كتب- عبد الحميد الشربيني سقوط المنتخبات الوطنية (الأول والشباب والناشئين) يؤكد وجود سياسة المجاملات التي فرضت نفسها على اختيارات مسؤولي «الجبلاية» بعدما لعبت المصالح الشخصية دورًا كبيرًا في تولي المدربين المسئوولية الفنية للمنتخبات ولم ينج من هذه الاختيارات سوى المنتخب الأوليمبي الذي يقوده فنيًا حسام البدري، الذي وضح مبكرًا أنه سيكون له شكل مختلف عن باقي المنتخبات الأخرى، خصوصًا أنه قدم شكلاً جيدًا للمنتخب تحت قيادته وهو الوحيد بين باقي المدربين الذين توجوا ببطولات وألقاب مع الأندية التي عمل معها من خلال تفوقه مع الأهلي بالفوز ببطولات الدوري ودوري أبطال إفريقيا والسوبر الإفريقي. المنتخب الأول شبح الخروج من الدور الأول ل«غريب» لا يزال المنتخب الوطنى يدفع ثمن مجاملات تعيين شوقى غريب مديرا فنيا للفريق خلفا للأمريكى بوب برادلى خصوصا أنه تم الاستقرار عليه مبكرا وتنصيبه مديرا فنيا فى يناير الماضى رغم أن مشوار التصفيات معروف مسبقا وتم تشكيل جهاز جديد بحجة الإعداد الجيد لمباريات «أمم إفريقيا» ولكن الأمور لم تتغير بعد سقوط الفراعنة أمام تونس والسنغال وبأداء باهت مما أثار غضب الجماهير، بجانب المجاملات التى شهدها التشكيل فى المباراتين، وهو الأمر الذى أثار حالة من الجدل حول خلفية تعيين غريب مديرا فنيا خصوصا أن اتحاد الكرة رفض دخول أى منافس له واستبعد كل الأسماء المرشَّحَة لقيادة الفراعنة إرضاء لهانى أبو ريدة الذى كان ينوى تعيين غريب مديرا فنيا فى حالة دخوله الانتخابات، ولكن جمال علام رئيس اتحاد الكرة، وباقى أعضاء المجلس قاموا بإرضاء أبو ريدة بتعيين غريب مديرا فنيا فى وقت قياسى دون تردد أو اختلاف بمجرد رحيل الأمريكى بوب برادلى وأصدر اتحاد الكرة قرارا سريعا بتعيين شوقى غريب رغم أنه لم يحقق أى نجاح على المستوى التدريبى سواء مع الأندية التى تولى تدريبها باستثناء الحصول على الميدالية البرونزية مع منتخب الشباب عام 2001. غريب لم ينجح مع المنتخب الأوليمبى وعمل مساعدا لحسن شحاتة فى المنتخب الأول، وتولى تدريب الفريق السكندرى سموحة الذى بقى فى الدورى بصعوبة وخرج من كأس مصر أمام الإسماعيلى قبل أن يفشل فى أولى تجاربه الرسمية مع المنتخب الوطنى خلال مباراتى تونس والسنغال ليزيد الموقف غموضا حول المسؤول عن تعيين شوقى غريب. ولم تقتصر المجاملات على هذا الحد بل امتدت إلى الجهاز المعاون سواء من خلال المدرب العام أو المدربين المساعدين بجانب مدرب حراس المرمى، لتصبح المجاملات اللغة السائدة لجهاز الفراعنة. منتخب الشباب فشل الصعود لأول مرة إصرار محمود الشامى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة على تعيين ياسر رضوان مديرا فنيا لمنتخب الشباب بدلا من علاء ميهوب رغم فوزه على السودان ذهابا وإيابا يؤكد استمرار لغة المصالح داخل «الجبلاية» بعد أن تمسك الشامى برفض كل محاولات «الجبلاية» الاستعانة بمدرب جديد بعد رحيل ميهوب ومحاولاته المستميتة للإبقاء على رضوان خصوصا أنه كان أحد نجوم بلدية المحلة السابقين خلال فترة رئاسته ويريد رد الجميل، حيث كان الشامى يرغب فى صناعة اسم رضوان بحكم أن الجيل الحالى يضم عددا كبيرا من اللاعبين الموهوبين وهو ما يؤكد قدرته على التأهل والوجود فى بطولة «أمم إفريقيا» المقبلة للشباب بالسنغال ولكنه فوجئ بخروج المنتخب من الدور التمهيدى للمرة الأولى منذ 13 عاما باعتبار أن الفراعنة هم الأفضل فى القارة السمراء فى السنوات الأخيرة ولم يغيبوا عن كأس العالم منذ عام 2001 حتى البطولة الماضية فى تركيا إلا مرة وحيدة وكان ذلك عام 2007 رغم تأهل مصر للبطولة الإفريقية فى ذلك الوقت، ولم تقتصر مجاملات الشامى على هذا الحد بل امتدت إلى الجهاز المعاون بعد تعيين أحمد صالح مدربا مساعدا باعتباره كان لاعبا سابقا فى بلدية المحلة. اللافت للنظر أن الجيل الحالى من منتخب الشباب يضم عددا من اللاعبين المميزين الذين شاركوا مع أنديتهم فى الفريق الأول مثل يوسف «أوباما» مع الزمالك، ورمضان صبحى مع الأهلى، بجانب عدد آخر من اللاعبين مثل كريم «نيدفيد» وإيهاب ريان ومحمد هانى مع الأهلى، وعمر الوحش مع الإسماعيلى. منتخب الناشئين مأزق التأهل ل«أمم إفريقيا» رغم صعود منتخب الناشئين للمرحلة الأخيرة من تصفيات إفريقيا المؤهلة لبطولة إفريقيا تحت 17 المقرر إقامتها فى النيجر فإنه لا يزال يواجه شبح الخروج ويعانى الفريق من عدم التأهل بعد هزيمته فى مباراة الذهاب أمام جنوب إفريقيا بهدفين مقابل هدف بجانب تأهله للمرحلة الثانية من الدور التمهيدى بصعوبة بالغة على حساب الكونغو بركلات الترجيح ولم تظهر أى بصمات للدكتور جمال محمد على، وهو الأمر الذى يؤكد وجود مجاملات فى تعيينه مديرا فنيا لناشئى الفراعنة مواليد 1998 فى صفقة تمت قبل الانتخابات الماضية لاتحاد الكرة ليتم تعيينه على الفور مدربا لمنتخب الناشئين رغم اتجاهه إلى العمل الإدارى فى السنوات الأخيرة ليعود للتدريب فى صفقة مع مسؤولى «الجبلاية». منتخب 1997 لم يبدأ الخدمة بعد رغم عدم وجود أى ارتباطات رسمية بخصوص منتخب مواليد 1997 الذى سيبدأ عمله فى العام المقبل فإن إصرار مسؤولى اتحاد الكرة على تعيين معتمد جمال فى نهاية العام الماضى يضع تساؤلات كثيرة حول جدوى تعيينه مديرا فنيا إلا أن يكون الأمر كله مجرد مجاملات باعتباره أحد رجال هانى أبو ريدة خلال عمله فى المنتخبات الوطنية المختلفة ليحافظ على مكانه فى العمل مع المنتخبات بعد تجربته السابقة مع منتخب الشباب والمنتخب الأوليمبى.