في الذكري ال41 لوفاة الزعيم الخالد.. كم نحن في أشد الحاجة إلي استلهام روح الزعيم التي هي جزء أصيل من نسيج هذه الأمة.. ذلك في جمال عبدالناصر لم يكن مخترعًا، وإنما كان مجددًا لشباب وروح أمة ممتدة وضاربة في جذور التاريخ فلم يدع يومًا أن التاريخ يبدأ من ثورته، وإنما هو امتداد لنضال شعب مدافعًا صلدًا لأمجاد وتاريخ أمة. كان يردد دائمًا أن (الشعب هو القائد.. الشعب هو المعلم) وجاء الأحفاد في 25 يناير ومعهم الشعب كله للقيام بتلك الثورة العظيمة تجسيدًا وتأكيدًا لصحة مقولته التاريخية.. عبدالناصر التحم بالشعب ووهب حياته له مناضلاً لتحقيق ما يحلم به الشعب حتي النفس الأخير من حياته. وما نقصده باستلهام روح الزعيم.. هو استعادة الدور الرائد والقائد للأمة العربية الذي تهاوي خلال ال40 سنة الماضية ويكفي أن وزير خارجية أمريكا في 28 سبتمبر 1970 وبعد أن أسف علي وفاة جمال عبدالناصر أعقبها بالقول إن أمريكا «لن تسمح بناصر آخر كبير أم صغير» وهو ما تحقق بالفعل.. لذا نحن في حاجة إلي استنهاض روح الزعامة التي تعود بالوطن إلي سابق عهده. كان الإعلام العربي في مصر هو الرائد والقائد للمنطقة العربية كلها.. ومن خلالها تعلمنا أن القضية الفلسطينية هي قضية أمة عربية واحدة وليس كما أصبحت خناقة بين فلسطين وإسرائيل تعلمنا أن حدود الأمن القومي العربي عند جبال الأناضول في تركيا التي طارد عندها أحمس الهكسوس حماية لهذه الأمة.. كما تعلمنا أن الأمة كالجسد الواحد إذا ما اشتكي عضو منه اشتكي باقي الأعضاء. وإذا كانت صورة جمال عبدالناصر ترفع حتي الآن في كل مكان في الوطن العربي وخارجه فهي تعبير حقيقي للبحث عن زعيم حقق لأمته العربية من إنجازات ما تفخر به العمر كله حيث تحقق الجلاء وأمم قناة السويس وأتم بناء السد العالي وأنشأ الصناعة الوطنية القائدة وغيرها من الإنجازات التي تنوء بها الجبال.. وقبل هذا وذاك استعاد كرامة الأمة العربية كلها وحقها في الحرية والحياة. يا شباب 25 يناير يا جيل الأبناء.. كم نحن في احتياج إلي هذه الروح التي تعيد للأمة أمجادها ولنسعي مجددًا نحو تحقيق الحرية والعدالة في توزيع الثروة.. نحن في حاجة إلي استعادة قطاع عام رائد يقود الصناعة المصرية الثقيلة للنهوض بهذه الأمة.. كم نحن في حاجة إلي تعليم مجاني حقيقي، وكم نحن في حاجة إلي رعاية صحية حقيقية كي نقضي علي الفقر والجهل والمرض كم نحن في حاجة إلي إنشاء سوق عربية مشتركة لمواجهة التكتلات العالمية التي تدافع عن مصالحها. ما أحوجنا إلي الكثير والكثير وقبل هذا وذاك استلهام روح الزعيم. فوزي محمد العريان الأمين العامة للجنة العربية لتخليد القائد جمال عبدالناصر