قيادي بالشعب الجمهوري: ذكرى تحرير سيناء درس قوي في مفهوم الوطنية والانتماء    رئيس هيئة الاستعلامات: الكرة الآن في ملعب واشنطن لإيقاف اجتياح رفح    تعرف علي أسعار العيش السياحي الجديدة 2024    لليوم الثالث.. تراجع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الأربعاء 24 أبريل 2024    قبل إجازة البنوك .. سعر الدولار الأمريكي اليوم مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية الأربعاء 24 أبريل 2024    تراجع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024    تراجع جديد لأسعار الذهب العالمي    تعرف علي موعد تطبيق زيادة الأجور في القطاع الخاص 2024    عودة المياه تدريجيا بمنطقة كومبرة بكرداسة    تراجع أسعار الذهب في ختام تعاملات الثلاثاء 22 أبريل    واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأمريكية بعد هجومين جديدين    «مقصلة العدالة».. لماذا لا تثور دول الأمم المتحدة لإلغاء الفيتو؟    بعد تأهل العين.. موعد نهائي دوري أبطال آسيا 2024    أرسنال يحقق رقمًا مميزًا بعد خماسية تشيلسي في الدوري الإنجليزي    حلمي طولان: الأهلي والزمالك لديهما مواقف معلنة تجاه فلسطين    رئيس نادي النادي: الدولة مهتمة بتطوير المنشآت الرياضية    يوفنتوس يضرب موعدًا مع نهائي كأس إيطاليا رغم هزيمته أمام لاتسيو    الخطيب يفتح ملف صفقات الأهلي الصيفية    موعد مباريات اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024| إنفوجراف    أمير هشام: إمام عاشور لم يتلقى عروض للرحيل ولا عروض ل "كهربا" و"الشناوي"    الأشد حرارة خلال ربيع 2024.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الأربعاء 24 أبريل 2024    تحذير شديد بشأن الطقس اليوم الأربعاء .. ذروة الموجة الخماسينية الساخنة (بيان مهم)    وفاة 3 اشخاص وإصابة 15 شخصا في حادث تصادم على الطريق الإقليمي بالشرقية    محافظ الغربية: ضبط طن رنجة غير صالحة للاستخدام الآدمي وتحرير 43 محضر صحي    شم النسيم 2024.. الإفتاء توضح موعده الأصلي    حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 24-4-2024 مهنيا وعاطفيا.. الماضي يطاردك    أول تعليق من نيللي كريم بعد طرح بوستر فيلم «السرب» (تفاصيل)    السياحة توضح حقيقة إلغاء حفل طليق كيم كارداشيان في الأهرامات (فيديو)    بالصور.. حفل «شهرزاد بالعربى» يرفع لافتة كامل العدد في الأوبرا    مشرفة الديكور المسرحي ل«دراما 1882»: فريق العمل كان مليء بالطاقات المبهرة    شربنا قهوة مع بعض.. أحمد عبدالعزيز يستقبل صاحب واقعة عزاء شيرين سيف النصر في منزله    الموت له احترام وهيبة..تامر أمين ينفعل بسبب أزمة جنازات الفنانين    مع ارتفاع درجات الحرارة.. دعاء الحر للاستعاذة من جهنم (ردده الآن)    الاعتماد والرقابة الصحية توقع بروتوكول تعاون مع جامعة المنوفية لمنح شهادة جهار- ايجيكاب    فحص 953 مواطنا بقافلة بقرية زاوية مبارك بكوم حمادة في البحيرة    طريقة عمل الجبنة الكريمي من اللبن «القاطع»    عاجل- هؤلاء ممنوعون من النزول..نصائح هامة لمواجهة موجة الحر الشديدة    تعرف على طرق وكيفية التسجيل في كنترول الثانوية العامة 2024 بالكويت    ما أهمية بيت حانون وما دلالة استمرار عمليات جيش الاحتلال فيها؟.. فيديو    اتصالات النواب: تشكيل لجان مع المحليات لتحسين كفاءة الخدمات    أمين الفتوى: "اللى يزوغ من الشغل" لا بركة فى ماله    عادات خاطئة في الموجة الحارة.. احذرها لتجنب مخاطرها    الأردن يحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين على أراضيه    «قضايا الدولة» تشارك في مؤتمر الذكاء الاصطناعي بالعاصمة الإدارية    مقتل وإصابة 8 مواطنين في غارة إسرائيلية على منزل ببلدة حانين جنوب لبنان    أبو عبيدة: الرد الإيراني على إسرائيل وضع قواعد جديدة ورسخ معادلات مهمة    «التعليم العالي» تغلق كيانًا وهميًا بمنطقة المهندسين في الجيزة    اللعبة الاخيرة.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الرابع في أكتوبر    11 معلومة مهمة من التعليم للطلاب بشأن اختبار "TOFAS".. اعرف التفاصيل    عضو ب«التحالف الوطني»: 167 قاطرة محملة بأكثر 2985 طن مساعدات لدعم الفلسطينيين    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    محافظ قنا يستقبل 14 مواطنا من ذوي الهمم لتسليمهم أطراف صناعية    عربية النواب: اكتشاف مقابر جماعية بغزة وصمة عار على جبين المجتمع الدولى    رسميا .. 4 أيام إجازة للموظفين| تعرف عليها    افتتاح الملتقى العلمي الثاني حول العلوم التطبيقية الحديثة ودورها في التنمية    الإفتاء: لا يحق للزوج أو الزوجة التفتيش فى الموبايل الخاص    اتحاد عمال مصر ونظيره التركي يوقعان اتفاقية لدعم العمل النقابي المشترك    دعاء في جوف الليل: اللهم اجمع على الهدى أمرنا وألّف بين قلوبنا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دماء علي الحديد والأسفلت

في حادث قطار أسيوط كان المشهد موجعا، أكثر من 05 طفلا من تلاميذ معهد النور الأزهري يتحولون إلي أشلاء تحت عجلات قطار، والمباحث تتعرف علي (الشهداء الصغار).. هذه المرة ليس من بطاقات الهوية وإنما من (كراسات المدارس).. الفقد وجع لايعوضه شيء، لا استقالة رئيس هيئة السكة الحديد ولا وزير النقل، بقدر ما يجب أن يكون هناك رد فعل قوي ومسئول يضمن عدم تكرار هذه النوعية من (حوادث الموت) علي الحديد والأسفلت، فخلال الأيام القليلة الماضية سقط عشرات الضحايا وسالت دماؤهم، بدءا من حادث أسيوط مرورا بحادث طريق الفيوم، وحادث قطار الغلال في إمبابة وكأن دماء المصريين بلا ثمن.
(آخر ساعة) تفتح ملف قطارات الموت للبحث عن حلول لهذه المشكلة.
أهالي ضحايا الاتوبيس »المنكوب« :
نطالب الرئيس بحضور العزاء.. واستقالة قنديل
توجهت (آخرساعة) إلي محافظة أسيوط عقب وقوع حادث الأتوبيس المنكوب الذي راح ضحيتة أكثر من 50 طفلا وأصيب نحو 17 آخرين، لمقابلة أهالي الضحايا والمصابين، لتنقل الوضع علي الطبيعة، وتتعرف علي مطالب الأسر التي تمثلت في توقيع أقصي العقوبة علي المتسبب في الحادث أو من يثبت تقصيره، مطالبين الرئيس محمد مرسي بضرورة النزول إلي أهالي الضحايا لتقديم العزاء إليهم وإقالة هشام قنديل رئيس الوزراء، مهددين بقطع الطريق وتصعيد الأمور حال عدم الاستجابة لمطالبهم.
