كلما واصلت قطر محاولاتها المستميتة للتملص من تهم دعم وتمويل الإرهاب، إقليميا ودوليا، تتكشف حقيقة جديدة تثبت تورط الدوحة مع الجماعات المتطرفة، وفى دول مختلفة قد لا تخطر على البال، ولعل أحدثها. آلاف الدولارات للإرهابى السبيعى
وفى الشهر الماضى، ألقى تحقيق لصحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية الضوء على التسهيلات المالية التى تقدمها قطر للإرهابيين المدرجين على قوائم الإرهاب التى يضعها مجلس الأمن، مستغلة ثغرات فى نظام العقوبات الدولية. وجاء على رأس هؤلاء، القطرى خليفة السبيعى الذى حصل على 120 ألف دولار خلال عام واحد. والسبيعى مدرج على قوائم الإرهاب الدولية منذ عام 2008 ضمن قائمة الداعمين والممولين لتنظيم القاعدة. وتتهمه واشنطن بأنه «رجل القاعدة الأول فى قطر»، حيث دعم قادة التنظيم الإرهابى بمن فيهم خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات الحادى عشر من ستبمر. وكانت قطر قد احتجزت السبيعى 6 أشهر وأفرجت عنه، متجاهلة مطالب دولية وأمريكية لاستجوابه. وفى عام 2012، ثبت تورط السبيعى فى إرسال أموال لتنظيم القاعدة فى باكستان، كما قام فى عام 2013 بجمع أموال لجبهة النصرة التابعة للتنظيم فى سوريا وتورط فى جمع تبرعات للقيادى بتنظيم القاعدة عبد الله المحيسني.
وفى قنبلة من العيار الثقيل، كشف تسجيل صوتى مؤخراً تورط قطر فى تفجيرات حدثت فى الصومال؛ بهدف زعزعة الاستقرار فى البلد العربي، وإيجاد ذريعة لتدخل الدوحة فى شئونه وتوسيع نفوذها هناك. وكان التسجيل لمكالمة هاتفية بين السفير القطرى فى الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندى، المقرب من أمير قطر تميم بن حمد. خلال المكالمة يؤكد رجل الأعمال للسفير أن الدوحة تقف وراء التفجير الذى حدث فى مدينة بوصاصو فى الثامن عشر من مايو الماضى، ويقول له بالحرف إن «أصدقاء قطر نفذوا الهجوم»، فى اعتراف دقيق لا يترك مجالاً للبس بوجود علاقات قوية بين الدوحة والمتطرفين فى منطقة القرن الإفريقى. وفيما يخص التحقيق الاستقصائى التى أجرته صحيفة «التايمز» بالتعاون مع مركز الاستجابة للتطرف والإرهاب فى جمعية «هنرى جاكسون»، ونشرت نتائجه، أن من بين عملاء بنك «الريان» القطرى مؤسسة محظورة فى الولاياتالمتحدة باعتبارها «كيانا إرهابيا»، ومجموعات تروج للدعاة المتشددين، ومسجد يرتبط بأحد قادة حركة «حماس». وأشارت إلى أن الرئيس التنفيذى للبنك حتى أبريل الماضي، سلطان شودرى، كان مديرًا لمدة 7 سنوات حتى عام 2016 للذراع البريطانية لمعهد دينى عالمى شمل متحدثوه ومدرسوه أنصارا لزواج الأطفال وختان الإناث وعقوبة الإعدام.
وكانت أحدث الفضائح القطرية، ما كشفته صحيفة «تايمز» البريطانية، عن أن مصرفا مملوكا لقطر يقدم خدمات مالية لعدة منظمات بريطانية مرتبطة بجماعات متطرفة وكيانات إرهابية منها جماعة «الإخوان». وأوردت الصحيفة أن عددا من زبائن مصرف الريان القطرى تم تجميد حساباتهم فى بنوك غربية أخرى، فى إطار حملات أمنية ضد الإرهاب، من بينهم منظمة تقول إنها خيرية؛ وهى محظورة فى الولاياتالمتحدة إثر تصنيفها بمثابة كيان إرهابى، من جراء دعمها للخطاب المتشدد.
