رئيس جامعة المنوفية يترأس لجنة اختيار مديري عموم الشئون الإدارية    محمد علي السيد يكتب: معركة .. «انسحاب الساعة 1300»    الانتصار مفتاح السلام    إجازة شم النسيم 2024.. موعدها وعدد أيامها بعد قرار مجلس الوزراء بترحيل الإجازات    استقرار أسعار العملات العربية في ختام تعاملات اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024    منتدى وزراء الكهرباء في أفريقيا: 70٪ من سكان القارة بدون وقود طهي نظيف    رغم توافر السيولة الدولارية.. لماذا يرفض التجار استلام بضائعهم من الموانئ؟| تفاصيل    زيادة وتيرة حرب أسعار السيارات الكهربائية في الصين    أوراسكوم للتنمية تطلق تقرير الاستدامة البيئية والمجتمعية وحوكمة الشركات    "التخطيط" و"النيابة الإدارية" يطلقان برنامج "تنمية مهارات الحاسب الآلى"    الكويت توقف إصدار تأشيرات العمل للمصريين    تصاعد الحراك الطلابى بالجامعات الأمريكية.. وبنسلفانيا: «لا» لبايدن    روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل 48 طفلاً نازحا بسبب الحرب    بعد المظاهرات المنددة بإسرائيل.. مجلس النواب الأمريكي يطالب باستقالة رئيس جامعة كولومبيا    هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية: تلقينا بلاغ عن وقوع انفجار جنوب شرق جيبوتي    شوط أول سلبي بين طلائع الجيش وإنبي في الدوري    "أنا مش جمهور أنا معزول".. مرتضى منصور يوجه رسالة نارية بعد منعه من دخول الملعب    بالصور- جِمال الوادي الجديد تحصد مراكز متقدمة بمهرجان سباق الهجن بشمال سيناء    قريبا.. مباريات الدوري الإسباني ستقام في أمريكا    ذروة الهواء غير النقى اليوم.. وغدًا بداية انكسار الحرارة    رسميا..موعد امتحانات الشهادة السودانية 2024 وتاريخ انتهائها    وزير العدل يختتم مؤتمر الذكاء الاصطناعي التوليدي وأثره على حقوق الملكية الفكرية    حجز قضية مصرع شاب على يد 6 أشخاص في المنصورة للنطق بالحكم (فيديو)    العروسة في العناية بفستان الفرح وصاحبتها ماتت.. ماذا جرى في زفة ديبي بكفر الشيخ؟    الملك فؤاد خلال زيارته لمكتبة الإسكندرية: سعيد بوجودي في هذا الصرح العظيم| صور    الصحفيين والمهن التمثيلية تعقدان اجتماعا مشتركا لوضع ضوابط تغطية جنازات الفنانين    عيد الربيع .. هاني شاكر يحيى حفلا غنائيا في الأوبرا    لهذا السبب.. هنا الزاهد تتصدر تريند محرك البحث جوجل    توقعات برج الثور في الأسبوع الأخير من إبريل: «مصدر دخل جديد و ارتباط بشخص يُكمل شخصيتك»    عزف على أوتار الفقد    حكم الاحتفال بشم النسيم.. الإفتاء تجيب    هل هناك أذكار وأدعية تقال في الحر الشديد؟.. رد واضح من الإفتاء    أدعية التوفيق والتيسير في الدراسة.. الأخذ بالأسباب مفتاح النجاح    تضامن الغربية: الكشف على 146 مريضا من غير القادرين بقرية بمركز بسيون    محافظ المنيا: تقديم كافة الدعم للأشقاء الفلسطينيين بالمستشفى الجامعي لحين تماثلهم للشفاء    في الموجة الحارة- أعراض إذا تعرضت لها اذهب للطبيب فورًا    المستشفيات التعليمية: برنامج تدريبي لأطباء الهيئة حول تقييم الحالات لزراعة الكبد    حزب الحركة الوطنية يناقش خطة عمل المرحلة المقبلة والاستعداد لانتخابات المحليات    الخميس ولا الجمعة؟.. الموعد المحدد لضبط التوقيت الصيفي على هاتفك    تفاصيل مؤتمر بصيرة حول الأعراف الاجتماعية المؤثرة على التمكين الاقتصادي للمرأة (صور)    الصين تعلن انضمام شركاء جدد لبناء وتشغيل محطة أبحاث القمر الدولية    تأجيل محاكمة 4 متهمين بقتل طبيب التجمع الخامس لسرقته    روسيا تبحث إنشاء موانئ في مصر والجزائر ودول إفريقية أخرى    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم العراقي مهدي عباس    حقيقة حديث "الجنة تحت أقدام الأمهات" في الإسلام    هل يجوز أداء صلاة الحاجة لقضاء أكثر من مصلحة؟ تعرف على الدعاء الصحيح    دماء على «فرشة خضار».. طعنة في القلب تطيح بعشرة السنين في شبين القناطر    نقيب «أسنان القاهرة» : تقديم خدمات نوعية لأعضاء النقابة تيسيرا لهم    تقديرات إسرائيلية: واشنطن لن تفرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا"    أيمن الشريعى: لم أحدد مبلغ بيع "اوفا".. وفريق أنبى بطل دورى 2003    فوز الدكتور محمد حساني بعضوية مجلس إدارة وكالة الدواء الأفريقية    الاتحاد الأوروبي يطالب بتحقيق مستقل بشأن المقابر الجماعية في غزة    اسكواش - فرج: اسألوا كريم درويش عن سر التأهل ل 10 نهائيات.. ومواجهة الشوربجي كابوس    قبل سفرهم إلى أمريكا.. وزير التعليم يستقبل الطلاب المشاركين في مسابقة "آيسف"    القبض على 5 عصابات سرقة في القاهرة    عمرو الحلواني: مانويل جوزيه أكثر مدرب مؤثر في حياتي    الحج في الإسلام: شروطه وحكمه ومقاصده    بشير التابعي: أتوقع تواجد شيكابالا وزيزو في التشكيل الأساسي للزمالك أمام دريمز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كاتب يطالب المعارضة بالتحالف مع الوطني!! .. وعودة "سعد الدين إبراهيم" إلى إثارة قضية الأقليات مجددا..وأقلام تصف هيكل ب "أستاذ التنويم المغناطيسي".. وفاروق حسني ب (وزير الاستعراض السياسي)
نشر في المصريون يوم 17 - 09 - 2005

شهدت الصحف المصرية الصادرة اليوم ( السبت) جدلا محتدما حول عديد من الموضوعات والقضايا الساخنة ، كان أبرزها موضوع استقالة وزير الثقافة "فاروق حسني" التي أدت إلى انقسام حاد بين المثقفين حولها ، ما بين إصدار بيان يطالب بعدوله عن الاستقالة ، إلى مطالبة الرئيس بقبولها فوراً وحث مسئولين آخرين على فعلها. كما شهدنا عودة د"سعد الدين إبراهيم" إلى طرح قضية الأقليات مجددا . وهجوم مجلة "روز اليوسف" على هيكل ووصفته ب "أستاذ التنويم المغناطيسي".. فضلا عن تناول بعض الأقلام لموضوع التغيير السياسي الحاصل في البلاد قبيل الانتخابات البرلمانية القادمة . وتحدثت الصحف أيضا عن معركة قادمة بين الأخوان والكنيسة بسبب المطالبة بإلغاء الشريعة الإسلامية من الدستور ، و"أبرزت المصري اليوم" قول مرشد الإخوان "مهدي عاكف" أن المادة الثانية خط أحمر وسنلجأ للشعب لحماية معتقداته. كما أبرزت عنوان آخر يقول : اشتعال الحرب الكلامية في انتخابات نقيب الصحفيين .. الإخوان يشعلون انتخابات نقيب الصحفيين ، عاكف يريد "مكافأة " عارف .. وحجازي وحرب يحاولا استقطاب صحفيي الأخوان .. وفي موضوع آخر ، بشرت الصحف بالإفراج عن معتقلين سياسيين خلال أيام والقرار يشمل قيادات المظاهرات وعناصر من الإخوان وكفاية . فيما صدرت توجيهات بعدم ممارسة الأنشطة السياسية في الجامعات والمدارس مع بداية العام الدراسي الجديد وتوجيهات. إلى ذلك كشفت تحقيقات صحفية عن أزمات حادة تواجه الأحزاب بعد انتهاء انتخابات الرئاسة ، وعزم رؤساء الأحزاب الصغيرة عدم ترشيحهم في الانتخابات البرلمانية .. وعزم حركة "كفاية" منافسة الوطني في الانتخابات فيما رددت أخبار صحفية عن ترتيبات واجتماعات سرية للإطاحة بأيمن نور وزوجته عن قيادة حزب الغد . وتصدرت الصحف الحكومية عناوين بارزة تقول : " أمريكا راضية عن نتائج انتخابات الرئاسة و"رايس" تصف الانتخابات ب "النزيهة" !! . ورصدت بعض الأقلام ملامح التغيير الحالية والقادمة ، والقول بأننا انتقلنا من مرحلة الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر . البداية من موضوع استقالة "فاروق حسني" الذي وصفه "عبد الله كمال" في روز اليوسف ب (وزير الاستعراض السياسي) وقال : " أظن أن الوزير وقع في خطأ كلاسيكي وهو يدير موقفه الشخصي والسياسي في أزمة حريق قصر ثقافة بني سويف .. هذا الخطأ هو أنه يمكن أن تمارس السياسة بعد 7 سبتمبر 2005 