أقيم مؤخرا بقاعة بورتريه معرض "استيعادي" للفنان الدكتور أحمد نوار، قدم عرضا بانوراميا سريعا لمشواره الفني، وصاحبت المعرض احتفالية نظمتها مجلة "بورتريه"، ومنحته "أوسكار بورتريه" وميدالياتها التذكارية، في حضور مجموعة كبيرة من الرموز الثقافية والتشكيلية المصرية، وقال الفنان رضا عبد الرحمن منظم الاحتفالية: إن هذا التكريم لنوار جاء بعد مشواره الطويل في خدمة الثقافة المصرية والحركة التشكيلية، ويعد هذا التكريم توجها جديدا نحو الاهتمام برموز الحركة الثقافية المصرية، من خلال المؤسسات الأهلية. يضم المعرض أعمالا يعود بعضها إلي ستينيات القرن الماضي، ويتدرج تاريخ الأعمال وصولا إلي أعمال تنتمي إلي الألفية الجديدة، وكان نوار قد حصل علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة بالقاهرة في قسم الحفر عام 1967، ثم حصل علي دبلوم فن الجرافيك من أكاديمية سان فرناندو بمدريد 1974، ثم حصل علي دبلوم في التصوير الجداري من أكاديمية سان فرناندو بمدريد 1975 ، ثم نال الأستاذية في الرسم من أكاديمية سان فرناندو بمدريد المعادلة لدرجة الدكتوراه المصرية عام 1975، وتولي العديد من المناصب في وزارة الثقافة، كان منها رئاسة "قطاع الفنون التشكيلية"، ومنها إلي رئاسة "الهيئة العامة لقصور الثقافة" وبعدها وحتي الآن عمل أستاذًا متفرغًا بقسم الحفر بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة. ونوار من الفنانين الذين اهتموا بالاتجاهات الفنية الحديثة، بالإضافة إلي تنوعه واستخدامه لعدة خامات فنية للتعبير عن أعماله، فنجده قد قام بالرسم والتصوير والنحت بالإضافة إلي تنفيذه أعمالا من الطباعة وهي تخصصه الأصيل علاوة علي أعمال من التجهيز في الفراغ "installation"، وتحمل أعماله مقدارا من التفاعل مع الأحداث الجارية، منها مرحلة كبيرة من الأعمال تتناول القضية الفلسطينية من قريب أو بعيد نظرا لمشاركته في حرب أكتوبر، كما يشغل الفضاء حيزا كبيرا من موضوعات أعماله. تنوعت أعمال نوار في المعرض بين الرسم والتصوير والجرافيك، فالمعرض يمتاز بالتنوع والتعدد بين الخامات ، وكذلك تعدد المراحل الفنية، التي تحكيها اللوحات تبعا لعام إنتاجها، فنجد أن أعمال مرحلة الستينيات تنتمي إلي مرحلة تحمل مقدارا من الواقعية، تظهر جليا في رسومه السريعة sketch التي اهتم فيها بالتعبير بخطوط القلم العريضة، محافظا علي النسب التشريحية للأجساد الآدمية، وعلاقته بما يحيطه، ثم نجده في أعماله المطبوعة، التي تنتمي إلي الجانب السيريالي، اهتم فيها باستخدام التقنيات الطباعية المختلفة في إثراء مسطح لوحاته المطبوعة بنوع من البساطة السهلة الممتنعة، كان فيها للشكل المربع المحيط بشخوص لوحاته دور البطولة في رسم ملامح اللوحة، فهي الفضاء المحيط، وتحمل بين طياتها رموزا دلالية، كما قام في لوحاته بالرسم والتصوير علي خامات مختلفة منها ألواح الخشب، كما تعددت موضوعاته المرسومة لتشمل فنون المنظر لمشاهد من الطبيعة. تتميز أعمال نوار الأخيرة بما يعرف بالمفاهيمية art Conceptual حيث تعتمد أعماله علي المفهوم concept من خلال صياغة العناصر الفنية بشكل يخدم العمل الفني ويخدم الفكرة ويوضحها، بعيدا عن المفاهيم التقليدية، لتصبح الفكرة هي الهدف الحقيقي للفن، بدلا من الأثر الفني وتبادل العلاقة بين الفكرة ووسيلة التعبير، وذلك نتيجة لتحول مفهوم الجمال الفني لجمال الفكرة أو التعبير عنها، حيث تعتبر الفكرة التي ينطوي عليها الفعل الفني أو يطرحها أكثر أهمية من الموضوع، فيقوم الفنان بالتعبير عن فكرته باستخدام أي وسيط يراه مناسبا، مع مطلق الحرية في اختيار أي نوع من الخامات التي تخدم الفكرة، ويعمد إلي إبراز الواقع كقيمة جمالية.