«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فضائيات رمضان رسالة أم تجارة ؟
أغيثونا .. يرحمكم الله !
نشر في الأهرام اليومي يوم 25 - 08 - 2010

إلى وقت قريب جدا كانت تتوالى علينا الفضائح على إختلاف أنواعها في شكل أخبار وصور ومواد فيلمية وصوتية حتى تتحول في النهاية إلى مادة دسمة وشيقة في أحاديث الجمهور، وبين مصدق ومكذب هناك دائما مساحة شاسعة ، وذلك من منظور أن هؤلاء النجوم على اختلاف مشاربهموطرق نجوميتهم هم شخصيات عامة ، أو من خلال خصوم ومنافسين لهم ، وبغض النظر عن صدق هذه المواد من عدمه.
لكن الصورة الآن أصبحت مغايرة عندما هبطت علينا البرامج الحوارية الساخنة أو تلك التي تأتي على طريقة " توك شو " وعلى جناح التوابل الحارقة أصبحت الفضائح المرئية على الهواء مباشرة مادةللحكي لا ينازعها موضوع أو قضية ، ما جعل الفضائح تتوالى،وتكبر بحجم استهلاكها الإعلامي المرئي الذي يتضاعف يوما تلو الآخر ، وهو الأمر الذي ينسحب على المتلقين على اختلاف خلفياتهم الثقافيةوالمعرفية.
وهذا بالطبع جعل الحضور الإعلامي المرئي للقضايا المثيرة للجدل أمرا لاينبغي أنيمر مرور الكرام , خاصة في ظل القاعدة التي تقول إن الإعلام يهدف لجذب الجمهور أيا كانتالوسيلة والطريقة , ومع زيادة معدل هوس برامج الإثارة الفضائحية - كما نشاهد حاليا - أصبحت هذه المواد البرامجية المقدمة للجمهور في شأن القضايا الأخلاقية أو تلك التيتتقاطع مع واحدة من التابوهات الثلاثة (الدين/ الجنس/ السياسة) ذات جوانب عديدةتهدف بالأساس لإرضاء شغف الجمهور بمعرفة أسرار غيره والاطلاع على كل ما هو جديدومختلف لتحقيق الرغبة في الإثارة لديه.
من هنا المنطلق فقد آثرنا فتح هذا الملف الشائك والتصدي لتلك القنوات والبرامج التي تلجأ إلى الإثارة كوسيلة للتفتيش في صدور الضيوف عن أسرار وخبايا ربما لا تجرح مشاعر النجوم ، بقدر ما تجرح صيام الجمهور في رمضان واضعين في اعتبارنا أن نجيب من خلال الخبراء والمختصين عن سؤال مؤداه : فضائيات رمضان .. رسالة أم تجارة ؟
ومن هذا المنطلق نفتح نبدأ ببرامج قناة " القاهرة والناس " والتي وصفت نفسها ب " أجرأ قناة فضائية في رمضان " في محاولة لتحليل مضمون ماتقدمه من برامج والوقوف على أسباب الانحراف عن المسار الصحيح الذي يتناسب والأجواء الروحانية في شهر رمضان ، خاصة بعد أن أصبحت هذه القناة على مشارف الدخول في دوائر القضاء حسب آخر تصريح للمحامي الشهير مرتضى منصور الذي لوح بغلقها كما فعل مع شوبير.

حدود الجرأة
عرفت الساحة التلفزيونية للمرة الأولى قناة " القاهرة والناس" فى رمضان الماضى عندما أمطر طارق نور سماء القاهرة بإعلانات وتنويهات مثيرة عن قناته الموسمية التى ترفع شعار " أجرأ قناة فضائية في رمضان " لما تضمه من برامج ومواد تتجاوز حدود الجرأة إلى الإثارة المستفزة التى تخدش حياء المشاهدين واستمرت القناة آنذاك لمدة 33 يوما تشمل شهر رمضان حتي والأيام الثلاثه لعيد الفطر وبعدها أغلقت أبوابها لنحو 11 شهرا قبل أن تعود من جديد مع حلول شهر رمضان الجارى وظن الكثيرون أن طارق نور قد استفاد من غضب المشاهدين من المضمون الذى جاء فى برامج قناته خاصة برنامج لماذا إلا أن بعض الظن إثم فبرنامج " لماذا " تم استساخة بثلاثة برامج حوارية أخرى أكثر إثارة هي (بلسان معارضيك - بدون رقابة - مع نضال) إلى جانب برنامج آخر مستفز يحمل اسم " بحث ميداني زى العسل " هو أقرب للكاميرا الخفية وإن كانت فكرتة تقوم على تقديم المواطن المصري فى صورة "الساذج العبيط " الذى يسعى لتغطية الهرم الأكبر بالمشع أو الزجاج لحجب الأتربة والغبار عنه او باستبدال أسود قصر النيل بنخل و حمام , أو بتصميم تليفون محمول بقرص دائرى !!