بنفس الأدوات والأساليب التي كان يتم استخدامها قبل هذا التاريخ . فاروق حسني وزير الثقافة أراد باستقالته "التطوعية" أن يمارس استعراضا سياسيا يلعب فيه دور المجني عليه، الضحية الذي ارتضى أن يقدم نفسه عوضا عن الآخرين لعل هذه المغامرة يمكن أن تعود به إلى مكانته أقوى من البداية .. ولعل الجماهير تخرج صاخبة غاضبة مدافعة عنه قائلة: "لا تتنحى".. لقد قال الوزير أنه يريد أن يرفع الحرج عن النظام وأوحى أنه حائط صد عن الآخرين .. في حين أن ما فعله هو نفسه محاولة أن ما فعله هو نفسه محاولة إحراج في رأيي الخاص. إن وزير الثقافة وزير تليد وسياسي عتيد لكن يبدو أن المغامرة خانته هذه المرة.. خاصة أنه في الاستقالة التي أعلن عن مضمونها على لسانه لم يرد أن يعترف بالمسئولية ..بقدر رغبته في أن يظهر ذاته على أنه ضحية تصعيد سياسي غير مبرر.. وتوظيف سياسي لكارثة رأى أنه تم "تهويلها". من جانب آخر أفاضت الصحف المصرية الحكومية والحزبية والخاصة بتصريحات وزير الثقافة المصري التي انتقد فيها معارضيه ، ووصفهم بأنهم "أعداء الديمقراطية" الذين "يتربصون بمن يخالفهم الرأي" ، معتبرا "أنهم لا يقلون عن الجماعات المتطرفة التي تقوم بأعمال الخطف والقتل في العراق" ، على حد تعبيره . لكن "حسني" رغم ذلك اعترف بالمسئوليةَ السياسيةَ عن هذا الحادث ، غير أنه استدرك قائلاً "إنَّ هذا الموقف سيُرضي مجموعةً من المغرضين وليس المثقفين كما يزعم البعض ، وعلى الرغم من أنَّ الخطأَ الذي وقع في المسرح يتحملَّه الجميع ولا يمكن أن يتحمله فرد بعينه". من ناحية أخري وقع أكثر من‏200‏ من الكتاب والمثقفين والفنانين والأدباء علي بيان بشأن حادث حريق بني سويف المأساوي وتداعياته طالبوا فيه وزير الثقافة فاروق حسني بسحب استقالته التي قدمها أمس الأول‏ وناشد الموقعون علي البيان الرئيس حسني مبارك عدم قبول استقالة فاروق حسني‏ . من بينهم : فوزي فهمي وعبد الرحمن الأبنودي ود‏.‏رفعت السعيد وأنيس منصور وصلاح منتصر ود‏.‏جابر عصفور ود‏.‏سمير سرحان ود‏.‏ناصر الأنصاري وصلاح عيسي ومفيد فوزي ولينين الرملي ووحيد حامد ومصطفي حسين . ومقابل موقف جماعة المنتفعين شن الكاتب "جمال الغيطاني" هجوماً ضارياً على الوزير في صحيفة "أخبار الأدب" قائلاً : "إن الشارع الثقافي يشهد لحظة مأساوية لها دلالتها ، ولعل الايجابي فيها هو وجود هذا الحشد الذي يتضامن مع الضحايا ويطالب بمحاكمة وزير الثقافة وليس فقط إقالته بسبب مسئوليته السياسية إزاء هذا الحادث المأساوي ، معرباً عن اعتقاده بأن المشهد الحالي ، هو امتداد لحركة الشارع نحو التغيير ، هذه الكارثة نتيجة أخطاء نتيجة فقر يعيش فيه المبدع في الأقاليم ، في الوقت الذي يصرف فيه حوالي 14 مليون جنيه على التجريبي ، بينما المسرحية التي راحت ضحيتها هذه النخبة الجادة كانت ميزانيتها ألف جنيه وهذا يفسر إلى أي مدي تقع المسئولية علي عاتق وزير الثقافة ومعاونيه . ونعود إلى "روز اليوسف" مرة أخرى ، حيث شن "كرم جبر" هجوما لاذعا على "هيكل" منتقدا احاديثة في قناة "الجزيرة" قائلا : "رغم حلاوة أسلوب الأستاذ هيكل وبلاغته وجاذبية لسانه التي لا تقل عن رشاقة قلمه .. إلا أن الاستسلام لما يقول يصيب العقل بحالة أشبه بالتنويم المغناطيسي حتى يصل للنتائج التي يريدها هو مهما كانت عكس الحقائق وذد مجريات الأحداث . استأذن الأستاذ في الانصراف في مثل هذه الأيام منذ عامين واستخدم أسلوبا جعل الناس يضربون كفا بكف ووصلت بعض التعليقات إلى حد التندر لأنه قال "فقد استقر عندي أن الاستئذان في الانصراف وجب" ثم عاد يقول: "الانصراف نيتي وليس الاختفاء بمعنى أنه الابتعاد وليس الغياب". هذه هي طريقة هيكل وهذا أسلوبه يلعب بالكلمات كيفما يشاء ويشكل الجمل مثل قطعة الصلصال لكن حين تدقق في المعاني تتوه وتحتار فإما أن تستسلم