«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر رجائي عطية: الفوضي تسود البلاد
نشر في الوفد يوم 10 - 04 - 2011


حاوره‮: خيري حسن‮ - تصوير‮: محمد فوزي
قيل للموسيقار محمد عبدالوهاب ذات يوم‮: إن هناك من يراك أحسن عازف فرد‮: العازف كواحد خطه كويس‮.. ولكن العبرة‮.. بماذا قال؟‮.. وماذا أبدع؟
القول والإبداع،‮ ذلك ما دار في ذهني،‮ وأنا في طريقي لإجراء حوار مع الكاتب والمفكر ومن قبلهما المحامي رجائي عطية‮.. ماذا قال؟‮.. فالمؤكد أنه قال الكثير في ساحات المحاكم طيلة عمره المهني الذي يصل إلي‮ 50‮ عاماً‮ تقريباً‮.. وفيم أبدع؟‮.. فلقد أبدع كثيراً،‮ فيما أنتجه وقدمه من أبحاث ودراسات وكتابات فكرية وإسلامية‮.‬
وصلت إلي مكتبه بوسط البلد،‮ بعد دقائق قالت مديرة المكتب‮: تفضل‮.. دخلت فوجدته يراجع‮ - فيما يبدو‮ - بعض المذكرات القانونية،‮ قال‮: ممكن تنتظرني دقيقة‮.. قلت‮: دقائق‮.. في هذه الدقائق جال بصري بالمكان،‮ المكتب يمتلئ بأمهات الكتب والمراجع القانونية والسياسية ومجموعة كثيرة من الصور الفوتوغرافية المعلقة أو المرصوصة علي الأرفف،‮ لفت نظري من بينها‮ »‬برواز‮« بداخله صورة له مع فضيلة الإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي،‮ الصورة‮ - المعني وليس الرمز‮ - تدل علي وفاء‮ »‬مفكر‮« لصداقته‮ »‬لإمام‮« حيث دامت هذه الصداقة سنوات،‮ ولم يوحش دروبها إلا رحيل الإمام،‮ التفت إلي‮ - بعدما فرغ‮ مما كان أمامه‮ - وقال‮: جاهز يا أستاذ؟‮.. فقلت‮: جاهز يا أفندم‮.. وبدأنا الحوار‮:‬
‮ من موقعة الجمل إلي موقعة الجلابية‮.. يسأل البعض إلي أين نحن ذاهبون؟
‮ دعني أقول في البداية إنه لا يوجد ارتباط لا بين ما يسمي‮ »‬واقعة الجمل‮« ولا‮ »‬واقعة الجلباب‮« ولا ما يسمي‮ »‬واقعة الصندوق‮« لأن كل واحدة لها تفسير يختلف عن الآخر‮.‬
‮ نعود لموقعة الجمل‮.. ماذا حدث فيها ولها؟
‮ ما حدث فيها كان محاولة من‮ »‬المتشيعين‮« للرئيس السابق حسني مبارك لإثبات أنفسهم في الشارع وإثبات أن هناك من يري بقاء السيد الرئيس في منصبه،‮ وكان يمكن لهذا أن يمضي بسلام،‮ دون احتكاك،‮ كما حدث بالتجمع الذي تجمع بنفس اليوم،‮ في ميدان د‮. مصطفي محمود وفيه لم يحدث أي احتكاك ولكن الذي حدث في ميدان التحرير في ذات اليوم فيما سمي ب‮ »‬موقعة الجمل‮« كان بسبب أن هناك من تطوعوا وهم طبقاً‮ للتحقيقات المطروحة ينتمون للحزب الوطني وقاموا بإحضار بعض ركاب الجمال والخيول من منطقة في الهرم،‮ وجرت الاحتكاكات،‮ وهذا أسميه هجوم مضاد،‮ غير رشيد علي الثوار وفي اعتقادي أن هذا محل مساءلة جنائية‮.‬