في البداية توجهنا إلي منزل أمين الشرطة حمادة أنور عبدالرشيد الذي فقد أربعة من أبنائه في الحادث (ثلاث بنات وولد) وهم أدهم عمره 10 سنوات وريم عمرها 11سنة وآروي 9 سنوات ونور 7 سنوات، حيث يقول إنه كان في القاهرة ليلة الحادث واتصل به ابنه أكثر من مرة للاطمئنان عليه، وعندما جاءه خبر الحادث استسلم للموقف وصلي ركعتين شكرا لله راضياً بقضاء الله وقدره، ولم يستطع توجيه اتهام لأحد بالتقصير مطالباً بمعرفة المقصر وتقديمه للمحاكمة، وأثناء وجود"آخرساعة" بسرادق العزاء جاء اللواء أبوالقاسم ضيف مدير أمن أسيوط يرافقه عدد من رجال الأمن بالمديرية لتقديم واجب العزاء، ونقل اللواء ضيف تحيات اللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية لأمين الشرطة وأسرته علي صبره وتحمله هذا الموقف الأليم وتقبله له، مشيراً إلي أن أجهزة الأمن تواصل كافة جهودها للوقوف علي حقيقة الأمر ومعرفة المتسبب في الحادث، ثم انتقل مدير الأمن إلي قرية أخري لتقديم العزاء لأسر الضحايا .
وقام أمين الشرطة باحتضان اللواء ضيف ودموعه تنهال علي خديه، الأمر الذي جعل أعين مدير الأمن والقيادات الأمنية والذين حضروا للعزاء تترقرق بالدموع حزناً من شدة تأثير الموقف عليهم، ثم غادر مدير الأمن سرادق العزاء متجها إلي باقي القري لتقديم العزاء، كما أن أمين الشرطة فقد سندس 7 سنوات بنت أخيه محمود الذي يعمل تاجر أخشاب بالقاهرة وعمره 24 سنة، ويتحدث والد سندس معنا ويداه ترتعشان قائلاً: لم أر ابنتي في الصباح قبل خروجها إلي المدرسة وكنت أنوي أن آخذها في هذا اليوم بعد عودتها من المدرسة إلي القاهرة لكنها خرجت ولم تعد، ولا أريد أن أظلم أحدا وألقي التهمة عليه لأننا لا نعرف من المقصر، وعن التعويضات المقرر صرفها لأسر الضحايا والمصابين يقول محمود: لا نريد فلوسا من الحكومة، يرجعولي ابنتي وأعطيهم ما يريدون من المال.
ويطالب ناصر أنور عبدالرشيد الذي يعمل تاجر أخشاب بالقاهرة وعمره 32 سنة بأن يذهب الرئيس محمد مرسي إلي القرية لزيارة أسر الضحايا والمصابين ومعرفة مطالبهم بنفسه، مطالبين د. هشام قنديل رئيس الوزراء بتقديم استقالته وكذلك عدم رغبة الأهالي مقابلته، مهدداً بأنه في حالة عدم تنفيذ ذلك سيقوم الأهالي بقطع الطرق السريعة، وذلك نوع من التصعيد حتي يشعر بهم رئيس الجمهورية ويزورهم ويتحدث إليهم، مستنكراً أن يكون هناك اهتمام وتصعيد للموقف في حالة أن يكون الحادث في دولة أخري غير مصر، وفي حالة أن يكون هناك ضرر بالمصريين لا يجدون اهتماما من قبل المسئولين الكبار في الدولة حسب قوله.
ويقول خالد مهران الحاصل علي ليسانس آداب وعمره 35سنة، نطالب رئيس الجمهورية بزيارتنا ليري بنفسه أننا مهمشون، وينقصنا كثير من الخدمات فالكهرباء ضعيفة ومصاريفنا كثيرة، مشيراً إلي أن هناك إحدي الحالات التي تعتبر غريبة أو محل شفقة كثير من الأهالي وهي أن هناك شخصا مسنا كان ذاهباً إلي المستشفي لإجراء غسيل كلوي طلب من سائق الأتوبيس أن يساعده ويركبه مع التلاميذ وينزله أمام المستشفي ليسهل عليه الطريق وبالفعل ركب معهم، ولقي مصرعه في الحادث .
ويري محمد أنور عبدالرشيد عمره 42سنة أن سائق الأتوبيس ليس له ذنب، فهو وجد الطريق مفتوحا أمامه فتحرك فيه دون أن يفكر في وجود قطار قادم، فإذا كان هناك قطار فإن الطريق سيتم إغلاقه، كما أن هذا السائق الذي لقي مصرعه في الحادث يعمل ورديتين، فهو مجهد وفي سباق مع الزمن ويريد أن يصل بالتلاميذ إلي مدرستهم في مواعيدهم وحتي لا يؤخرهم وفي الوقت نفسه مرتبط بمواعيد عمل أخري .
ويقول أسامة محمد أنور الطالب بكلية الهندسة وعمره 21سنة إنه كان وأسرته بالقاهرة وجاءهم خبر الحادث الساعة السابعة صباحاً، فجاءوا إلي الصعيد لمشاركة أقاربهم في العزاء، مشيراً إلي أن هناك مشاكل في تصميم الطرق والكباري ولا بد من مراجعتها لتصحيح هذه الأخطاء، كما يفترض أن تكون البوابات إلكترونية لكنها يدوية تتيح لمن يعمل عليها التحكم في أرواح الناس .
ويشير عبدالحكيم طرش عضو مجلس الشعب السابق بأسيوط الذي كان حاضراً لتقديم العزاء لأسر الضحايا إلي وجود إهمال من المسئولين بهيئة السكة الحديد، كما أن السكك الحديدية متهالكة مطالباً بتطويرها لأنها تتعامل مع أرواح بني آدميين يمرون عليها يومياً، وأن هناك 50 مزلقانا علي مستوي محافظة أسيوط التي تعتبر قاهرة الصعيد لابد من تطويرها وتنمية هذه المحافظة قائلاً " هناك أكثر من 50 بيتا تم تدميرها بسبب هذا الحادث"، مستنكراً التعويض الذي تنوي الحكومة صرفة للضحايا والمصابين الذي تم تقديره ب10آلاف لأسرة المتوفي و5آلاف لأسرة المصاب، مطالباً بألا يقل عن 100ألف جنيه لأسرة المتوفي وأن ذلك أقل ما يقدم لهذه الأسر المطحونة ولا يعتبر تعويضا لهم .
