الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى معرض دبى الدولى للطيران    جامعة بنها ضمن أفضل 10 جامعات على مستوى مصر بتصنيف كيواس للتنمية المستدامة    ارتفاع أسعار الذهب في آسيا مع تصاعد المخاوف من الإنفاق المالي والتقلبات في الأسواق العالمية    خلال جولته الترويجية بفرنسا.. رئيس اقتصادية قناة السويس يشارك في مؤتمر طموح أفريقيا    المشاط تبحث توسيع نطاق برنامج مبادلة الديون من أجل التنمية مع نظيرتها الألمانية    الحكومة: تسليم 265 كيلو ذهب بقيمة 1.65 مليار جنيه للبنك المركزي.. رسالة جديدة لدعم الاقتصاد الوطني    19 نوفمبر 2025.. أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة اليوم    التضخم في بريطانيا يتراجع لأول مرة منذ 7 أشهر    منال عوض تترأس الاجتماع ال23 لمجلس إدارة صندوق حماية البيئة    تداول 97 ألف طن و854 شاحنة بضائع بموانئ البحر الأحمر    زيلينسكي في تركيا.. محادثات تغيب عنها روسيا بهدف إنهاء حرب أوكرانيا    زيلينسكي: روسيا أطلقت أكثر من 470 مسيرة و48 صاروخًا على أوكرانيا    الفريق أحمد خليفة يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته فى فعاليات معرض دبى الدولى للطيران 2025    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    رئيس القابضة لمصر للطيران في زيارة تفقدية لطائرة Boeing 777X    صلاح ينافس على جائزتين في جلوب سوكر 2025    حبس عاطل عثر بحوزته على ربع كيلو هيروين في العمرانية    أخبار الطقس في الكويت.. أجواء معتدلة خلال النهار ورياح نشطة    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    الحبس 15 يوما لربة منزل على ذمة التحقيق فى قتلها زوجها بالإسكندرية    المايسترو هاني فرحات أول الداعمين لإحتفالية مصر مفتاح الحياة    6 مطالب برلمانية لحماية الآثار المصرية ومنع محاولات سرقتها    معرض «رمسيس وذهب الفراعنة».. فخر المصريين في طوكيو    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال تطوير مستشفى طلخا المركزي وإنشاء فرع جديد لعيادة التأمين الصحي    أفضل مشروبات طبيعية لرفع المناعة للأسرة، وصفات بسيطة تعزز الصحة طوال العام    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    بعد غد.. انطلاق تصويت المصريين بالخارج في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    وزير الري يؤكد استعداد مصر للتعاون مع فرنسا في تحلية المياه لأغراض الزراعة    الإسكندرية تترقب باقي نوة المكنسة بدءا من 22 نوفمبر.. والشبورة تغلق الطريق الصحراوي    مصرع 3 شباب فى حادث تصادم بالشرقية    بولندا تستأنف عملياتها في مطارين شرق البلاد    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    اليوم.. أنظار إفريقيا تتجه إلى الرباط لمتابعة حفل جوائز "كاف 2025"    هنا الزاهد توجه رسالة دعم لصديقها الفنان تامر حسني    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    موعد مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدوري أبطال أفريقيا.. والقنوات الناقلة    تنمية متكاملة للشباب    الصحة: «ماربورج» ينتقل عبر خفافيش الفاكهة.. ومصر خالية تماما من الفيروس    صحة البحر الأحمر تنظم قافلة طبية مجانية شاملة بقرية النصر بسفاجا لمدة يومين    المنتخبات المتأهلة إلى كأس العالم 2026 بعد صعود ثلاثي أمريكا الشمالية    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    بشري سارة للمعلمين والمديرين| 2000 جنيه حافز تدريس من أكتوبر 2026 وفق شروط    بحضور ماسك ورونالدو، ترامب يقيم عشاء رسميا لولي العهد السعودي (فيديو)    زيورخ السويسري يكشف حقيقة المفاوضات مع محمد السيد    ما هي أكثر الأمراض النفسية انتشارًا بين الأطفال في مصر؟.. التفاصيل الكاملة عن الاضطرابات النفسية داخل مستشفيات الصحة النفسية    النائب العام يؤكد قدرة مؤسسات الدولة على تحويل الأصول الراكدة لقيمة اقتصادية فاعلة.. فيديو    أبرزهم أحمد مجدي ومريم الخشت.. نجوم الفن يتألقون في العرض العالمي لفيلم «بنات الباشا»    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    دينا محمد صبري: كنت أريد لعب كرة القدم منذ صغري.. وكان حلم والدي أن أكون مهندسة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    فضيحة الفساد في كييف تُسقط محادثات ويتكوف ويرماك في تركيا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    هل يجوز أداء العشاء قبل الفجر لمن ينام مبكرًا؟.. أمين الفتوى يجيب    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم فى حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 00 !
