عادت مجلة "الكتابة الأخري" للحياة الثقافية في إصدار ثان، بعد انقطاع دام لعشر سنوات، وفي عددها الأول تقتحم المجلة الحياة الثقافية بعدد جريء، وقوي في 417 صفحة، دسمة وممتعة، في كل جزء منها، حيث تبدأ أولي صفحاتها بمدخل يعرف فيه الكاتب بشير السباعي أزمة الثقافة، كما وقع الاختيار علي "إنتاج واستهلاك الجسد الأنثوي في مصر" كمحور تدور حوله دراسة العدد، فضلا عن 30 نصا إبداعيا لعدد من المبدعين بينهم: إيمان مرسال وحلمي سالم ومنصورة عز الدين ومحمود صلاح العزب، فضلا عن ملفين فنيين راقيين الأول عن عالم صلاح الليثي ومدرسته في الثورة، ورسومه، أما الملف الثاني فيأتي بعنوان "رائحة الهند" وهو ملف مميز أعده الفنان محمد عبلة، بالإضافة إلي ملف بعنوان "الراهب الوثني: أنسي الحاج" وباب للدراسات النقدية يقدم فيه الدكتور صلاح فاروق تفكيك لعالم اللغة والمغلقة، ويفند فيه شريف رزق مشكلات قصيدة النثر الراهنة، وتختتم المجلة صفحاتها بنصوص مفتوحة لكل من أحمد زغلول الشيطي ومحمد متولي وأوراق أخيرة يتحدث فيها علي منصور عن "محطات" ويدخل فيها منتصر القفاش إلي "ثنايا الكلام" ويتحدث فيها حسن خضر "في حضرة الغياب". وعن عودتها وإصدارها الجديد، تحدث الشاعر هشام قشطة، المحرر العام للمجلة لروزاليوسف قائلا: البعض يعتقد أن المجلة صدرت بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني لقصيدة النثر، ولكن هذا غير صحيح، الأمر مجرد صدفة تزامن فيها موعد صدور المجلة مع موعد انطلاق الملتقي، فنحن نعد لها منذ ثمانية أشهر، كما أن خطها مختلف تماما عن الملتقي، وقد صدر منها حتي الآن ألف نسخة، تم توزيعها بالكامل. وعن ملامح المجلة قال: هي عبارة عن إصدار ثان من المجلة التي توقفت قبل عشر سنوات عند العدد 24، ولم نرد بعد هذه القطيعة أن نبدأ بالعدد 25، لذا اخترنا أن نبدأ من جديد بعدد أول، من المفترض أن يصدر فصليا -كل ثلاثة أشهر- بصفة مستمرة، رغم أن إعادة الإصدار محاولة ستستغرق منا مجهودا كبيرا، لأن الإمكانات بالفعل ضعيفة، والمسألة صعبة لأقصي درجة، ولكننا نملك الإرادة، ولدينا إيمان بضرورة استمرارها، كما أن أصدقائنا من المثقفين والفنانين المستقلين مجتمعون علي ضرورة استمرارها. وحول رأيه في المجلات الثقافية الحالية، ونقاطها السلبية التي سيتلافاها في الكتابة الأخري قال: المجلات الرسمية الثقافية في مصر تابعة للمؤسسة الرسمية، وهي مجلات نشر وليست مجلات تقدم سياقا أو وجهة نظر ينبني عليها اتجاه، كما أن لها سقفا محددا وشروطا في الإبداع، ومن حقهم أن يختاروا سياقهم، أما نحن فلسنا ناشرين مثلهم، بل نحن علي نقيض المؤسسة الثقافية نحاول بناء سياق وتطوير للبنية الثقافية والفكرية، كما أني أبرر وجود مجلتي بأنها ستعمل علي تراكم الرؤي، وتفعيل النصوص، حيث سيدع الجميع المجال لإطلاق هواجسه، ونحن في ذلك سنتبع نهجا واحدا هو إطلاق الحوار، واعتماد نتيجة الحوار بين المثقفين المستقلين بدون فرض وجهة نظر فرد أو شلة ما، وهذه هي سياسة التحرير التي سنتبعها، طوال أعداد المجلة. وعن إعادة إصدار الأعداد الأولي من مجلتي "الكتابة السوداء" و"إضاءة 77" قال: لقد تعمدنا إصدار العدد الأول من "إضاءة"، و"الكتابة السوداء" تحية لجماعتي "إضاءة" و"أسوان"، وترحيبا بهذا التيار المستقل، الذي ندشنه وننطلق منه، وللتأكيد أننا لا نزال مع هذه المسيرة. وحول المشاكل التي يحتمل أن تواجهه قال: أي عمل ثقافي بالضرورة له مشاكله خاصة إن كان جادا، سوف تتصف المجلة بالجرأة في كل موضوعاتها طوال أعدادها وليحدث ما يحدث، فلست خائفا، ومن يرد عمل مشاكل مع المثقفين فليفعل ما يشاء، وعلي المثقفين أن يتحملوا مصائرهم، كما أنهم لابد أن يكونوا عضويين، ويشاركوا بجرأة في التغيير، دون أن يخشوا من شيء، لأنه من دون الجرأة، لن يكون هناك تغيير، خاصة وأننا لو سرنا بجانب الحائط فلن يكون لنا مصداقية. وعن الأسماء المشاركة في أول أعداد "الكتابة الأخري"قال: بعض الأسماء التي تشارك في هذا العدد سبق أن كانت ضمن فريق تحرير المجلة في إصدارها الأول، ولكن هناك أسماء جديدة أيضا من الجيل الشعري الجديد، رغم أن المسألة لا علاقة لها بالأجيال، لأن النص المهيمن هو النص الجيد، والاحتفاء ليس بأي من الستينيات والسبعينيات، وإنما بالنص، هيئة التحرير في الإصدار يشارك بها فوق ال40 كاتب منهم مكاوي سعيد، ومحمد متولي، وحسن خضر، وعلي منصور، وحمدي الجزار، وياسر عبد اللطيف، وحسني عبد الرحيم، وبشير السباعي، وعبد المنعم رمضان، وإبراهيم داوود، وأحمد طه، فاطمة قنديل وعلاء خالد، والفنان محمد عبلة قام بعمل ملف ممتاز، وصلاح الليثي الذي نناقش تجربته، إلي جانب العديد من الأسماء.