ناهيك عن فوازير ميريام فارس التقليدية و نشرة الأخبار المستفزة التى تقدمها الفراخ بصورة كاريكاتورية ساخرة تتضمن عدد من الإفيهات المبتذلة من نوعية " كنت فكراه ديك طلع خروف " !!
والطامة الكبرى هى حرص القناة على أن تروج أنها تذيع المسلسلات دون حذف خاصة مسلسل الجماعة وهو ما نفته أسرة المسلسل الذي تم عرض على الرقابة ويعرض على كافة القنوات من خلال النسخة المجازة رقابيا ومنها التلفزيون المصري الذي قال رئيس اتحاده أسامة الشيخ أنا يتحدى أن يكون حذف مشهد واحد أو حتى كلمة من المسلسل ، وبالطبع هى لا تهدف بهذه النوع من التحايل سوى محاولة جذب المشاهدين ومن ثم الوكالات الإعلانية لحجز مساحات على قناتها.
كان السؤال عن رأى الناس في قناة "القاهرة والناس"؟
وجاءت الإجابة فى كلمة واحدة .. هى نفس الكلمة التى بكي الفنان الراحل أحمد زكي وهو يقولها في آخر مرافعته في فيلم ضد الحكومة :" أغيثونا"!
ورغم أوجه الاختلافات الكثيرة بين من توجهنا إليهم بالسؤال إلا أنهم اتفقوا على أن " القاهرة والناس" تأتى فى طليعة القنوات التى ابتليت بها الساحة الإعلامية - لمدة 30 يوما في رمضان فقط - لما تقدمه من برامج فجه ومفردات لغوية مبتذلة تخرج من ألسنة المذيعين قبل الضيوف حتى بات كثير من الناس يحذرون أبناءهم من ترديد مفردات من نوعية " ادتنى الصابونة" لوفاء الكيلانى .. و" لازم يقف علشان أنا جيت" لطونى خليفة.

محتوى فقير
د. صفوت العالم أستاذ الاعلام بجامعه القاهرة والذى بدء كلامة بوصف قناة القاهرة والناس بالفقر الشديد فى كمية البرامج والمواد المنتجه " قال : المتامل لنوعية ما تقدمة تلك القناة من برامج ومسلسلات يكتشف بسهولة أنها فقيرة فى محتواها وسطحية ومبتذلة في برامجها ويتم إعادة المسلسلات والبرامج لأكثر من مرة فى اليوم الواحد لملىء الوقت ، ولذا فتلك القناة تعد ظاهرة إعلامية سيئة بما تمارسه من ألوان الإثارة المتعمدة.
ويتساءل العالم : كيف لوزير الاعلام أنس الفقى أن يسمح ببث تلك القناه بهذا المحتوى الفقير؟ ، لافتا إلى ضرورة أن ينتبة المعلنين لذلك الأسلوب الذى تتبعة القناة فى ملىء الوقت وتقديم نوعية من البرامج المثيرة والبرومهات الأكثر إثارة بهدف خداع المشاهد والمعلن وجذبهم لمتابعتها .. وهذا ليس بإعلام وإنما نوع من الخداع والإثارة المبتذلة والرخيصة !
