أسعار الأسماك واللحوم اليوم 26 أبريل    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    مايكروسوف تتجاوز التوقعات وتسجل نموا قويا في المبيعات والأرباح    طريقة تغيير الساعة في هواتف سامسونج مع بدء التوقيت الصيفي.. 5 خطوات مهمة    «هنصحى بدري ولا متأخر؟».. سؤال حير المواطنين مع تغيير توقيت الساعة    المستهدف أعضاء بريكس، فريق ترامب يدرس إجراءات ضد الدول التي تتخلى عن الدولار    البنتاجون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ «ATACMS»    بلينكن ل نظيره الصيني: لا بديل عن الدبلوماسية وجهاً لوجه    عاجل - قوات الاحتلال تقتحم نابلس الفلسطينية    سيول جارفة وأتربة، تحذير شديد اللهجة من الأرصاد بشأن طقس اليوم الجمعة    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024.. توجيهات الصحة بتجنُّب زيادة استهلالك الكافيين    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    سرقة أعضاء Live.. تفاصيل صادمة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    رئيس لجنة الخطة بالبرلمان: الموازنة الجديدة لمصر تُدعم مسار التنمية ومؤشرات إيجابية لإدارة الدين    نجم الأهلي السابق يوجه رسالة دعم للفريق قبل مواجهة مازيمبي    ناقد رياضي: الزمالك فرط في الفوز على دريمز الغاني    طارق السيد: ملف بوطيب كارثة داخل الزمالك.. وواثق في قدرات اللاعبين أمام دريمز    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    عاجل.. رمضان صبحي يفجر مفاجأة عن عودته إلى منتخب مصر    أبرزها الاغتسال والتطيب.. سنن مستحبة يوم الجمعة (تعرف عليها)    إصابة 8 أشخاص في تصادم 3 سيارات فوق كوبري المندرة بأسيوط    انطلاق حفل افتتاح مهرجان الفيلم القصير في الإسكندرية    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    بشرى سارة للموظفين.. عدد أيام إجازة شم النسيم بعد قرار ترحيل موعد عيد العمال رسميًا    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    نقابة محاميين شمال أسيوط تدين مقتل اثنين من أبنائها    رمضان صبحي يحسم الجدل بشأن تقديم اعتذار ل الأهلي    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    ليلى زاهر: جالي تهديدات بسبب دوري في «أعلى نسبة مشاهدة» (فيديو)    "أكسيوس": مباحثات سرية بين مصر والاحتلال لمناقشة خطة غزو رفح    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميا    عاجل - محمد موسى يهاجم "الموسيقيين" بسبب بيكا وشاكوش (فيديو)    ذكري تحرير سيناء..برلماني : بطولات سطرها شهدائنا وإعمار بإرادة المصريين    "حزب الله" يعلن ضرب قافلة إسرائيلية في كمين مركب    عاجل - بعد تطبيق التوقيت الصيفي 2024 فعليًا.. انتبه هذه المواعيد يطرأ عليها التغيير    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    بالصور.. مصطفى عسل يتأهل إلى نهائي بطولة الجونة الدولية للاسكواش    هاني حتحوت يكشف تشكيل الأهلي المتوقع أمام مازيمبي    مواقيت الصلاة بالتوقيت الصيفي .. في القاهرة والإسكندرية وباقي محافظات مصر    برج العذراء.. حظك اليوم الجمعة 26 أبريل 2024 : روتين جديد    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    أنغام تبدأ حفل عيد تحرير سيناء بأغنية «بلدي التاريخ»    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم فى حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 00 !
نشر في شباب مصر يوم 04 - 02 - 2012

لا شك أن فى حياة الشعوب و الأمم أياما مشهودة على طول الزمان ، فيحتفلون بها ويعظمونها ، فيجعلون منها أعيادا ومناسبات يقصون حكاياتها لمن يأتى بعدهم ، فتتواصل الأجيال ، فهكذا تبنى الأمم والحضارات.
والمدهش أن القرآن الكريم يحث على ذلك ، فلله سبحانه وتعالى أيام يأمر أنبياؤه بها ليذكروا بها قومهم.
يقول عز من قائل ل " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ " ( إبراهيم : 5 )
ولفظ ( أيام ) كما هو معروف فى اللسان العربي جمع ومغرده ( يوم ) .
وقد ذكر اللفظ المفرد والجمع فى القرآن الكريم ، فذكر المفرد عدد ( 211 ) مرة معظمها تتحدث عن اليوم الآخر بيوم الدين ، أو يوم القيامة ، أو عذاب يوم عظيم ، أو يوم نعيم مقيم يوم لقاء ربنا سبحانه وتعالى فى جنة الخلد 00 ، وغير ذلك 00 !
