أقيم معرض استيعادي للفنان الراحل أحمد صبري بقاعة بيكاسو ،الأصالة والجمال عنصران أساسيان في فن هذا العملاق' أحمد صبري' فالقضية عنده ليست مساحات أو خطوطا أو ألوانا وإنما هي تعبير صادق عن الشخصية المرسومة وملامح الوجه. وليصبح أحمد صبري رمزا لفن البورتريه في مصر, حتي لوحاته التي خرج فيها الي الطبيعة نجده حريصا علي تفاصيل جمالية تعطي للعمل طابعه المميز وعمق الإنتماء الي البيئة المصرية وخصوصا الريف المصري, ولم يستطع أحد أن يرقي الي مستوي أحمد صبري في كل ما أبدعه من أعمال. والفنان أحمد صبري هو أحد أبرز رواد الفن التشكيلي الحديث في مصر, وأعماله تشهد بالريادة ولقب برائد فن البورتريه, و تتميز أعماله بالشموخ والأرستقراطية والوضوح, ويتعمد إشباع لوحاته بالضوء النقي المأخوذ من مناخ مصر. وتتميز أعماله بالشموخ والوضوح, حيث برع في رسم الطبيعة الصامتة والصور الشخصية, تحس إزاء لوحاته بألفة بينه وبين من يصوره فالشخص في لوحاته ليس الموديل وإنما الجليس الذي ربطته بالفنان حالة مودة. ورغم أن أعماله كانت هدفا لهجوم الجماعات المتحررة التي ظهرت في الأربعينات باعتبار أن أسلوبه في الرسم' أكاديمي' وأن لوحاته تمثل فن الصالونات, إلا أنه كان له أثر عميق من خلال الأجيال التي تتلمذت علي يده في كلية الفنون الجميلة. وتتركز أستاذيته في تصوير الوجوه وما يظهر بها من تعبير بالملامح وما تكنه الشخصيات من عواطف ونزوات ومشاعر وأحاسيس فلوحاته تمتاز باللمسات الحساسة القوية والألوان الشفافة الصريحة وفيها تتجلي أستاذية الرسام والمصور والملون. وقد ترك كنوزا لا تقدر بمال من أعمال فنية, ومذاهب فلسفية وفكرية, تعتبر خطوطا عريضة ومدارس يسير علي نهجها الفنانون في عصرنا الحديث وما بعدهم من أجيال. وفي أثناء حياة أحمد صبري وبعد رحيله, تتلمذ علي يده وسار علي نهجه نخبة من الجيل التالي له من فنانين ودارسين لأعماله ومستكشفين لفكره, حتي أصبحوا هم ذاتهم من رواد الفنون في مصر ومن أعظم مثقفيها, فأصبح لكل واحد منهم نهجه الخاص وفلسفته الشخصية المنفردة; ولكن ومما لاشك فيه أن جميعهم اشتركوا في صفة واحدة تجمعهم, وهي أن المرحوم الفنان أحمد صبري كان ملهمهم بطريقة أو بأخري, حتي وإن سار كل واحد في مساره الخاص وطريقه المنفرد. والفنان أحمد صبري من مواليد القاهرة1889 وتخرج في مدرسة الفنون الجميلة1914, والتحق بأكاديمية شومير ثم أكاديمية جوليان في باريس ودرس علي يد الأستاذ المصور'بول ألبير' ثم المصور' إيمانويل فوجيرا'. وعمل بتدريس الرسم بمدرسة مصطفي كامل الأهلية ثم رساما للحشرات بوزارة الزراعة وأستاذا بمدرسة الفنون الجميلة العليا بقسم التصوير1929 ثم أسند إليه رئاسة قسم التصوير'الحر' ثم أصبح فيما بعد رئيسا لقسم التصوير النظامي وظل في هذا المنصب إلي أن تقاعد.1949 أقام العديد من المعارض الخاصة, كان أولها في القاهرة1925, وأقيم معرض لأعماله مع افتتاح متحف الفن المصري الحديث أكتوبر1991, وبقاعة الشموع1997, وبمتحف محمود خليل وحرمه2003. شارك في معرض الخريف1929, وصالون آتيليه القاهرة الأول للبورتريه بآتيليه القاهرة2005, ومعرض بقاعة جوجان بمناسبة إحياء لذكري مرور نصف قرن علي رحيله2006, وصالون جاليري الدورة الأولي بقاعة جوجان2007, ومعرض' الجد والحفيد' بمتحف الفن المصري الحديث2008, وضيف شرف معرض( المنتخب) بجاليري قرطبة.2009 كما عرض لوحته' بعد القراءة' في معرض باريس الدولي1926, ولوحة' الراهبة' في معرض باريس الدولي1929. حصل علي الميدالية الاولي لفن التصوير من صالون القاهرة, وكرمته الدولة بأن أطلقت اسمه علي أحد شوارع الزمالك المؤدية إلي كلية الفنون الجميلة. كما حصل علي شهادة تقدير للوحته' بعد القراءة' وميدالية شرف من صالون باريس الدولي1929, وعلي الميدالية الذهبية عن لوحته الراهبة. ويضم متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة نحو40 لوحة من أعماله.