وأضاف : "برومهات" البرامج التى تذاع لنحو 12 مرة فى اليوم تمثل مصدر خطورة بالغ على عقلية الشباب والأسر المصرية فالبعض قد لايتمكن من متابعة البرنامج لظروف خاصة به ويكتفى بمشاهدتة للبرومو - اعلان عن البرنامج - فيجد جمل مبتورة من نوعية " خداع وخيانة ودعارة ومنع و .. قمت بتبنى طفلة " مما يجعل بعض المشاهدين لاسيما من هم فى سن الشباب الاعتقاد أن مثل تلك الأمور هى السائدة فى المجتمع وفى الوسط الفنى فيسعى للتقليد والتشبهه بهم وتكون تلك هى الكارثة الأخلاقية التى تعود على المجتمع جراء السماح لمثل تلك القنوات من العمل والتواجد بقوة في شهر الصيام الذي يحظى بأكبر قدر من المشاهدة !

خدش الحياء
ما طرحة الدكتور صفوت العالم يكاد يلخص حقيقة تلك القناة التى لايكاد يمر يوما إلا وتثير برامجها حفيظة غالبية المشاهدين بسبب ما تتضمنه من حوارت مسفة وجمل مثيرة كالتى جاءت فى حلقة الفنانة اللبنانية مروى والتى شهدت الكثير من التلميحات الجنسية خاصة فى كلمة ( .... ) التى قالتها مروة فى أثناء حديثها عن شخصية زوجة محجبة تخون زوجها ضمن أحداث فيلم احاسيس وظل طونى يضحك بشده على تلك الكلمة ومروى تتصنع " البراءة" وعدم معرفة أسباب ضحكه ، واستطردت لتؤكد أنها منضبطة سلوكيا وتحرص على الصلاة ولا تخرج ابدا من بيتها إلا وقد انتهت من صلاتها استكمالا لطقوس الصيام رمضان!
كما حرص طونى على سؤالها عن معاناتها من الحرمان الجنسى كامرأة مطلقة وأجابته مروى إنها على استعداد أن تعانى 10 سنوات من الحرمان إذا لم تجد الرجل الذى يخفق قلبها بحبه.
كما شهد الحوار فقرات طويلة كأنها موجهة ومتعمدة فى الهجوم على المطربة هيفاء وهبي ! ، فقالت مروى: أنا أجمل من هيفاء .. يكفى أننى لم أجرى أى عملية تجميل في جسمى "
كما أوضحت أنها على علاقة منذ عام مضى برجل أعمال مصري وقد اتفقا على الزواج الذى سيتم بمجرد الانتهاء من تشطيب ديكورات الفيلا - عش الزوجية – الذى سيجمعهم سويا" .
وكعادة ضيوف طونى فى إبداء الاستياء من أسئلته المتعلقة بالحياة الشخصية فعلت مروى حتى تضع حدا لتلميحاته عن سلوكها وأردفت لتؤكد إنها ليست مثل غيرها ممن تنتشر لهن مقاطع بلوتوث وفيديوهات جنسية! ، ولم توضح مروى من تقصد واكتفت بالضحك وشاركها طونى بابتسامة ذات مغزى .. ربما كان الاثنان يضحكان على المشاهد الذي خدش البرنامج حيائه بما سمعه من مفردات وأسئلة وأجوبه مثيرة لم تفد عقل بقدر ما ألهبت الغرائز !

أسئلة سخيفة
نفس الأمر يتكرر فى حلقة الفنانة نيللى كريم التى لم يندهش جمهور المشاهدين وهم يستمعون لها وهى تصف مايردده طونى خليفة على مسامعها بالاسئلة السخيفة " قبل أن تصرح مؤكدة إنها نادمة على الظهور معه فى هذا البرنامج " وذلك بعد أن فاض بها الكيل من كثرة إلحاحه المستفز حول مغزى زواجها لثلاث مرات ، وكيف تبرر ذلك لأولادها وهل طلاقها من زوجها الأول يرجع لاكتشافها خيانته .. طونى لم يلتفت لأبسط حقوق الضيف فى احترام خصوصياته الشخصية وهى الجملة التى ذكرتها نيللى صراحة له كى يكف عن توجية تلك النوعية من الأسئلة لها لدرجة كادت تفقدها أعصابها وأخذت تردد تزوجت لأننى امرأة لا تحب الخطأ أو العلاقات العابرة "!