جاء ذلك فى مثل قوله سبحانه وتعالى " مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " ( الفاتحة : 4 )
وقوله سبحانه " وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ " ( البقرة : 113 )
يقول ربنا الكريم جل ذكره " تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً " ( الأحزاب : 44 )
وقد تنبهنا إلى أن اللفظ الفرد ( يوم ) قد يأت فيما ندر للتعبير عن يوم من أيام الدنيا مشهودا كما فى قوله تعالى" وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( الأنفال : 41 )
أما الاسم الجمع ( أيام ) فقد ذكر مرات ( 4 ) أربع تقريبا معرفا بالإضافة أو بالألف واللام أو بحرف جر فى مثل قوله سبحانه وتعالى " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ " ( إبراهيم : 5 )
وقوله تعالى " قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ "
( الجاثية : 14 )
والتساؤل الآن : ما علاقة ذلك بحياة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
تحدث القرآن الكريم عن يوم مشهود لا مثيل له فى الأيام لم يذكر اسمه ؛ يوم ظهر فيه نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الوجود ، فبعثه ربه سبحانه وتعالى رحمة للعالمين كافة للناس شاهدا عليهم ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه خاتما ومعلما وأسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر00 !
نعم ، قد تحدث القرآن الكريم عن هذا اليوم المشهود دون تحديد زمن لوفوده ، فهو منبث فى أيام الله سبحانه وتعالى ، فظل يوما مرتقبا ينتظره العالم كله من أعلى عليين من العرش إلى الفرش وما تحت الثرى ، فكانت الدنيا كلها تترقب يوم مولده ويوم مبعثه صلى الله عليه وسلم ، فقد كان ذكره مرفوعا قبل القبل وبعد البعد ، فذكره مرفوع وخبره منشور ، فنبوته ورسالته وبعثته صلى الله عليه وسلم مشهورة بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منذ آدم عليه السلام مرورا بنوح وإبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام إلى آخر أنبياء بنى إسرائيل عيسى بن مريم عليه وعلى أمه الصديقة السلام ؛ فقد فشى ذلك الأمر من بعدهم فى أوصيائهم من الأوفياء وذاع دون غيرهم من الخونة والأدعياء ؛ وهو ما بيناه فى كتابنا ( الكون كله خريطة محمدية ) ، فهو ثابت بالقرآن الكريم والسنة المطهرة.
يقول عز من قائل " وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ " ( آل عمران : 81 )
ويقول عز من قائل " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً " ( الأحزاب : 45 - 46 )
وتحدثت السنة عن هذا اليوم الأغر المرتقب فى تاريخ البشرية ؛ أعظم أيامها طرا على مر الزمان من آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
جاء ذلك فى سنن الترمذي ( جامع السنن ) من رواية أبا هريرة ، قال : قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة ؟
قال " وآدم بين الروح والجسد ".
وعند الإمام أحمد فى مسنده رواية ميسرة الفجر، قال : قلت : يا رسول الله، متى كتبت نبيا ؟
قال " وآدم بين الروح والجسد ".
وأورد الإمام أحمد فى مسنده أيضا حديث رواية عرباض بن سارية ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني عبد الله لخاتم النبيين ، وإن آدم عليه السلام لمنجدل في طينته ، وسأنبئكم بأول ذلك ؛ دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى بي ، ورؤيا أمي التي رأت ، وكذلك أمهات النبيين ترين ".
نعم تحدثت السنة المطهرة عن ذلك اليوم بوضوح واضح فى أكثر من حديث ، بل صرحت باسم ذلك اليوم بجلاء لا لبس فيه ولا غموض حتى يفرح المؤمنون بيوم عزهم وفخرهم وكرامتهم.
لقد تبين من الأحاديث المتواترة أن ذلك اليوم المرتقب فى عيون العالم والكون كله هو ( يوم الاثنين ).
لقد شرف يوم الاثنين بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، فما أعظمه من يوم !
أورد الإمام مسلم فى صحيحه المعروف باسمه حديثا لأبى قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين ؟
فقال " فيه ولدت وفيه أنزل علي ".
جاء قى مسند أحمد حديث ابن عباس قال : ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، واستنبئ يوم الاثنين ، وتوفي يوم الاثنين ، وخرج مهاجرا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين ، وقدم المدينة يوم الاثنين ، ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين".