‮ وماذا عن‮ »‬واقعة الجلباب‮« أو‮ »‬الجلابية«؟
‮ دعني أقول‮: إن لها أسباباً‮ أخري‮ - مع أنني سأردها إلي سؤالك‮ »‬إحنا فين الآن؟‮« - فهي واقعة حدثت لأن هناك من‮ »‬يشعلل‮« الاحتقانات الرياضية،‮ تحت مسمي الحماس لهذا النادي أو ذاك،‮ إن ما حدث في مباراة الزمالك والأفريقي التونسي هو عبارة عن رد فعل لجرعات زائدة،‮ أعطيت للجمهور الذي لم يكن يتصور الهزيمة،‮ فحدث ما حدث من انفلات سمي بموقعة‮ »‬الجلباب‮«.‬
‮ وماذا عن موقعة‮ - أو‮ غزوة‮ - الصندوق؟
‮ هي مردودة إلي تيار سلفي،‮ أراد أن يوحي بأن التعديلات الدستورية المطروحة يجب أن ينظر إليها بمنظور ديني،‮ وانتقي المنظور الذي يراه،‮ وأقحم المادة الثانية من الدستور في حديثه،‮ مع أنها ليست من ضمن المواد التي كانت مطروحة في التعديلات،‮ ليصدر المعني الذي يريد،‮ ويخيف أبناء مصر،‮ ويضحك علي جمهور المستفتين بأن من يقبل التعديلات يبقي علي المادة الثانية ومع الإسلام،‮ ومن يرفضها يصبح ضد الإسلام ثم زاد‮.. إن من لا يعجبه عليه أن يشد رحاله إلي كندا أو أمريكا‮.‬
‮ إذا أردنا أن توصف ذلك‮.. فما توصيفه؟
‮ هذا جنوح لتيار ديني،‮ وأنا تعلمت من خلال حياتي ألا أناقش أصحاب العقائد وليس معني هذا أن أوافق علي كل عقيدة أخري‮.. وتعلمت ألا أناقشه في عقيدته‮.‬
‮ ولماذا لا نناقشه؟
‮ لأن صاحب العقيدة لا يغيرها،‮ ولكن الذي يجب أن ننتبه له جميعاً‮ في هذا الظرف الذي نحن فيه الآن علينا أن نقول لكل صاحب عقيدة‮: إنك كما تحب وتحترم وتؤمن بعقيدتك عليك أن تسلم بأن أصحاب العقائد الأخري لهم عقائد،‮ ويبقي الفيصل بيني وبينك‮ - مهما اختلفت العقائد‮ - هو احترام القانون،‮ لأنه عندما يغيب احترام القانون،‮ يعطي كل منا نفسه الحق في أن يتعدي علي الآخرين،‮ وكانت الصورة المؤسفة لهذا هي محاولات هدم الأضرحة،‮ والتهديد بهدم ضريح الإمام الحسين رضي الله عنه والسيدة نفيسة،‮ وهذا كلام خطير يردنا إلي أننا الآن قد فارقنا الثورة‮.‬
‮ بمعني؟
‮ بمعني أننا فارقناها بمعايرها وقيمها النبيلة التي عرفناها وأيدناها من أجلها‮.‬
‮ إذا كنا قد فارقناها‮.. فأين نحن الآن؟
‮ نحن الآن فيما قد أسميه‮ »‬هوجة‮« أو حالة فوضي يختلط فيها الحابل بالنابل،‮ والواجب من‮ غير الواجب والحق مع‮ غير الحق،‮ والانفلاتات ممكن أن تؤذي المجتمع برمته،‮ بل قد تدخل في مواجهات شديدة سوف تضر بالبلاد والعباد معاً‮ في مصر‮.‬
