أجمع علماء أزهريون على عدم جواز الحج لحاملي أنفلونزا ال”كيرونا” أو أي من الأمراض المعدية، لما فيه من ضرر بالغ على باقي الحجيج. جاء ذلك على خلفية إعلان المملكة العربية السعودية اكتشاف 3 حالات لمرض الأنفلونزا النادر “الكيرونا” بين الحجيج، الذين بدأوا يتوافدون على الأراضي المقدسة استعداداً لأداء فريضة الحج التي يحين موعدها بعد أقل من شهر. وفي تصريح خاص للأناضول قال حامد أبوطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر إن “من يحملون أمراض معدية عليهم ألا يسافروا للحج، فهم يعتبرون فاقدين لشرط الاستطاعة، حيث فرض الحج على من استطاع إليه سبيلا، وتشمل الاستطاعة كل الجوانب سواء صحية أو مادية، وإذا فقد الإنسان شرط الاستطاعة الصحية فلا حج عليه”. وأوضح أن “رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر من يأكل ثوما أو بصلا بعدم الذهاب للصلاة في المسجد كي لا يؤذي المصلين الآخرين برائحته، فإذا كان ذلك لمجرد الرائحة فما بالنا بالفيروسات المعدية”. وأضاف “وعليه فإن المصابين بأنفلونزا الكيرونا عليهم أن يلزموا أماكنهم دون سفر، حتى ولو كان للحج، وسينالون أجر الحج وهم في بيوتهم، بصدق نواياهم وعزمهم”. ورغم ذلك فإن أبو طالب رأى أن “حاملي المرض المعدي ليس لهم حق أن ينيبوا عنهم من يؤدي فريضة الحج، إلا إذا كان المرض مستمر معهم، لأن المرض قد يكون عارض وسيزول”. من جانبه أفتى على جمعة مفتي مصر بأن “الشرع يفرض على المسلم وجوب الالتزام بالإرشادات الصحية التي تحددها الجهات المعنية وعدم مخالفتها في منع من يحملون مرض معدي معين”. وتابع “كما عليه أن يلزم مكانه إن كان حاملا لمرض معد يضر بالآخرين”، مشدداً على أن “أخذ المسلم للحذر محافظة على الصحة لا يتنافى مع التوكل على الله فقد ورد عن عمر بن الخطاب قوله: نفر من قدر الله إلى قدر الله”. محمد رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر اتفق مع سابقيه قائلاً “إذا أكد الأطباء ضرورة منع تواجد المريض وسط التجمعات نهائيا فإنه يجب منع وجوده في هذه التجمعات سواء كان حجا أو عمرة إلا إذا اتخذت إجراءات وقائية من الجهات الطبية كارتداء الكمامات أو غير ذلك للتحصين ضد المرض”.