ولم يكن ذلك المشهد بالأمر الغريب على طونى خليفة الذى سبق أن تعرض ضيوفه فى برامجة السابقة لمواقف محرجة كثيرا من وقت أن كان يعمل فى فضائية LBC اللبنانية و تقديمه لبرامج " لمن يجرؤ فقط" و" الثالثة ثابتة" و" بتخسر إذا ما بتلعب " قبل أن يتجهه منذ رمضان الماضىإالى فى العمل بقناة القاهرة والناس فقدم برنامج لماذا والذي لم يختلف كثيرا عن برنامجه الحالى " بلسان معارضيك " إذ اتسم بالضغط على ضيوفه وتوجيهه أسئلة صريحه تمس جوانب شخصية من حياتهم مستغلا فى ذلك أن الضيف قد حصل على مقابل مادى مغرى يتراوح ما بين 30 –50 ألف دولار - حسبما يتردد - فى مقابل الظهور معه! ، لذا فالأمر ليس إعلام وتقديم خدمة ترفهية للمشاهدين بقدر ما هو صفقة عنوانها " أمنحك المال في مقابل أسرار ملتهبة " تجذب الجمهور والمعلنين!
ولطونى رأى صريح ومعلن يفسر ذلك بقوله فى حوار صحفي : "الإعلام أصبح بيزنس و كثيرا من النجوم أصبح ينتظر رمضان من أجل المبالغ التي يحصلون عليها من البرامج"!
والمتأمل لنوعية ضيوف طونى يجد أن الغالبية منهم من نجوم الصف الثانى ممن يجدون فى الهجوم على غيرهم فرصة لنيل مزيد من الشهرة ويساعدهم فى ذلك طونى بنوعية أسئلته والتى لايستبعد أن يكون الأمر متفق عليه من قبل ! ، كما بلغت الإثارة ذروتها فى حلقة الفنان اللبنانى جاد شويرى الذى لم يخجل أو يتردد وهو يبدى احترامة لحرية الشذوذ الجنسى الذى يتمتع به الغرب فكل شخص فى الحياة حر فى اختياراته وحر فى استخدام جسده كما يحلو له.!! وذلك ردا على سؤال مستفز من طونى خليفة

بدون رقابة
"بدون رقابة "برنامج آخر فى" القاهرة والناس" أثار الجدل باعتماده على النبش فى الأسرار الشخصية للفنانين حيث اعتادت مقدمته " وفاء الكيلاني على أن تطرح كم من الأسئلة الحساسة والشائكة التى تدور فى فلك الإثارة والخيانة الزوجية والإدمان والعلاقات الغريبة بين المشاهير وبدا جليا للمشاهدين مدى حرص وفاء على إشعال نيران الخلافات من جديد بين المتخاصمين!.
أضف إلى ذلك طبيعة ملابس وطلة ومفردات لغة وفاء وهى الأخرى أكثر إثارة للجدل فهى تحرص على أن تجلس فى مقعدها بزاوية محددة وبشعرها المصبوغ, وقسمات الوجه والعينين لاتغيب عنهم مساحيق التجميل بينما ملابسها فهى غالبها عاري الكتفين وتكشف كثير من الصدر لدرجة أن توحي للمشاهد أن وفاء ستتوجه عقب انتهاء البرنامج إلى سهرة لعروض الأزياء والأكثر إثارة وغرابة من كل ذلك هى غمزة العينين التى تحرص وفاء أن تقوم بها عندما تتوجه للكاميرا وهى تختتم البرنامج تاركة للمشاهد تخيل ما يشاء عن ما تقصده بتلك الغمزة !!