تركنا قرية أمين الشرطة، وتوجهنا إلي قرية المندرة، حيث وجدنا العشرات من أهالي القرية يأخذون واجب العزاء في الشهيدة هناء المشرفة علي الأطفال بالأتوبيس المنكوب، وبعدما قدمنا واجب العزاء إلي عائلتها واستمعنا إلي بعض الآيات القرآنية اقتربنا من أبيها جميل عرب مرسي الذي يعمل مدرسا بمدرسة الحواتكة المشتركة ولم يستطع الوقوف علي قدميه، وقال لنا إن ابنته كانت متفوقه دراسياً وفي ليلة الحادث أدت صلاة الفجرفي وقتها و قالت لأبيها وإخوتها إنها لا تريد الذهاب إلي المدرسة، لكن قضاء الله وقدره منعها من ذلك .
وبنبرة حزينة يسرد والد الشهيدة أنه أثناء وجوده بالمدرسة تلقي خبراً بوقوع حادث أتوبيس كان ينقل أطفال المدارس، فحاول الاتصال بابنته للاطمئنان عليها لكن هاتفها كان مغلقا، فبدأ القلق يحيط به، فسأل عن مكان الحادث وذهب إلي هناك، وعندما وصل فوجئ بوجود ابنه يحمل حقيبة ابنته ويبحث عن أخته هناء وسط الجثث، ويصرخ بأعلي صوته عندما رأي أباه " هناء ماتت "، ويضيف جميل قائلاً عندما سمعت هذه العبارة لم أشعر بنفسي وبمن حولي وانهالت الدموع من عيني وخرج مني كلام كثير لم أفهم منه شيئا، متسائلاً هل يعقل أن يكون هناك أكثر من 100طفل داخل أتوبيس حمولته لا تتعدي 40 طفلا ؟! .
وقاطعه في الحديث خيري محمد عبدالله (مدير مدرسة الحواتكة المشتركة) الذي ترك بيت أبناء عمه الذين فقدوا ثلاثة أطفال في هذا الحادث، وجاء لتقديم واجب العزاء لزميله وقال التقصير الكامل من المسئولين بهيئة السكة الحديد، فالعامل الموجود علي محول السكة الحديد بمنطقة الحادث يعمل في أكثر من مهنة لتوفير مصاريف أسرته، وكان مرهقا في هذا اليوم ويقال إنه تغلب عليه النوم قبل وقوع الحادث بدقائق مما جعله يترك المزلقان مفتوحا، ولا نلوم عليه كل اللوم، لكننا نعول علي المسئولين والمراقبين الذين لم يراعوا الله في عملهم، ولابد من إعدام من يثبت تورطه في الحادث .
تركت " آخرساعة" العزاء بقرية المندرة واتجهت إلي منزل آيات جابر فرغلي التي كانت تعمل مدرسة بمعهد نور الأزهري والتي لقيت مصرعها في حادث القطار، حيث إستقبلنا والدها كبير السن الذي تحولت عيناه إلي اللون الأحمر من كثرة الدموع علي ابنته التي يصفها بالمتدينة وصاحبة الخلق الحسن التي تريد الخير للجميع وتحرص علي أداء الصلاة في وقتها وتحب الأطفال وتساعدهم في تعلم القراءة والكتابة، وكانت تكافئ المتفوق منهم، مشيراً إلي أنها قامت بتقبيل يده وقبل خروجها من البيت وقرأت بعض الآيات القرآنية في الصباح وخرجت والمصحف في يدها، وآيات كما يقول والدها حصلت علي ليسانس الألسن من جامعة المنيا وحبها في الدين جعل طموحها أن تصبح مدرسة بمعهد ديني تعلم فيه الأطفال السلوك وتعاليم الإسلام السمحة، مطالباً بتوقيع أقصي العقوبة علي من يثبت تورطه في هذا الحادث .
(آخر ساعة) تواسي أهالي المصابين بالمستشفي الجامعي
يوم حزين عاشته أسر الشهداء بأسيوط والمصابين بسبب حادث قطار الموت لم يغمض لهم جفن في الليلة الدامية.. ومازال البعض منهم يضرب كفا بكف علي ما حدث والبعض منهم يقول إنها إرادة الله ثم تقصير وإهمال من عامل المزلقان ومنهم من انهار.
التقت (آخرساعة) بالأطفال المصابين والأهالي في مستشفي أسيوط الجامعي لتمسح دموعهم وتعرف منهم ملابسات الحادث.
في البداية قال: جمال شحاتة سيد مدرس كمبيوتر بمدرسة منفلوط الإعدادية إنه فقد ابنه محمد 8 سنوات بالصف الأول الابتدائي الأزهري وظل يبكي في حالة هستيرية (إن محمد كان يريد عدم الذهاب إلي المعهد وقلت له روح النهاردة وبكرة متروحش ياريتو ما كنش راح).
بينما قال شقيقه حمزة شحاتة: إن الحادث أصاب دعاء جمال 9 سنوات بالصف الثاني الابتدائي الأزهري شقيقة المتوفي وأنه رأي رؤيا في المنام بأنه يقول لشقيقه: قدم أي حاجة لله وفي الصباح قال لأخيه ما شاهده بالرؤيا ولم يعرف بأن ابنه سوف يقدمه إلي الله في الحادث.
وقالت دعاء وهي تبكي علي أخيها محمد إنها كانت جالسة معه وهما يتناولان السندوتشات وفجأة وجدت القطار يقوم بسحب الأتوبيس لأكثر من 10 أمتار وأخوها مات ووجدت نفسها بالمستشفي الجامعي.
ومن جانبه قال سعد حسين صابر 37 سنة عامل إنه قام بجمع أشلاء ابنه أحمد 8 سنوات من علي قضبان القطار ظنا منه بأنه مات وتناثرت أشلاؤه وبعدها وجده مصابا بالمستشفي بكسور وكدمات بالوجه والساقين فسجد لله شكرا.
أمل عزت مصطفي 7 سنوات بالصف الثاني الابتدائي الأزهري تبكي لفقدها صديقتها مني التي كانت تجلس إلي جوارها في الأتوبيس وكانتا تتحدثان معا عن أداء الواجب المدرسي لمادة الحساب وبعدها فوجئت باصطدام القطار بالأتوبيس.
بينما يقول عبدالرحمن علي محمد 8 سنوات إن الموت لحظة كما قالت والدته التي تبكي من هول الموقف وتجفف دموعها وتنطق بقول الحمد علي كل شيء.
أروي حسين عبدالرحيم 10 سنوات بالصف الرابع الابتدائي الأزهري لم تتمكن من الكلام بسبب خضوعها لجراحة في المخ.. وقال والدها: حسبي الله ونعم الوكيل في كل مسئول تسبب إهماله في هذا الحادث موضحا أن قرية المندرة قبلي لا تتوافر فيها معاهد ولا مدارس وذلك نتيجة لإهمال المسئولين للقرية مما أدي إلي ذهاب الأطفال إلي المعهد الديني ببني العديات بالقرية المجاورة.
وقال عمرو 7 سنوات إنه كان يتحدث مع زميله عبد الرحمن عامر عمر الذي ينام بجواره علي السرير بنفس غرفة العناية المركزة.. وقال والده إبراهيم عبد القادر مدرس 65 سنة بالمدرسة الابتدائية بمنفلوط: علمنا بالخبر من خلال الأهالي ففزعت مهرولا إلي المكان فوجدت المواطنين يجمعون الأشلاء من الضحايا فتوقف قلبي وبعدها ذهبت إلي المستشفي لأجد عمرو بين المصابين.