‮ هذا الانفلات الأمني والمجتمعي تحركه الثورة المضادة؟
‮ هذا تعبير‮ »‬هلامي‮« و»مطاطي‮« وأنا لا أستطيع أن أساير التعبيرات الساخنة ما لم يكن لها أدلة‮.‬
‮ ولماذا تستبعد هذا التعبير الذي هو الثورة المضادة؟
‮ لأنه من الطبيعي أن من كان مع النظام السابق،‮ هو في حالة تضرر واستياء من الثورة،‮ وأنه لا يحب أن تسير الأمور في طريقها الذي يبشر،‮ باستمرار نجاح الثورة‮.‬
‮ وهل هذا طبيعي؟
‮ نعم‮.. ويبقي السؤال‮: عندما نتحدث عن ثورة مضادة،‮ فأنت تتحدث عن عقل وآلية منظمة تقوم علي جمع‮ »‬الفلول‮« وتوجيهها في الاتجاه الذي يمكن أن يطلق عليه أنه ثورة مضادة؟‮.. وقد قيل في هذا السيد الرئيس السابق وقيل السيد صفوت الشريف وقيل آخرون‮.‬
‮ أوهذا لم يحدث علي الأقل من الرئيس السابق مبارك؟
‮ بحكم متابعتي للأحداث،‮ ولعلك تعلم أو لا تعلم أعرف أنني قد قصدت في قضايا كثيرة،‮ وأنني قد اعتذرت عن جميع هذه القضايا مفضلاً‮ أن أكون لمصر في هذه الأيام،‮ ومن خلال هذه المتابعة أعلم من حال السيد الرئيس السابق،‮ أنه في وضع لا يسمح له،‮ لا بأن يقود ثورة مضادة ولا أن يوجه لها،‮ لأنه أعيته حتي السبل في أن يجد محامياً‮ يدافع عنه،‮ ومن اختارهم ذهبوا إلي القنوات الفضائية وغيرها،‮ للتشهير به بأنه قصدهم وهم رفضوه‮.‬
‮ طيب‮.. وصفوت الشريف؟
‮ فيما يتصل بالسيد صفوت الشريف أنا لم أسمع منه كلمة ولم أره علي المسرح السياسي ولم أشهد له تواجداً،‮ يمكن من خلاله أن يحكم عليه بأن يقود ثورة مضادة‮.‬
‮ يبقي مفيش‮ غير الحزب الوطني الذي يقود الثورة المضادة؟
‮ أنا أراقب ماذا يجري في الحزب الوطني وهذا يسمح لي بأن أقول فيه‮: إنه في حالة انعدام وزن،‮ منذ أن فارقه الرئيس‮ - أو فارق الحكم‮ - الرئيس السابق،‮ وستجد ارتباكاً‮ فيه،‮ وحتي مكتبه الذين عين في البداية،‮ تمت فيه تعديلات واستقالات وأن الصورة عدلت عدة مرات،‮ مما يؤكد أن الحزب الوطني انفرط عقده وأنه ليس في حالة تسمح له بوجود قيادة تستطيع أن توجه ثورة مضادة‮.‬
‮ إذا لم يكن مبارك ولا صفوت الشريف ولا فلول الحزب الوطني‮.. فما الذي يجري في مصر الآن؟
‮ إذا أردنا أن نفهم ماذا يجري في مصر الآن‮.. هو أن أي مجتمع من المجتمعات فيه أصحاب مصالح‮.. نعم وعلينا أن نعتبر أن ما يسمي‮ »‬فلول‮« الحزب الوطني أصحاب مصلحة في أن تتعطل الثورة،‮ فيه انتهازية‮!.. نعم‮!.. فيه أصحاب تارات‮!.. نعم فيه أصحاب مآرب شخصية‮!.. نعم فيه أصحاب أجندات أخري‮!.. نعم‮.‬