نشر في شباب مصر يوم 04 - 02 - 2012

لا شك أن فى حياة الشعوب و الأمم أياما مشهودة على طول الزمان ، فيحتفلون بها ويعظمونها ، فيجعلون منها أعيادا ومناسبات يقصون حكاياتها لمن يأتى بعدهم ، فتتواصل الأجيال ، فهكذا تبنى الأمم والحضارات.
والمدهش أن القرآن الكريم يحث على ذلك ، فلله سبحانه وتعالى أيام يأمر أنبياؤه بها ليذكروا بها قومهم.
يقول عز من قائل ل " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ " ( إبراهيم : 5 )
ولفظ ( أيام ) كما هو معروف فى اللسان العربي جمع ومغرده ( يوم ) .
وقد ذكر اللفظ المفرد والجمع فى القرآن الكريم ، فذكر المفرد عدد ( 211 ) مرة معظمها تتحدث عن اليوم الآخر بيوم الدين ، أو يوم القيامة ، أو عذاب يوم عظيم ، أو يوم نعيم مقيم يوم لقاء ربنا سبحانه وتعالى فى جنة الخلد 00 ، وغير ذلك 00 !
جاء ذلك فى مثل قوله سبحانه وتعالى " مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ " ( الفاتحة : 4 )
وقوله سبحانه " وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ " ( البقرة : 113 )
يقول ربنا الكريم جل ذكره " تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً " ( الأحزاب : 44 )
وقد تنبهنا إلى أن اللفظ الفرد ( يوم ) قد يأت فيما ندر للتعبير عن يوم من أيام الدنيا مشهودا كما فى قوله تعالى" وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " ( الأنفال : 41 )
أما الاسم الجمع ( أيام ) فقد ذكر مرات ( 4 ) أربع تقريبا معرفا بالإضافة أو بالألف واللام أو بحرف جر فى مثل قوله سبحانه وتعالى " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ " ( إبراهيم : 5 )
وقوله تعالى " قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ "
( الجاثية : 14 )
والتساؤل الآن : ما علاقة ذلك بحياة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
تحدث القرآن الكريم عن يوم مشهود لا مثيل له فى الأيام لم يذكر اسمه ؛ يوم ظهر فيه نبينا صلى الله عليه وسلم إلى الوجود ، فبعثه ربه سبحانه وتعالى رحمة للعالمين كافة للناس شاهدا عليهم ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه خاتما ومعلما وأسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر00 !
نعم ، قد تحدث القرآن الكريم عن هذا اليوم المشهود دون تحديد زمن لوفوده ، فهو منبث فى أيام الله سبحانه وتعالى ، فظل يوما مرتقبا ينتظره العالم كله من أعلى عليين من العرش إلى الفرش وما تحت الثرى ، فكانت الدنيا كلها تترقب يوم مولده ويوم مبعثه صلى الله عليه وسلم ، فقد كان ذكره مرفوعا قبل القبل وبعد البعد ، فذكره مرفوع وخبره منشور ، فنبوته ورسالته وبعثته صلى الله عليه وسلم مشهورة بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام منذ آدم عليه السلام مرورا بنوح وإبراهيم وموسى عليهم الصلاة والسلام إلى آخر أنبياء بنى إسرائيل عيسى بن مريم عليه وعلى أمه الصديقة السلام ؛ فقد فشى ذلك الأمر من بعدهم فى أوصيائهم من الأوفياء وذاع دون غيرهم من الخونة والأدعياء ؛ وهو ما بيناه فى كتابنا ( الكون كله خريطة محمدية ) ، فهو ثابت بالقرآن الكريم والسنة المطهرة.
