عرفت الجماهير المصرية كرة القدم وعشقتها وأحبتها من خلال جيل رائد من المعلقين الرياضيين أعطوا للساحرة المستديرة طعمها ومذاقها فعرفناهم من خلال كرة القدم, وعرفنا كرة القدم من خلالهم. وجذبوا عشاق كرة القدم عندما كانت بعيدة كل البعد عن الربح والخسارة والنظام والتنظيم بعبارات وجمل وتعليقات وقفشات ولقطات كانت تنتزع الضحكات من القلوب وتنشر الابتسامة علي الوجوه, وجيل وراء جيل احتفظ التعليق المصري بالتميز والريادة علي المستوي العربي, ومازالت جماهير اللعبة تحفظ لجيل العملاقة محمد لطيف وعلي زيوار لوازمهمالجميلة ومازال الأشقاء العرب يستعينون بالمعلقين المصريين في قنواتهم بالرغم من تدافع بعض الدخلاء إلي هذه المهنة الجميلة التي لاتساوي كرة القدم بدونها شيئا. ويبقي الإعلام المصري محتفظا بمعلقين لهم كلمتهم ومكانتهم ومتعتهم, ومنهم الكابتن محمود بكر الذي دخل قلوب المصريين من أوسع الأبواب, فضحكوا معه ولم يقفوا له علي الواحدة لأنه ارتبط بالزمن الرائع في كل شيء, وتبقي مصر الرياضية دائما سباقة في تقديم الكوادر المميزة, وحسنا فعل المسئولون بتشكيل اللجنة العليا لشئون التعليق التي بدأت بالفعل مهمتها الرسمية من أجل أن يحتفظ التعليق المصري بريادته العربية وسمته الجميلة, ولكن الخطر الأكبر أن يتم إغلاق الباب أمام الوجوه المصرية الجديدة في نهائيات كأس العالم التي تقام في جنوب إفريقيا, إذ لايوجد مبرر لاستقدام معلقين من الخارج في جزء من مباريات البطولة وعلي قنوات أرضية!