‮ وعلي المسرح السياسي حالياً‮ من من هؤلاء يتصدر المشهد؟
‮ كل هذه الأطياف،‮ أصحاب مصالح وأصحاب الأجندات وأصحاب التارات وأصاب المآرب وأصحاب الرغبة في التشفي،‮ وأصحاب الرغبة في الظهور‮.. كل يغني علي ليلاه‮.. والكل يفعل ما يريد،‮ ومن الأمور المفزعة جداً،‮ أن هناك من يبادر بصياغة بلاغات ومن واقع خبرتي في المحاماة أستطيع أن أقول إن هذا البلاغ‮ كاذباً‮ أم لا‮.‬
‮ وهل هذه البلاغات التي تقدمت فيها كذب؟
‮‮ 08% منها كذب،‮ ولا يستحي من قدمها،‮ والمفزع أن الصحافة تأخذ البلاغات كما هي وتنشرها وهذا ضد ميثاق الشرف الصحفي،‮ لأنني قد أكتب بلاغاً‮ كله كذب،‮ وأنت مهمتك أن تستوثق من هذا قبل النشر،‮ لكن أن تنشر هكذا فهذه إحدي صور الفوضي،‮ والمهازل الموجودة علي الساحة،‮ وهناك ناس أنا أعلم أنهم من أصحاب وأرباب السوابق وعليهم مآخذ كثيرة جداً،‮ تراه شايل عصاه و»عمال‮« يوزع البلاغات في كل اتجاه‮.. وهؤلاء يجب أن يحاسبوا أو يسألوا مثلما يسأل من قدم ضده البلاغ،‮ علي الأقل بتهمة ازعاج السلطات‮.‬
‮ ولماذا تترك الأمور هكذا،‮ حيث تقدم البلاغات دون ضابط وبدون أي دليل؟
‮ يبدو أن حالة الشارع المصحوبة ب‮ »‬فوضي‮« وأسميها ب‮ »‬هوجة‮« تجعل كل صاحب قرار يفكر مرة واثنين وثلاث قبل أن يفعل الواجب مخافة أن يتسبب هذا في‮ »‬خلعه‮« هو الآخر وحكاية‮ »‬الخلع‮« تلك شغالة في كل مجال‮.‬
‮ بقت موضة؟
‮ بالضبط كده‮.. عمال علي بطال‮.. لدرجة أننا لو البلد‮ »‬مش‮« في الزحمة التي هي عليها الآن لوقفت علي قدمها علي رئيس مجلس الإدارة الذي تعدي ال‮ 70‮ عاماً‮ الذي اعتدي عليه بالضرب إلي أن مات في مكانه،‮ هذه واقعة بالغة الخطر‮.‬
‮ ومن أين يأتي الخطر؟
‮ الخطورة في هذه الواقعة تدل علي أن الأمور لا تسير كما يجب أن تسير‮.. ولقد وقعت وقائع كثيرة جداً‮ في المرحلة الماضية تقول‮: إن الذي يحدث لا ينتمي اطلاقاً‮ إلي الثورة،‮ ولا يمكن أن ينتمي لثورة،‮ فحرق مجمع محاكم وما جري في النيابة الإدارية وسرقة الأنتكخانة والهجوم علي أكثر من‮ 30‮ مركزاً‮ وقسم شرطة وتدميرها وحرقها هذا يجري لصالح أصحاب سوابق وأصحاب أجندات إجرامية وليس بفعل ثوار،‮ وما جري في السجون كذلك‮.‬
‮ لكن ما جري في السجون وإطلاق السجناء كان من فعل الشرطة ذاتها؟
‮ لا أصدق ولا يمكن أن يقبل عقلي أن ضباط الشرطة في مصر قد قاموا بإطلاق‮ 23‮ ألف معتقل ومسجون من‮ 7‮ ليمانات في مصر كلها‮.‬
‮ إذن كيف حدث ذلك؟
‮ إنها أجندة معدة مسبقاً‮ وهي خارج الثوار باليقين‮.‬
