«منتخبات مصر القومية لفظت أنفاسها الأخيرة، ولم يتبق سوى الذكرى الحلوة، أيام المعلم حسن شحاتة وال 3 كئوس الأفريقية المتتالية، فأصبح الإخفاق عنوان الجبلاية، وتوافد المدربون على تدريب المنتخب بمبالغ مرتفعة ولكن دون فائدة، فالمجاملات والفساد وتصفية الحسابات هى منهج مسئولى الجبلاية، بدءًا من هانى أبو ريدة، عضو المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، وتابعه جمال علام، رئيس الاتحاد الحالى، بجانب فاروق جعفر، المدير الفنى للجبلاية، وهو ما أدى إلى تدمير الكرة المصرية، والوصول لمكانة لا تليق بمكانة مصر على الإطلاق، سواء على مستوى النتائج أو الأداء أو الترتيب الشهرى للفيفا، والخروج المتوالى للمنتخبات الوطنية من المشاركات القارية». خروج المنتخبات أصبح تلو الآخر، فأمم أفريقيا أصبحت بالنسبة للمنتخب الأول فى طى النسيان، بعد غياب الفراعنة عن الكأس السمراء من 2010، وحتى أمم 2015، بجانب فشل منتخب 95 فى الصعود لبطولة أمم أفريقيا التى تستضيفها السنغال، وكذلك خروج منتخب الناشئين مواليد 98 من تصفيات أمم أفريقيا 2015. كل ذلك والجبلاية لا تحرك ساكنًا، فأزمة ومعاناة المنتخبات الوطنية فى الآونة الأخيرة، لاقت تجاهل أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم، اللهم إلا إلقاء اللوم على الآخرين، وتفرغ البعض منهم للدعاية لأنفسهم فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. فالأول أبو ريدة يحضر اجتماعات الاتحاد بشكل دائم، بل إن كلمته هى المسموعة فى أروقة الاتحاد، وخير دليل على ذلك، تعيين شوقى غريب مديرًا فنيًا للفراعنة، بعد التوصية الملزمة من أبو ريدة لمسئولى الجبلاية، بعد حضوره اجتماع اختيار المدير الفنى للمنتخب الوطنى، بما يعد مجاملة صارخة، ورغم مهازل المنتخب يقررون تمديد التعاقد معه حتى 2018!. بينما يبحث ثانيهم علام عن حل يُجمل به شكل مجلس الاتحاد الحالى، التابع لأبو ريدة فى الأساس، حيث اعتقد علام أن الحل يكمن فى إلهاء الجماهير عن كبوات المنتخبات، والبعد عن تحمل مسئولية هزائمها، خصوصًا استحالة مشاركة الفراعنة فى أمم إفريقيا 2015، عن طريق استضافتها، حيث يشارك البلد المضيف بدون الدخول فى تصفيات، متناسيًا كم الخطر من تنظيم مثل هذه البطولة، التى رفض الجميع استضافتها بسبب وباء الإيبولا. وبالنسبة لثالثهم جعفر، فهو خير من يتحدث عن التخطيط وفنيات الكرة، ولكن إنجازاته كمدير فنى للاتحاد المصرى لكرة القدم «صفر»، ودائما يرجع الخسائر على الآخرين، وأن الأجهزة الفنية للمنتخبات شُكَّلَت قبل التعاقد معه، لذلك لا يجوز انتقاده، ولم يكتف جعفر بذلك بل أضاف أن ضعف بطولة الدورى أدى إلى هزيمة الفراعنة فى المبارتين السابقتين، كما اتهم جعفر مسئولى الجبلاية بمجاملة الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية، مشددًا على ضرورة أن يتحملوا المسئولية كاملة فى خروج منتخبى الشباب والناشئين. فى هذا السياق قال أسامة خليل، الخبير الكروى، إن الثورة لم تصل حتى الآن للكرة المصرية، حيث تعيش أسوأ أيامها، وأصبح التدهور والإخفاق ظاهرة اجتاحت الفرق القومية، رغم المصاريف الخيالية التى تنفق هباءً فى هذا الصدد، بما يعد إهدارًا للمال العام، موضحًا أن مسئولى الجبلاية يقومون بإنفاق تلك المبالغ على معسكرات ضعيفة لا تسمن من جوع وتضيع سدى، ولا تعود بأى فائدة على مشوار المنتخبات القومية، سوى أنها المحلل الشرعى لسرقة المال العام. وأوضح خليل أن السبوبة والمجاملات وتسديد الفواتير هى طريقة إدارة الجبلاية، معربًا عن أسفه الشديد من سعى الاتحاد المصرى لتنظيم بطولة الأمم الأفريقية 2015، رغم انسحاب المغرب من تنظيمها بسبب فيروس الإيبولا القاتل، متسائلًا لماذا نسعى لتنظيم البطولة على الرغم من انسحاب الجميع خوفًا منهم على مواطنيهم، محملًا من يساعد الجبلاية فى الحصول على هذا التنظيم مسئولية الخطر الداهم على حياة المواطن المصرى.