وسط سيطرة نظرية المؤامرة علي أغلب أحداث الصراع الدائر بين جبهتي الحزب.. واتهامات «الأمركة».. والاستعانة بعناصر غير ناصرية، واجهت قيادات بالحزب الناصري انتقادات عنيفة من قبل قواعد الناصري في المحافظات وذلك في الوقت الذي واصلت خلاله الجبهات المتصارعة خططها لاستكمال تشكيلات أمانات الحزب في كل محافظة لدعوتها إلي المؤتمر العام الذي سيعقد بعد الانتهاء من التشكيلات . وبادرت جبهة الأمين العام للحزب أحمد حسن البدء في إجراءات الانتخابات بمحافظتي قنا والفيوم للاعلان عن تحد صريح لجبهة الإصلاح في قرارها الذي اتخذته مؤخرًا بتأجيلها الانتخابات لمدة عام أثناء مؤتمرها العام الطارئ الذي عقدته بنادي التجاريين. وتستكمل جبهة حسن التغلغل داخل باقي المحافظات عبر الدعوة إلي اجتماع اسبوعي للجنة الانتخابات التي تم تشكيلها من عدد من الأعضاء لاختيار الامانات التي ستجري بها الانتخابات إذ سوف يطال هذا الأمر، محافظات: المنيا والبحر الأحمر والشرقية والقليوبية «غدا» والقاهرة والجيزة الاسبوع الجاري، وصولا إلي انعقاد المؤتمر العام للحزب في الفترة من 14 إلي 15 أبريل المقبل طبقًا للموعد الذي حددته الجبهة . وقال جمال عبد الناصر القائم بأعمال أمين التنظيم أن اللجنة تجتمع اسبوعيا لتحديد الأماكن التي تستكمل فيها التشكيلات مشيرًا إلي أن كل محافظة بمجرد استكمال تشكيلاتها يتم دعوة مؤتمرها العام للانعقاد لطرح المشاكل التي تواجههم، واعداد تقرير بها يعرض علي المؤتمر العام للحزب. وكشف عبد الناصر أن أعضاء امانات المحافظات وجهوا انتقادات عديدة للمقر المركزي وقياداته بسبب الصراع الدائر حاليا مطالبين باحترام لائحة الحزب وقواعده. ومن جانبه قال د.محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية بالحزب أنه تمت دعوة جميع منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام لمراقبة الانتخابات الداخلية للحزب للتأكيد علي نزاهتها.. وحتي لا يشكك أحد فيها مشيرًا إلي أن الانتخابات تمت بالرقم القومي. وحول نجاح جبهة عاشور اختراق المحافظات أضاف سيد أحمد: «جبهة عاشور تزعم أن معهم 17 محافظة والحزب لديه تشكيلات في 23 محافظة، فلماذا لا تجري الجبهة الانتخابات الداخلية ومعها الاغلبية، كما تقول؟. ولكن تأجيلها للانتخابات دليل علي عدم وجود أي تأثير لها في الحزب سوي بالمجموعة التي تتزعمها. بينما أكد توحيد البنهاوي أمين مساعد الحزب والقيادي بجبهة الاصلاح أنه ستتم دعوة لجنة الانتخابات التي شكلتها الجبهة إلي اجتماع خلال الاسبوع الجاري لدراسة اتخاذ الوسائل اللازمة لمواجهة تصرفات جبهة الأمين العام مشيرًا إلي أن حسن يتحايل علي عدد من قيادات المحافظات، لكي يساندوه في اتمام خطته غير أنه يجد معارضة شديدة منهم لتوسلاته. وأوضح البنهاوي أن جبهة الأمين العام لن تستطيع استكمال تشكيلاتها في المحافظات في ظل الاوضاع الحالية للحزب بأي حال من الأحوال. في حين