وكان لابد من الذهاب لمدير المستشفي لمعرفة الحالة الصحية للمرضي وكان الوصول إليه صعبا ولكن بعد عدة محاولات تم الالتقاء به.
أكد الدكتور أسامة فاروق مدير عام مستشفي أسيوط الجامعي أن المستشفي استقبل منذ صباح الحادث 18 مصابا من الأطفال بالإضافة إلي المشرفة وتوفي طفل إثر إصابة جسيمة بالدماغ وتهتك بالمخ وباقي المصابين حالتهم مستقرة ومتماثلة للشفاء وكان هناك 5 حالات في حالة حرجة وتم التعامل معها بالتدخل الجراحي اللازم من إجراء 10 عمليات جراحية علي أعلي مستوي من الأطباء من 2 نزيف بالبطن والباقي بالأطراف والسيقان من جراحي العظام وكان أحد الأطفال لديه بتر شبه كامل باليد تم إجراء عملية توصيل يد له مرة أخري بطريقة ناجحة لوجود قسم بالمستشفي متخصص في جراحات اليد ويأتي إليه الأطباء من الدول ليتدربوا علي الإمكانيات الموجودة به فضلا عن وجود 3 حالات إصابة بالدماغ مع وجود إصابتين إحداهما بالطحال والأخري بالطحال والكبد وتم الاستئصال من خلال المصل المتوافر بالمستشفي.
مشيرا إلي أن سيارات الإسعاف جاءت بالمصابين فور وقوع الحادث وأجريت لهم الفحوصات والتحاليل والأشعة بدون أسماء وكانت صعبة ولكن تم تسجيلهم بمجهول 1و2و3 وهكذا تم تفعيل خطة الطوارئ بالمستشفي وحضرعلي الفور الدكتور عصام الشرقاوي رئيس وحدة الإصابات بطاقم طبي وتمريض لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين متحديا أي مستشفي في العالم أن يقوم بإجراء هذا العدد الكبير من العمليات في الحادث بعيدا عن عمليات المرضي يوميا.
وأوضح فاروق أن وزير الصحة والسكان الدكتور محمد مصطفي حامد قد حضر إلي المستشفي صباح يوم الحادث وتفقد المصابين وتمني الشفاء العاجل لهم وتمت مطالبته بتزويد المستشفيات بأدوية الطوارئ لعجز بعض الشركات عن التوريد من شهر يوليو الماضي إلي الآن وهذه الشركات لا تفي باحتياجات كافة المستشفيات منوها أن النقص في كل المستشفيات ولم يؤثر هذا علي المصابين من حادث القطار ولا المرضي العاديين لكننا نحتاج إلي الدعم لمستشفي أسيوط الجامعي حتي يؤدي الخدمة المطلوبة علي أكمل وجه لأنه يستقبل أكثر من 33 ألف مصاب يوميا من شتي أنحاء شمال وجنوب الصعيد لأنه يقدم خدمة ممتازة ويكفي أنه المستشفي الوحيد الذي لم يغلق أبوابه وقت الثورة جراء عمليات البلطجة والتعدي علي الأطباء.
وأكد مدير المستشفي الجامعي بأسيوط أن القوات المسلحة قدمت مساعدتها ومنذ وقوع الحادث تم التنسيق بين الجهات المعنية من وزارتي الدفاع والصحة والسكان وهيئة التأمين الصحي وذلك لعلاج بعض النقص إن وجد.
كشف حساب وزير النقل في 100 يوم
8 حوادث تصادم آخرها فاجعة (أتوبيس التلامذة)
علي غرار فيلم ضد الحكومة الذي قام ببطولته الفنان الراحل أحمد زكي نعيش الأحداث مجددا ولكن هذه المرة علي أرض الواقع والجديد فيه أن وزير النقل ورئيس الهيئة بالفعل قدموا استقالتيهما دون المطالبة بذلك ولكن ليس إحساساً بالمسئولية.. بل هروبا منها لأنه منذ تولي الدكتور رشاد المتيني وزارة النقل في منتصف أغسطس 2012 وهي تعد أصغر فترة زمنية في عمر أي وزارة وقع فيها أحداث سيئة بطلها قطارات هيئة السكة الحديد ففي الأشهر القليلة الماضية وقعت 8 حوادث وآخرها حادث أسيوط المروع الذي راح ضحيته أطفال في عمر الزهور متجهين لطلب العلم.
بدأ أول حادث بتعطل التكييف في قطار الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء يوم 25 أغسطس الماضي في طريقه من محطة مصر إلي محطة سيدي جابر بالإسكندرية حيث تعطل التكييف في عربتين من عرباته مما اضطر الوزير إلي إيقاف رئيس إدارة الخطوط الطويلة ورئيس الإدارة المركزية لورش الصيانة كما أمر رئيس الوزراء برد قيمة التذاكر لركاب العربتين وتحويل المتسببين في العطل للتحقيق.. ولم يمر علي هذا الموقف يومان إلا ولقي عاملان مصرعهما وأصيب ثالث بإصابات خطيرة بسبب اصطدام قطار في محافظة الشرقية بالدراجة البخارية التي كانوا يستلقونها أثناء عبورهم المزلقان، وفي يوم 10 أكتوبر الماضي وقع حادث تصادم بين القطار رقم 523 (مقطورة ركاب) وسيارة نقل ثقيل خلال عبورها مزلقان ميت حلفا بالقليوبية .
وجاء الحادث الرابع منذ تولي المتيني وكان المتهم فيه سائق القطار بسبب السرعة الزائدة للقطار رقم 374 في منطقة رمادا بين قليوب والقناطر الخيرية بمحافظة القليوبية ولم يمر شهر أكتوبر دون أن يكتب القطار آخر ضحاياه عندما احترقت العربة الأخيرة للقطار رقم 367 القادم من طنطا متجها إلي دمنهور حيث دمر الحريق هذه العربة دون خسائر في الأرواح.
واستهل شهر نوفمبر أحداثه لقطار الإسكندرية ويسجل الحادث السادس وكان بتاريخ 3 نوفمبر للقطار رقم 14 القادم من الإسكندرية متجها إلي القاهرة عندما اصطدم بسيارة نقل خلال عيورها قضبان السكة الحديد في مدينة قها بالقليوبية مما اسفر عن توقف حركة القطارات لمدة 7 ساعات، ولم يمر علي الحادث سوي أيام وتصادم قطاري الفيوم يوم السبت قبل الماضي للقطار رقم 1110 مميز ركاب (بالقطار رقم 153) مطور ركاب أمام محطة سيلا بالفيوم بسبب تجاوز سائق القطار الأول للمحطة رغم إضاءة السيمافور باللون الأحمر مما تسبب في وقوع التصادم الذي أسفر عن مصرع 3 أشخاص وإصابة 30 آخرين.
ولم يمر علي الحادث سوي ليال وتقع الكارثة المروعة ويلقي أكثر من 05 طفلا مصرعهم ويصيب العشرات بسبب اصطدام قطار متجه إلي محافظة أسيوط لأتوبيس مدرسة أزهري لأطفال في عمر الزهور ليجبر وزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد علي الاعتراف بفشلهما في عدم تحمل مسئولية الوزارة ويسجل هروبهما من موقع تحمل نتيجة الخطأ والإهمال الإداري الذي راح ضحيته الكثير من أرواح الأبرياء منذ أن تولي الدكتور رشاد المتيني وبالنهاية يكتب استقالته بلون دماء الأطفال.. بينما صرخات أسر الأطفال تدوي (استقالتك أمر مفروغ منه) »...« (أين حلم العمر).
