«ظاهرة قد تكون صحية وإن كان يصحبها بعض السلبيات.. انتشار أندية وساحات شعبية بالجهود الذاتية، بل إن أغلب الأحياء الشعبية تشهد حاليا انتشار طاولات البلياردو وتنس الطاولة وغيرها من الألعاب الرياضية والترفيهية.. كل هذا بعيداً عن عيون المسئولين وبدون رقابة أو تراخيص.. والمطلوب ليس محاربة هذه الظاهرة.. بل المساهمة فى زيادتها وانتشارها بالصورة السليمة التى تنمى قدرات الشباب بدنيا وذهنيا»! الأزمة التى يواجهها معظم الشباب والنشء فى ممارسة كرة القدم داخل الأندية ومراكز الشباب تتمثل فى عدم القدرة على دفع الاشتراكات الباهظة للعضوية أو الدفع نظير دخول لمن هم غير الأعضاء، مما يدفعمه للعب الكرة فى الشارع وهو مالا يناسب الكثيرين خاصة من الشباب العامل، مما ساعد على ظهور الأندية والملاعب الخاصة التى يتم تأجيرها بالساعة بمبالغ ليست كبيرة فى حال اقتسامها على الشباب. الأرباح الكبيرة التى يجنيها القائمون على إنشاء هذه الملاعب الخاصة جعلت الكثيرين من أصحاب الأراضى الفضاء فى كافة محافظات مصر يشرعون فى تحويلها لملاعب. محمد صبحى لاعب كرة سابق وشريك فى أحد الملاعب يقول إن الملعب بالأساس مقام على أرض مستأجرة من مديرية الشباب والرياضة كانت مخصصة لمركز شباب، ولكن المديرية أهملتها حتى أصبحت مرتعا لتجار المخدرات والبلطجية وعندما قامت مديرية الشباب بعرض قطعة الأرض البالغة 1000 متر تم الحصول عليها كايجار لمدة عشر سنوات بواقع 6 آلاف جنيه شهريا. وأضاف أن المشروع استثمارى فى الأساس، ولكنه ذو بعد رياضى بطبيعة الحال، مشيرا إلى أن المشروع وفر متنفسا صحيا لممارسة كرة القدم لقطاع كبير من محبيها، موضحا أن المشروع ليس سهلا كما يتخيل البعض فهو يحتاج لتكاليف عالية جدا حتى يصبح قابلا للتشغيل وصالحا للعب. يقول محمد طلعت صاحب أحد الملاعب فى شبرا الخيمة إن الملعب يتكلف ما يزيد على 300 ألف إلى أكثر من ذلك فتصل أحيانا إلى المليون على حسب مساحة أرض الملعب، موضحا أن أرضية الملعب من النجيل الصناعى يكلف 100 جنيه للمتر الواحد فى المتوسط، بالإضافة لمصاريف إضاءة الملعب وخلافه. وأشار طلعت إلى أن إيجارات تلك الملاعب تختلف وفقا لساعات اليوم ومساحة الملعب، وكذلك مكان الملعب، فإيجار الساعات النهارية لا يتجاوز 60 جنيها وترتفع لتصبح 80 جنيها ليلا، وهو المبلغ الذى يتقاسمه الشباب فيما بينهم، وبالتالى تقل التكلفة على الفرد، موضحا أن الملاعب تشهد إقبالا كبيرا فى العطلة الأسبوعية يومى الخميس والجمعة، وهو ما يرفع السعر أحيانا ويتم تأجيرها ما بين 8 و10 ساعات يوميا فى المتوسط . وطالب هيثم إبراهيم صاحب ملعب فى القليوبية بمزيد من الدعم من وزارتى الشباب والرياضة سواء معنويا أو ماديا حتى نستطيع الاستمرار فى تقديم خدمة لسكان هذه المناطق، فبخلاف الربح المادى فإن هذه الملاعب توفر مكانا للنشء والشباب لتفريغ طاقتهم واكتشاف الشباب الموهوبين ودفعهم إلى الانضمام لأندية كبيرة. يشير د. ضياء دويدار الباحث فى شئون الشباب بوزارة الدولة لشئون الشباب إلى أنه لابد من الإيعاز لكل من وزارة الدولة للشباب ووزارة الدولة للرياضة بالدراسة والبحث المتعمق عن أسباب انتشار هذه الظاهرة، وكذلك الوضع القانونى لتلك الملاعب، وهل هى مخالفة للنظم واللوائح المعمول بها فى مجال رعاية النشء والشباب والرياضة أم لا؟ وإن كانت الإجابة بأنها غير مخالفة فلابد من دراسة وضع لائحة لها بالتنسيق بين كل من الوزارتين «الشباب – الرياضة»، وذلك تمهيداً للسماح بترخيصها، وكذلك ترخيص إنشاء ملاعب رياضية أخرى من حيث (الحصول على موافقات رسمية من الجهات المسئولة عن المنظومة الرياضية فى مصر– تحديد المساحة المناسبة للإنشاء- مراعاة عوامل الأمن والسلامة – مع توافر المرشدين المؤهلين للبرامج الرياضية - تأمين حق الدولة بالنسبة للمرافق العامة كالمياه والكهرباء والاتصالات وغيرها)، هذا فضلاً عن تحديد الشروط الفنية التى يجب توافرها فى هذه الملاعب وفق أسس فنية سليمة يتم التقييد بها عند طلب الحصول على ترخيصها فى المكان المناسب والشروط المطلوبة. د. كمال درويش رئيس نادى الزمالك السابق وعميد كلية التربية الرياضية السابق أشار إلى أن هذه الملاعب الخاصة تساهم فى إتاحة الفرصة للاستثمار فى المجال الرياضى من جانب، وإتاحة الفرصة إلى نشر الرياضة وممارسة كرة القدم بين الشباب واكتشاف الموهبين من جانب آخر، ومحاربة الإدمان والانحراف الذى يتعرض له الشباب من جانب ثالث. وطالب الدولة بإقامة ملاعب مماثلة لهذه الملاعب الخاصة على أن تكون مملوكة للدولة فى المناطق العشوائية وداخل المناطق الشعبية بما يصب فى النهاية لصالح هذا النشء والشباب لإبعاده عن مجال الانحراف والتقليل من معدلات الجريمة داخل هذه المناطق.