رغم إيمانى الكامل بالقضاء والقدر.. حلوه ومره.. وأنه لن يصيبنا إلا ما كتبه الله علينا ولنا.. لكن القلب ليحزن.. وأن العين لتدمع على فراق هؤلاء الزهور المتفتحة فى أسيوطوغزة.. الذين فقدوا أرواحهم.. بلا أى ذنب اقترفوه.. فهم أطهار كالملائكة. فحادث أسيوط الذى استشهد فيه 51 طفلا بريئا وإصابة العشرات مثلهم.. كان نتيجة للإهمال والتسيب الفنى والإدارى واللامبالاة بأرواح الناس فى هيئة السكك الحديدية.. منذ سنوات طويلة مضت.. وأؤكد أنه لن يكون الحادث الأخير إذا استمر الوضع على ما هو عليه من تردى.. ثم نستمر فى البكاء والعويل والصراخ بعد كل حادث.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.. لقد كتبنا وحذرنا وجفت أقلامنا من كثرة ما قلناه عن ترهل هذا المرفق الحيوى والمهم.. وأنه يحتاج إلى تطوير شامل فى ورشة وعماله وفنيه، ومقطوراته وقطع غياره واستبدال المزلقانات اليدوية المتخلفة إلى مزلقانات إلكترونية.. ولكن- للأسف الشديد- أن الحكومات المتعاقبة قبل ثورة يناير وبعدها «ودن من طين وودن من عجين».. ولا حياة لمن تنادى! هل يصدق أحد أن فى مصر 1700 مرلقان على خطوط السكك الحديدية.. لا يعمل فيها إلكترونيا سوى 50 مزلقانا.. والباقى يعتمد على وسائل بدائية.. متخلفة.. عفا عليها الزمن؟.. ومازلنا نعتمد على عامل المزلقان ليحذر الناس من قدوم القطارات! وعامل البلوك والتحويلة والتليفونات العتيقة! إننا أمام مرفق حيوى يحتاج إلى موازنة ضخمة لإنقاذه من عثرته إذا كانت حكومة د. هشام قنديل جادة فعلا فى إصلاحه.. والخروج من هذه المهزلة الخطيرة! فاستقالة وزير النقل أو رئيس هيئة السكك الحديدية أو حبس عامل المزلقان وتوجيه تهمة التقل الخطأ له ليس هو الحل.. ولكن الحل أن تتحرك الحكومة وتضع خطة سريعة للتعامل مع هذه المزلقانات المتخلفة التى يروح ضحيتها كل عام مئات المواطنين.. وهذا أضعف الإيمان على الأقل! ولكن يبدو -وللأسف الشديد- أننا لا نتحرك إلا بعد وقوع المصائب! لقد كشفت زيارة أعضاء لجنة النقل بمجلس الشورى لمكان الحادث عن عشرات السلبيات والأخطاء التى يندى لها الجبين فى هذا المرفق! وأعتقد أن الحكومة يجب أن تدرس وتعى ما قاله النواب حتى لا يكون حبرا على ورق.. وأن تقوم الحكومة بدعم مستشفى أسيوط الجامعى- الذى يخدم كل أهالى الصعيد- بكل الإمكانيات الطبية والأجهزة والكوادر البشرية حتى لا نترك العاملين بالمستشفى يعزلون برجل حمار كما يقول المثل! *** أما زهور غزة الذين سالت دماؤهم بسبب الغارات الوحشية والبربرية للعدو الصهيونى عليهم.. فإننا نحمل العالم كله مسئولية صمته تجاه ما يحدث على أرض غزة من انتهاكات للمواثيق الدولية التى تحمى المدنيين فى أوقات الحروب.. وحسبنا الله ونعم الوكيل!