يقول عز من قائل " وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ " ( آل عمران : 81 )
ويقول عز من قائل " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً " ( الأحزاب : 45 - 46 )
وتحدثت السنة عن هذا اليوم الأغر المرتقب فى تاريخ البشرية ؛ أعظم أيامها طرا على مر الزمان من آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
جاء ذلك فى سنن الترمذي ( جامع السنن ) من رواية أبا هريرة ، قال : قالوا يا رسول الله متى وجبت لك النبوة ؟
قال " وآدم بين الروح والجسد ".
وعند الإمام أحمد فى مسنده رواية ميسرة الفجر، قال : قلت : يا رسول الله، متى كتبت نبيا ؟
قال " وآدم بين الروح والجسد ".
وأورد الإمام أحمد فى مسنده أيضا حديث رواية عرباض بن سارية ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إني عبد الله لخاتم النبيين ، وإن آدم عليه السلام لمنجدل في طينته ، وسأنبئكم بأول ذلك ؛ دعوة أبي إبراهيم ، وبشارة عيسى بي ، ورؤيا أمي التي رأت ، وكذلك أمهات النبيين ترين ".
نعم تحدثت السنة المطهرة عن ذلك اليوم بوضوح واضح فى أكثر من حديث ، بل صرحت باسم ذلك اليوم بجلاء لا لبس فيه ولا غموض حتى يفرح المؤمنون بيوم عزهم وفخرهم وكرامتهم.
لقد تبين من الأحاديث المتواترة أن ذلك اليوم المرتقب فى عيون العالم والكون كله هو ( يوم الاثنين ).
لقد شرف يوم الاثنين بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ، فما أعظمه من يوم !
أورد الإمام مسلم فى صحيحه المعروف باسمه حديثا لأبى قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين ؟
فقال " فيه ولدت وفيه أنزل علي ".
جاء قى مسند أحمد حديث ابن عباس قال : ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، واستنبئ يوم الاثنين ، وتوفي يوم الاثنين ، وخرج مهاجرا من مكة إلى المدينة يوم الاثنين ، وقدم المدينة يوم الاثنين ، ورفع الحجر الأسود يوم الاثنين".
والأحاديث فى ذلك كثيرة كلها تظهر عظمة ذلك اليوم ( يوم الاثنين ).
ومما يدلك على شرف هذا اليوم أن أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها صلت فيه مع النبي صلى الله عليه وسلم.
أورد الحاكم فى ( المستدرك على الصحيحين ) من حديث محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده أبي رافع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى يوم الاثنين وصلت معه خديجة رضي الله عنها ،00 " الحديث ( هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه )
وكان إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم عز للإسلام ؛ ( يوم الاثنين ).
جاء ذلك فى حديث عثمان بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي الذى أورده الحاكم فى ( المستدرك على الصحيحين ). قال : أخبرني أبي ، عن يحيى بن عثمان بن الأرقم ، حدثني جدي عثمان بن الأرقم أنه كان ، يقول : أنا ابن سبع الإسلام ، أسلم أبي سابع سبعة ، وكانت داره على الصفا وهي الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون فيها في الإسلام ، وفيها دعا الناس إلى الإسلام ، فأسلم فيها قوم كثير.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الاثنين فيها : « اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام " ، فجاء عمر بن الخطاب من الغد بكرة ، فأسلم في دار الأرقم ، وخرجوا منها وكبروا وطافوا بالبيت ظاهرين ، ودعيت دار الأرقم دار الإسلام ،00 " الحديث
يال فخر ذلك ا اليوم ( يوم الاثنين ) ، فقد شرف بأحداث جسام ، فقد كشفت الأحاديث النبوية المطهرة عن ذلك بجلاء ومن تلك الأحداث العظام :
1- أن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة كانت ( يوم الاثنين ) ، وكذا كان دخوله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين.
