في صيف عام 1991 من القرن الماضي أي منذ نحو عشرين عاماً انهار الاتحاد السوفيتي فيما اعتبر وقتها أكبر كارثة مُني بها العالم الثالث، كانت كارثة لأن الدول النامية اعتادت أن ترسم سياستها الخارجية والاقتصادية معتمدة علي وجود الكتلة الشرقية وعاصمتها موسكو. كانت عبقرية الرئيس الراحل أنور السادات أنه توقع فيما يبدو هذا الانهيار وبدأ رحلة الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي والاتجاه غرباً، باختصار وبعد الفشل الذريع لكل من الحالم «جورباتشوف» والمخرف «يالستين» وبعد أن أصبحت حتي روسيا نفسها وليس الاتحاد السوفيتي مهددة بالانهيار الكامل جاء ضابط المخابرات (KGB) السابق الشاب الموهوب والقوي «فلاديمير بوتين» وأنقذ وطنه روسيا. الآن نري بوضوح ذكاء ودهاء وشجاعة بوتين التي فاقت ذكاء ودهاء وشجاعة كمال أتاتورك الذي أنقذ تركيا من الانهيار بعد أن انهارت الدولة العثمانية في أعقاب الهزيمة في الحرب العالمية الأولي. من الواضح أن الاحترام والتقدير المتبادل بين الرئيس محمد حسني مبارك والرئيس «فلاديمير بوتين» لم يأت من فراغ في واقع الأمر، فإن انهيار الاتحاد السوفيتي يمكن أن يفهم علي أنه نهاية لما قد يسمي الحرب العالمية الثالثة التي عرفت باسم الحرب الباردة، أعتقد أن التجربة السوفيتية الروسية وصعود «بوتين» هي تجربة مهمة نستطيع أن نستنبط منها الدروس لما يفيد مصر، ولذلك سوف أحاول في عدد من المقالات القادمة أن أسترجع التاريخ بداية من حكم عائلة «الرومانوف» ومرورا بالثورة الروسية إلي استقرار الأوضاع مرة ثانية علي يد الرئيس «بوتين» الذي تمكن من أي يحصل لروسيا علي شرف استضافة كأس العالم في كرة القدم عام 2018 منذ نحو الأسبوع، وذلك ضد منافسة شرسة من عدد كبير من الدول الغربية، بما في ذلك بريطانيا أم اللعبة ومهد رأسها. قد يستغرب بعض القراء عندما أقول: إن هناك معلومات استخبارية مهمة - وإن كانت غير موثقة وغير موثوق من مصادرها - تقول إن الهجوم الذي ينسب عادة إلي أسامة بن لادن هو في الحقيقة انتقام وإنذار ممن تبقي من الاستخبارات السوفيتية موجه إلي الويات المتحدة بوجود خطوط حمراء يجب عدم تجاوزها من روسيا الوطن الأم. الحقيقة العرب عامة والمصريون خصوصا معروفون بعدم انكار الجميل والولاء للأصدقاء ولذلك وعلي الرغم لكرهي الشيوعية الآن وعلي الرغم أيضا من انتسابي لحركة الطلاب الأوروبية في شبابي غير أنني كنت دائما أشعر بالعرفان بالجميل لروسيا والاتحاد السوفيتي لوقوفه إلي جانب مصر وسوريا والعراق في كثير من محنهم. ونكمل غدا