وتسلم له عقلك منذ البداية حتى يمكن قبول ما يقول أو أن تفكر قليلا فيسقط البناء الوهمي الذي يشيده هيكل فوق أرضية من رمال . استأذن هيكل في الانصراف عن الكتابة ولم يستأذن في العودة إلى الكلام .. مع أن الكتابة في الأصل كلام والكلام هو الصورة الناطقة للكتابة لكن هيكل يستطيع أن يضع غشاوة على ما يريد ويستطيع أن يصعد بأحداث لا تستحق إلى قمة الإثارة والتشويق مثلما استأذن ثم عاد دون استئذان حدثان لا يستحقان المبالغة لكنه نجح في استغلالهما للعودة إلى الأضواء والدخول إلى بؤرة الأحداث من جديد . وأضاف "جبر" أن الثغرة الفادحة فيما يقوله هيكل وما يكتبه هي الخلط المعتمد بين "قراءة" التاريخ وبين "كتابة" التاريخ رغم أنه يقول في كتابه "سنوات الغليان" "كتابة التاريخ ليست صناعتي ولا أنا مدعيها وليس من باب التفاخر أن أقول إن قراءة التاريخ حقي لأنها حق كل مهتم بالشئون العامة". لكنه يكتب التاريخ ويقرأه بالطرقة التي يريدها للوصول إلى النتيجة التي يريدها حتى لو اضطر إلى اختلاق أحداث لم تقع أصلا أو يضخم في أحداث صغيرة ويجعلها كبيرة .. الأمثلة كثيرة ومنها ما ذكره أثناء حرب الخليج الأولى بأن دولة أفريقية أرسلت طائرة حربية إلى مطار القاهرة تسأل عن مكان الحرب للحصول على ملايين الدولارات ثم تأكد أن هذه معلومة محض خيال هيكل ولم تحدث أبداً لكنه أراد أن يدلل على أن الحرب ضد العراق كانت من قوات أشبه بالمرتزقة فاختلق وقائع كاذبة للوصول إلى هذه النتيجة المضللة ، والمعنى الخفي وراء ذلك هو المساس بالدور المصري في حرب تحرير الكويت . لا ينسى هيكل أبدا خصومه ويظل يلاحقهم مدى الحياة في كتاباته وتحليلاته .. ولم ينصف هيكل أحدا غير الرئيس عبد الناصر الذي اعتبره صديقه لأن الصداقة تأتي كما يقول "عندما يجد اثنان نفسيهما منجذبين سواء بحكم تلاقيهما الفكري أو بحكم عناصر الكيمياء الإنسانية" . ويخلص الكاتب إلى القول : " إننا أمام محنة الجاذبية المثيرة لأحاديث هيكل الجاذبية التي تعتمد على "التنويم السياسي" الذي يشد الملتقى إلى قاع ناعم ورقيق، يشبه خيوط العنكبوت التي لا تشعر بها الفريسة إلا بعد أن يضيق حولها الخناق .. الجاذبية المثيرة لأحاديث هيكل هي التي لعبت دورا مؤثرا في "التنويم السياسي" لعقل الأمة فجعلت الهزيمة نكسة .. وبنفس هذا التوجه يقف هيكل شاهدا على العصر!! ننتقل بعد ذلك إلى موضوع الإصلاح والتغيير ، والبداية من صحيفة "المصري اليوم" حيث قدم د. " طارق الغزالي حرب" رؤية تشاؤمية وان بدت طبيعية في مقال بعنوان : (متى تتغير مصر فعلا) .. " كل ما حدث في مصر في الشهور الأربعة الأخيرة لا يخرج عن كونه شيئا أشبه بإلقاء حجر في المياه الراكدة منذ سنين وكان هذا الحجر هو رغبة الرئيس في تغيير مادة واحدة في الدستور ليثبت للعالم أنه سيكون هو الاختيار الكاسح لغالبية الشعب المصري سواء كان ذلك باستفتاء أو بانتخاب وقد قال ذلك فعلاً في حديث له قبل شهور قليلة من إعلان تعديل المادة 76 ولست أدري كيف يمكن أن تسمى هذه الموجات الدائرية التي تبدأ صغيرة ثم تكبر ثم تضعف وتضمحل تغييراً!! فهل سمعتم أن حجراً واحداً ألقي في بركة راكدة مليئة بالماء الآسن والرائحة العفنة والأفاعي والحشرات قد غيرها؟! إن القول بأن مصر تغيرت يحتاج لأشياء كثيرة جداً غير الصراخ على صفحات الجرائد وفي القنوات الفضائية وبعض مئات يهتفون في الشوارع ثم يذهبون إلى حال سبيلهم. إن أكثر العبارات التي قيلت عما حدث في مصر في الفترة الأخيرة تعبيراً عن الحقيقة هو ما صرحت به كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية من أن ما حدث في مصر هو فقط خطوة أولى نحو الديموقراطية .. وبغض النظر عن العبارات الإنشائية الجميلة من أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة فإن مثل هذه الخطوة لا يجب