المزلقانات.. الراعي الرسمي ل 58٪ من حوادث القطارات
عامل مزلقان قرية المندرة وسائق الأتوبيس وعامل برج المراقبة وسائق القطار جميعهم يعملون في منظومة تحكمها سياسة المجاملات بداية من رئيس هيئة السكة الحديد الذي يعين طبقاً لدرجتة الوظيفية وليس تبعاً لخبراته العلمية والإدارية وصولاً إلي عامل المزلقان الذي وكلت إليه هذه المهام لمجاملته في الحصول علي بضعة جنيهات إضافية والنهاية واحدة وهي موت الأبرياء علي قضبان السكة الحديد.. والجدير بالذكر أن مصر تعاني من مشكلة مزلقانات الهيئة منذ سنوات طويلة فيتم السماح بإنشائها لمجاملة أبناء القرية وبنفس الطريقة التي أنشئت من أجلها يتم تعيين العاملين بها من أبناء المحافظة أيضاً دون مراعاة لعامل الخبرة والدرجة العلمية، وعدد مزلقانات السكة الحديد يبلغ 1260 مزلقاناً علي مستوي الجمهورية أغلبها شارف علي الانهيار التام بسبب انتهاء العمر الافتراضي لها فالمزلقانات ليست إشارة وجنزيرا ولكن مكان يتطلب شروطا آمنة للمرور عليه، فأصبحت مزلقانات السكة الحديد هي الراعي الرسمي لأكثر من 58 ٪ من حوادث السكة الحديد.. فنحن لانستطيع تحديد الهدف إلا بعد أن تقع الكارثة فهي عادة مصرية أصيلة .
يقول الدكتور أحمد فرج أستاذ هندسة النقل والسكة الحديد: لابد من العمل علي تطوير مزلقانات السكة الحديد بالطرق الإلكترونية وليس معني ذلك الاستغناء عن العنصر البشري بل سيظل الاعتماد الأكبر عليه في منع الكوارث.. كما أن المزلقانات لكي يتم الموافقة علي إنشائها لابد أن يتوافر بها شروط آمنة واختيار العامل يجب أن يكون علي أساس الخبرة وليس المجاملات وتطوير المزلقانات ليس مسئولية هيئة السكة الحديد فقط فهناك أطراف أخري ضرورية تشارك الهيئة علي رأسها الطرق والمرور والمواطن نفسه الذي يحتاج إلي برامج التوعية سواء كان سائقاً أو مجرد عابر للمزلقان لأن أخطاء العنصر البشري مهمة جدا فهي طرف رئيسي في حوادث المزلقانات.
يشير حمدي الطحان الرئيس الأسبق للجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب إلي الحوادث السابقة لهيئة السكة الحديد حيث تم تقديم مقترحات داخل مجلس الشعب في عام 2002 الذي كان الدكتور محمد مرسي عضوا به وطالب وقتذاك بإقالة الحكومة بأكملها ومحاسبة جميع الوزراء والمسئولين وكان من بين توصيات اللجنة إنشاء كباري علوية علي المزلقانات الموجودة للطرق الرئيسية والباقي يدخل في دراسة التطوير ويتم الاستغناء عن بقية المزلقانات وسبق ووقع رؤساء هيئة السكة الحديد السابقين علي دراسات لتطوير المزلقانات وتم وضعها داخل الدرج وأصبحت حبرا علي ورق.
كما أنه من غير المعقول أن يكون راتب عامل المزلقان 250 جنيهاً.. لذلك ترتبط عملية تطوير المزلقانات بتحسين أوضاع عمال المزلقان من توفير أماكن آدمية لهم ودورات مياه وتهوية من الناحية الفنية ومن الناحية الوظيفية يجب اختبار عامل المزلقان وأن يكون ذا خبرة عالية ودراية ويتم تنفيذ إجراءات الكشف الطبي الخاصة به بالإضافة إلي عمل دورات تدريبية مستمرة له لتحسين أوضاعه الفنية وإطلاعه علي كل ما هو جديد وخاصة في كيفية استخدام المزلقان الالكتروني، بالإضافة إلي توعية المواطنين بضرورة اتباع الأساليب والسلوكيات السليمة في التعامل مع هذه النوعية من وسائل المواصلات ونبذ الإهمال والفوضي من سلوكيات المصريين التي تسببت في إزهاق أرواح العشرات من الأطفال الأبرياء.
يري الدكتور محمد الهواري خبير هندسة السكة الحديد والأستاذ بهندسة القاهرة، أنه قد سبق أن تم التحذير من كوارث السكة الحديد وخاصة التي تتسبب فيها مزلقانات السكة الحديد وثبت من خلال دراسة تم تقديمها أثناء وزارة محمد لطفي منصور أن 58٪ من حوادث السكة الحديد تكون نتيجة مزلقانات الموت المتهالكة، ولا نغفل دور عامل التحويلة ومراقب البرج حيث يجب اختيارهم بشكل دقيق وعلي أساس علمي، كما أن جميع المزلقانات الموجودة في مصر معظمها تم إنشاؤها بشكل غير قانوني عن طريق المجاملات ودون الالتزام بالشروط الخاصة بها فهناك ما يزيد عن 1300 مزلقان نصفها غير قانوني ويجب أن يعلم عامل المزلقان مدي خطورة المهمة التي وكلت إليه وتقليص إنشاء المزلقانات بهذا الشكل الفج حتي إننا نجد أن كل 500 متر مزلقان مخالف للقانون ووجود المزلقانات بكثرة يمثل عائقا للقطارات من ناحية التحكم في سرعتها المقررة .
ويؤكد المهندس هاني حجاب الرئيس الأسبق لهيئة السكة الحديد، أن الروشتة العلاجية لهيئة السكة الحديد تتمثل في عمل مزلقانات إلكترونية وتوفير اعتمادات مالية حتي تستطيع الهيئة العمل دون مخاطر بالإضافة إلي تشغيل الخطوط المتطورة والباقي يتم إيقافه حتي ينتهي من التطوير بما يتناسب مع أمن وسلامة المواطن ويوفر له رحلة آمنة، وفيما يخص حادثة القطار الذي أصاب أتوبيس المدرسة فأري أن حوادث المزلقانات تأتي نتيجة لسببين، إما أن سائقي السيارات لايلتزمون بإشارة إغلاق المزلقان ويحاولون اقتحامه نتيجة استعجالهم والسبب الثاني إهمال عامل المزلقان وفيما يخص سائق قطار أسيوط فهناك معلومات توضح أنه جاء بسرعته ولم يتوقف يعني أن السيمافور كان مفتوحاً أمامه.
ويطالب المهندس هاني حجاب الرئيس الأسبق لهيئة السكة الحديد بتطوير المزلقانات من يدوي إلي إلكتروني وتوفير اعتمادات مالية وإلغاء جميع المزلقانات عديمة الجدوي وإنشاء كباري علوية فوق المزلقانات وهناك خطة تم التنفيذ فيها منذ 2010 لتطوير 180 مزلقانا.