‮ هنرجع تاني لحكاية الأجندات يا أستاذ رجائي؟
‮ طبعاً‮.. فيه أجندات موجودة خارج المسرح،‮ ونحن الآن في حالة اختلط فيها الحابل بالنابل،‮ وسرقت الثورة من القائمين بها،‮ وأننا اليوم في حالة فوضي عارمة تهدد مصير البلاد‮.‬
‮ والحل؟
‮ أنا أنادي المجلس الأعلي للقوات المسلحة ورئاسة الوزراء والنخبة والصحافة وكل مخلص لهذا البلد،‮ أنه قد آن الآوان لأن نعلي النظام واحترام القانون‮.‬
‮ وإذا لم نحترم القانون؟
‮ يبقي إحنا رايحين في سكة الذي يذهب إليها‮ »‬ما يرجعش‮«.. إن ثورة يوليو‮ 1952‮ عندما قامت كان شعارها الاتحاد والنظام والعمل،‮ ولقد‮ غنت‮ »‬ليلي مراد‮« الاتحاد والنظام والعمل،‮ ولقد آن الأوان أن نعود للنظام والعمل واحترام القانون‮.‬
‮ من هنا‮ يسأل البعض أين النظام؟‮.. ولماذا تركنا العمل؟‮.. ولماذا لا نحترم القانون؟
‮ ثورة‮ 25‮ يناير يجب ألا نطالبها بالنظام،‮ لأنها رد فعل شباب اجتمع علي هدف،‮ وهم بلا قيادة،‮ والخطر هنا من دخول أجندات دخلت تريد أن تسرق الثورة،‮ وهذا لا يعيب شباب‮ 25‮ يناير في ألا يكون لهم آلية ولا قيادة،‮ ولكن كان يجب أن يستقبلهم مجتمع راشد ويحتضن عملهم المجيد هذا بتفجيرهم الشرارة الأولي للثورة،‮ لكان الموقف اختلف‮.‬
‮ ولماذا لا يحدث ذلك؟
‮ لأن الأجندات والمآرب الأخري دخلت‮.‬
‮ تاني أجندات يا أستاذ؟
‮ طبعاً‮.. تاني وتالت‮.. نحن لا نفتري علي أحد،‮ ولكن نقرأ الواقع‮.. والواقع يقول ذلك‮.‬
‮ يقال إن الرئيس السابق حسني مبارك لا يجد من يدافع عنه‮.. هل هذا صحيحاً؟
‮ في ال‮ 30‮ عاماً‮ الماضية هددت مهنة المحاماة ونقابة المحامين‮.. وترتب علي ذلك أن الورقة التي تسقط لا يظهر مكانها،‮ فضاقت دائرة إعلام المحاماة في التناقص،‮ وبدأت المهنة نفسها تترنح،‮ وأمام هذا الترنح كان النظام الساقط الذي فرض قبضته علي مصر في ال‮ 30‮ سنة‮.‬
‮ هل هو الذي أثر علي مهنة المحاماة؟
‮ لا شك‮.. لأنها شأن كل شيء،‮ منع عنها الأخضر واليابس،‮ وهو الذي دفع للصفوف بنماذج هو الذي اختارها،‮ وهذه النماذج ليست لديها مؤهلات المحاماة‮.. ولكن النظام اختارها لأهداف،‮ بعيدة عن المهنة والمصلحة العامة‮.‬
‮ وما علاقة ذلك بإيجاد محام لمبارك يدافع عنه؟
‮ لأن الأمر الطبيعي،‮ أنني طالما جئت بك‮ - كنقيب محامين‮ - أنني عندما أقع،‮ فتأتي أنت كنقيب محامين تترافع عني،‮ وفي النهاية التفتوا حولهم،‮ فوجدوا النماذج التي دفع بها للصفوف الأولي علي المسرح،‮ لا تنتمي للمحاماة وأنا المحامين الحقيقيين تمت معاملتهم معاملة بالغة السوء‮.‬
