سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جبهة الإنقاذ تنتقد تمثيل الرئاسة ب"القداس".. عبد المجيد: رسالة بأن السلطة أقل من مستوى المحكومين.. الحفناوى: مرسى اتبع الفاشية وإقصاء الآخر.. العلايلى: عدم التصفيق لممثلى الرئاسة تعبير لحظى عن الغضب
تركزت الأضواء وأنظار جميع المصريين أمس السبت، على قداس عيد القيامة، وتهنئة الإخوة الأقباط، فى ظل ظروف مشتبكة، مرت خلالها الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لاعتداء غير مسبوق الأسابيع القليلة الماضية، وكان أكثر الأمور اللافتة للنظر هو التمثيل الضعيف لمؤسسة رئاسة الجمهورية، بإنابة المهندس طارق وفيق وزير الإسكان، ممثلاً لرئيس الجمهورية بحضور القداس، وعدم تمثيل الرئيس بأحد مساعديه، إضافة إلى التصفيق الحار الذى قوبلت به تهنئة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والفريق أول عبد الفتاح السيسى، ورموز جبهة الإنقاذ، فيما تم تجاهل تهنئة رموز المؤسسات الرسمية للدولة. واستنكر سياسيون تمثيل رئيس الجمهورية فى قداس القيامة، الذى وصفوه ب"الهزيل"، وأنه تهميش لدور الكنيسة ومحاولة لإضعافها، لافتين إلى أن الرئاسة تسير على نهج الجماعات الإسلامية المتشددة فى إقصاء الآخر سواء كان قبطيا أو شيعيا أو مسلما معارضا، وتعمل بسياسة فاشية مع المصريين، وكأن التيارات الإسلامية هى الوحيدة التى تدافع عن الشريعة، كما أنه يعد انعاكساً طبيعياً لرؤية جماعة الإخوان المسلمين، بأنه لا يوجد طرف آخر وشريك مساوى يعيش معهم فى وطن واحد. وأكد السياسيون، أنه كان يجب استغلال هذا العيد بشكل أفضل ليكون أعلى نقطة فى تاريخ العلاقة بين الرئاسة والبابوية، موضحين أن عدم التصفيق لممثلى الرئاسة وتهنئة رموز المؤسسات الرسمية للدولة، جاء نوعاً من التعبير النقدى اللحظى الغاضب. من جانبه قال الدكتور وحيد عبد المجيد، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن تمثيل مؤسسة الرئاسة الضعيف فى قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية، أعطى رسالة بأن السلطة الحاكمة ليست على مستوى المحكومين، بل أقل من مستوى المواطنين. وأكد القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن التصفيق الحار الذى استقبلت به تهنئة الإمام الأكبر أحمد الطيب، والفريق أول عبد الفتاح السيسى، خلال القداس، دلالة كبيرة على أن المصريين يتفاعلون مع من يهتم بهم ويعمل من أجلهم، ويتجاهلون من لا يجدى اهتماما بهم أو مشاكلهم. وأشار عبد المجيد، إلى أنه كان من المفترض أن يكون هذا العيد الأعلى فى تاريخ العلاقة بين مؤسسة الرئاسة والباباوية، فى ظل الأزمة الخانقة التى تمر بها البلاد، خاصة الاعتداءات غير المسبوقة على الكاتدرائية. وأكدت الدكتورة كريمة الحفناوى، أمين عام الحزب الاشتراكى المصرى، عضو جبهة الإنقاذ الوطنى، أن التمثيل الضعيف لمؤسسة الرئاسة، دليل على اتباع السلطة منهج الفاشية وإقصاء الآخر. وتابعت أنه رغم الأحاديث الكثيرة عن التسامح وتعامل الدكتور محمد مرسى، مع كافة فئات المجتمع كرئيس لكل المصريين، إلا أننا نجد أسلوب التيارات الإسلامية المتشددة هى الأساس فى تصرفاتهم بإقصاء الآخر، سواء كان قبطياً أو شيعياً أو مسلماً معارضا لهم، وأضافت أن تلك التيارات تتعامل مع جميع المصريين، على أنهم العنصر الوحيد الذى يدافع عن الإسلام والشريعة. وأشارت الحفناوى، إلى أن التصفيق الحار الذى استقبلت به تهنئة الإمام الأكبر أحمد الطيب، جاء انعاكساً على دور الأزهر المدافع عن الإسلام المتسامح الذى يتعامل مع الآخر ويتقبله دون أن يقصيه، إضافة إلى أن المسيحيين المصريين يجدون العيش فى أمان فى ظل الأزهر، لأنه أكثر ترابطاً مع الشعب بمختلف معتقداته الدينية أكثر من أى سلطة سياسية. وفى السياق ذاته، أكد الدكتور محمود العلايلى، سكرتير عام مساعد حزب المصريين الأحرار، المتحدث باسم لجنة الانتخابات بجبهة الانقاذ، أن تمثيل مؤسسة الرئاسة الضعيف فى قداس عيد القيامة، محاولة واضحة من جانب مؤسسة الرئاسة لتهميش دور الكنيسة، ومحاولة إضعافها. أوضح العلايلى أنه هناك دلالة للتصفيق المدوى لشيخ الأزهر، والفريق السيسى، ورموز جبهة الإنقاذ، فيما لم يصفق أحد لممثلى الدولة، مشيراً إلى أنه نوع من التعبير النقدى واللحظى لمؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين، بينما كان التصفيق نوعا من الاستحسان وشعورا متبادلا بالتجاوب والمشاركة. يأتى هذا فيما، أكد الدكتور أحمد دراج عضو الجمعية الوطنية للتغيير، والقيادى بجبهة الإنقاذ، أن تمثيل مؤسسة الرئاسة الضعيف فى قداس عيد القيامة يتفق تماما مع فكر الرئيس وجماعة الإخوان المسلمين فى رؤيتهم للآخر، ودليل على استمرارية تصورهم بأنه لا يوجد طرف آخر وشريك مساو يعيش معنا فى وطن واحد. وأضاف أنه هناك دلالة للتصفيق المدوى لشيخ الأزهر والفريق السيسى وجبهة الإنقاذ، بينما لم يصفق أحد لممثلى الدولة، مشيراً إلى أنه انعكاس لحالة الحب المتبادل بينهم وإحساسهم بالراحة والمشاركة والثقة المتبادلة بينهم.