هناك أسماء لشخصيات فى القرآن والسنة.. وهناك شخصيات بلا أسماء.. وهو ما يعرف بالأسماء المبهمة.. وحول هذا المعنى يقول د. محمد عشماوى الباحث بوزارة الأوقاف: إن تجهيل اسم من ورد بشأنه الحديث أو انصبت عليه الرواية يمثل ظاهرة متواترة فى السنة النبوية.. وهى منهج قرآنى شديد الوضوح.. ويرى د. عشماوى أن القرآن الكريم لايذكر الأعيان أى الأشخاص. الإ إذا كانت لذلك حاجة فارقة فى هدف السياق وغاية الموضوع. ومثال ذلك «وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى».. «وشهد شاهد من أهلها» و «أوكالذى مرعلى قرية وهى خاوية على عروشها». وهنا نجد الحق تبارك وتعالى وهو يلفت الأنظار إلى الموضوع.. لا إلى الأشخاص وأسمائهم.. خاصة أن التسمية لاتفرق فى صلب الموضوع إلا فى القليل النادر كقوله تعالى «فلما قضى زيد منها وطراً» و «قالت اليهود عزير ابن الله» . «قال عيسى ابن مريم». هناك يكون ذكر الاسم له فوائد كالتشريف وإثبات الواقعة أو?تحديد المسئولية. ويؤكد د. عشماوى أن السنة المطهرة سارت على نفس المنوال من الارتقاء فوق هواش الأمور والانشغال بالمضمون.. وكذلك إمعاناً فى الستر على خلق الله. كقوله صلى الله عليه وسلم «إن رجلاً ممن كان قبلكم قتل تسعاً وتسعين نفساً». فلما جاء الصحابة ترسخ هذا الفقه لديهم وهم يروون المواقف والوقانع التى اختص بها أهل الخطايا والذنوب.. وقلما عينت الرواية رجلاًبجرمه.. وهذا لايكون إلالشهرته بين الناس. و«ماعز والغامدية» وهذا التجهيل يعد من باب الأدب الإسلامى الرفيع.