والأحاديث فى ذلك كثيرة كلها تظهر عظمة ذلك اليوم ( يوم الاثنين ).
ومما يدلك على شرف هذا اليوم أن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها صلت فيه مع النبي صلى الله عليه وسلم.
أورد الحاكم فى ( المستدرك على الصحيحين ) من حديث محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوم الاثنين وصلت معه خديجة رضي الله عنها ،00 " الحديث ( هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه )
وكان إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم عز للإسلام ؛ ( يوم الاثنين ).
جاء ذلك فى حديث عثمان بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي الذى أورده الحاكم فى ( المستدرك على الصحيحين ). قال : أخبرني أبي ، عن يحيى بن عثمان بن الأرقم ، حدثني جدي عثمان بن الأرقم أنه كان ، يقول : أنا ابن سبع الإسلام ، أسلم أبي سابع سبعة ، وكانت داره على الصفا وهي الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون فيها في الإسلام ، وفيها دعا الناس إلى الإسلام ، فأسلم فيها قوم كثير.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الاثنين فيها : « اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام " ، فجاء عمر بن الخطاب من الغد بكرة ، فأسلم في دار الأرقم ، وخرجوا منها وكبروا وطافوا بالبيت ظاهرين ، ودعيت دار الأرقم دار الإسلام ،00 " الحديث
يال فخر ذلك ا اليوم ( يوم الاثنين ) ، فقد شرف بأحداث جسام ، فقد كشفت الأحاديث النبوية المطهرة عن ذلك بجلاء ومن تلك الأحداث العظام :
1- أن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة كانت ( يوم الاثنين ) ، وكذا كان دخوله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين.
أورد الحاكم فى ( المستدرك على الصحيحين ) رواية أبي البداح بن عاصم بن عدي ، عن أبيه ، قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، فأقام بالمدينة عشر سنين ".
كما أورد الإمام أحمد فى مسنده حديث عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين إلى قباء ".
2- وكانت بيعة الرضوان فى ذلك اليوم العظيم ، فقد بايع النبي عن عثمان رضي الله عنه فى ذلك اليوم ( يوم الاثنين ).
ذكر الحاكم فى ( المستدرك على الصحيحين ) حديث مصعب بن عبد الله قال : " وكانت بيعة عثمان رضي الله عنه يوم الاثنين عشرة المحرم سنة أربع وعشرين ".
3- وكان أكثر ما يصوم صلى الله عليه وسلم ( يوم الاثنين ).
ذكر الإمام أحمد حديثا لأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس.
قال : فقيل له ؟
قال : فقال " إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس أو كل يوم اثنين وخميس فيغفر الله لكل مسلم أو لكل مؤمن إلا المتهاجرين فيقول أخرهما"
4- وتتبدى عظمة يوم الاثنين ؛ يوم مولده صلى الله عليه وسلم كذلك فى حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن أبواب الجنة تفتح يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروهما حتى يصطلحا ؛ مرتين" .
5- وقد كان من شرف ذلك اليوم ، يوم الاثنين أن انتقل فيه صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى مع جبريل وميكائيل واسرفيل.
وأقول : لما كان لعظائم الأمور شدة بالناس ، فلم يكن أشد ألما وحزنا بالناس من يوم توفى فيه نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن من يوم أحق بهذا الحدث الجلل إلا يوم شرفه الله تعالى ؛ فكان ( يوم الاثنين ) يوم انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى.
جاء فى ( صحيح البخاري ) وغيره من كتب السنة رواية أنس بن مالك الأنصاري وكان تبع النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه وصحبه أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة فكشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة فأشار إلينا النبي صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم وأرخى الستر فتوفي من يومه ".
6- ولما كانت محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذه بمجامع الصديق رضي الله عنه ، فكانت محبته لذلك اليوم سرا ؛عرفه الصديق أبو بكر رضي الله ، فقد دعا الله سبحانه وتعالى أن يلحقه بنبيه فى الزمان كما ألحقه به فى المكان ، فمات فى يوم الاثنين.
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رضي الله عنها : أن أبا بكر قال لها : في أي يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقالت : في يوم الاثنين ؟
فقال : ما شاء الله إني لا أرجو فيما بيني وبين الليل.
قال : ففيم كفنتموه ؟
قالت : في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية ليس فيها قميص ولا عمامة.
وقال أبو بكر : انظري ثوبي هذا فيه ردع زعفران أو مشق فاغسليه واجعلي معه ثوبين آخرين.
