في زمن الانفتاح الإعلامي يمكنك خداع المشاهدين لبعض الوقت.. لكن لا يمكن استمرار الخداع طوال الوقت. من الوارد أن تتابع ظهور بالونة تتلاعب بالمشاعر وتلجأ إلي اساليب الإثارة المشروعة منها وغير المشروعة لجذب المشاهد إلي الشاشة. قد تستمر لفترة في حصد المتابعة لكن النهاية دائما ما تكون درامية. وتبدأ عملية الانهيار مع الخروج عن التقاليد الإعلامية والتخلي عن الوقار.. هنا تتحول البرامج من نافذة ترصد القضايا وتبحث عن حلول لها إلي عرض ضخم لالقاء الالفاظ النابية والتراشق بالاتهامات لمن يختلفون أو من تتعارض مصالحهم مع مقدم البرامج. وتكتب كلمة النهاية عند فتح ملف الإعلامي أو من ادعي هذه الصفة مستفيدا من عقد حصل عليه بنفوذ وظيفي ليس له صفة إعلامية.. وتزداد فصول النهاية درامية عندما يتم النبش في التاريخ الحقيقي. مدحت شلبي أحد أعضاء هذا الزمن هبط إلي عالم الفضائيات مقدما لبرامج يومية وأسبوعية مستفيدا في المقام الأول من عمله في اتحاد الكرة ونفوذه القديم هناك دون أن يملك الخلفية المهنية لفنون ومبادئ الإعلام. نقطة البداية من خرفان الإمارات السؤال الأول في رحلة مدحت شلبي.. كيف عرفت الجماهير اسمه؟ ومعه سؤال آخر متي بدأت الصحافة تهتم بنشره؟ الاجابة تعود إلي دخول مدحت شلبي عالم النجومية من الابواب الخلفية بعد واقعة مخجلة أقدم عليها, وهو معلق مباريات. الواقعة المخجلة بدأت تفاصيلها عام1996 عندما كانت نجومية التعليق يحتكرها ميميي الشربيني وحمادة إمام ومحمود بكر دون أن يقترب منهم مدحت شلبي الذي شاءت الاقدار أن يكون معلقا علي مباريات المنتخب الوطني خلال خوضه منافسات دورة الإمارات الودية. وتعرف الإعلام والصحافة والجمهور علي مدحت شلبي في هذه الدورة تحت مسمي معلق الخرفان لما حدث في مباراة مصر والإمارات. وبعيدا عن كرم الضيافة الذي تلقاه كل اعضاء البعثة المصرية من الجانب الإماراتي فوجئ الملايين من الجماهير وهم يستمعون إلي المعلق مدحت شلبي يمنح جانبا كبيرا من الوقت ليس للتعليق علي أحداث المباراة الودية المثيرة لكن ليروي رحلته مع كرم الضيافة وكيف كانت الولائم تقدم, وراح يشيد بالخرفان الإماراتية, وايضا بالديوك الرومي الرائعة المذاق, وكيف امتلأت معدته بأغلي المأكولات وأفخرها غير عابئ بواجبه كمعلق تنحصر مهمته في نقل أحداث اللقاء.. فعاد شلبي إلي القاهرة ليجد في انتظاره غضبا عارما ساد الأوساط الرياضية والإعلامية ضده, وظهرت أصوات تطالب المسئولين في وزارة الإعلام بإبعاده عن التعليق أو ايقافه لفترة حتي يتعلم جيدا المهام المكلف بها, والطريف أن شلبي لم يكن حزينا بالهجوم بل اعتبره البوابة السحرية لدخوله عالم الاضواء وتحفظ الجماهير اسمه فيما بعد خاصة بعدما وجد اسمه يتردد في الصحف بصورة لم تحدث في تاريخه الرياضي. حكاية الصفر في الملاعب وبعيدا عن البداية المخجلة له في عالم التعليق.. يطرح سؤال آخر نفسه, لماذا لم نسمع عن شلبي نجما كلاعب أو كمدرب؟ ومعه لماذا تحول إلي عالم التعليق.. الإجابة تبدأ في عقد السبعينيات عندما حاول أن يكون لاعبا. حيث بالفعل لعب لفريق الشرطة وسهل له وجوده هناك عمله كضابط شرطة, لكن لم يكن يملك الموهبة أو القدرة أن يكون لاعبا مرموقا ويحقق حلمه في الانتقال إلي الأهلي فانتهي تاريخه الكروي سريعا دون أن يسمع عنه أحد. وكان من الممكن أن يختفي اسمه من عالم الكرة نهائيا لولا اللواء حرب الدهشوري نجم الترسانة في الستينيات الذي نصحه بعد أن وجده في يأس وصدمة بالعمل كمدرب وظل شلبي يبحث عن تلك الفرصة لكن دون جدوي حتي أواخر الثمانينيات, ومطلع التسعينيات وهي الفترة التي ظهر فيها في التليفزيون المصري كمقدم برامج مسابقات بحضور فنانات من الدرجة الثانية, وساعده عمله في التعرف بالمهندس محمد عبدالمنعم الملاح الرجل الكبير في نادي الشمس وقتها الذي أغراه شلبي المذيع فقرر أن يلبي له حاجته في ان يعمل كمدرب بعد3 أعوام من تضخم العلاقة بينهما.. ومن هنا يبدأ مدحت شلبي في تدوين سيرة ذاتية له مع الكرة وخلال عقد التسعينيات ظهر كمدير فني للعديد من فرق دوري المظاليم, وتحديدا مع الشمس بمعرفة محمد الملاح ثم اسمنت السويس من خلال صداقته بحسين مجاور مؤسس النادي في تلك الفترة.. وسواء في الشمس أو اسمنت السويس لم يحقق أي انجاز علي الاطلاق كان الفريقان بعيدين عن دائرة المنافسة علي القمة.. ولامتلاكه قدرات متواضعة في التدريب, وفشله قرر اعتزال التدريب عام1999 بعد تركه أسمنت السويس, ووقتها وجد الباب مفتوحا امامه من قبل حرب الدهشوري للعمل كمدير للعلاقات العامة والإعلام في اتحاد الكرة. الغريب أنه كلما ترك شلبي فريقا كان النجاح يلازمه فعندما ترك الشمس صعد الأخير تحت قيادة مصطفي يونس إلي الدوري الممتاز عام1997, وهو ما تكرر مع أسمنت السويس, بعد ذلك والمحصلة الأخيرة هنا أن شلبي لم يكن سوي لاعب متواضع ومدرب أكثر تواضعا لاتتضمن سيرته الذاتية أي نجاح. زاهر أدانه.. والملايين مكاسبه تتوالي الاحداث ويصبح مديرا للعلاقات العامة والإعلام باتحاد الكرة ل10 أعوام متتالية, وهناك4 أعوام في حياته بالجبلاية يتقاضي فيها راتبا شهريا ضخما يتجاوز10 آلاف جنيه بلا عمل ويحتمي مدحت شلبي في امتلاكه برامج ملاكي اصابت سمير زاهر بالرعب.. ووصل الضعف بالاخير إلي حد انه اعترف في برنامج تليفزيوني من تقديم سيف زاهر ابن شقيقه بانشغال شلبي بعمله الإعلامي واهماله لوظيفته في اتحاد الكرة, وسيكون له أي زاهر وقفة معه.. ومرت اشهر علي الحوار التليفزيوني دون أن يكون له موقف مع شلبي الذي لولا وجود المهندس هاني أبوريدة كنائب لرئيس الاتحاد لزاد الإهمال بعدما سحب أبوريدة منه إدارة العلاقات العامة وحوله إلي مدير للإعلام فقط.. وهي وظيفة فشل فيها علي صعيد التعامل مع الصحافة والإعلام, وبرغم ضعف الراتب الشهري في الجبلاية مقارنة ب1.7 مليون جنيه سنويا يتقاضاها من مودرن سبورت إلا أن الرحيل من اتحاد الكرة يأتي في طليعة الممنوعات لدي شلبي لحجم المكاسب التي حازها في الجبلاية.. فهو بموقعه يعلم كل صغيرة وكبيرة عن الكواليس لبثها في برامجه. لكن الأهم والأكبر من ذلك هو احترافه العمل الإعلامي كرويا من خلال كونه مدير الإعلام في الجبلاية.. منصبه ونفوذه اتاحا له الحصول علي عقد في قناة أوربيت الرياضية موسم2007/2006 لتقديم ستوديو تحليلي عن الدوري المصري.. وبعدها انتقل إلي مودرن سبورت التي يحصل منها علي راتب ضخم أدي إلي تطاوله ذات يوم علي سمير زاهر, وهاجمه عندما حاول حرمان مودرن سبورت من تجديد تعاقد البث الفضائي صيف العام الماضي بالتفاوض مع شركة تسويق انجليزية. ويكفي أن يعلم الجميع أن شلبي هو أكبر مستفيد من عملية بث مباريات الدوري الممتاز علي القنوات الفضائية اعتبارا من عام2006 وبات يتقاضي الملايين بعد