والملفت للانتباه أن ضيوف البرنامج وتحت وطاة المقابل المادى الكبير الذى حصلوا عليه لم يحاولوا رفض تلك النوعية من الأسئلة بعضهم يكتفى بأن يظهر اعتراضه قبل ان يشرع فى الإجابة ، ولا ينسى جمهور المشاهدين ماقالته فيفى عبده:" انتى نشفتى ريقى بأكثر من المئه ألف جنية - طبعا التي تحصل عليها - والمؤسف أن المشاهد ينتابه شعور بالحسرة على الوقت الذى أضاعة لمشاهدة ذلك البرنامج الذى أتاح له الاستماع لإجابات من نوعية ما قالتة فيفى عبدة :"لن اسمح لحفيدتى شهد بالعمل فى الرقص الشرقى لان الزمن تغير .. فى ناس كثير متخلفين لايعلموا حقيقة وقيمة الرقص الشرقى كفن ومهنة محترمة لها أهميتها في المجتمع ".. ليست الراقصة وحدها هى المراة الشلق طويلة اللسان .. فكل ست فى داخلها واحدة " شلق" تظهر فى لحظة الغضب "!
كما ندم المشاهد على اللحظات التى تابع فيها البرنامج فى حلقة غادة عبد الرزاق وهو يستمع لسؤال خادش للحياء :" هل يغضب زوجك عندما تقدمين على تمثيل مشاهد بها قبلات .. بوس وأحضان " وتجيب غادة بتلقائية : هذا النوع من الرجال لا أقبل به زوجا من الأساس "!
أما الأغرب فهى تلك المصطلحات الغريبة التى نطقت بها وفاء فى حلقة عن الأطفال الذين اتجهوا للعمل بالسينما حيث قالت معاتبة للطفلة الممثلة منهة عرفة - 10 سنوات - على عدم حضورها :" كده يامنة ما جتيش وادتينى الصابونة ".
كما سألت الطفل الذى ظهر فى كليب هيفاء وهبى :" إيه رأيك تحب تجوز منه عرفة .. هل تناسب ان تكون أكبر منك أم أصغر منك " مما أثار استياء المشاهدين من نوعية تلك الأسئلة التى توجه لطفل لم يتجاوز السابعة من العمر !!

أجرأ صحفية !
برنامج مع نضال الأحمدية الذى تقدمة مذيعة يحلو لادارة القناة وصفها بأجرأ صحفية فى الوطن العربى ولا أحد يعرف من منحها هذا اللقب ، و لعل الجرأة هنا تكمن في ما تردده عن نفسها أنها تعرضت في يوليو 2002 لمحاولة اعتداء مدبرة من قبل هيفاء وهبى التى تكن لها العداء والكراهية وعلى أثرها فقدت أسنانها الأمامية وعانت من إصابات عدة بأنحاء متفرقة من جسدها !
نضال حرصت في برنامجها على تكرار نمطية بقية برامج القناة في اللعب فى خانة الاثارة ونبش الأسرار الشخصية كما حدث في حلقة رولا سعد التى دارنصف الوقت تقريبا حول هيفاء وهبى ومساعدة رولا فى الهجوم عليها وتوجيه انتقادات حادة لها وهو ما لقى هوى نضال التي يبدو انها لم تستطع التفريق بين خلافاتها الشخصية مع هيفاء وكم القضايا الكثيرة المتداولة بينهم وعملها الاعلامى الذي يتطلب الحيادية فقالت : غنى يا رولا .. غنى خلى الناس تعرف أن عندك صوت الناس فكرينك زى هيفاء ما عندك صوت "!
بينما بلغ ذروة الإثارة معها في حلقة الفنان هاني رمزي حيث تمادت نضال في وصلة ضحك ذات مغزى على أثر وصف هاني لتمثال في البلاتوه على أنه رجل ( ...... ) .. قبل أن يتدارك ويقول يقفز .. ثم استمرت نضال وهاني في حوار هزلي متدني لدقائق وهى تعيد تكرار السؤال بنعومة مصطنعه بيفكرك بأية يا هاني ؟!.. وهو يجيب ( ......... ) مما أخجل حياء بعض المشاهدين وألهب غرائز البعض الأخر .. على الرغم أنه كان بمقدور نضال حذف تلك الفقرة أو تعديلها خاصة وأن البرنامج مسجل إلا إذا كان اللعب على وتيرة الإثارة وتصيد أخطاء الآخرين هو الهدف الذي تقتات علية برامج القناة !

