لم تعد مراكز الشباب مقرا لقضاء أوقات الفراغ للأعضاء كما يتردد. وكما صورته بعض الأفلام العربية في السينما واظهار سلبياته قديما من تدهور حال الأنشطة. وسوء استخدام المكان. واستغلاله في غير ما خصص له من ممارسة للأنشطة. إلا أن تلك النظرة لمراكز الشباب لم تعد موجودة في ظل النقلة الحضارية التي شهدتها المراكز في الآونة الأخيرة من إعداد النشء والشباب وتنمية قدراتهم واكتشاف مواهبهم ورعاية ابداعاتهم. بل واصبحت الإنشاءات اليوم صالحة لممارسة كافة الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية من خلال الدورات التدريبية والتأهيلية للشباب التي تبناها القومي للشباب داخل مراكز الشباب تمثلت في دعمه للبنية التحتية للمراكز من إنشاء حمامات السباحة وصالات الجيم والملاعب الخماسية والقانونية وإنارتها. وتزويد المراكز بالأنشطة الرياضية. وإنشاء القاعات الاجتماعية. وإنشاء نادي المرأة. ومراكز الحاسب الآلي التي تعد نقلة مستقبلية في عالم تكنولوجيا المعلومات داخل مراكز الشباب مما يعكس الصورة القديمة لدي الرأي العام عن المراكز المغلقة والمستغلة لأنشطة أخري خارجة عن نطاق عملها. لذا كان لنا هذه الجولة داخل مراكز الشباب للتعرف عليها عن قرب. بداية أكد د. صفي الدين خربوش رئيس المجلس القومي للشباب دور المجلس في تطوير الإنشاءات ودعمها بالأجهزة اللازمة لممارسة الألعاب المختلفة بمراكز الشباب وان الأنشطة داخل مراكز الشباب تهدف إلي تنمية النشء والشباب من خلال استثمارات أوقات فراغهم من خلال مشاركتهم في الأنشطة المتنوعة كالسياحة وكرة القدم. وتنس الطاولة. والطائرة. والكاراتيه. واليد. والسلة. والملاكمة. ورفع الأثقال التي تقدمها المراكز بالاضافة إلي ممارسة مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية وتدريب الاعضاء علي ممارسة الديمقراطية والمشاركة والحوار. بالاضافة إلي تكثيف الوعي بدور المرأة داخل المجتمع بإنشاء نادي المرأة. وعن الإنجازات في البنية التحتية لمراكز الشباب: اوضح د. خربوش أنه تم انشاء واستكمال 710 مراكز وجار إنشاء 110 مراكز يتم الانتهاء منها قبل نهاية عام 2010. وتم انشاء 153 ملعبا خماسيا في عشرين محافظة. وإنارة 365 ملعبا بمحافظات الصعيد وانشاء 200 صالة لياقة بدنية. بالاضافة إلي 300 بساط مصارعة في 22 محافظة. وتم انشاء 1362 مركز حاسب آلي جديدة ليصل العدد إلي 1800 بمختلف المحافظات. كما تم الانتهاء من إنشاء تسعة حمامات سباحة وجار استكمال ستة آخرين. كما تم الانتهاء من انشاء 329 سورا بمراكز شباب الوجه القبلي. وجار إنشاء 485 سورا بست محافظات بالوجه البحري. كما تم انشاء 482 مكتبة بمراكز الشباب لتصل إلي 3109 مكتبات. وأشار د. خربوش إلي ان الهدف الرئيسي من مراكز الشباب يكمن في خدمة الشباب نفسه. وليس فقط الاقتصار علي زيادة الموارد المالية. مؤكدا أن الفرصة متاحة أمام جميع مراكز الشباب لتحقيق أي موارد مالية لها طالما أنها لا تأتي علي حساب الهدف الرئيسي من وجود المركز. قال إن المراكز التي لا تصلح لممارسة الأنشطة تم اغلاقها لأنها ليست لائقة بشباب مصر ويقوم المجلس بإنشاء مركز شباب لجميع القري التي يزيد عدد سكانها علي خمسة آلاف نسمة مجهزة بكافة الأدوات التي تتيح ممارسة كافة الأنشطة بداخلها. أدوار المراكز اوضح إبراهيم أحمد مدير مركز شباب عين الصيرة أنه تم وضع خطة للمركز تهدف إلي تنشئة الشباب بالصورة الرياضية السليمة ويتيح المركز للشباب فرصة ممارسة الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية والاجتماعية. فعلي مستوي النشاط الرياضي أوضح أن المركز به أربع لعبات جماعية تتمثل في ألعاب كرة القدم والطائرة واليد والكرة الخماسية. وألعاب المصارعة والكونغ فو والكاراتيه والملاكمة وتنس الطاولة كألعاب فردية. أوضح ان