قال محمد بدر حجازي أمين الغربية أن الاجتماع الذي عقدته أمانته الأسبوع الماضي وحضره عاشور تم فيه تشكيل لجنة لتفعيل قرارات المؤتمر العام الطارئ الذي عقده النائب الأول إذ شكلت اللجنة من 17 أمانة - علي حد قوله - علي أن تقوم هذه الأمانات بالإشراف علي الإعداد للانتخابات الداخلية بعد 6 أشهر. وأشار حجازي إلي أن التجهيزات الحالية لا تخرج عن فتح باب العضوية بالحزب، لافتًا إلي سوء أوضاع حزبه بسبب الصراع الذي حمل مسئوليته للأمين العام، متسائلاً ماذا قدم حسن للنضال السياسي داخل الحزب سوي تحميله بصراعات كان في غني عنها. ولفت حجازي إلي بطلان الإجراءات التي يقوم بها حسن خاصة مع رفض القضاء للطعن الذي قدمه لإبطال التفويض الذي يملكه عاشور من رئيس الحزب ضياء الدين داود للقيام بمهامه. واتفق معه علي أبو المجد أمين مساعد الحزب بأسوان في أن الصراعات داخل الحزب جعلت العمل السياسي داخل أمانته متوقفاً، خاصة مع عدم وجود أي دعم مقدم من الأمين العام، مطالبًا بضرورة إقصاء حسن عن أي منصب قيادي بالناصري لكونه - حسب وصفه - خرج عن مبادئ الحزب واتجه لخدمة أهدافه الخاصة. وأضاف أبو المجد أن الاهتمام الحالي لأمانته ينصب في محاولات إعادة العناصر القديمة بالحزب والتي هربت من سياسة حسن الطاردة للكوادر المؤثرة، مشيرًا إلي استمرار أمانته في التجهيز لانتخاباتها بعد 6 أشهر حسب توصيات مؤتمر عاشور الطارئ. واتهم أبو المجد الأمين العام بالتغاضي عن المصلحة العامة للحزب مكتفيًا بتحقيق أطماعه الخاصة، وهو ما قزم دور الحزب سياسيًا، فضلاً عن أن ضياء الدين داود رئيس الحزب هو الذي تحمل ذلك بسبب إفساحه المجال لحسن ليفعل ذلك. وكانت جبهة «حسن» بالقاهرة قد أعلنت عن عدم ترشيح د. محمد أبو العلا نائب رئيس الحزب لرئاسة لجنة القاهرة، كما ستواجه رئاسة توحيد البنهاوي الأمين المساعد للجنة القليوبية وهو ما جعل أنصارهما يصفون ما يحدث، بأنه تصفية حسابات بالمخالفة للقانون. وذكرت الجبهة أن مجموعة سامح عاشور تملك قاعدة بيانات حقيقية عن عضوية الحزب.. وهو ما نفته مجموعة الإصلاح، مؤكدين أنهم يمتلكون أوراقًا رسمية بالعضويات. وأوضح جمال فريد القيادي بمحافظة قنا موقف محافظته، قائلاً: شكلنا مركزين هما أبو تشت ونجع حمادي لأننا نعمل بقرارات من الأمانة العامة والمكتب السياسي وما يعنينا هو البيت الناصري من الداخل، متهمًا مجموعة عاشور، بأنها تريد تشكيل الحزب «الأمريكي الناصري» لتخريب الحزب وليس إصلاحه. وأردف: «عاشور لم يساعدنا طوال فترة الانتخابات ولم يهتم بمصيرنا السياسي رغم أنه رئيس لجنة الانتخابات بعكس أحمد حسن الأمين العام. وفي حين ذهب أحمد حسن الأمين العام للحزب إلي أنهم سوف يستكملون الانتخابات الداخلية دون الالتفات لأي مهاترات، لأننا نسعي الآن لإعادة بناء الحزب.. وهذا لا يمكن أن يحدث إلا في ضوء عمل الأمانات المركزية وقرارات الأمانة العامة خاصة أمانة التنظيم.