بالفيديو | الاعتراف تحت التعذيب مكافأة الانقلاب للعلماء

أستاذ جامعي؛ تخرج كأول دفعته، وحصل على الدكتوراه من بريطانيا، عمل في عدد من المراكز الاقتصادية العالمية المتخصصة وخبيراً بالمعونة الأميركية ومستشاراً في وزارة المالية وتم اختياره خبيراً في صندوق النقد الدولي.. ولما دعاه وطنه إلى العودة إليه والخدمة في صفوفه لإنقاذ الأوضاع الاقتصادية المزرية لم يتردد؛ استقال فورا من مناصبه وعاد.. ليلقى في سجونه ويصلى من ويلات التعذيب والتنكيل لإجباره على الاعتراف بتهم لم يرتكبها.
إنه الأستاذ الدكتور عبدالله شحاتة خطاب؛ خبير الاقتصاد الدولي والأستاذ الجامعي الذي لم يجد مكانا ليلقي فيه محاضراته أو يعلم نظرياته في مصر إلا في ظلمات السجون والزنازين، لم تشفع له درجته العلمية، ولا مكانته العالمية، ولم تر سلطات الانقلاب العسكري لخطاب من فضل.. إلاّ تعاونه لصالح الوطن مع حكومة سابقة يراها الانقلاب عدوة له، وخطرا على أمنه هي ومن تعاطف أو تعاون معها.
وقد أدان الدكتور أحمد عبد الباسط المدرس بكلية العلوم جامعة القاهرة والمتحدث باسم حركة جامعة مستقلة، الفيديو الذي نشرته وزارة داخلية الانقلاب ويتضمن مقطع للدكتور عبدالله شحاته يدلي باعترافات على نفسه تحت أثر التعذيب.
وقال "عبدالباسط" - خلال تدوينة له عبر صفحته على موقع"فيس بوك":" صعقت وصدمت وبكيت من الفيديو الذى أصدرته وزارة الداخلية للدكتور عبد الله شحاتة الخبير الاقتصادى و الأستاذ المساعد بكلية الأقتصاد والعلوم السياسية ، متسائلًا ألهذه الدرجة يهان أساتذة الجامعات ويتعرضون للتعذيب البشع حتى يعترفوا بجرائم لم يرتكبوها".
واعتقلت قوات الأمن الدكتور عبد الله شحاتة خطاب،وعلى زوجته ونجله من منزله بالهرم في محافظة الجيزة، في إطار حملة أمنية موسعة صبيحة انتفاضة 28 نوفمبر، وتم الإفراج عن زوجته لاحقا واستمر اعتقال شقيقه.
ووجهت سلطات الانقلاب للخبير الاقتصادي الدولي قائمة من الاتهامات، بينها ارتكاب حوادث عنف وتكدير السلم المجتمعي.
ووفقا لشهادة محاميه عزت غنيم فإن الدكتور خطاب تعرض في محبسه للتعذيب، وتم إجباره على الإدلاء بأقوال واعترافات معدة له سلفاً أمام كاميرا فيديو مثبتة أمامه.
وقد تداول نشطاء على مواقع التواصل الإجتماعي صورًا للدكتور عبدالله شحاته قبل وبعد اعتقاله يؤكدون فيها تعرضه للتعذيب على أيدي قوات امن الانقلاب.
وأكد محمد شحاتة خطاب شقيق د.عبد الله شحاتة أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة المعتقل حاليا أن الانقلاب سجل لشقيقه تحت التعذيب الشديد اعترافات بجرائم لم يرتكبها. وأوضح عبر "الفيس بوك" أنه علم من محامي أخيه أن الأمن قام بتعذيب شقيقه بالكهرباء لتصوير فيديو يعترف فيه بجرائم ملفقة تدينه.
وأشار إلى أن المحامي أكد أنهم بالفعل وبعد جلسات تعذيب بالكهرباء تم تصوير فيديو يتحدث فيه د. عبد الله عن اعترافات باتهامات لم يفعلها بالأساس. وأكد المحامي أنه تم منع الزيارة عن عبد الله والأكل الملكي ودخول أي ملابس له، وأن يلتقي أحد من المحامين، مشيرًا إلى أنه تم عرض د. عبد الله على النيابة اليوم بالتجمع الخامس ورفض رئيس النيابة إطلاع المحامي على التحقيق أو أخذ نسخة من التحقيق.
وقد بثت وزارة الداخلية في حكومة الانقلاب تسجيلا مصورا لما قالت إنها اعترافات للدكتور عبد الله شحاتة، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة.. وقال شحاتة في التسجيل إنه كان قد إتفق مع الأشخاص على القيام ببعض الأعمال التخريبية والاغتيالات، وإنه يحفظ لديه مجموعة من الأسلحة للقيام بهذه المهام.
وقد نفى عزت غنيم المحامي الموكل من عبدالله شحاتة صحة هذا الكلام الذي قاله عبدالله شحاتة، مؤكدا أنه قال هذا الكلام تحت تأثير التعذيب الذي تعرض له، مؤكدا أن موكله سبق وأخبره بتعرضه لعمليات تعذيب بالكهرباء لاجباره على الاعتراف بأفعال لم يفعلها.. وهو نفس الكلام الذي سبق وقاله محمد شحاتة شقيق عبدالله المقيم بتركيا والذي أكد في وقت سابق أن شقيقه يتعرض لعمليات تعذيب شديدة للاعتراف بأمور لم يفعلها، مشيرا إلى ضباط الداخلية أعدوا له أقوالا معينة يحفظها ليقولها في هذا التسجيل، وظلوا يعيدوها عليه أكثر مرة حتى يقولها بإتقان وفي كل مرة كان يتلعثم أو يتردد في قولها يتم تعذيبه وإعادتها مرة أخرى .
وأضاف غنيم أن الدكتور عبد الله شحاته شرح أمام وكيل النيابة ما تعرض له من تعذيب، وكيف أعادوا التسجيل كل مرة يغير فيه النص المعد أمامه، وبين كل مرة ومرة يتم تعذيبه بالكهرباء لإجباره على الالتزام بالنص المعد سلفاً.
وقال غنيم: حضرت تجديد حبسه؛ تمالكت نفسي من البكاء أول ما رايته قادما نحوي وبيده الأغلال ويهرع إليّ محتضناً قائلاً: "مبهدلك معي في الجامعة وفي النيابة كمان"؛ لم يكن لي خيار الرد بعدما جذبه العسكري إلى داخل مبنى النيابة بشدة سمعت منه كيف تم تعذيبه.
واستدرك: فوجئت برد وكيل النيابة الذى قال "عارف وعارف كل ما حدث معك من لحظة القبض عليك"، وخاض مع الدكتور عبدالله في رسالة الدكتوراه وسفره لهولندا وتخصصه العلمي كعالم اقتصاد، ثم أصدر قراره بحبس الدكتور عبدالله شحاته 15 يومًا على ذمة التحقيقات الوهمية.