المركز لا يقتصر دوره علي تكوين الشخصية الرياضية للشباب فقط. بل يهدف أيضا إلي تثقيف الشباب سياسيا واجتماعيا وعلميا وذلك من خلال تنظيم العديد من الدورات والندوات العلمية والتثقيفية. مشيرا إلي أن المركز يقوم بعقد دورات في اللغة الانجليزية والحاسب الآلي بالاضافة إلي انشاء فصول محو الأمية للمساعدة في القضاء علي محو الأمية. ومن جانبه أوضح ثروت أبو العباس مدير مركز شباب حلمية الزيتون ان أبرز الألعاب التي يقبل عليها الشباب بالمركز هي كرة القدم والسلة والطائرة والكاراتيه والكونغ فو. ومشاركة 100 شاب في لعبة الكاراتيه. و50 في لعبة الكونغ فو. بجانب 50 شاب وفتاة في لعبة الكرة الطائرة. مطالبا بتوفير أبسطة رياضية لممارسة بعض الألعاب عليها. كما أشارت حنان علي سعد اخصائية رياضية إلي أن المركز قد حصل علي المركز الثاني والثالث والرابع في لعبة الكاراتيه علي مستوي القاهرة. وتم تصعيد الفريق إلي بطولة الجمهورية حيث فازوا بالمركز الخامس بالبطولة. كما حصل فريق المركز في لعبة الكونغ فو علي الركز الثالث علي مستوي القاهرة. والمركز الخامس علي مستوي الجمهورية. كما حصل علي المركز الأول علي مستوي القطاع في لعبة كرة السلة. أضافت أن المركز يحرص علي استقطاب عدد وافر من المدربين في مختلف الألعاب لتأهيل وتدريب الشباب الأعضاء حتي يتسني لهم ممارسة الألعاب المختلفة بالمركز. ويري نصر علام مدير مركز شباب السادس من أكتوبر أن المركز يعد من أفضل المراكز الموجودة بمصر حاليا. حيث يتيح للشباب كافة أنواع الانشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية للمشاركة بها وذلك في محاولة لاعداد الشباب بصورة سليمة. واوضح أن المركز يحرص علي تنمية الوعي الثقافي للشباب من خلال الندوات والمحاضرات التي ينظمها. بالاضافة إلي الدور الذي تلعبه المكتبة ونادي المرأة في تنمية الوعي الثقافي للشباب والفتيات داخل المركز. مشيرا إلي أن المركز يأخذ علي عاتقه دوره في القضاء علي الأمية من خلال الاشتراك في محو الأمية. أشار إلي أن المركز يسعي إلي تحقيق موارد له من خلال تأجير الملاعب أو استغلال بعض الأماكن به واستخدامها لاقامة الأفراح بها. مؤكدا حرص المركز علي ألا تأتي هذه الموارد علي حساب الأنشطة التي يمارسها الشباب. اضاف أن الإدارة تفكر الآن بجدية في استغلال سور المركز وإنشاء محلات به لجلب المزيد من الإيرادات للمركز حتي تساعدهم في تطوير الأنشطة داخل المركز لتكون عند رغبة الأعضاء. من جانبه أوضح علي حامد مشرف عام الأنشطة الرياضية أن المركز يحرص علي نشر الثقافة الرياضية بين الشباب من خلال ممارسة الألعاب المختلفة. فيوجد بالمركز مدارس لكرة القدم يشارك فيها النشء والبراعم بجانب كرة القدم الخماسية. بالاضافة إلي لعبة تنس الطاولة ويشارك فيها 15 لاعبا ولعبة الكاراتيه بمشاركة 200 لاعب. والكونغ فو بمشاركة 190 لاعبا. موضحا أن المجلس القومي للشباب وفر لهم البساط الرياضي لممارسة لعبة الكاراتيه عليه. أوضح أحد المسئولين بمركز شباب الشيخ زايد ان المركز يسعي إلي تحقيق إيرادات من خلال تأجير حمام السباحة لمنطقة الغوص والانقاذ نظير أن يحصل المركز علي نسبة 35% وأن تحصل المنطقة علي 65%. بالاضافة إلي تأجير الملعب لأكاديمية الكرة ويحصل المركز علي 50% من الايجار. حمام السباحة تعودنا علي وجود حمام سباحة بالأندية الرياضية وهذا أمر طبيعي. وإنما نجده داخل مراكز الشباب هو الأمر الغريب. فقد تحمس القومي للشباب للفكرة بصورة كبيرة ويظهر ذلك من خلال قيامه بإنشاء عدد من حمامات السباحة بمراكز الشباب. ولكن السؤال الذي طرحناه علي أنفسنا هو هل المجلس القومي للشباب محق في ذلك؟ وإذا كان محقا في ذلك. فما هي الفائدة من وجود مثل هذه المنشأة الجديدة بمراكز الشباب وكيف يستفيد الاعضاء بالمركز منها؟