ماذا بعد فوز الحزب الجمهورى فى انتخابات التجديد النصفى وكيف ستدار البلاد فى العامين المقبلين ، هذه هى الأسئلة المطروحة على المشهد السياسى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد الهزيمة التى منى بها الرئيس باراك أوباما وحزبه الديمقراطى فى الثانى من نوفمبر الماضي. وردا على هذه الأسئلة ، أكد البروفيسور الأمريكى جون سايدز - استاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن- أن فوز الحزب الجمهورى فى انتخابات التجديد النصفى بالكونجرس و حصوله على أغلبية مجلس النواب يعود إلى رغبة الناخب الأمريكى فى معاقبة الحزب الديمقراطى على سياسته الاقتصادية وارتفاع معدل البطالة فى الولاياتالمتحدة. وقال سايدز- فى حوار له عبر دائرة تليفزيونية مغلقة فى السفارة الأمريكية حول التأثيرات السياسية و النتائج المحتملة للانتخابات على الأجندة السياسية للرئيس باراك أوباما- إن نتيجة هذه الانتخابات وحصول الحزب الجمهورى على أغلبية المقاعد فى مجلس النواب سوف يصعب الأمور على إدارة أوباما لتمرير العديد من التشريعات مما سيتطلب مزيدا من المحادثات و المفاوضات مع الجمهوريين للحصول على تأييدهم أو التوصل إلى تسوية فيما يتعلق بعدد من الملفات الداخلية مثل مجال الرعاية الصحية وخفض الضرائب على المواطنين. وأشار سايدز إلى أنه فيما يتعلق بتدخل اللوبى اليهودى وتأثيره على هذه الانتخابات، فإنه لا يعتقد أن قضية الصراع العربى الإسرائيلى كانت محط اهتمام الناخب الأمريكى ليزداد ضغط اللوبى اليهودى وذلك لأن هذه الانتخابات كانت تدور حول الأجندة الداخلية لأوباما و الإجراءات التى تم تنفيذها لتحسين الاقتصاد الأمريكى ولهذا مثلت هذه الانتخابات حالة من الغضب والاحباط من الإدارة الأمريكية ولذا قرر الناخبون عدم دعم الحزب الديمقراطى رغبة منهم فى معاقبته و مكافأة الحزب الجمهورى بهذا الفوز. وفيما يتعلق باتفاقية ستارت وحول ما إذا كان الكونجرس سيمرر هذه المعاهدة خاصة مع معارضة عدد من النواب الجمهوريين لها مثل جون ماكين، قال سايدز إن هذا الأمر سيتطلب جهدا مضاعفا من حيث المحادثات مع اللجان المسئولة عن إقرار هذه الاتفاقية ،حيث يحتاج أوباما إلى 76 % من الأصوات فى الكونجرس لتمريرها ومع ذلك لا أعتقد أنه سيكون من السهل على الجمهوريين تغيير الأجندة السياسية الخارجية لأوباما ولكن ستظل إجابة هذا السؤال مفتوحة حتى نرى جهود الديمقراطيين لتمرير الاتفاقية. فى سياق متصل ، صرحت وزيرة الخارجية الخارجية هيلارى كلينتون لوكالة أنباء رويترز تعقيبا على انتخابات الكونجرس بإنها «تعتقد أن البيت الأبيض لديه الأصوات اللازمة لتمرير معاهدة جديدة مع روسيا، لخفض الأسلحة الاستراتيجية»، معبرة عن أملها فى أن يحدث هذا فى العام الجارى. وحول تأثير هذه الإنتخابات على السلام فى الشرق الأوسط ووجود القوات الأمريكيةبأفغانستان و العراق ، قال سايدز إنه لا يعتقد بأن هذه النتيجة قد تؤثر على السلام فى الشرق الأوسط ،حيث أن الكونجرس لديه رأى فى القضايا الخارجية وبالتأكيد القرار يعود للإدارة فيما يتعلق بالدبلوماسية والمفاوضات فى المنطقة .وأضاف أنه لا يعتقد أن السياسة الخارجية فى هذين الملفين قد تتغير إلا أن تحديد عملية إنسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان فى 2011 قد تواجه بعض العقبات من الجمهوريين للحفاظ على أمن أمريكا القومى وذلك خوفا من إرسال إشارات خاطئة للحلفاء أو حركة طالبان ومع ذلك فقد أكد أن كلا الحزبين يؤيدان محاربة طالبان والقضاء على معاقلها. وفى نهاية اللقاء أكد سايدز أن إمكانية إعادة ترشيح أوباما فى انتخابات 2012 -خاصة بعد الخسارة التى منى بها حزبه فى انتخابات التجديد النصفى - تعتمد على تحسن الاقتصاد الأمريكى وخروجه من عثرته ولكن إذا لم يتحقق هذا التحسن فإن فرصة أوباما فى الفوز و اكتساب ثقة الناخبين ستكون ضعيفة جداً خاصة مع حالة الغضب العام السائدة فى أمريكا من الوضع الإقتصادى.