المسئولون بالمعهد الأزهري:
ضحايا الحادث من حفظة القرآن
لايختلف المشهد كثيرا في معهد النور الأزهري الذي كان يدرس فيه التلاميذ ضحايا حادث قطار الموت في أسيوط.. (آخر ساعة) قامت بزيارة للمعهد، حيث كانت أبوابه مغلقة حدادا علي أرواح الشهداء بينما سيطر الحزن علي وجوه المعلمين، فيما حضر بعض من أهالي القرية لتقديم واجب العزاء لمدير المعهد.
الدكتور محمد أحمد إبراهيم موجه بقطاع تفتيش منفلوط علق علي الحادث بقوله: الحادث ناتج من تقصير عامل المزلقان وليس من سائق الاتوبيس الذي وجد الطريق أمامه مفتوحا لعبوره ففوجئ بالقطار ووقع الحادث مشيرا إلي أن المسافة بين القرية والمعهد 10 كيلومترات وعدد التلاميذ بالأتوبيس لا يزيد علي 54 تلميذا والأرقام التي تداولتها وسائل الإعلام غير صحيحة نظرا لوجود العديد من المارة الذين دهسهم القطار مع الضحايا.
وأوضح أن السبب في عدم الحصر الدقيق للأعداد وأسماء الضحايا هو عدم أخذ الغياب بهذا اليوم.
ومن جانبه أشار الدكتور محمود مخلوف رئيس قسم البلاغة بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بأسيوط والممثل القانوني للمعهد أن الحادث إهمال يقع علي مسئولية العامل الذي قدم فيه 17 شكوي ولكن بدون أخذ الإجراءات القانونية ضده سابقا منوها أن أحد أعضاء مجلس الشعب السابق قال: إن هيئة السكة الحديد لديها 300 مليون دولار منذ شهور لتحويل المزلقانات إلي النظام الالكتروني فأين هي هذه الأموال؟ لماذا أرواح المواطنين تذهب نتيجة إهمال المسئولين مطالبا بالقصاص لشهداء المعهد الذي يضم صفوة من الطلاب المجتهدين وكان البعض منهم يحفظ القرآن كاملا مثل (عاصم زكريا) بالصف الخامس الذي توفي في الحادث.
وأضاف: كان من ضمن المتوفين الأستاذة آيات جابر معلمة اللغة الإنجليزية.. وكان المعهد قد وافق علي منحها شهادة تقدير لدورها في التدريس الجيد وحسن معاملة الطلاب والسائق علي حسين من أفضل سائقي المعهد منذ 6 سنوات.
»الإهمال.. والتسيب.. واللامبالاة« عنوان هيئة السكة الحديد
أخبار كوارث السكة الحديد ومشاهدها شيء عادي حتي لتظن أن الموت قاطع تذكرة دائمة علي خطوط سكك حديد مصر وربما يكون الحادث الأخير لقطار أسيوط الذي انتهي بإزهاق أرواح أكثر من 50 طفلا أطاح بهم القطار داخل أتوبيس مدرسي وكان قبله بأسبوع واحد حادث تصادم قطاري الفيوم.. وقبل أيام حادث قطار الغلال في إمبابة لتشير أصباع الاتهام الأولي إلي عامل المزلقان والتحويلة، فما أن يقع حادث تصادم بين قطارين أو يطيح القطار بأرواح الأبرياء علي قضبانه حتي تنطلق الاتهامات مرة إلي الصيانة ومرة إلي الإهمال وأخيرا إلي العنصر البشري الذي انتهي الجميع بأنه لا غني عنه.. وفي جميع الأحوال تقع الكارثة ثم نبدأ بعدها في تحديد المسئولية وإلقاء الاتهام دون أن نعمل علي تلافي أسباب وقوع هذه الكوارث التي يروح ضحيتها عشرات أو مئات الأرواح .
ومن خلال هذا التحقيق نحاول التعرف علي الأسباب الحقيقية وراء وقوع هذه الكوارث ومحاولة تفادي تكرار مسلسل قطار الموت.
الإهمال هو العامل الرئيسي لتكرار حوادث القطارات.. هكذا بدأ رمضان فراج رئيس الرابطة العامة لسائقي القطارات سابقاً - فسواء كان إهمالا بشرياً أو إهمالا ناتجا عن صيانة الجرارات أو أعطال المعدات أو الأنظمة فالنتيجة واحدة وهي أرواح المواطنين ومن الواضح أن حادث تصادم قطار أسيوط لأتوبيس مدرسة الأطفال ملابساته الظاهرة حتي الآن.. قد تكون ناتجة عن إهمال مراقب البرج وعامل المزلقان ولا نغفل سائق الأتوبيس الذي لابد أن يعلم أنه لا يستطيع أن يتحمل مسئولية المحافظة علي شخصه فكيف يحمل أرواح الأطفال الأبرياء إلي الهلاك، فلابد من الاعتراف أن هناك سلوكيات خاطئة للمصريين وليس معني ذلك أن العاملين أبرياء بل هم عليهم الخطأ الأكبر.
ويضيف ليس معني إهمال فرد أو فشله في القيام بمهمته أن المنظومة بأكملها فاشلة فلا يجب إلقاء التهمة علي الجميع.. وإنما في الآونة الأخيرة أصبح هناك تهاون ملحوظ في اختيار العنصر البشري وقدرته علي القيام بمهامه في عمله وانتشرت المجاملات في العمل فمن المفترض أن عمال المزلقان والتحويلة فئة متعلمة من خريجي معهد وردان ومدة الدراسة 3 سنوات ويتم تحديد الوظيفة طبقاً للكشف الطبي علي الخريج الذي يتم تدريبة باستمرار، فلابد للهيئة أن تقدم درورات تدريبية بانتظام لهؤلاء العاملين.
بينما يقول فرج متولي أحد السائقين علي خط الصعيد، يجب الاعتراف أن الاهتمام بالوجه القبلي معدوم في كل شيء بداية من رحلات القطار وصولا إلي عدم توافر الإمكانيات داخل عربات القطار لراحة المواطنين والإهمال المنتشر بجميع المحطات والتراخي في الكشف المستمر علي الصيانة الخاصة بالقطارات، وعلي الجانب الآخر هذه الفئة تعمل تحت ضغط مادي ومعنوي فالعدد المطلوب يجب ألا يقل عن 7500 سائق ولكن هناك عجز في التعيينات الجديدة مما يجعل السائق يعمل بدورات عمل إضافية ولا يستطيع الحصول علي حقه في الراحة والنتيجة حوادث مروعة وعادة الخطأ يحدث نتيجة لتجاوز السرعة المحددة في حالة عطل جهازA.T.C وهو جهاز التحكم الآلي في سرعة سير القطار أو حدوث عطل في إشارات السيمافورات.. وبالنهاية يعلق علي ذلك الدكتور مصطفي صبري أستاذ النقل بجامعة عين شمس ترجع زيادة عدد حوادث القطارات في الأشهر القليلة الماضية إلي ضعف الصيانة ويجب عدم إلقاء اللوم علي العنصر البشري فقط وإصلاح منظومة العمل بالسكك الحديدية لابد أن يخضع لخطة استراتيجية تشمل جميع العوامل المشاركة في نظام سير القطارات ومن الضروري العمل علي عدة محاور بشكل متواز فيجب القيام بأعمال الصيانة بإتقان ودقة كما يجب الاهتمام بنظم الأمان والتشغيل وفي مقدمتها أجهزة الاتصالات، وعلي الجانب الآخر يجب الاهتمام بالعامل البشري من خلال إعادة النظر في أوضاعه وضرورة تدريبة وتأهيله بالشكل المطلوب من خلال دورات تدريبية بالداخل والخارج تعقد دوريا لممارسة عمله الذي سيتم بالجهد المبذول الذي يتطلب كفاءة وخبرة ومهارات ولا يرتبط بالمجاملات وهو ما يحدث داخل هيئة السكة الحديد.