أورد الحاكم فى ( المستدرك على الصحيحين ) رواية أبي البداح بن عاصم بن عدي ، عن أبيه ، قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول ، فأقام بالمدينة عشر سنين ".
كما أورد الإمام أحمد فى مسنده حديث عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين إلى قباء ".
2- وكانت بيعة الرضوان فى ذلك اليوم العظيم ، فقد بايع النبي عن عثمان رضي الله عنه فى ذلك اليوم ( يوم الاثنين ).
ذكر الحاكم فى ( المستدرك على الصحيحين ) حديث مصعب بن عبد الله قال : " وكانت بيعة عثمان رضي الله عنه يوم الاثنين عشرة المحرم سنة أربع وعشرين ".
3- وكان أكثر ما يصوم صلى الله عليه وسلم ( يوم الاثنين ).
ذكر الإمام أحمد حديثا لأبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثر ما يصوم الاثنين والخميس.
قال : فقيل له ؟
قال : فقال " إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس أو كل يوم اثنين وخميس فيغفر الله لكل مسلم أو لكل مؤمن إلا المتهاجرين فيقول أخرهما"
4- وتتبدى عظمة يوم الاثنين ؛ يوم مولده صلى الله عليه وسلم كذلك فى حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن أبواب الجنة تفتح يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء فيقال أنظروهما حتى يصطلحا ؛ مرتين" .
5- وقد كان من شرف ذلك اليوم ، يوم الاثنين أن انتقل فيه صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى مع جبريل وميكائيل واسرفيل.
وأقول : لما كان لعظائم الأمور شدة بالناس ، فلم يكن أشد ألما وحزنا بالناس من يوم توفى فيه نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يكن من يوم أحق بهذا الحدث الجلل إلا يوم شرفه الله تعالى ؛ فكان ( يوم الاثنين ) يوم انتقاله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى.
جاء فى ( صحيح البخاري ) وغيره من كتب السنة رواية أنس بن مالك الأنصاري وكان تبع النبي صلى الله عليه وسلم وخدمه وصحبه أن أبا بكر كان يصلي لهم في وجع النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة فكشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ثم تبسم يضحك فهممنا أن نفتتن من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة فأشار إلينا النبي صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم وأرخى الستر فتوفي من يومه ".
6- ولما كانت محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذه بمجامع الصديق رضي الله عنه ، فكانت محبته لذلك اليوم سرا ؛عرفه الصديق أبو بكر رضي الله ، فقد دعا الله سبحانه وتعالى أن يلحقه بنبيه فى الزمان كما ألحقه به فى المكان ، فمات فى يوم الاثنين.
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رضي الله عنها : أن أبا بكر قال لها : في أي يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقالت : في يوم الاثنين ؟
فقال : ما شاء الله إني لا أرجو فيما بيني وبين الليل.
قال : ففيم كفنتموه ؟
قالت : في ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانية ليس فيها قميص ولا عمامة.
وقال أبو بكر : انظري ثوبي هذا فيه ردع زعفران أو مشق فاغسليه واجعلي معه ثوبين آخرين.
فقالت عائشة : يا أبت هو خلق.
قال : إن الحي أحق بالجديد ، وإنما هو للمهلة.( والحديث بطوله ذكره الإمام أحمد فى مسنده ).