‮ أعود وأسأل‮.. هل هذا يعني أن مبارك لن يجد من يدافع عنه؟
‮ هناك من لم يقبل وهناك من اعتذر للمحافظة علي تقاليد المحاماة وألا يخرج للرأي العام متفاخراً‮ بأن فلان وفلان طلبوا إليه الدفاع عنهم وأنه قد اعتذر لأن تقاليد المحاماة وفروسية المحاماة تمنع هذا،‮ وأعتقد أن الرئيس السابق مبارك في النهاية سيجد محامياً‮ للدفاع عنه وأعتقد أن هناك من يفكر في الدفاع عنه والأمور لن تصل إلي أن ينتدب له محام،‮ لأنه علي قدر علمي هناك من يرحبون بالدفاع عنه‮.‬
‮ المجتمع‮ - أو النخبة منه‮ - تعيش في‮ »‬قلق‮« علي المستقبل‮.. فما سبب ذلك القلق؟
‮ ما يقلق الكل حالياً‮ هو ما يتصور من أجندات دينية تتقدم بخطوات وتحتل المشهد بصورة أقلقت باقي الأطياف الأخري،‮ ونحن نعرف أن التيار السلفي لا يمثل أغلبية عددية،‮ ولكن ارتفاع الصوت وممارسات فيها‮ »‬جنوح‮« سواء بهدم أضرحة أو الحديث عن موقعة الصندوق وقطع أذن وغيره مفزعة‮.. ومن حق الكل أن يفزع من ذلك،‮ وأقول‮: إن هناك توجساً‮ عند المصريين عامة والإخوة الأقباط خاصة،‮ من أن تفرز الانتخابات البرلمانية القادمة وتأتي بأغلبية دينية إسلامية واضحة،‮ ويخاف البعض أن ينعكس ذلك علي فلسفة وإدارة الحكم في البلاد‮.‬
‮ متفائل؟
‮ أنا‮ »‬مكتئب‮«.‬
‮ لماذا؟
‮ لأن الأمور في بلادي لا تسير علي ما أحب لها،‮ ومكتئب لأن من بيدهم الأمور لا أطمئن إلي أن هناك رؤية حاضرة لتتعامل مع هذا الموقف الملبد والمعقد‮.. ومكتئب لأن من بيدهم مقاليد الأمور تركوا أصحاب الفكر الحقيقي،‮ وذهبوا إلي‮ غيرهم‮.. وهذا يزيد قلقي‮.‬
‮ والحل؟
‮ علينا أن ننسلخ من أحزابنا وأفكارنا وأحلامنا ونذهب إلي فكرة وحلم واحد وهو أن نشكل‮ »‬ائتلاف‮« نسمية‮ »‬ائتلاف المصريين‮« مع احتفاظ كل واحد منا بانتماءاته الحزبية،‮ والوفد في منشئه لم يكن حزباً،‮ بل كان حشداً‮ والحشد كان وراء فكرة وهو تحقيق الجلاء والاستقلال‮.‬
‮ إذن أنت تدعو اليوم إلي حشد؟
‮ بالضبط‮.. يؤدي هذا الحشد إلي فكرة تأخذنا إلي التوحد في‮ »‬ائتلاف المصريين‮« - كهيئة تأسيسية‮ - حتي يتوفقوا،‮ أن في كل دائرة انتخابية يتفقوا علي مرشح فئات وآخر عمال حتي لا تتعدد الترشيحات،‮ حتي يأتي البرلمان القادم وفيه قدر من التوازن،‮ وأنا لست ضد الإخوان أو‮ غيرهم فأنا باحث ومفكر إسلامي‮.. لكن أنا أري أن مصلحة مصر تقتضي أن يكون برلمانها معبراً‮ عن كل الأطياف في المجتمع‮.‬
شاهد الفيديو:


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.