يضرب الإهمال معظم مدارس محافظة الأقصر؛ بسبب غياب الرقابة، خاصة مدارس أرمنت وأسنا؛ حيث تعود الطلاب على الهروب بشكل يومي، مع تأخر المدرسين عن الحضور في المواعيد الرسمية، وعدم الاهتمام بطابور الصباح. ورصدت عدسة "رصد" هروبا جماعيا لطلاب إحدى المدارس بمحافظة الأقصر في ثانى اسبوع على بدء العام الدارسى بالترم الثاني وهم يتسلقون أعلى سور المدرسة للهروب من اليوم الدارسي. وعلق أحد المدرسين على واقعة هروب الطلاب عبر تسلق السور الخارجى الخاص بالمدرسة "أن المدرس ليس له سلطة فى منع الطلاب من الهروب لأن المدرس مشغول بالحصة داخل الفصل"، فضلا عن تواجد الباعة الجائيلن خارج الباب الرئيسى للمدرسة، وسط غياب الإدارة والمعلمين للحد من الظواهر التى تضر الطلاب. ومن جانبه، قال أحد المواطنيين اللذين يقطنون بجوار احدى المدارس التى تشهد هذه الحاله: " ان هذه الحالات تحدث يوميا وبصفة مستمرة طيلة ايام العام الدراسى"، وحذر من خطورة عدم متابعة الطلاب مطالبا بتشديد الرقابة على أسوار المدارس والمعاهد بالإضافة إلى ضرورة يقظة الإشراف اليومي. وأضاف، انه حتى نتغلب على تلك الظاهرة نحتاج إلى التسلح بالمعرفة المتطورة، وتربية جيل يمثل الثقافة الإسلامية ومبادئ المسلمين من خلال تحقيق نهضة أخلاقية وفكرية وتربوية تجنب أبناءنا السلوكيات الخاطئة. ومن ناحية أخرى عبر أحد المدرسين على الظاهرة :"أن تسرب الطلاب من المدارس له أسباب متعددة و غالباً ما تكون نابعة من عدم الاهتمام بالتربية، و تكثيف المناهج المدرسية مما يجعل الطالب يمل من الحصة الدراسية ، كذلك قد تكون الأسباب أسرية و هو عدم تفهم الأهل في المنزل لما يحتاجه ابنهم في هذه المرحلة، و التثقيل عليه في أمور كثيرة، فلا يجد الطالب متنفساً له سوى الهروب في اليوم الدراسي وانه يتوجب على الدولة البدء من المدارس ومراكز الإيواء، بدعم المنهج المدرسيّ بالأنشطة الكافية والحقيقية لكي تحفز التّلميذ على الالتزام بالتواجد داخل المدارس، وربط العملية التّعليمية بالتطورات الّتي تحدث في المجتمع لكي يستمتع التّلميذ ويشعر بأنّها تواكب طموحه وتطلعاته". وأضاف :"ولا بد من دعم المواهب والإبداع لدى الطالب لكي يشعر بوجوده وبأنّه شخص مهم وله دور؛ والعمل على نشر الوعي داخل الأسرة، والبيئة المحلية، والإعلام بتسليطه الضّوء على المخاطر التّربوية النّاجمة عن هذه الظّاهرة، أولادنا هم المستقبل، لذلك تقع علينا جميعاً مسؤولية تأمين بيئة آمنة وصالحة لحمايتهم من الشّارع وأخطاره".