يقول عز من قائل لحبيبه صلى الله عليه وسلم " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " ( آل عمران : 31 )
والحق يقال أنه ليس كمحبة الصديق أبو بكر رضي الله عنه لصاحبه صلى الله عليه وسلم محبة ، فلم يقف عند التمسك بسنته وعدم التفريط ولو فى عقال بعير ؛ بل تعدت ذلك ، فهو لا يرضى إلا بصحبته صلى الله عليه وسلم أينما كان ، فقد صحبه قبل البعثة وبعدها ، فكان أول من أسلم من الرجال ، وهو صاحبه فى الغار يوم الهجرة ، وصحبه فى بيته فقد وزجه من ابنته الصديقة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فلما وافته المنية أحب أن يكون قريبا من حبيبه صلى الله عليه وسلم قربا لا يباعد بينه وبينه لا مكان ولا زمان ، فمات يوم الاثنين ودفن بجوار صاحبه بحجرة ابنته أم المؤمنين رضي الله عنها.
هذا ، ولا شك أن شرف ذلك اليوم ( يوم الاثنين ) لعظيم ، فهو يوم عال القدر ؛ شرفه ربه سبحانه وتعالى بمولد نبيه صلى الله عليه وسلم فيه، فبعث فيه صلى الله عليه وسلم ، وصلت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها مع النبي صلى الله عليه وسلم فيه ، وأعز الله الإسلام بعمر بن الخطاب فيه ، وهاجر صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فيه ، ودخل المدينة فيه ، وبايع رسول الله عن عثمان بن عفان يوم بيعة الرضوان فيه ، وانتقل ، بل وارتقى صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى فيه.
نعم ، قد يقول كثيرون أنهم ولدوا فى ذلك اليوم ، فلا غرو ، فأنا من هؤلاء ، فقد ولدت بحسب شهادة ميلادي الرسمية يوم الاثنين.
ولكن – أين اليوم من اليوم ؟
وأين الاسم من الاسم ؟
فكم من المواليد تسموا باسمه صلى الله عليه وسلم ( محمد) ؟! ملايين ، بل أكثر من ثمانين مليونا ممن دخلوا الإحصاءات العالمية لأكثر الأسماء ذيوعا يتسمى بها مواليد العالم ، فكان اسم محمد تيمنا بالحبيب صلى الله عليه وسلم ؛ وهو ما أثبتناه فى مقال بعنوان ( اسم محمد يتربع على عرش العالم ) فى بيان بعضا مما شرف به الاسم حبا وتعظيما لصاحبه صلى الله عليه وسلم ، فقد عظم الله سبحانه وتعالى عبده وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم وكرمه ، فرفع ذكره بين الخلائق من العرش إلى الفرش فى كل موطن وحال ومقام ظاهرا وباطنا شريعة وحقيقة فى الفكر والعقيدة والسلوك جميعا.
لقد شرفت البشرية كلها بمولد المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد أمنت الخسف والمسخ والغرق وما أصاب الأمم السابقة من الاستئصال بسبب فسادهم وإفسادهم فى الأرض 00 !
يقول عز من قائل لحبيبه محمد ومصطفاه صلى الله عليه وسلم " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ " ( الأنبياء : 107 )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما أنا رحمة مهداة.
لقد شاء ربه سبحانه وتعالى أن يكون ( يوم الاثنين ) يوم مولده ويوم مبعثه صلى الله عليه وسلم ، فمن مولده إلى مبعثه صلى الله عليه وسلم وإلى أن تقوم الساعة أمن الناس ؛ كل الناس ، بل والجن كذلك ، فقد أرسله ربه سبحانه وتعالى أمانا للعالمين " رحمة للعالمين ".
يقول الإمام القرطبي فى تفسيره ( الجامع لأحكام القرآن) للآية الكريمة : الرسل خلقوا للرحمة ، ومحمد صلى الله عليه وسلم خلق بنفسه رحمة ، فلذلك صار أمانا للخلق.
لما بعثه الله أمن الخلق العذاب إلى نفخة الصور.
وسائر الأنبياء لم يحلوا هذا المحل.
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ( إنما أنا رحمة مهداة ) ، يخبر أنه بنفسه رحمة للخلق من الله جل فى علاه.
أما قوله ( مهداة ) أي : رحمة من الله عز جاهه وتباركت أسماؤه هدية للخلق ، فمن قبلها فاز ونجى ومن بخل ضل وغوى.
( وعلى الله قصد السبيل )
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.