مازال البرنامج السياسي الذي قدمه الحزب الوطني لانتخابات برلمان 2010، هو الأكثر فاعلية في المجتمع المصري، وهو الأكثر اقتراباً من آمال المصريين، ولعل وجودي في مناسك الحج هذا العام لم يبعدني كثيراً عن مشاكل الوطن وشواغلنا كمصريين بالمستقبل، ولكن بقراءتي لكل برامج الأحزاب التي تشارك بمرشحين عنها في دوائرنا الانتخابية، أجد أن الامال لدي الجميع عريضة جداً، ولكن ما ينقصها هو كيفية تحقيق هذه البرامج وهذه الأمال المطروحة ضمن برامج خطط لها إعلامياً بطريقة اختلفت كثيراً عما كنا نراه في دورات الانتخابات الماضية وآخرها عام 2005 وربما انحيازي إلي برنامج الحزب الوطني يعود لانتمائي الحزبي، وكذلك للمشاركة بشكل أو بآخر في تصوري مع زملائي سواء في أمانة سياسات الحزب أو في كتاباتي اليومية بجريدة روزاليوسف وأسبوعياً في الأخبار ونهضة مصر، وطرح أفكاري حول مستقبل هذا الوطن، كما أتمني أو كما يتمني ملايين من المصريين، ويعضد ذلك أنني أعلم بل علي يقين أننا نمتلك أدوات قادرة علي تنفيذ هذه الآمال وهذه الأحلام. فنحن لدينا بنية أساسية قوية من عناصر الاقتصاد الوطني، وبإدارة هذه العناصر إدارة محترفة يمكننا أن نحصل علي أضعاف ما نحصل عليه بثوابت تقوم عليها إدارة الاقتصاد الوطني. إن ما حققناه خلال أعوام خمس مضت، هي في الحقيقة جزء من أحلامنا وآمالنا، ولدينا من الإمكانات أن يتضاعف الجهد والعمل من أجل تحقيق أكثر من ذلك ورفع مؤشر النمو الاقتصادي في البلاد، ولعل البرامج التي تعلنها الأحزاب السياسية وأكبرها هو حزب الوفد، وما يعلن عنه في إعلامه المسموح به طبقاً للقانون بأن علي المصريين أن يتدافعوا إلي صناديق الإنتخابات، وأن يستحسنوا اختياراتهم لنوابهم في البرلمان القادم هو مطلب وطني، تقوم عليه نظرية الديمقراطية في بلادنا، ونحن نؤيد ذلك ويجب أن ندعمه، بل إن الواجب الوطني علي كل مصري أن يذهب يوم 28 نوفمبر 2010 إلي لجان الإنتخابات لاختيار نائب له عن الأمة، يمثله في برلمان (2010-2015)، وهذا حق وواجب لا شك في ذلك. ولكن الأهم من كل تلك الدعوات هو أن يعلن كل فريق سياسي في هذا الوطن لشعب مصر عن كيفية وأدوات تحقيقه لتلك الآمال والبرامج المطروحة علي الشعب. نحن في أشد الاحتياج للشفافية وعدم الوقوع مرة أخري في مصيدة مرشح له القدرة علي صرف أموال أو مرشح يلتحف بشعار ديني أو لحية أو سمات وجوههم، نحن في احتياج لبرامج واضحة المعالم لكي نضع أصواتنا في صندوق الانتخابات ويكون لذلك رجاء وصدي في المستقبل!