يعقد الحزب العربي الناصري اليوم اجتماعاً طارئاً لمكتبه السياسي لمناقشة تداعيات هزيمته في انتخابات مجلس الشعب وبحث إعادة هيكلة الحزب من الداخل، فيما تفجرت أزمة جديدة داخل الحزب بسبب تصارع طرفي الحزب حول عقد مؤتمر عام طارئ من عدمه وتأجيل الانتخابات الداخلية وسط شدة الصراع بين سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب وأحمد حسن الأمين العام. ويدرس الحزب العمل علي توسيع القاعدة الجماهيرية وآليات ضم عضويات جديدة. ومن جانبه طالب توحيد البنهاوي الأمين العام المساعد وأحد المرشحين الخاسرين في الانتخابات بضرورة تأجيل عقد الانتخابات الداخلية لمدة لا تقل عن 6 أشهر لمراجعة كشوف العضوية داخل المحافظات المختلفة إضافة إلي محاسبة المتسببين في وضع الحزب خلال الانتخابات خاصة القيادات. ولفت إلي ضرورة مناقشة وتحديد كيفية تعامل الحزب مع الدولة وأجهزتها بعد حالة العداء الأخيرة خلال الانتخابات مشيراً إلي أن هذا يستدعي عقد مؤتمر عام طارئ يتم تحديده خلال مناقشات اجتماع المكتب السياسي. في الوقت نفسه تجددت الصراعات بين فريق الأمين العام أحمد حسن الذي أيد المشاركة في الانتخابات، وفريق سامح عاشور الذي تبني المقاطعة. وانعكس هذا الصراع علي عقد المؤتمر العام للحزب حيث دعا عاشور لتأجيله، والتوجه إلي بحث تداعيات الانتخابات البرلمانية لكن حسن شرع في استكمال تشكيلات الحزب تمهيداً لإجراء الانتخابات الداخلية وعقد المؤتمر العام. وقال محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية: إن فشل كل مرشحي الحزب زاد من حدة الأزمة الداخلية، منتقداً دعوة عاشور لتأجيل المؤتمر العام قائلاً: لا يمكن التراجع عن قرار الأمانة العامة التي شددت علي ضرورة إجراء المؤتمر العام في موعده لا يمكن أن نضرب بقرارات مؤسسات الحزب عرض الحائط. واتهم د. عاشور بالتفرغ لدعم شقيقه مرشح الوطني بساقلته عادل عاشور دون مساندة ودعم مرشحي الناصري. ورغم أنه لم تكن هناك توقعات كبيرة بفوز الحزب في الانتخابات البرلمانية إلا أن عدم فوز الناصري بأية مقاعد تحول إلي آلية يستخدمها الفرقاء المتصارعون لتسوية خلافاتهم الداخلية. وفي حين حصل عاشور علي خطاب من رئيس الحزب ضياء الدين داود يفوضه فيه بمهام رئيس الحزب بسبب مرضه شكك حسن في الخطاب واتهم عاشور بتزويره. ويري ناصريون أن عقد المؤتمر العام وانتخاب قيادة جديدة سيؤثر بشكل كبير علي مستقبل الحزب الناصري حيث يري البعض أن انتصار تيار الأمين العام وفوزه برئاسة الحزب سيبقي الأمور علي ما هي عليه، في حين فوز النائب الأول لرئيس الحزب سامح عاشور قد يعني إعادة بناء الناصري من جديد. ودعت جبهة الإصلاح والتغيير بقيادة عاشور إلي مؤتمر عام للناصري يوم 17 ديسمبر الجاري للنظر في تفويض رئيس للحزب خلفاً لداود بعد أن تمكن عاشور من الحصول علي تفويض من رئيس الحزب المقيم بشكل دائم في مسقط رأسه بدمياط لظروفه الصحية، لكي يدير الناصري ومن المقرر أن يتم عرض هذا التفويض علي المؤتمر العام. ويسعي أعضاء الجبهة إلي اتخاذ قرار من المؤتمر العام بتأجيل انتخابات الحزب لمدة عام جديد خاصة بعد خروجه مهزوماً من الانتخابات التشريعية وحتي يتمكن من بناء قواعده وعودة الطيور المهاجرة إلي أروقته مرة ثانية. وقال جمعة حسن أحد قيادات جبهة الإصلاح إن مؤسسات الحزب أصبحت مشلولة مما ألحق به خسارة لدورتين متتاليتين في الانتخابات البرلمانية وبالتالي لابد من إعادة إصلاح الأوضاع حتي يليق الحزب باسم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. بينما ترد جبهة الأمين العام للحزب أحمد حسن علي جميع تحركات الإصلاحيين بعقد مكتب سياسي للحزب اليوم الأربعاء لاتخاذ قرار عاجل بإجراء الانتخابات الداخلية للحزب خلال أيام لقطع الطريق علي جبهة الإصلاح في كسب مزيد من الأنصار بالمحافظات. ومن المقرر أن يعرض علي المكتب السياسي تقرير حول ما تعرض له مرشحو الحزب في الانتخابات البرلمانية من تجاوزات والموقف النهائي من الخسارة التي لحقت بمرشحيه. وأكد د. محمد سيد أحمد أمين الشئون السياسية بالحزب أن قرار تأجيل الانتخابات الداخلية من عدمه حق أصيل للأمانة العامة للحزب مشيراً إلي أن الحزب لن يعترف بأي مؤتمر عام يدعو إليه أي أحد لم يؤخذ به قرار من مؤسسات الحزب.