انقذنا الفريق عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع من كارثة محققة ونفق مظلم لا يعلم أحد إلى أى نهاية سوداء وكارثية سوف يؤدى بنا. إن طبول الحرب الأهلية كانت تدق بعنف معلنة بداياتها بعد إعلان الرئيس السابق محمد مرسى عن مبادرته التى جاءت متأخرة بكل المقاييس. إن المصريين أعطوا من جديد درسًا للحضارة الإنسانية عن صحوتهم ودفاعهم المستميت من أجل الحفاظ على كرامتهم وحريتهم. لقد صبر المصريون على الفساد والطغيان طوال ثلاثين عامًا من حكم مبارك ولم يحتملوا عامًا واحدًا من استئثار الإخوان بالسلطة وسوء اختيار بعض الوزراء والمحافظين والذى انعكس فى أزمات متعددة فى السولار والبنزين ورغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز. وإنصافًا للحقيقة فإن الوزير الوحيد الذى كان يعمل بإخلاص فى حكومة الدكتور هشام قنديل هو باسم عودة وزير التموين لقد أطلق المصريون على الفريق السيسى لقب «حبيب المصريين» كنوع من الامتنان والتقدير لوعى هذا الرجل النبيل العملاق القوى الشجاع بكل معانى هذه الكلمات الصادقة. إن ادعاء القنوات الأجنبية أن ماحدث هو انقلاب عسكرى ادعاء عار من الصحة تمامًا وتزوير وتدليس وقلب للحقائق رأسًا على عقب إن خروج أكثر من عشرين مليون مصرى للتعبير عن رفضهم لسياسة الإخوان دليل قاطع وجازم على أن التغيير تعبير عن إرادة شعبية جارفة وأن الجيش ليس له أى مطمع أو نية فى الاستيلاء على السلطة أو حتى المشاركة ولو من بعيد فى أى مناصب أو حقائب وزارية. لقد أبدع الفريق السيسى وتفوق ببراعة شديدة فى اختيار ممثلى الشعب من كافة الأطياف السياسية. ولأول مرة منذ ثورة 25 يناير يتم الاعتراف الكامل بدور الشباب وتمثيل رموز حركة تمرد فى هذا الائتلاف المتناغم من السياسيين والرموز الرئيسية والحزبية وحتى المرأة التى مثلتها الكاتبة الأديبة سكينة فؤاد . إن المصريين يستحقون أن يعيشوا حياة كريمة فى بلدهم وأن يتمتعوا بنسائم الحرية والشعور بالمساواة والمشاركة فى تفعيل دور الشباب ومنظمات المجتمع المدنى. إن التوليفة الرائعة من المجلس الاستشارى المؤقت تدل على أن سياسة التكوين والهيمنة فى عهد مبارك والإخوان لن تعود أبدًا مرة أخرى. وأن جميع المصريين سواسية فى الحقوق والواجبات وأنه لا استئثار بالسلطة والمناصب لأى فصيل على حساب الآخرين. إن مصر تحتاج منا أن نعمل بجد وإخلاص وأن يتضافر الجميع لنهوض سنوات القهر والهوان والذل والفقر. إن من حقنا أن نعيش حياة كريمة آدمية ينعم فيها الجميعه بأبسط حقوقه فى الصحة والتعليم وتوفير لقمة العيش.