»آخر ساعة« في منزل السائق وعامل المزلقان
عمدة المندرة قدم بلاغات ضد العامل عن إهماله ولم تنفذ
ذهبنا إلي منزل سائق الأتوبيس ويدعي علي حسين 33 سنة لديه أربعة أبناء هم نجاة 13 سنة بالصف الثاني الاعدادي وندي 10 سنوات بالصف الرابع الابتدائي وحسن 4 سنوات وحسين سنتين وجدنا الحزن يخيم علي أبنائه وزوجته التي تبكي بحرقة عليه وقالت من يقوم بتربية هؤلاء الصغار ليس لنا عائل بعده غير الله ولم يتحدث معنا من إخوته الخمسة إلا مصطفي الذي يتحرك بصعوبة بالغة قائلا : بإننا عرفنا بالحادث من الجيران فوقع عليه كالصاعقة وبعده توجه إلي المستشفي فوجده بالمشرحة وسأل الطبيب فقال له إنه توفي إثر ارتجاج بالمخ مع وجود كسر بقاع الجمجمة وكان جسمه سليما ووجه اللوم إلي المسئولين الذين لم يسأل أحد عن أطفاله وزوجته وطالب مصطفي بتوفير معاش لأولاده وخاصة أنه لا يمتلك من حطام الدنيا أي مصدر دخل للمعيشة.
وبعدها انتقلنا إلي قرية المندرة قبلي ، وتجولنا داخل موقع الحادث وكانت لجنة تقصي الحقائق قد حضرت من كلية الهندسة بجامعة أسيوط برئاسة الدكتور حسن يونس أستاذ هندسة الطرق والكباري وكتبت تقريرها وكانت حركة القطارات قد انتظمت مع قيام العديد من القوي السياسية والأحزاب من بينهم أحزاب الحرية والعدالة والنور والوفد والناصري لتقديم واجب العزاء لأسر الضحايا، وبعدها توجهنا إلي منزل سيد عبده رضوان 55 سنة عامل المزلقان المتهم وتبين أن لديه 7 بنات ومتزوج من اثنتين الأولي نادية صابر علي سطوحي 45 سنة ربة منزل التي قالت إنه لم يتعاط أي أنواع من المخدرات وإنما يقوم بتدخين السجائر فقط حينما يكون متوترا وحالته النفسية سيئة موضحة أن نظام ورديته تبدأ من 7 مساء حتي 7 صباحا وفي يوم وقوع الحادث تناول العشاء كعادته معنا ولم ينطق بأي كلمة وذهب إلي عمله وفي الصباح فوجئنا بأن هناك حادثا ذهبنا للاطمئنان عليه وتم الاتصال به فقال لنا أنا في المحطة وقطع الاتصال فجأة بعدها وقد كان لديه ولدان توفيا الأمر الذي جعله يتزوج من سيدة أخري وتدعي سنية محمد عبدالحميد حتي يرزقه الله بولد فأنجب محمد ويبلغ سنتين وكان آخر لقاء تم بينهما يوم الجمعة الماضية وقالت والدموع تنهمر من عينيها نحن نسلم أمرنا لله وطالبت سنية بالإفراج عن زوجها الذي تري أنه مظلوم وذلك للإهمال من كبار المسئولين بوزارة النقل لأصغر مسئول وقالت منال 30 عاما أنها علمت بالحادث من شهود العيان بأن والدها أغلق الجانب الأيمن من طريق المزلقان وكان في طريقه إلي قفل الشمال لكنه فوجئ بمرور الأتوبيس.. وفي نفس اللحظة القطار قام بشطر الأتوبيس نصفين وأخذه إلي مسافة 2 كيلو متر الأمر الذي جعله ينظر إلي الحادث بذهول ولم يستطع التحرك عندما شاهد سيناريو الحادث أمام عينه وكأنه فيلم سينمائي.
وأثناء سيرنا في الشارع تحدث إلينا المهندس محمد صلاح 35 سنة الذي أكد أن ابن عمه علي عامر 5 سنوات بالحضانة ويذهب يوميا في الأتوبيس مع زملائه ولكن في يوم الحادث قال: لوالده لن أركب هذا الأتوبيس وسوف أركب الثاني وأثناء حديثه لوالده فوجئوا بالحادث وأوضح أن عامل المزلقان كان موجودا بالمحطة ويقوم بتأدية الصلاة في وقتها وكانت هناك سيارة تنقل المواشي للسوق وقال السائق للعامل إن القطار جاي فحدثت الكارثة بينما نفي المهندس ماجد خليفة هذا الكلام وأن العامل دائما مهمل في عمله ومحمود خليفة عمدة المندرة قبلي قدم العديد من الشكاوي ضد العامل ولم يهتم أحد بها.
صدق أولا تصدق
مترو الأنفاق وراء حوادث القطارات
عفاف الدهشان
هناك سبب آخر وراء حادثة قطار أسيوط التي راح ضحيتها 05طفلا من أبناء الوطن.. وهو مترو الأنفاق الذي يعد السبب الرئيسي وراء حوادث القطارات المتكررة.. ففي حديث سابق أجرته »آخر ساعة« في 51فبراير 2102 مع المهندس عمرو رءوف كشف فيه أن حوادث السكك الحديدية سببها الخط الثاني للمترو.. كيف يحدث ذلك وكل وسيلة مواصلات منهما لها القضبان الخاصة بها؟
بمجرد الدخول للصفحة الرئيسية لموقع هيئة الأنفاق علي الإنترنت تظهر عبارة نصها: »هرم مصر الرابع.. مترو الأنفاق« فهذا هو الهرم الذي أراد مبارك تركه لنتذكره به ومن يهمه بناء هرم لا تفرق معه التكلفة المادية أو البشرية.
عند إنشاء الخط الثاني تم توجيه كل ميزانية وزارة النقل من استثمارات وقروض إليه وتم إهمال مرفق السكة الحديد.. فالقروض الفرنسية لإنشاء الخط الثاني لم تغط إلا ربع التكلفة وكان يجب توفير الباقي من مصادر محلية، ولما كانت هيئة الأنفاق في ذلك الوقت تتبع هيئة السكك الحديدية.. فقد تم توفير التمويل المحلي من إيراداتها التي كانت تذهب بالكامل لإنشاء الخط الثاني لمترو الأنفاق مما أدي إلي وقف أي عمليات لصيانة وتطوير مرفق السكة الحديد لسنوات طويلة، فكانت النتيجة هي انهياره بالكامل من الإسكندرية حتي أسوان حيث يحتاج إلي 001مليار جنيه لإعادة بنائه حسب دراسة البنك الدولي.
