عبارة عن سب وقذف للمرشح لكن على الطريقة السياسية.
فقد كتب: دلوقتى لو انت عايز تعمل عملية جراحية وفى دكتور شاطر جدا.. وأخذ شهادات من بره.. إيده تتلف فى حرير، بس الدكتور ده عنده مشكلة وهى إنه سرق كلية واحد عمل له عملية قبل كده. تفتكر ده يبقى إيه.. ويتساءل فاعل الخير فى البوستر : إزاى نرشح واحد بيصدر الغاز لإسرائيل.. وسايب مصر فيها أزمة غاز.
إللى بيقول أنا باحترم طريقة مبارك فى إدارة البلاد.. ده يبقى إيه ؟!!
- كما تناول البوستر علاقة عمرو موسى بمبارك التى استمرت لأكثر من عشرين عاما.
- واتهمه بأنه من أكثر المرشحين الذين ينالون تأييد الفلول على مستوى الجمهورية ، ومثال على ذلك أن مسئولاً فى أحد الفنادق التى تخص أحد الفلول المنحلين من الحزب الوطنى.. طلب منه السكن بأحد الأجنحة التى كانت مخصصة لمبارك من قبل.
- فضلا عن علاقته بأمن الدولة أثناء الثورة حينما نزل إلى ميدان التحرير لتهدئة الثوار ، وحثهم على الرجوع ، وقام بدعوة الثوار إلى الرجوع ، وإتاحة فرصة لمبارك. وقام أيضا باستخدام جماهيريته ضد ثورة حقوق المصريين فى 25 يناير.