تسلية لها حدود
من جهته يرى الخبير د. حسين أمين أستاذ الصحافة و الإعلام بالجامعه الأمريكية بالقاهرة أن جزء من وظيفة الإعلام المرئى هو تقديم التسلية والترفيه لجمهور المشاهدين ، مشددا على أهمية أن تراعى أى قناة عادات وتقاليد المجتمع الذى تتجه إليه في خطابها ، لافتا إلى أهمية أن يكون الإعلامى ملما بما قد يقبلة المشاهد فيقدمة له وما قد يرفضة ويثير حفيظته وسخطة لكونة يمس قيمة أخلاقية أو معتقدا دينيا ، فيبتعد عن تقديمه ، فليس كل الأسئلة يمكن توجيهها تحت مسمى الحرية ، فما الهدف من توجيهها وما الذى سيتفيده المشاهد منها ؟.
ويؤكد د. حسين أمين أن المشاهد المصرى والعربى بات لدية من الوعى الإعلامى ما يجعلة قادرا على التمييز بين الإثارة والترفيه والاقتراب مما يفيده ويتناسب مع عاداتة وتقاليده خصوصا ونحن في شهر الصيام .
وإذا كان خبراء الإعلام يرون أن الهوس البرامجي الإعلاني يتنافى مع أحكام الصيام فان خبراء النفس أيضا يحذرون من الخداع النفسي للمستهلك ويقول الدكتور سيد صبحي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس: هناك نوعا من التخدير وتغييب عقل المستهلك عن طريق الإبهار وتزييف الحقائق والمبالغة في كشف الأسرار وكأن هذه السلعة أو المنتج هو الحل السحري لكل مشاكل المستهلك الذي لا يتردد في دفع المزيد من المال من أجل التفاخر النفسي أمام الآخرين بأنه اشتري الضيف أو ما يتم الإعلان عنه وفي نفس الوقت يستغل المعلنون حب التفاخر وشراء الأغلى حتى لو كان الأقل جودة فضلا عن عشق المستورد وعدم تشجيع المنتج الوطني الذي يعاني من عدم الاعتزاز به ولهذا نجد استهلاكنا يخدم اقتصاديات غير المسلمين أكثر من اقتصاديات المسلمين خاصة إذا علمنا أن لدينا عقدة الخواجة والإحساس بالدونية وعلاج هذا المرض النفسي يتطلب جهودا جبارة من زرع الانتماء للوطن والأسرة منذ الصغر حتى ينشأ أطفالنا معتزين بوطنهم ومنتجاتهم الوطنية.

من جهتها ترى خبيرة علم الاجتماع الدكتورة هدى زكريا الأستاذ بجامعه الزقازيق أن مثل تلك النوعية من القنوات التلفزيونية تكرس في عقول الناس مقولة أن الإعلام التلفزيوني فقد مصداقيته وبات لا يقدم إلا كل ما هو غث ورديء و يخاطب الغرائز ولا اسف يحدث هذا فى شهر رمضان!
وتضيف : يجب أن نسمى الأشياء بمسمياتها الصحيحة فلا يجوز أن نصف تلك البرامج بأنها أعلام راق وهادف يسهم في بناء المجتمع وإنما هي اقرب ما تكون إلى صحف" التبلويد الصفراء" التي لا تهتم إلا بنشر فضائح الناس وتقديم النماذج المشوه أخلاقيا وللأسف انتقلت تلك الأفكار الرديئة إلى الإعلام المرئي بعد سيطرة الإعلانيين على الإعلاميين فباتت هناك برامج يتم إنتاجها خصيصا بغرض تسليط الأضواء على الغسيل القذر للمشاهير لاسيما الفنانين وإبراز أن فلان شاذ وأخرى جمعت ثروتها من الرقص وأخر خان زوجته أو له ابنة غير شرعية .. الخ وجعل حياتهم الشخصية مادة للتسلية بهدف جذب الإعلانات وتحقيق الأرباح
وتؤكد أن قناة القاهرة والناس وقنوات تلفزيونية غيرها الكل يعرفها بالاسم بات المشاهد المحترم بمجرد ان تقع عينة عليها مصادفة ينتقل بالريموت إلى أخرى منعا لوصول الإسفاف إلى بيته وعقل أولاده
لافتة إلى أنها ومن خلال قربها من الناس كباحثة متخصصة فى دراسة المجتمع باتت على قناعة تامة بان المشاهد المصري المحترم أى ما كانت بيئته ودرجة ثقافته قادرا على التمييز بين الرديء والجيد وانتقاء ما يحتاجه ورفض كل ما يسطح العقل ويلغى الفكر وبالتالي القائمين على إنتاج وتقديم مثل تلك البرامج "التافهة" هم لا يخاطبون إلا أنفسهم وأتمنى أن يتحلى كل منهم بالشجاعة اللازمة ليخبر الناس بحقيقة انه ليس اعلامى وإنما " فهلوي" غاية ما يطمح إلية تقديم الغث الرديء لجنى المال