فقالت عائشة : يا أبت هو خلق.
قال : إن الحي أحق بالجديد ، وإنما هو للمهلة.( والحديث بطوله ذكره الإمام أحمد فى مسنده ).
يقول عز من قائل لحبيبه صلى الله عليه وسلم " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ( آل عمران : 31 )
والحق يقال أنه ليس كمحبة الصديق أبو بكر رضي الله عنه لصاحبه صلى الله عليه وسلم محبة ، فلم يقف عند التمسك بسنته وعدم التفريط ولو فى عقال بعير ؛ بل تعدت ذلك ، فهو لا يرضى إلا بصحبته صلى الله عليه وسلم أينما كان ، فقد صحبه قبل البعثة وبعدها ، فكان أول من أسلم من الرجال ، وهو صاحبه فى الغار يوم الهجرة ، وصحبه فى بيته فقد وزجه من ابنته الصديقة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فلما وافته المنية أحب أن يكون قريبا من حبيبه صلى الله عليه وسلم قربا لا يباعد بينه وبينه لا مكان ولا زمان ، فمات يوم الاثنين ودفن بجوار صاحبه بحجرة ابنته أم المؤمنين رضي الله عنها.
هذا ، ولا شك أن شرف ذلك اليوم ( يوم الاثنين ) لعظيم ، فهو يوم عال القدر ؛ شرفه ربه سبحانه وتعالى بمولد نبيه صلى الله عليه وسلم فيه، فبعث فيه صلى الله عليه وسلم ، وصلت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، وأعز الله الإسلام بعمر بن الخطاب فيه ، وهاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فيه ، ودخل المدينة فيه ، وبايع رسول الله عن عثمان بن عفان يوم بيعة الرضوان فيه ، وانتقل ، بل وارتقى صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فيه.
نعم ، قد يقول كثيرون أنهم ولدوا فى ذلك اليوم ، فلا غرو ، فأنا من هؤلاء ، فقد ولدت بحسب شهادة ميلادي الرسمية يوم الاثنين.
ولكن – أين اليوم من اليوم ؟
وأين الاسم من الاسم ؟
فكم من المواليد تسموا باسمه صلى الله عليه وسلم ( محمد) ؟! ملايين ، بل أكثر من ثمانين مليونا ممن دخلوا الإحصاءات العالمية لأكثر الأسماء ذيوعا يتسمى بها مواليد العالم ، فكان اسم محمد تيمنا بالحبيب صلى الله عليه وسلم ؛ وهو ما أثبتناه فى مقال بعنوان ( اسم محمد يتربع على عرش العالم ) فى بيان بعضا مما شرف به الاسم حبا وتعظيما لصاحبه صلى الله عليه وسلم ، فقد عظم الله سبحانه وتعالى عبده وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم وكرمه ، فرفع ذكره بين الخلائق من العرش إلى الفرش فى كل موطن وحال ومقام ظاهرا وباطنا شريعة وحقيقة فى الفكر والعقيدة والسلوك جميعا.
لقد شرفت البشرية كلها بمولد المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد أمنت الخسف والمسخ والغرق وما أصاب الأمم السابقة من الاستئصال بسبب فسادهم وإفسادهم فى الأرض 00 !
يقول عز من قائل لحبيبه محمد ومصطفاه صلى الله عليه وسلم " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " ( الأنبياء : 107 )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما أنا رحمة مهداة.
لقد شاء ربه سبحانه وتعالى أن يكون ( يوم الاثنين ) يوم مولده ويوم مبعثه صلى الله عليه وسلم ، فمن مولده إلى مبعثه صلى الله عليه وسلم وإلى أن تقوم الساعة أمن الناس ؛ كل الناس ، بل والجن كذلك ، فقد أرسله ربه سبحانه وتعالى أمانا للعالمين " رحمة للعالمين ".
يقول الإمام القرطبي فى تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن) للآية الكريمة : الرسل خلقوا للرحمة ، ومحمد صلى الله عليه وسلم خلق بنفسه رحمة ، فلذلك صار أمانا للخلق.
لما بعثه الله أمن الخلق العذاب إلى نفخة الصور.
وسائر الأنبياء لم يحلوا هذا المحل.
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( إنما أنا رحمة مهداة ) ، يخبر أنه بنفسه رحمة للخلق من الله جل فى علاه.
أما قوله ( مهداة ) أي : رحمة من الله عز جاهه وتباركت أسماؤه هدية للخلق ، فمن قبلها فاز ونجى ومن بخل ضل وغوى.
( وعلى الله قصد السبيل )
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.