التوقف عندها أو وصفها بأنها تغيير حقيقي .. إذ ماذا سنسمي مثلاً ما سيحدث لو قطعنا نصف الطريق نرجو من السادة الكتاب والمتحدثين في وسائل الإعلام المختلفة وبالذات السادة المعينين الجدد الذين قدموا في أثناء الحملة الانتخابية أوراق اعتمادهم كرجال على قدر عال من الكفاءة في خدمة النظام . وطالب حرب من رجال الحكومة أن يرحمونا من التعبيرات الإنشائية الكبيرة في وصف ما حدث ، ومن السادة الدكاترة رجال الأعمال والشخصيات الإعلامية الذين قادوا حملة الرئيس بأجهزة الكمبيوتر وأحدث طرق الاتصالات والسيطرة أن يتوقفوا عن تبادل التهاني وشرب أنخاب الانتصار ، فالتغيير لا يحدث بمجرد نقل القدم بمسافة خطوة واحدة ، والانتصار الحقيقي هو حدوث شئ على أرض الواقع يقنع أغلبية هذا الشعب بأن مشاركتهم سهلة وضرورية ولها قيمتها وجدواها .. فالمشكلة هي أساس العملية الديموقراطية والعزوف عنها يعني أنه لن تقوم لها قائمة .. ولكن تبقى المشكلة أن هذه المشاركة المطلوبة لن تكون أبداً إلا إذا شعر الناس بأنهم يعيشون في مناخ حرية حقيقي لا تتحكم فيه أجهزة الإدارة والأمن في أرزاقهم وآرائهم واختياراتهم في هذا الوقت فقط يمكن أن نقول إن مصر تغيرت وستكون مظاهر ذلك عديدة كما سأحاول توضيحها مستقبلاً . وفي السياق ذاته أكد "أسامة الغزولي" في صحيفة " نهضة مصر" أن السيرك السياسي لن يقبل، بعد اليوم، صراعاً بين أسد الحزب الوطني وفراشات المعارضة . وذكر في مقال بعنوان : (المصالحة الوطنية: فريضة مؤجلة منذ 1981) : " رغم السلبيات التي شابت المعركة الانتخابية الأخيرة فهي يمكن أن تكون خطوة باتجاه مصالحة وطنية تأخرت قرابة ربع القرن . وأضاف ان أخطر هذه السلبيات هي إصرار مهندسي هذه العملية على وضع أساس دستوري لا يسمح بمنافسين حقيقيين للرئيس رغم أن فوزه مضمون أياً كانت قوة المرشح الذي يواجهه.. فمن المؤكد أن المصريين سيزلون يختارون مبارك إلى أن يختار مبارك اعتزال العمل العام.. والتوقيتات كلها متروكة للرئيس .. لكن تزول منافسين حقيقيين لمواجهة الرئيس كان سيحقق مشاركة شعبية أوسع حتى وإن خرج الرئيس – بعد مواجهة كهذه – بنسبة فوز
أدنى من النسبة العالية التي يملكها الآن، وكان سيحقق ثقة أعمق في جدية العملية السياسية .. فليس مناسباً أبداً ، لا للاستقرار السياسي ولا للتطور الديمقراطي أن يعجز تسعة منافسين عن الحصول على أقل من سدس ما حصل عليه الرئيس من أصوات .. هنا تصبح أموراً كثيرة بينها المصالحة الوطنية أمراً بالغ الصعوبة لأن الفاصل واسع لدرجة تجعل الحديث عن توازنات وعلاقات شراكة بين الأغلبية والأقلية مجرد أمر شكلي . وأوضح الكاتب أنه في مواجهة هذه السلبيات هناك ارتفاع في نسبة إقبال الناخبين لم تعرفه مصر منذ فترة طويلة . وسواء كان الإقبال 23% كما قالت الحكومة أو 18% كما قالت المصادر المستقلة فهو أضعاف ما كنا نراه طوال العقدين الماضيين وقد يكون بداية صحوة. العامل الإيجابي الآخر يبدو لي في أداء النجم السياسي الصاعد أيمن نور الذي يمكن أن يكون أول معارض حقيقي في عصر جمهورية يوليو . وأختتم مقاله مؤكدا على أن السيرك السياسي لن يقبل بعد اليوم صراعاً بين أسد الحزب الوطني وفراشات المعارضة. وإذا لم يكن بين المعارضة أسد فلنصنع لهم أسداً.. فالمصالحات لا تنعقد إلا بين أسد وأسد والشراكة لا معنى لها بين أسد وفراشات ملونة .. فهل تسفر الانتخابات البرلمانية المقبلة عن ظهور أسد معارض يكون قادراً على تحمل مسؤولية عقد مصالحة وطنية مع أسد الحزب الوطني؟ السؤال موجه للحزب الوطني دون غير. من جانب أخر طرح " صلاح عيسى" في الوفد فكرة غريبة مفادها ، أنه لا مفر من أن تكون الانتخابات البرلمانية.. ائتلافية، ما بين الأحزاب الرئيسية الأربعة : "الوطني" و"الوفد" و"التجمع" و"الناصري" !! . وشرح ذلك بقوله : " ان إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة بقائمة مؤتلفة ، يجرى بمقتضاها توزيع الدوائر الانتخابية فيما بينها ، بحيث يخصص لكل حزب ، عدد من الدوائر ، يجرى الاتفاق عليها ، طبقاً لثقله ، لا تنافسه فيها الأحزاب الثلاثة الأخرى ، مع إباحة التنافس بين الأحزاب الأربعة ، أو بين اثنين أو ثلاث منها في بعض الدوائر حسب الأحوال .. تلك تجربة سبق للأحزاب المصرية وفى مقدمتها الوفد الذي كان حزب الأغلبية آنذاك أن خاضتها جميعاً في عام 1926 وفى أعقاب انهيار الانقلاب الدستوري الذي قاده "زيوار باشا" ، وكان الهدف منها آنذاك هو تشكيل مجلس نيابي متوازن ، لا يكون لحزب فيه أغلبية كاسحة ، قد تغريه بالانفراد بكل الأمور، ويتعاون في ظله الجميع ، على صيانة الدستور ، والحيلولة دون الانقلاب عليه . أما في هذه المرة ، فإن الائتلاف الانتخابي الذي أطالب به ، سوف يحقق أهدافاً مهمة، تحتاج إلى توافق وطني ، على رأسها إتمام الإصلاحات الدستورية ، التي يتفق الجميع على ضرورتها ، بشكل لا تتكرر معه مهزلة صياغة تعديل المادة 76 من الدستور ، التي استغل الحزب الحاكم أغلبيته الكاسحة لتمريرها على الرغم من اعتراض كل الفرقاء الآخرين على الساحة السياسية، كما أنه يمهد السبيل ، لتأتى الانتخابات النيابية لعام ،2010 بمجلس نيابي متوازن، سواء خاضتها الأحزاب متنافسة أو مؤتلفة، على نحو يحول الانتخابات الرئاسية التي تجرى عام 2010 إلى انتخابات تنافسية متكاملة ، بعد إعادة تعديل المادة 76 فإذا جرت الانتخابات الرئاسية القادمة ، قبل موعدها المقرر لأي سبب ، فإن وجود المجلس النيابي المؤتلف ، كفيل بتحقيق هذا الهدف .. ومع اعتراف "عيسى" بأن أن هناك صعوبات جمة ، تقف أمام القبول بالفكرة ، على رأسها عدم ثقة أحزاب المعارضة ، في وعود الحزب الوطني ، إلا أنه تمنى أن يدرسها الفرقاء المعنيون ، وأن يحيطوها بالضمانات الكفيلة بألا يتنصل أي طرف من التزاماته تجاهها ، فإذا تعذر الاتفاق على ذلك ، فإن تشكيل ائتلاف انتخابي ، تخوض على أساسه أحزاب المعارض الثلاثة الرئيسية الانتخابات وهى فكرة مطروحة الآن ، ينبغي أن يكون البديل الوحيد . وجهة نظر أخرى في موضوع التغيير قدمها د‏.‏ "حسن أبو طالب" في صحيفة "الأهرام" مفادها ان الأشهر الثلاثة المقبلة‏ ،‏ وحتى انتهاء الانتخابات البرلمانية المقبلة‏ ،‏ بمثابة مرحلة انتقالية محدودة‏ ،‏ جنبا إلي جنب كونها مرحلة استعداد لجولة جديدة بين كل الأطراف الحزبية وغير الحزبية للفوز بأكبر عدد ممكن من المقاعد النيابية والمرجح انه بعد تشكيل مجلس الشعب الجديد‏ ،‏ سيكون ممكنا البدء في تحويل الوعود إلى قوانين وتشريعات وإجراءات تطبيقية وعندها يمكن القول ان حالة من التغيير المخطط المتعلقة بالمجتمع المصري ككل قد بدأت بالفعل .‏ والتغيير المقصود هنا له شقان‏ ،‏ الأول يتعلق بمصر ككل‏ ،‏ والمعني به عملية شاملة قائمة علي حسابات دقيقة‏ ،‏ تقوم بها المؤسسات الرسمية‏،‏ وتشارك فيها المؤسسات المدنية بفاعلية ودون قيود ،‏ وتشمل نوعا من الإحلال والاستبدال المنظم للوظائف والعلاقات البينية بين المواطنين وجميع مؤسسات الدولة‏ ،‏ وكذلك تصحيح العلاقات البينية بين السلطات الثلاث الرئيسية‏ ،‏ وبحيث تتضمن إشاعة منظومة قيم جديدة لتحل محل منظومة القيم البالية والمسئولة عن تكلس الحياة السياسية لفترة طويلة ،‏ كما تشمل أيضا تغييرات جوهرية في البيئة القانونية والتشريعية والثقافية والفكرية المتعلقة بالوعي الجماعي والإدراك السياسي للمجتمع ككل .‏ وبهذا المعني فان التغيير الذي في جوهره إصلاح وتطوير‏،‏ ليس شعارا مجردا أو فعلا عفويا مجهول الهدف ،‏ أو مجرد إزاحة مجموعة من الأفراد ليحل محلهم مجموعة أخري .