أن كان أجره لا يجاوز1000 جنيه, عندما كان أحمد شوبير يستضيفه كمحلل في برنامجه الاسبوعي القديم في قناة مودرن سبورت. عطف إيهاب سر بقائه وعندما نتحدث عن المكاسب المالية لمدحت شلبي من وراء الإعلام فعليه ان يتوجه بالشكر إلي رجل الأعمال الهارب إيهاب طلعت, عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق الذي أنقذ رقبته من الإقالة عندما انتخبت الجمعية العمومية سمير زاهر رئيسا لاتحاد الكرة في يونيه عام2005, ووقتها كان شلبي محسوبا علي اللواء حرب الدهشوري مرشح الرئاسة في نفس الانتخابات. وقتها كان زاهر يملك من القوة إقالة مدحت شلبي, بل واتخذ القرار بطرده من الجبلادية بلا عودة. حيث جرت واقعة خلع مدحت شلبي من منصبه ومع اتخاذ زاهر قرارا بأن يكون رجل الأعمال إيهاب طلعت عضوا بالتعيين في مجلس إدارة اتحاد الكرة, ومخاطبته الجهة الإدارية ممثلة في وزارة الشباب والرياضة لاصدار قرار التعيين. وهنا لعب ايهاب طلعت دور البطولة المطلقة في انقاذ رقبة مدحت شلبي من الإقالة. حيث مارس عضو المجلس ضغوطا هائلة علي زاهر للابقاء علي شلبي كموظف في الاتحاد حتي لا يقال إعلاميا إن عضو المجلس افتتح مشواره الإداري في الجبلاية بتصفية حسابات عائلية مع مدحت شلبي. وبعد ضغوط إيهاب طلعت ورغبته في أن تكون له بداية منطقية بعيدا عن تصفية الحسابات قرر سمير زاهر الإبقاء علي مدحت شلبي بل وتمت زيادة راتبه الشهري وقتها.. ونال رضاء رئيس الاتحاد ايضا الذي منحه في بداية عمر المجلس2008/2005 لقب المتحدث الرسمي بعد اكتمال عقد المجلس بانضمام الاعضاء المعينين من قبل الجهة الإدارية.. وأنقذت بذلك رقبة شلبي من الإقالة, وقدم الرجل في المقابل فروض الولاء وفك الارتباط بحرب الدهشوري. قصته مع ممدوح عباس ما هو إعلام مدحت شلبي؟ سؤال يرتبط بعالم مثير في حياة الرجل.. فهو بدأ عمله مقدم لبرامج مسابقات احترفه بناء علي مساعدة زوجته السابقة المطربة شيرين وجدي التي ساهمت في تحقيقه لحلم داعبه طويلا في الظهور علي الشاشة.. وللحق كان مميزا في هذه الفئة من البرامج لكنها لم تكن كفيلة بأن تصنع منه نجما للتوك شو, خاصة ان فترة ظهوره في مطلع التسعينيات لم تكن وقت الملايين من الجنيهات والجوائز المالية الضخمة قد طرقت أبواب برامج المسابقات بالاضافة إلي اقتصار تقديمها في شهر رمضان المبارك, فقرر الهجرة من جديد إلي المجال الكروي. شلبي الإعلامي الذي ظهر في قناة مودرن سبورت متحمسا وبشراسة لانتخاب ممدوح عباس رئيسا لنادي الزمالك في الانتخابات الملغاة في صيف عام2008 الشهيرة كان يخصص حلقات للحديث عن انجازات ممدوح عباس, ويشيد بصفاته الكروية المدوية علي حد زعمه هو نفسه, ومنها جونيور أجوجو مهاجم منتخب غانا.. وقام أكثر من مرشح بمطالبة شلبي بالحياد دون جدوي ولا أحد ينسي أن شلبي كان سيئا للغاية عندما ظهر عبر مودرن سبورت معلقا علي لقاء الأهلي والزمالك في كأس السوبر المحلي قبل انطلاق موسم2009/2008, وأقيمت تلك المباراة بعد ساعات من صدور حكم قضائي بمنع إجراء الانتخابات, وبالتالي تعيين مجلس جديد. المثير أن شلبي كان يحمل علي عاتقه تعيين عباس رئيسا للنادي, وخلال اللقاء الشهير بين الأهلي والزمالك خصص أوقاتا مطولة للإشادة بصفقات عباس, ومنها ريكاردو البرازيلي, وعلاء كمال, وأجوجو, وأيمن عبدالعزيز, وظل يردد الزمالك عائد بقوة.. والله علي