تعد لوحة «تأملات» كما سماها صاحبها رائد فن البورتريه أحمد صبري (1889 - 1955) أو «الراهبة» كما سماها الناقد ومحبو الفنون الجميلة من أهم اللوحات التي أثارت جدلاً وطال عنها الحديث في النصف الثاني من القرن الماضي بسبب اختفائها وعدم إجابة كل المسئولين في الموسسة الرسمية عن مكان وجودها ولكن هل لهذا العمل الفني قيمة حقيقة بالطبع فهذه اللوحة من أهم أعمال الفنان الكبير أحمد صبري حصل بها الفنان علي ميدالية الشرف من صالون باريس الدولي عام 1929 وتقدر قيمتها المادية بنحو 75 مليون دولار واللوحة في حد ذاتها تعتبر نموذجا مثاليًا لفن البورتريه الكلاسيكي، كما أنها تمثل النموذج الفني لأسلوب الفنان أحمد صبري والذي يتعمد من خلاله إغراق لوحته بالضوء وهو ما يتناسب وطبيعة مصر كما نجد رصانة التكوين وهو ما يتفق مع المدرسة الكلاسيكية والفنان المصري القديم، كما أنه أخذ من التأثيريين بين نقاء ألوانهم وشفافيتها وأضاف إلي كل ذلك صدق المشاعر والأحاسيس لمن يرسمه وهو ما يتفق مع الواقعية، واللوحة تمثل راهبة جالسة في وضع ما بعد القراءة وكأنها تفكر فيما قرأت ناظرة بعينها الغارقة في الشرود إلي مشاهدها بشكل مباشر وخلفها هالة من الضوء عالجها صبري بحرفية فنان متمكن من خاماته فرغم غطاء الرأس الأبيض تظهر تلك الهالة من النور ومن المعروف أن الفنان أحمد صبري الذي تخرج في مدرسة الفنون عام 1916، عمل مدرسًا للرسم بمدرسة مصطفي كامل الابتدائية وعين رسامًا للحشرات بوزارة الزراعة ثم رسامًا بوزارة الأشغال ثم استاذًا بمدرسة الفنون الجميلة العليا بقسم التصوير الذي أسند إليه رئاسته فيما بعد.