‏ انه عملية شاملة لها بداية ولكنها لا تتوقف وتتعلق في مجملها بالكيفية التي تتحقق بها طموحات المصريين في تحسين أوضاعهم من ناحية وتوسيع مجال الحريات أمامهم من ناحية أخري ،‏ والمؤكد هنا ان تغيير الأشخاص هو الجزء الأسهل في أي عملية للتغيير‏ ،‏ أما الأصعب فهو بلورة السياسات والأهداف .. فالتغيير المقصود لا يتوقف عند حد المؤسسات الرسمية صانعة القرار‏،‏ ولكنه يمتد ليشمل القوي السياسية نفسها‏،‏ والأحزاب وكل ما يتعلق بممارسة السياسة‏،‏ وهذا هو الشق الثاني من عملية التغيير .‏ أما التغيير عند "سمير رجب" كما يقول في خطوطه الفاصلة في صحيفة"الجمهورية" فله مواصفات أخرى .. يوضحها بقوله : " أن المرحلة القادمة باعتبارها "مرحلة تغيير شامل" لابد وأن تشهد انضباطاً في شتي مجالات الحياة.. في الشارع.. وفي المدرسة.. وفي الجامعة وفي المصانع.. والشركات.. ومرافق الخدمات.. فالواجب يحتم علينا ضرورة الالتزام بكافة القواعد المرعية . والأسس المتفق عليها في شتي أنحاء العالم.. وكل منا ينبغي ألا يسمح للتسيب باقتحام بابه .. بالضبط مثلما تقع عليه مسئولية مواجهة تسيب الآخرين ولا مبالاتهم " . هناك كتاب آخرين على النقيض تماما مما قاله رجب مثل "عباس الطرابيلى" في صحيفة "الوفد" الذي قال : " يبدو أن هوجة الانتخابات قد انتهت بمرارتها، وما أكثر هذه المرارة.. فقد عادت الصحف الحكومية إلى ما كانت عليه.. وكأن شيئاً لم يكن.. بينما المجتمع المصري سيظل يعانى من نتائج هذه الانتخابات لعشرات كثيرة من السنين.. وسيكون الثمن غالياً.. نقول عادت الأمور كما كانت.. عادت أخبار السحابة السوداء.. وهى من صغائر الأمور ولكنها أكدت عجز الحكومة بكل ما تملك عن حلها.. وعادت الذئاب الحيوانية تصيب الأطفال والنساء في الصعيد.. وفى المدن الكبرى وليس في النجوع والقرى الصغيرة، كما حدث في ملوى.. وعادت الكلاب المسعورة وما أكثرها تعقر المواطنين ليس في قرى الحامول والأحراش.. ولكن في القاهرة.. وبالذات في حلوان.. وعادت أخبار قضية أحمد الفيشاوي وهند الحناوى لتشغل الرأي العام.. وعادت أخبار لصوص الآثار، الذين يفكون تماثيل الأجداد ويحاولون تهريبها إلى خارج مصر.. ** وعدنا إلى أخبار تجار المخدرات وقضايا اختلاس الأموال وعادت أخبار الذين اقترضوا الملايين وهربوا.. وشغلوا الناس بأخبارهم.. عادت أخبارهم وعادوا مطلقي السراح وكأن شيئاً لم يكن، وفى نفس الوقت عادت أخبار أحكام المؤبد لأصحاب المقاهي الذين يقدمون البانجو للزبائن لتأكل شبابنا.. كما عادت أخبار العريس الذي اكتشف أن عروسه ليست عذراء ونسينا أن ذلك إنما نتاج سياسة البطالة التي قلصت فرص العمل وبالتالي الزواج.. فرأينا انهيار القيم وتزايد الجرائم الأخلاقية وانتشار الزواج العرفي حتى بين طالبات المدارس الإعدادية!! ** وعادت الحكومة تستولي على أموال البنوك مرات على شكل أذون خزانة.. ومرة على هيئة سندات خزانة.. وكأن الحكومة لا تجد بعد الذي ضيعته على الانتخابات إلا أن تمد يدها إلى الاقتراض من جديد، ما دام أحد لا يحاسبها.. ولا يستطيع أن يقول لها: قفى.. فقد بلغ السيل الزبى!! عادت الأمور كما كانت.. دون أن نحاسب أنفسنا عما ضاع من مصر خلال معركة الانتخابات، وأضعنا فرصة ان تتحول مصر إلى بلد ديمقراطي يعرف أصول تداول السلطة.. لأن الحكومة لا تعرف إلا الشمولية و إلا الدكتاتورية.. لسبب رهيب هو أننا لا نعرف كيف نقول رأينا.. ولا نقدر أن نوقفها.. ** عادت وعدنا.. وكأن مصر لم تكن على موعد مع القدر وضاعت الفرصة.. بل الفرحة.. ولكننا سندفع الثمن غالياً.. اللهم إلا إذا أنقذنا أنفسنا وعرفنا كيف نخوض انتخابات تشريعية جديدة، بعد أسابيع. إلى ذلك عاد د. "سعد الدين إبراهيم" هو الأخر إلى طرح قضية الأقليات في العالم العربي ، وهو الموضوع الذي أحدث جدلا واسعا منذ سنوات طويلة ، وكان سببا في إطلاق العديد من الشكوك والهواجس حول أهداف الرجل ونوازعه ، التي ما زالت تشكل لغزا