الصفقات, وتناسي في خضم تعليقه ارتداء ثوب الحياد, والغريب في الأمر أن شلبي الذي ظل يتغزل في ممدوح عباس والزمالك كانت الأفضلية في المقابل من نصيب الأهلي الذي حقق الفوز وتفوق فنيا وبدنيا وهزم الزمالك بهدفين مقابل لاشيء أحرزهما أحمد حسن ومعتز إينو ونال كأس السوبر, ولكن لم يكن شلبي يهتم إلا بعباس الذي أصبح أكبر عدو له الآن. فتنة مصرية جزائرية ويتحمل شلبي وحده كمقدم برامج رياضية مسئولية إفساد علاقات الشعبين في مصر والجزائر بحثا عن الإثارة في المقام الأول, ويعد مدحت شلبي من أهم الجناة في عملية شحن الجماهير في الدولتين, ولا أحد ينسي مجموعة حلقاته التي ظهر فيها قبل لقاء المنتخبين المصري والجزائري في الرابع عشر من نوفمبر بالقاهرة التي كان يدعو الجماهير للوجود في مطار القاهرة والمبيت حول فندق إقامة المنتخب الجزائري والعمل علي إفساد لياليهم في القاهرة مثلما فعلوا مع المنتخب المصري في الجزائر, وهنا خاطب شلبي فئة في الجماهير بترك منازلهم, وتتمثل في المراهقين ما بين17 و22 عاما, وهم فئة تفتقد للوعي الكافي, بالإضافة إلي الإساءات المتكررة للجماهير الجزائرية ورجال الإعلام هناك, فصنع عداء وحربا متبادلة قبل أن تبدأ المباراة وأدي الأمر إلي صناعة رأي عام بين المراهقين أن مباراة الكرة تحولت إلي حرب هتافات بين دولتين للحصول علي بطاقة التأهل للمونديال. سقوط جديد ليس عيبا الخطأ, لكنه يتحول إلي جريمة إذا عادت أصوله إلي الجهل بالقوانين واللوائح عمدا, وأيضا إذا عادت أصوله إلي التلاعب بمشاعر جماهير تنتظر منك الكلمة الفاصلة. ونروي هنا أحد أهم خطايا مدحت شلبي الإعلامية حيث خدع الملايين من الجماهير المصرية قبل لقاء المتخبين المصري والجزائري في الرابع عشر من نوفمبر الماضي. كانت هي المواجهة الأخيرة في تصفيات المجموعة, وظهرت لعبة الحسابات حول عدد الأهداف التي يحتاج إليها المنتخب عند الفوز لحصد بطاقة التأهل إلي نهائيات كأس العالم المقبلة, وخرج مدحت شلبي في برامجه يؤكد مرارا وتكرارا أن الفوز المصري بفارق هدفين يمنح المنتخب بطاقة التأهل للمونديال علي حساب الجزائر, ورفض الإعلامي الذي هبط فجأة الاستماع لآراء الآخرين وظل علي عهده بخطئه دون اعتراف ويقرأ رسائلSMS التي تبارك له عبقريته العلمية المعملية الفذة في الوصول إلي فارق الهدفين, وظل الأمر يتداول من جانب شلبي لأكثر من أسبوع حتي ثبت جهله بتعديل اللوائح المنظمة لصعود المنتخبات وإدارة التصفيات الإفريقية المؤهلة إلي نهائيات كأس العالم, وأن الفوز بفارق هدفين يؤدي إلي المباراة الفاصلة, وأن حصد بطاقة المونديال يحتاج للفوز بفارق3 أهداف. شتائم ضد صادق وضعت هذه القضية خطيئة أخري لشلبي الذي لم يحترم المشاهدين في تلك الفترة لمعرفة آخر أخبار الكواليس المصرية وأيضا الجزائرية, كما لم يعترف شلبي بخطئه في معرفة اللائحة وبدلا من توجيه الإشادة لصاحب الحق وهو زميل له في القناة علاء صادق راح بعدها يبث سمومه والغيرة القاتلة تنهش قلبه من انفراد علاء صادق بكشف بنود اللائحة, وباعتراف علاء صادق نفسه واجه حربا شرسة وغير لائقة من زميله في القناة وصلت إلي حد الإهانة بترديد شلبي ألفاظا غير لائقة مثل البغبغان, والكلب علي زميل له, وإذاعة كليب يسخر فيه منه, وهو ما أدي إلي خروج علاء صادق من مودرن سبورت علي الهواء مباشرة, المثير أن شلبي الذي يردد علي الدوام أهمية حصول المشاهد علي وجبة معلومات كروية دسمة تغاضي عما يقوله عندما حول غيرته القاتلة من زميله إلي حرب علي الشاشة يردد فيها ألفاظا غير لائقة. النفوذ الوهمي في التليفون وما لا يعلمه الكثيرون عن مدحت شلبي هو أداؤه أدوارا سينمائية علي أرض الواقع, فهو عند خلافه مع شخص يلوح بورقة النفوذ ويقول: سأرفع سماعة التليفون فقط, ويسألونه: ماذا تقصد؟ فيجيب: من اختلف معي سيذهب وراء الشمس, ويسألونه مرة أخري: ومع من يجري الاتصال؟ يجيب في ابتسامة: انتظروا النتيجة, وحدث ذلك مرات عديدة أمام شهود, ويعتمد مدحت شلبي في أداء الفاصل التمثيلي علي خلفيته المهنية كضابط شرطة. والغريب أن مدحت شلبي يؤدي هذا الدور رغم تحذيرات المقربين له من الاندماج أكثر من اللازم, خاصة أن واقعة نهاية خدمته في وزارة الداخلية كانت مثار جدل واسع واستحوذت بنصيب الأسد في جلسات النميمة, سواء في الوسط الكروي بحكم عمله كمدير للإعلام في اتحاد الكرة, وفي الوسط الفني لزواجه من المطربة سحر نوح, ومن قبلها المطربة شيرين وجدي, ودخوله أيضا عالم الفن أكثر من مرة. وصلة رقص وعقدة مدحت شلبي الحقيقية عدم إيجاده طريقا لنفسه في عالم الفن بعد رسوب محاولات عمله كمقدم برامج مسابقات التي كانت سببا في تحوله إلي عالم الكرة للبحث عن النجومية, لكنه لم ينس حنينه للفن, ومن حين إلي آخر يقدم الرجل فاصلا من المواهب الفنية المميزة, لعل أبرزها دخوله صراع المنافسة مع كبريات الراقصات في مصر أمثال دينا وأداء فاصل من الرقص عندما حقق المنتخب الوطني فوزه الكبير علي الجزائر بأربعة أهداف دون رد في نصف نهائي الأمم الإفريقية الأخيرة في أنجولا, ظهر شلبي علي شاشة مودرن سبورت وهو يزف النبأ الفني العظيم بأدائه رقصة للمشاهد فقط, واستعاد الرجل الذي تخطي العقد الخامس من عمره ذكريات الماضي وقدم فاصلا راقصا تمايل خلاله بشكل لا يليق في هذا العمر وكأنه يستعيد بدايته عندما حاول احتراف الغناء والعمل كمطرب, وكانت أشهر تجاربه إنتاج شريط مع بداية زواجه من سحر نوح تحت إشراف والدها الموسيقار محمد نوح وذهب به إلي عدد من خبراء الغناء الذين أجمعوا له افتقاده للحس الصوتي ونصحوه بعدم طرحه في الأسواق, وهو ما حدث بالفعل. وكانت له تجارب أخري فاشلة لم تظهر إلي النور مثل محاولته احتراف عالم التمثيل في أواخر التسعينيات, وبالفعل بدأ يطارد عددا من المخرجين لكن توقفت محاولاته فجأة بناء علي تعليمات من اللواء حرب الدهشوري رئيسه في العمل وصاحب الفضل الأكبر في ظهوره بالجبلاية بداعي أن هناك منصبا ينتظره في اتحاد الكرة عند توليه( أي حرب) الرئاسة, ويرتبط اسمه هنا بقصة أخري من رحلته المليئة بالتقلبات حتي علي أقرب المقربين له. ولم يكن التحول الكبير من جانب مدحت شلبي إلا للانتقام من الحضري الذي هاجمه, وبعد أن حصل شلبي علي دوره في فيلم مرجان أحمد مرجان الذي لعب بطولته الفنان الكبير عادل إمام, حيث كان متفقا أن يشارك الحضري في الفيلم كضيف شرف, وتم إجراء تعديل في السيناريو دون الإخلال بمضمونجوجود عنصر كروي في الفقرة, وظل مدحت شلبي يطارد منتخب الفيلم والمقربين من عادل إمام حتي حصل علي دور الظهور كمعلق لمباراة بين جامعتين يتألق فيها الفنان الكبير, ولعب دورا أيضا في إزاحة فكرة الاستعانة بالحضري بالهجوم عليه للإيحاء بأن وجوده سيؤدي إلي سقوط الفيلم بسبب غضب جماهير الأهلي.