وبكلمات أخري للمهندس رءوف فإن التكلفة الاقتصادية الحقيقية لخط المترو الثاني تساوي تكاليف إنشائه 11مليار جنيه زائد تكاليف إعادة بناء مرفق السكة الحديد والتي تقدر ب001مليار جنيه وبإجمالي 111مليار جنيه، هذا غير التكلفة البشرية التي لا تقدر بثمن والتي تمثلت في آلاف الضحايا لحوادث السكك الحديدية وآخرها حادثة قطار أسيوط التي راح ضحيتها أكثر من 05طفلا بريئا.
فإذا كان الخط الثاني هو السبب وراء انهيار مرفق كامل للدولة وإذا كان لدينا خطط لإنشاء أربعة خطوط أنفاق جديدة.. فإن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي القطاعات الأربعة في الدولة التي ستنهار نتيجة ذلك؟
تغيير وزير النقل واستقالة رئيس هيئة السكك الحديدية.. هل من الممكن أن يحلا مشاكل هذا المرفق الحيوي؟
بالطبع لا.. لكن تغيير السياسات هو الذي يحلها، فلو أحضرنا أحسن خبير نقل في العالم وألزمناه بتنفيذ خطط مبارك بإعطاء الأولوية في ميزانية وزارة النقل لمترو الأنفاق علي حساب السكك الحديدية، لخرج لنا بنفس النتائج.. وهذه السياسة مستمرة حتي الآن.. فهناك دراسة لهيئة التعاون الدولي اليابانية (الجايكا) في عام 2002 لحل أزمة المرور بالقاهرة حيث اقترحت تطوير الخطوط السطحية وتحويلها لخطوط سريعة لكن الحكومة متمسكة باقتراحات مكتب سيسترا الفرنسي في عام 0002 بحفر أنفاق باهظة التكاليف والدليل علي ذلك أنه في الأسبوع الماضي وقع وزير التعاون الدولي قرضا فرنسيا للمرحلة الثالثة من نفق الخط الثالث من إمبابة إلي العتبة بقيمة 009مليون يورو أو 7مليارات جنيه مصري لكن التكلفة الإجمالية للمرحلة الثالثة فقط ستكون 02مليار جنيه.. في حين أن اليابانيين اقترحوا مترو سطحيا من رمسيس إلي إمبابة تكلفته 2مليار جنيه فقط.. والخطان يربطان إمبابة بوسط المدينة والفارق أن النفق الفرنسي يبدأ من العتبة بينما المترو السطحي الياباني يبدأ من رمسيس.. ونحن بذلك ينطبق علينا المثل القائل: »إسراف هنا وتقتير هناك« بمعني إسراف في مترو الأنفاق وتقتير في تطوير وصيانة السكك الحديدية.
سيقول المسئولون: إن مشكلة المرور بالقاهرة خانقة والأنفاق هل الحل الوحيد؟ هذه أكذوبة كبيرة تروجها هيئة مترو الأنفاق ومكتب سيسترا الفرنسي.. وهناك اقتراحات اليابانيين بتطوير الخطوط السطحية وتحويلها لخطوط سريعة وممكن نعمل مترو علي كوبري مثلما هو موجود في مدن شيكاغو وفانكوفر ودبي.. لدرجة إن شيكاغو بها 8 خطوط مترو علي كوبري تمر في وسط المدينة زي كوبري 6 أكتوبر وكوبري 51مايو عندنا ونحن لسنا أغني من هذه البلاد.
وذلك يوفر في التكلفة كثيرا؟
تكلفة الكيلومتر من المترو 05 مليون جنيه للسطحي و001 مليون علي كوبري ومن 0001 إلي 0051 مليون للنفق.. يعني عند بناء خط طوله 02كم ستكون تكلفته مليار جنيه للسطحي أو اثنين مليار جنيه علي كوبري بينما 02 إلي 03 مليار جنيه للنفق.
وفي ظل ميزانية محدودة فإن تكلفة الأنفاق تتم علي حساب مرافق أخري مثل السكك الحديدية التي تسبب الخط الثاني للمترو في انهيار هذا المرفق ومن الممكن أن تلحق به الصحة والتعليم والإسكان والأجور إذا قمنا بتنفيذ الخطوط (الثالث والرابع والخامس والسادس).
هناك قضية رفعتها لوقف تنفيذ الخط الثالث.. ما نتيجتها؟
بالفعل.. لقد رفعت قضية في أبريل 1102 برقم 18752/56 في مجلس الدولة من أجل وقف تنفيذ الخط الثالث استنادا لأربعة أسباب هي إهدار المال العام لوجود خطوط سطحية بديلة. إلي جانب وجود أخطاء هندسية مما يشكل خطرا علي أرواح المواطنين ومنها أنه تم تقليل كميات الحديد والأسمنت في 6002 وبعدها حدثت حفرة باب الشعرية في 9002 وتسرب المياه إلي نفق المرحلة الأولي منه (العتبة العباسية).
بالإضافة إلي مشاركة شركة ألستوم في تنفيذ هذا الخط وهي الشركة التي تساعد إسرائيل علي ضم القدس الشرقية لقيامها بإنشاء ثمانية خطوط ترام تربط القدس بالمستوطنات. علاوة علي وجود شبهة فساد بالمشروع حيث نشرت صحيفة وول جورنال الأمريكية في 6 مايو 8002 أن السلطات الفرنسية والسويسرية والبرازيلية تقوم بالتحقيق في قيام شركة ألستوم بتقديم رشاوي قيمتها مئات الملايين من الدولارات حيث تدفع الشركة 51٪ من قيمة العقود للمسئولين السياسيين لإعطاء الدعم والمساندة لمشاريعها.
وقد تضامن معي في القضية كل من الخبير الاقتصادي دكتور عبدالخالق فاروق رئيس مركز النيل للدراسات وأحمد سيف الإسلام عبدالفتاح مدير مركز هشام مبارك للقانون.. وستعقد الجلسة المقبلة يوم الخميس القادم 22 نوفمبر 2102 في مجلس الدولة وستكون قضية قطار أسيوط والأرواح الطاهرة التي راحت ضحيته سببا آخر يجعلني أتمسك بضرورة وقف بناء خطوط أنفاق جديدة علي حساب تطوير مرفق السكة الحديد بالكامل خاصة بعد أن رفعت هيئة الأنفاق علي قضية تتهمني فيها بالتشهير وتطالبني بدفع 02 مليون كتعويض لها، وقد رفضت محكمة شمال القاهرة في 81 أكتوبر المنصرم قبول الدعوي وإلزام هيئة الأنفاق بدفع المصاريف شاملة أتعاب المحاماة.
وأنا أدعو أهل ضحايا القطارات والسكك الحديدية أن يقفوا في وجه هذه الهيئة التي تسببت في إهدار أرواح المصريين علي قضبان السكك الحديدية التي تعاني من الإهمال وانعدام التطوير والصيانة لهذا المرفق الحيوي الذي بات أخطر وسائل النقل في حوادثه وكوارثه المتكررة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.