أما أكبر قدر من المال دفعته قطر لجماعات إرهابية وميليشيات متطرفة، فكان عام 2017 فى العراق، عندما سلمت الدوحة مليار دولار اقتسمتها جماعات متطرفة، مقابل الإفراج عن أمراء قطريين محتجزين.. وذهبت أموال تحرير الرهائن لجماعات وأفراد مصنفين على أنهم «إرهابيون»، ومنهم كتائب حزب الله فى العراق، وجماعات تابعة لجبهة النصرة (ذراع القاعدة) فى سوريا، فضلا عن عشرات الملايين من الدولارات كمدفوعات شخصية. بصمات إرهابية فى ليبيا تقدم الدوحة، إلى جانب أنقرة، دعماً لحكومة فايز السراج فى طرابلس، التى تتحصن بميليشيات متشددة تستفيد من الأموال القطرية.. وتحدث مسئولون عسكريون وسياسيون ليبيون عن التحركات القطرية لدعم ميليشيات طرابلس، وإجهاض عملية الجيش الوطنى لتحرير العاصمة الليبية من قبضة المتطرفين، وأشاروا للقاءات قطرية تركية مع قادة إرهابيى طرابلس.. وفى أكثر من مناسبة، عثر الجيش الوطنى الليبى على أسلحة تحمل شعار الجيش القطرى داخل منزل زعيم تنظيم القاعدة فى درنة، وأخرى فى بنغازى بعد القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابى هناك.
أموال «الريان» المشبوهة
ويقع مصرف «الريان»، وهو أقدم وأكبر مصرف إسلامى فى بريطانيا، فى برمنجهام، ويزعم أنه يوفر خدمات مصرفية تتوافق مع الشريعة الإسلامية لأكثر من 85 ألف عميل، ولديه فرع فى منطقة نايتسبريدج قبالة متجر «هارودز» مباشرةً. و يوفر بنك «الريان» تسهيلات مصرفية ل15 منظمة إسلامية مثيرة للجدل تعمل فى بريطانيا، 4 منها على الأقل تشمل مسجدا و3 جمعيات خيرية أغلقت حساباتها لدى بنوك تشمل «إتش إس بى سي» و»باركليز» و»ناتويست» و«للويدز تى إس بى». عملاء «الريان»: • «إسلاميك فورم تراست» الجناح الخيرى لحركة تسعى إلى إنشاء نظام سياسى واجتماعى إسلامى فى أوروبا من خلال قلب «البنية التحتية ذاتها للمجتمع». • ذراع تمويل «تلفزيون السلام»، وهى قناة فضائية يقودها داعية هندى محظور من بريطانيا بعد أن قال: «يجب أن يكون جميع المسلمين إرهابيين». • مسجد فينسبرى بارك، وأحد أمنائه من عام 2005 حتى العام الماضى كان عضوًا فى حركة «حماس» ويقال إنه كان يوجه الإرهاب فى الضفة الغربية. • مؤسسة «إنتربال» أو «الصندوق الفلسطينى للإغاثة والتنمية» وهى مؤسسة خيرية محظورة فى أمريكا منذ عام 2003 لاتهامها بتمويل حركة «حماس». • مؤسسة «إتش إتش يو جى إس»، التى كانت تصف نفسها سابقًا منظمة شقيقة ل«كيج»، وهى جماعة دعوة إسلامية سيئة السمعة. • «نكتار تراست»، التى تلقت منذ عام 2014 أكثر من 37 مليون جنيه إسترلينى من مؤسسة خيرية مقرها قطر، وحظرتها السعودية وعدة دول باعتبارها منظمة إرهابية مدرجة فى قوائم الإرهاب. • وبينت الصحيفة أن الأموال التى تم تحويلها من شركة «نكتار تراست»، عبر حسابها فى «الريان»، استخدمت لتمويل مشروعات مرتبطة بجماعة «الإخوان» تصل قيمتها إلى ملايين الجنيهات فى بريطانيا وفرنسا، وفقًا لتحقيق أجراه صحفيون فرنسيون مؤخرًا.