السيد الأستاذ/ رئيس تحرير جريدة روزاليوسف تحية طيبة، وبعد.. تعليقاً علي الحوار المنشور بجريدتكم بتاريخ 30 أغسطس 2010 فإنه لم يعبر عن التصريحات التي أدليت بها بما يوجب التعقيب والتصويب تدقيقا واحتراما لردود عاتبة أو غاضبة أثارها الحوار المنشور. صحيح أن مهنة الصحافة تقول إن النص من حق المصدر والعناوين من حق الصحفي أو الصحيفة، لكن عناوين الحوار المنشور استخدمت هذا الحق بتعسف ينحرف بالحوار عن مقاصده. فالعنوان الرئيسي للحوار (الإرادة السياسية أكبر ضمانة لنزاهة الانتخابات) يشي باكتفائي بها بينما كان الحديث كما جري مؤكدا - فضلا عن الارادة السياسية التي لا بد منها بالطبع في الانتخابات وفي سواها - ضرورة إصدار قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي تقدم به 100 نائب للبرلمان كضمانة للانتخابات التشريعية، وتعديل المواد 76 و77 و88 من الدستور كضمانة للانتخابات الرئاسية غير أن الحديث المنشور خلا من ذلك كله. ثم الحديث عن (رفض لقاء البرادعي) في المقدمة ونص الحوار ، وهو ما لم أقله .. فليس صحيحا أنني رفضت لقاء البرادعي أو سواه ، والصحيح أن حزب الكرامة قد اختار ممثله وهو وكيل مؤسسيه الأخ أمين اسكندر لحضور اللقاء مع البرادعي عقب عودته إلي مصر، وعندما اتصل بي د. حسن نافعة للحضور أوضحت له ذلك، فضلا عن كوني مطروحا كمرشح شعبي للرئاسة مما قد يسبب حرجا لكنه أصر علي دعوتي ورأي في تعدد المرشحين في اللقاء قيمة ديمقراطية. وأعتبر أن تعبير (رفضت) فيه إقحام يلوي الكلام . أما قولي أن (أيمن نور خارج المنافسة) فهو أيضا مما لم أقله، ونص الحوار شاهد، فقد سئلت عن ترتيبه في استفتاء موقع شارك فقلت إنه ترتيب متأخر وليس (خارج المنافسة) . وفي المقدمة ونص الحوار أيضا قيل إنني اعترفت بديمقراطية الرئيس الراحل أنور السادات، وهو استنتاج لا يقل تعسفا عما سبقه، صحيح انني قلت إنه من بين 17 مرة تعرضت فيها للحبس او الاعتقال فانني لم اعذب جسديا في سجون السادات، لكن الديمقراطية ليست هي السجن بلا تعذيب بل هي حرية الحركة السياسية بلا سجون، ثم إن هذه قد تكون تجربتي الشخصية لكنني اعلم جيدا أن هناك من لاقي تعذيبا وحشيا في سجون السادات. لقد واجهت السادات طالبا في حوار شهير ولم أتعرض لملاحقة أو أذي (فقط تم منعي من العمل في الجامعة والتليفزيون والصحافة !) ، وقد أصدر السادات بفضل ضغط الحركة الطلابية لائحة عام 76 الديمقراطية (ما لبث أن ألغاها عام 1979 في أعقاب انتفاضة الخبز الشعبية في 18 و19 يناير التي كان يحلو له تسميتها بانتفاضة الحرامية !) وإذا كنت عن ولاء وانتماء للتجربة الناصرية أنتقد الديمقراطية السياسية في دولة جمال عبد الناصر (بعيدا عن مفردات القهر والتعذيب وصياغتكم لإجابتي) ، فإنني بالتأكيد أشد نقدا لديمقراطية نظام السادات ، ومن بعده نظام مبارك . وليس من النزاهة أو الدقة أن تستنتج الصحيفة ما صدرت به مقدمة الحوار وحرفت به إجابتي في نص الحوار من اعتراف واقرار بديمقراطية عهد السادات . وتفضلوا بقبول التقدير حمدين صباحي