إلتقت رئيس الوزراء البريطانية، تريزا ماي، نظيرها الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمس الخميس فى لندن لحضور مأدبة عشاء بقصر «لانكستر هاوس» للاحتفال بالذكرى المئوية ل«وعد بلفور» الذى مهد لقيام دولة إسرائيل، فيما نظم مناصرون للقضية الفلسطينية تظاهرة، لمطالبة بريطانيا بالاعتراف «بالمعاناة التى سببها الوعد للشعب الفلسطينى».. وبحسب مقتطفات من كلمتها، أكدت ماى أن وعد «بلفور» يطالبنا بأن نتحلى بعزم متجدد لدعم السلام الدائم الذى هو فى مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء وفى مصلحتنا جميعا، وقالت «نحن فخورون بالدور الذى لعبناه فى إقامة دولة إسرائيل وبالتأكيد سنحتفل بالمئوية بافتخار». وفى محاولة لتحقيق التوازن، أشاد وزير الخارجية بوريس جونسون، بالوعد الذى ساهم فى قيام «أمة عظيمة» لكنه قال إن روح الوعد لم تحترم بشكل كامل، وأن «التحذير الحيوي» فى وعد بلفور هدفه حماية الطوائف الأخرى، إلا أنه لم يتحقق بشكل كامل. فيما رفضت بريطانيا مطالبات فلسطينية سابقة بالاعتذار ولم تعترف رسميا بفلسطين كدولة، وقال جونسون إن بريطانيا ستكون عازمة على فعل ذلك لكنها تحتاج للوقت لإعطاء أقصى قوة دفع لجهود السلام. وقال نتانياهو قبل مغادرته لإسرائيل إنه سيلتقى أيضا قادة الجالية اليهودية ووزير الخارجية البريطانى جونسون فى لندن، . من جهته طالب الرئيس الفلسطينى محمود عباس بريطانيا بالاعتراف بخطأ إصدار وزير خارجيتها الأسبق آرثر جيمس بلفور وعده الشهير لليهود الذى وضع قاعدة لقيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين، مضيفاً إن الوعد المذكور ليس مناسبة للاحتفال خاصة فى الوقت الذى لا يزال فيه أحد الطرفين يتعرض للظلم ويعانيه بسبب هذا الوعد. من جانب آخر، نظم الفنان البريطاني، بانكسي، فى مدينة بيت لحم بالضفة الغربيةالمحتلة، مراسم «اعتذار» عن إصدار بلاده هذا الوعد الذى مهد لقيام إسرائيل، وشارك خمسون طفلا فلسطينيا جاءوا من مخيمى «عايدة» و«الدهيشة» للاجئين الفلسطينيين فى المدينة، فى حفل شاى بريطانى تقليدى استضافته ممثلة ارتدت قناعا عليه صورة ملكة بريطانيا أليزابيث الثانية. وارتدى الأطفال خوذ معدنية عليها العلم البريطانى وأثار خرق للرصاص، بينما تم نصب أعلام بريطانية تالفة فى المنطقة، وقال الفنان البريطاني، فى بيان مقتضب، إن النزاع جلب الكثير من المعاناة للناس على الجانبين. ليس من الملائم الاحتفال بالدور البريطانى فيه. وتم نحت الاعتذار على الجدار الفاصل المثير للجدل الذى بنته إسرائيل فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة، وكان الفنان البريطانى افتتح فندقا بجانب الجدار الفاصل فى بيت لحم فى مارس الماضي، حيث تطل الغرف مباشرة على الجدار.