اضحك من القلب كبقية جيلي كلما اتذكر تعليقات وقفشات المذيع العربي اللامع " رياض شرارة"علي الشاشة، فقبل ان يرحل في عام 1994 كان رياض شرارة هو اسم محبب لبنانيا وعربيا لاجيال عديدة خصوصا اجيال الثمانينيات والتسعينيات. لرياض قصة غريبة مع المشاهد المصري ..فرغم ان اسمه يتشابه مع (معلق كرة اليد المصري) الشهير "رياض شرارة" الا ان الجمهور المصري والصحافة المصرية (تعرفه) (ولا تعرفه)..! فهي تعرف برنامجه الشهير الذي احبوه وتعلقوا به وكان يتصدر مفضلاتهم البرامجية القليلة في ذلك الوقت لكنها لاتتذكر اسمه وربما لاتعرف شكله.. فكيف ذلك؟! ان رياض شرارة هو رائد تقديم برامج المسابقات في الوطن العربي ثم دبلجة البرامج والمسلسلات الاجنبية بإعداده أول برنامج مسابقات في لبنان والعالم العربي "صفر أو عشرين" عام 1962 والذي استمر 12عاماً قبل ان ينضم لاذاعة BBC كمراسل ثم يتخصص تلفزيونيا في تقديم سلسلة برامج من المسابقات والمغامرات ..لعل اشهرها والذي احببناه كمصريين برنامج المسابقات الياباني المدبلج (قصر تاكيشي ) المعروف عندنا باسم " الحصن".. والذي اذيع في الثمانينيات والتسعينيات علي القنوات المصرية والعربية وتميز بانه يصور في الهواء الطلق بمشاركة مجموعة ضخمة من المتباريين ( الاف المتباريين ) ورياض يظهر بصوته ،نادرا ما يظهر علي الشاشة (ربما ظهر طوال تلك السنوات في حلقتين او ثلاث علي الاكثر ولثوان معدودة) مجلجلا بضحكته الشهيرة خلف شاشة البرنامج فتارة يترجم كلمات المذيع الياباني الاصلي للبرنامج الممثل تاكيشي كيتانو والمذيع الميداني المضحك الذي يحمس المتبارين ويقوم بأجواء كوميدية الملقب بالسيد جونجي وتارة يعلق علي ما نشاهده.. لكن (الايفيه) الشهير له في البرنامج كان " في البحر في البر في الجو " في اسقاط واضح علي ان المغامرة ستجري في البحر والبر والجو ،حيث يتباري المتبارون من كل الاعمار من الجد الي الحفيد في محاولة للوصول لاقتحام القلعة التي يحتلها اشرار .. وفي كل مرحلة يتساقط خاسرون في الطريق الي القلعة الي ان يصل بضعة شخوص الي المحرلة الاخيرة في مواجهة مع الاشرار "محتلي الحصن".. لقد كان رياض ذكيا في الاختيار وفي سرعة نقل هذا البرنامج من اليابان الي الوطن العربي ،فتزامن نقله في نفس عام انتاجه باليابان.. في الحلقات كانت امنية المشاهدين الا تنتهي الحلقة التي كانت تستمر ل 20 دقيقة فقط لاسيما مع اجواء المغامرة والتفاعلية والدهشة التي تتطلب الكثير من الشجاعة والمثابرة واللياقة البدنية للمتسابقين بالاضافة للعنصر الاهم وهو "التصميم" فعلي المشتركين ان يصمموا بمعرفتهم مجموعة ملابس مبتكرة وادوات ومركبات لتناسب اجواء كل مرحلة ففي مرحلة القاء الصخور من فوق الجبل تكون "شطارة" المتسابق في تصميم ملابس غير معتادة لتمتص هذه الكتل ولايقع المتسابق ويخرج من اللعبة وفي مرحلة عبور البركة عبر جسر مائل وانت تسير بمركبتك مع عائلتك لابد علي المتسابق ان يصمم مركبة سريعة وخفيفة تتحرك بذكاء ليمر من الجسر بسلام هو وعائلته ودون ان يقع في البركة حتي لو القيت عليه القنابل البلاستيكية وهكذا دواليك دواليك . الحصن لم يكن مجرد برنامج مغامرات في الهواء الطلق لكنه برنامج مغامرات ممتع وعملي يدعوك بكل اريحية لان تكون انت وعائلتك تمتلك روح التحدي والمغامرة والتخطيط والتحضير والاعتماد علي النفس اضافة للتصميم والتصنيع الذاتي لاحتياجاتك مع تقوية الحاسة السادسة لان بعض المراحل كانت تعتمد علي القفز في الخنادق وبأحد هذه الخنادق يختبئ احد الاشرار فإن قفزت في الخندق الفارغ مررت بسلام وان قفزت في الخندق الكمين الذي يختبئ به الشرير خرجت من اللعبة. التعليم بالترفيه هذا ما يريده الناس وهذا ما تحتاجه مصر والوطن العربي وهذا ما امتعنا به "رياض شرارة "رحمة الله عليه..