غامضا ومستعصيا على الفهم حتى الآن . يقدم الرجل في مقال نشرته "المصري اليوم" .. اعتذارا لكل الأقليات في العالم العربي حيث عانى معظمهم من التجاهل أو التفرقة أو الاضطهاد أو الاقتلاع والتشريد على أيدي الأغلبيات (!!) .. أو الأنظمة الحاكمة باسم هذه الأغلبيات ولم يكن المثقفون العرب أبرياء من هذه الخطايا . من وجهة نظره ، فان جوهر الخلاف في هذه القضية وفي قضايا أخرى هو بين نهجين ، أحدهما أيديولوجي طوباوي ، ينظر للعالم العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج الفارسي كما لو كانت تعيش فيه أمة واحدة ذات قومية ولغة واحدة مزقها الاستعمار إلى شعوب وأقطار متعددة ولأنها "أمة واحدة ذات رسالة خالدة" فإن من يرى على هذا الاتساع الجغرافي غير ذلك فهو أعمى أو جاهل أو معاد للعرب والعروبة أو خائن لهما ، أو متآمر عليهما . أما المنهج الثاني فهو اجتماعي تاريخي مقارن ينظر لنفس الفضاء الجغرافي الممتد من المحيط إلى الخليج على أنه يضم إلى جانب الكتلة الرئيسية وهي الأمة العربية شعوباً وثقافات أخرى غير عربية أو غير إسلامية تتقارب أو تتفاوت مع الأمة العربية في السمات والخصال وطرق الحياة وبالقدر الذي تختلف فيه وتعتز بهذا الاختلاف فهي تريد الحفاظ على هويتها وخصوصيتها وينبغي فهم هذه الخصوصيات واحترامها . ويشرح "إبراهيم" موقفه قائلا : "كنت من أصحاب المنهج الثاني واجتهدت في دراسة وفهم هذه الخصوصيات كما اجتهد أسلاف عظام في فهمها بل إنني تعمدت أن أختار لمؤلفي الموسوعي حول هذا الموضوع. عنواناً مقتبساً من هؤلاء الأسلاف مثل ابن حزم الظاهري في كتابه الأشهر "الملل والنحل" فجاء عنوان كتبانا "الملل والنحل والأعراق" واخترنا له عنواناً فرعياً هو: "هموم الأقليات في الوطن العربي". ويضيف : " فلماذا كرسنا عشر سنوات من حياتنا للتجوال والبحث في كل أرجاء العالم العربي من مرتفعات كردستان في العراق إلى جبال الأوراس في الجزائر ومن غابات الأرز في لبنان إلى أحراش جنوب السودان ونحن نعد ذلك الكتاب الموسوعي؟ كانت هناك أسباب علمية معرفية اقتفينا فيها سيرة أسلافنا العظام ، مثل ابن حزم والشهرستاني الذين بحثوا وكتبوا عن نفس الموضوع قبل ألف سنة وكانت هناك أسباب وجودية سياسية إنسانية فقط لاحظنا أولاً ، ثم وثقنا أن الصراعات المسلحة في عالمنا العربي خلال الخمسين سنة التالية للحرب العالمية الثانية (1945- 1995) كانت في معظمها إن لم تكن جميعها صراعات عرقية – دينية – مذهبية – لغوية. ومع ذلك لا أحد من سياسيينا أو مثقفينا يريد أن يرى أو يعترف بذلك . تعود إلى صحيفة الوفد ، لنختتم بها جولتنا اليوم ، بفقرة ساخرة ل "فؤاد فواز" بعنوان (رحلة كل يوم) يقول فيها : * كلما استمعت لكلام الدكتور أحمد نظيف رئيس حكومة الحزب الوطني يتحدث عن معاناة محدودي الدخل.. أتذكر الجملة
السينمائية المشهورة.. أنا اضطريت أضحي بالدكتور علشان الأم تعيش!! محافظ في احدي محافظات الدلتا قال أن المدرسين في محافظته لا يساوي الواحد منهم نكلة. هو قال كده؟ اااااااه مادام سيادته قال كلمة النكلة.. يبقي أكيد معاليه بيفهم في الجرجير! صحيح الكلام ده؟ كلام ايه؟ رجال الأعمال ساهموا في تدعيم مرشح الحزب الوطني للرئاسة أيوه.. وهذا تطبيقا لأحد مباديء ثورة يوليو وهي القضاء علي سيطرة رأس المال علي الحكم!! * بمناسبة فرض غرامة علي المتخلفين عن التصويت في الانتخابات كان عسكري من قسم شرطة يطرق باب الشقة.. وعندما يفتح الباب يسأل العسكري: منزل المرحوم يونس الشافعي أيوه يا حضرة.. فيه حاجة؟ معايا محضر ومخالفة 100 جنيه للامتناع عن التصويت ضد المرحوم!! شفت يا سيدي؟ خير زيادة الرقعة الزراعية إلي 5.11 مليون فدان عام 2017 بتقول عام 2017.. دول يا دوبك يكفونا زراعة جرجير!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.