سلطت عليها الأضواء فجأة وأصبحت ما بين يوم وليلة حديث الناس إنها الدكتورة حكمت أبو زيد التى رشحت لتكون أول وزيرة فى بلدنا مظهرها بسيط جدا. وبعيدة كل البعد عن التكلف وحديثها، بالرغم من رصانتة ليس فيه تزويق ولا تنميق ولا عنجهية ووجهها مصرى مريح يكاد يخلو من المساحيق، وأزياؤها ليست فيها بهرجة وليس فيها أيضا استرجال.. إنها حكمت أبو زيد أول وزيرة للشئون الاجتماعية. استهلت حديثها بصراحة وبساطة قالت: إننى لم أنم ليلة أمس ولا أول أمس إن رأسى يدور فيه أفكار كثيرة وأشعر بمسئولية جسيمة وأصبحت فجأة إحاسب نفسى، ماذا قلت اليوم؟.. وماذا صرحت بالأمس؟.. وأصبحت أحاسب نفسى حسابا عسيرا ما بين يوم وليلة. وأول سيدة رشحت لتكون وزيرة فى بلدنا تعتبر «تقدمية» من حيث طريقة تفكيرها ونظرتها إلى أمور الحياة، وقد قالت عنها إحدى تلميذاتها السابقات وهى الآن طبيبة وأديبة معروفة إنها كانت دائما تسبق جيلها، وأن أفكارها تحررية وآراءها تقدمية بالنسبة لحقوق المرأة فى الحياة. ولقد كانت «أبلة حكمت» منذ 17 عاما هى المدرسة الوحيدة التى تشارك تلميذاتها فى مظاهرات البلاد. وربما يكون من أسباب تعلق تلميذاتها بها.. أنها كما تقول: «كنت أحس دائما أننى لا أعطى».. فقط بل «آخذ» أيضا.. كان شعورى أننى أستفيد.. تماما كما أفيد. وربما كان مقدرا لها أن تظل تعيش بين كتبها ومؤلفاتها، وفى مجتمع طالباتها لولا أن سقط عليها أول شعاع فى اجتماعات اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطنى والذى تتبع تلك المناقشات فإنه بلا شك يذكر السيدة التى قامت تلقى رأيها بوضوح وبساطة وعلى أسس مدروسة فدخلت إلى الموضوع مباشرة.. بدون إفاضة ولا تزويق. والغريب أنه تبين أن تلك الكلمة قد ألقيت دون تحضير سابق كما هو متبع، لقد روت «ببساطة» انطباعاتها الأولى فى أول زيارة لمقر منصبها عندما ذهبت للتعرف على كبار موظفى الوزراء قالت: لاشك أن الموقف كان غريبا عليهم.. وكان جديداً على نفسى وربما علت الدهشة بعض الوجوه لمظهرى البسيط ولكنى بعد مرور بعض الوقت شعرت أننى قد نجحت فى إذابة الجليد، . وقالت: إننى لم أغير من شخصيتى بسبب المنصب.. بل ربما أحاول أن أغير بعض ما تعارف عليه الناس من مظاهر المنصب. كل الناس تريد أن تعرف كيف ستسير «الوزيرة» حياتها داخل بيتها.. مع زوجها؟.. هل تختل موازين الأسرة إذا أصبحت هى صاحبة المنصب الخطير؟. قالت: إن هذه المسألة قد شغلت حيزا كبيرا من تفكيرها، ولكنى أعتقد أننى سأتغلب على هذا الموقف بشىء من الكياسة وحسن التصرف واليقظة الدائمة.. حتى لا أجور على بيتى فى حقه.. بأى حال من الأحوال.