لافتة إلى انه لا يجوز للبعض وصف تلك البرامج بأنها "شغل اراجوزات " فهذا ظلم وتجنى على فن الاراجوز الذي كان يقدم زمان كأداة للتسلية البسيطة الخالية من التعقيد ولكنه كان يقدم قيم ويحرص على عادات وتقاليد المجتمع لهذا كان تاثيرة قوى في عقول المتلقي فأين تلك البرامج من فن الاراجوز خاصة وانها "تحكى في المحكي " أى تعيد تقديم ما سبق تقديمه وما بات يعرفة الجميع من كثرة تكرار ظهور تلك النوعية من المشاهير على كافة وسائل الإعلام ،
علماء الدين
فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور على جمعة يؤكد أن البرامج التليفزيونية في بعضها ما يفيد وينفع الناس في كثير من الأحيان ، ويضيف فضيلة المفتي : هذه البرامج التليفزيونية الرمضانية يتحدد حكمها تبعا لما يقدم فيها ، فان اشتملت علي ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم ويعود عليهم بالخير والفائدة أو كان فيها شرح للفضيلة والتعاون علي البر والتقوى وتنمية المجتمع فهي حلال ولا بأس فيها ، أما إذا عجت بالمشاهد الفاسدة والمنكرات وعرض المشاهد المثيرة للغرائز وقدمت للمشاهدين ما لا خير فيه ولا نفع من ورائه فهي حرام ، ويجب على القائمين على تلك البرامج ان يتقوا الله وأن يقدموا في هذا الشهر الفضيل ما ينفع الناس خاصة وان شهر رمضان هو شهر توبة وإنابة ورجوع إلي الله تعالي ، ويفتح فيه المسلم مع ربه صفحة بيضاء ، ويجعله منطلقا للأعمال الصالحات التي تسلك به الطريق إلي الله تعالي ، وتجعله محل رضاه ، وعلي ذلك فعلي المسلم الذي أكرمه تعالي بطاعته والالتزام بأوامره في شهر رمضان أن يستمر علي ذلك بعد رمضان ، فان من علامة قبول الحسنة التوفيق إلي الحسنة بعدها .


ويؤكد الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق أن شهر رمضان هو شهر البطولات والانتصارات وليس شهر الفوازير والبرامج والمسلسلات ، ولكن ما تقدمه البرامج التليفزيونية خلال شهر رمضان لا يمكن الحكم عليه بالإباحة المطلقة ولا التحريم المطلق، وضابط ذلك أن هذه البرامج ما خلا منها من المحرمات والمخالفات الشرعية أو تضييع لأوقات الصلاة بالنسبة للشخص وتضييع الواجبات والحقوق ، فإنه حلال لا حرج فيه إن شاء الله تعالى ، وما كان فيه شيء من المخالفات الشرعية فإنه حرام لوجود هذه المخالفات، وليس لذاته هو.
ففي زمن كثرت فيه وسائل الإعلام، أغفل القائمون عليها الدور الحقيقي لها وهو تثقيف وتوعية المجتمع، وقاموا بدور آخر يتنافى تماما مع القيم والمبادئ الإسلامية، وأصبح همها وشغلها الشاغل عرض البرامج الأفلام والمسلسلات والفوازير والأغاني الهابطة وذلك لجذب المشاهدين أطول فترة ممكنة ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد استغلوا شهر رمضان المبارك لعرض هذه المواد التي تسيء إلى كل مسلم، وتؤدي إلى فساد المجتمع وتضيع الأجور، فقاموا بتحويل هذا الشهر الكريم من شهر للتوبة والاستغفار والرجوع إلى الله عز وجل إلى شهر تعرض فيه الفوازير الخليعة والمسلسلات وغيرها من البرامج الفاشلة التي تساهم في إفساد الشباب وإشغالهم عن عبادة الله عز وجل وصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة وقراءة القرآن وغير ذلك من العبادات.
