مصرنا.. مصر المستقبل.. مصر الجديدة.. كيف نراها الآن؟! أو كيف نجعلها تنزف دما؟! لقد أعطانا الله هذا الميراث منذ آلاف السنين.. يجب علينا أن نرتفع به إلى مستوى تحدى هذه الأزمات، علينا أن نتصرف على أننا أصحاب حضارة، فاهتمام الغرب بما يحدث على أرض هذا الوطن وإنفاقه الملايين من أجل استمرار هذه الأوضاع لإضعاف مصر وإسقاط الدولة مع علمنا بأنها مستهدفة من الداخل بالثورة المضادة ومستهدفة أيضاً من الخارج لماذا؟ لماذا كل هذا الاهتمام.. لماذا يريدون تقليص دور مصر؟.. الإجابة ببساطة شديدة أن مصر لها الدور المحورى ولها موقعها الاستراتيجى ولها ثُقل قومى ودولى، لذا وجب علينا أن نبذل قصارى جهودنا للحفاظ على العمود الفقرى للدولة المصرية بالحفاظ على تكاتف النخب السياسية جميعها. لقد أعطى شباب مصر فى 25 يناير ولمدة 18 يوما أعظم مثال للرقى والتحضر أشادت به كل شعوب العالم وقدرة على التماسك بوحدته ومطالبه بروح ثورية حركته، فالشباب صانع الأمل وإرادة الشعب ظهرت فى شبابها وثورتهم، لكننا الآن ننزلق إلى السوقية السياسية بشكل يسىء لحضارتنا، والسبب اختلاف النخبة السياسية بكل أطيافها ولم تتفق على طرح رؤية متكاملة لغد أفضل لمستقبل مصرنا الجديدة. وفى خضم كل ذلك جاءت الأحداث مغايرة تماما للآمال والأحلام، وحدثت الفاجعة التى أدمت قلوبنا وأدمعت العين مع رؤيتنا لزهرة شبابنا الذين اغتيلوا على يد آثمة، أياد ليست بخافية علينا، لقد ارتوى تراب الوطن بدماء أبنائه بدلاً من دماء أعدائه. أما المشهد الموازى للفاجعة فهو ما يحدث لعمالنا فالاضطهاد واضح، علاوة على إغلاق المصانع وتشريد العمال، هل تعلمون أن 1500 مصنع هرب أصحابها وتركوا وراءهم جيشا من العمال ليس لهم مورد، لكن الذى زاد من غضب العمال ما حدث لعامل يومية فى مجلس الشعب أشعل الحريق فى نفسه ولكن الله ستر. فكل هذه الأحداث تجعلنا نؤكد بأن هناك محاولات لتقويض أركان الدولة وإسقاطها من الثورة المضادة ومعاونيهم فى الداخل والخارج لإحداث فوضى لإسقاطها وإلا فلماذا انتقل الأمر من بورسعيد إلى كل أنحاء المعمورة؟ ومن وراء هذا الانفلات الإجرامى؟! أين عقلاء هذا الوطن؟ أين النخب السياسية يا سادة؟.. إن هذه المرحلة تتطلب منا جميعا صغيراً وكبيراً شبابنا وشيوخنا أن نتوحد وأن تكون لدينا مساحة من الاتفاق بيننا وبين النخب. بلادنا مستهدفة وهناك ثلاثة محاور تريد إسقاط الدولة، المحور الأول تقوده أمريكا وإسرائيل، والمحور الثانى تقوده بعض الدول العربية، والمحور الثالث الثورة المضادة وفلول الحزب الوطنى.. هل تريد بالفعل تحقيق أهداف الثورة المتمثلة فى الحرية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد وإهدار المال العام؟. إذا كنا بالفعل نريد فإن مجلس الشعب برلمان الثورة وضع 15 قانونا الآن لوضع الحد الأدنى والأقصى للأجور وزيادة المعاشات والعلاج وملف الخصخصة وكيف أهدر المال العام فى القطاع العام وقطاع الأعمال العام، ولأن هناك كباراً فى الدولة لا يريدون ذلك فلهم أعوانهم الذين يدفعون لهم من مال الشعب الذى استحلوه لهم ولأولادهم، لقد بدأنا أولى خطوات الديمقراطية بهذا البرلمان أعطوه فرصته وبعد ذلك حاسبوه، لكن خفافيش الظلام فى الداخل والخارج تأبى ذلك. بل تحاول أن تشوه هذا البرلمان. مصر الآن تستنجد بكل أبنائها الشرفاء المخلصين لهذا الوطن، ويستذكر التاريخ هذه الفترة الانتقالية وكل من لعب فيها دوراً إيجابياً أو سلبياً ستسطر صفحات التاريخ فلتكن صفحات من. نور تستمر إلى أبد الآبدين لنسارع جميعا لإنقاذ هذا الوطن من الذين يتآمرون عليه، وحقك على راسى يا بلدى يا أغلى البلاد.