وعلى الرغم من كل ذلك نقول أن التلفزيون سلاح ذو حدين له الأول مضيء والثاني مظلم، فقد من الله تبارك وتعالى علينا بالعديد من القنوات التي تقدم البرامج النافعة والإعلام الراقي ووصلت إلى أكثر البيوت، وخاطبت أكبر الشرائح، فهي تحمل رسالة تفقيه الناس بأمور دينهم، والرقي بهم نحو الأفضل في عباداتهم وعلاقاتهم وثقافتهم وجميع شؤون حياتهم ، فعلى المسلم أن يحتاط لدينه، حتى لا يبطل صومه، ولا يذهب أجره، ويحرم من الثواب العظيم في هذا الشهر الكريم ، وأقول للمسئولين والقائمين عن برامج الفضائيات، اتقوا الله فيما يقدم من برامج لجمهور المشاهدين، حتى لا تحملوا إثم أنفسكم، وإثم المشاهدين معكم
ويؤكد الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس السابق لجامعة الأزهر أن حالة الهوس الإعلاني التي تتزايد بالقنوات الفضائية العربية تتافى مع مقاصد الصوم وعلى صاحب المال أن يدرك أنه ليس صاحبه وحر التصرف فيه كيفما شاء وإنما المال مال الله وهو مستخلف فيه ولهذا قال الله تعالي "وأنفقوا من مال الله الذي أتاكم" وقوله "وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه" وأكد الرسول صلي الله عليه وسلم نفس المعني في قوله "يقول ابن آدم مالي مالي وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت" وقد وبخ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ابنه عبد الله عندما أراد أن يشتري شيئا ليس من الضروريات قائلا: "أو كلما اشتهيت اشتريت" ووصف الشاعر النفس التي لا تشبع من الشراء بالطفل الذي إن تهمله شب علي الرضاع وأن تفطمه ينفطم.
وأوضح أن الفقهاء عرفوا الإسراف بأنه تجاوز الحد في انفاق المال الكثير في الغرض الخسيس وقال ابن عباس "من أنفق درهما في غير حقه فهو مسرف" في حين عرف الفقهاء التبذير بأنه عدم إحسان التصرف في المال وصرفه فيما لا ينبغي وقد توعد الله المترفين في غير ما أحل الله "وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم إنهم كانوا قبل ذلك مترفين".
ولا شك أن سيطرة الشهوات علي الإنسان مفسدة ولهذا قال عمر "إياكم والبطنة في الطعام والشراب فإنها مفسدة للجسد مورثة للسقم مكسلة عن الصلاة وعليكم بالقصد فيهما فإنه أصلح للجسد وأبعد عن السرف وليحذر الإنسان من مصاحبة المسرفين حتي لا يتأثر بهم لقول الرسول صلي الله عليه وسلم "المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
وقال أن حالة الهوس البرامجي والإعلاني يجب أن تخضع لضوابط شرعية حتى لا تتحول إلى سلوك استهلاكي تبذيري قال فيهم الله تعالي "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" وقوله "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا" ولابد أن يسأل صاحب المال نفسه أن الله سيحاسبه علي ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وإذا كان هناك فائض من المال فلا مانع من الشراء العقلاني للضروريات والكماليات دون تعدي الوسطية التي قال الله عنها "وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين" وقال الله تعالي أيضا "ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محصورا" كما يستحب الاستخارة والاستشارة قبل الشراء خاصة داخل الأسرة أو ممن لديهم خبرة من الأصدقاء حتى ننفذ الأمر الإلهي العام "وأمرهم شوري بينهم" وإذا كان هناك فائض من مال فيستحب توجيه جزء منه إلي الصدقات وأعمال الخير لإدخال السعادة علي الفقراء والأيتام والأرامل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.