أطلق الرئيس الأمريكى باراك أوباما شارة السباق نحو تحقيق أكبر عوائد سياسية ممكنة لحزبه الديمقراطى الذى صعد به إلى سدة الحكم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وذلك فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس التى ستنطلق فى الثانى من شهر نوفمبر المقبل..وبالتالى ضمان الحصول على ولاية ثانية للرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض فى انتخابات الرئاسة 2012. وقد اضطر أوباما مؤخرا للدفاع عن سياساته فى اجتماع استضافته محطة تلفزيون «سي.ان.بي.سي» لكنه اعترف بأن الاوضاع مازالت صعبة بالنسبة لكثير من الامريكيين. وحتى أنصاره أصبحوا يشعرون بالاحباط حيث كان أول سؤال وجهته له امرأة قالت إنها تعبت من الدفاع عن سياساته. وطالب الرئيس الأميركى الديمقراطيين والجمهوريين بإعلان هدنة بعد الانتخابات مباشرة لمواجهة قرارات صعبة فيما يتعلق باحتواء الدين المتعاظم ومعالجة الأمر معا حيث يعد الدين الأمريكى وعجز الميزانية السنوى الذى يتجاوز تريليون دولار من كبرى المشكلات التى تواجه الكونجرس الأمريكى فى الوقت الحاضر، وهناك خلاف كبير بين الديمقراطيين والجمهوريين حول كيفية معالجتهما. ويخوض الحزبان معركة أخرى بشأن تمديد التخفيضات الضريبية التى أقرت فى عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش وينتهى العمل بها بنهاية العام الجاري، حيث يريد الجمهوريون تمديدها بالكامل فى حين يسعى الديمقراطيون إلى قصرها على العائلات التى يقل دخلها السنوى عن 250 ألف دولار. ويعتقد العديد من المحللين السياسيين أن الجمهوريين سينهون سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب فى الثانى من نوفمبر وربما يحدث الشيء نفسه فى مجلس الشيوخ. ويواجه الديمقراطيون بزعامة أوباما احتمالات التعرض لعقاب قاس من جانب الناخبين الذين يشعرون بالقلق من ارتفاع معدلات البطالة التى اقتربت من حاجز العشرة فى المئة والحالة التى مازالت هشة للاقتصاد الأمريكي،بالاضافة الى البرامج الداخلية المعطلة نسبياً مثل إصلاح نظام الهجرة وتشريع المناخ. ويلقى أوباما باللوم على الجمهوريين فى تعطيل العديد من اصلاحاته التى وعد بها الناخبين الأمريكيين،ومنها قوانين الهجرة لأمريكا وهو ما دفعه لتجديد تعهده للأمريكيين من أصل لاتينى باصلاح قوانين الهجرة مؤكدا انه لن يتخلى عنهم وعبر عن أسفه لعدم وفائه بالوعد السابق الذى قطعه على نفسه عام 2008 باصلاح سياسة الهجرة.. ويقترح البيت الابيض انفاق 180 مليار دولار اضافية على مدى السنوات العشر القادمة لتجديد البنية التحتية الامريكية ودعم الابحاث وتشجيع الاستثمار فى الشركات.لكن فى حالة سيطرة الجمهوريين على الكونجرس فى شهر نوفمبر سيصعب على الرئيس الديمقراطى تحقيق أى من أهدافه واصلاحاته التى تعهد بها للناخب الأمريكي. وقد سعى أوباما الأسبوع الماضى أمام حفل جوائز سنوى تستضيفه المنظمة التى تمثل الأعضاء السود فى الكونجرس الامريكى لإطلاق حماس جانب مهم من قاعدة تأييده الانتخابى مطالبا الزعماء السود بدعمهم لحماية التغيير الذى يضطلع به. يذكر أن أحدث استطلاع أجراه معهد جالوب الأمريكى خلال الشهر الحالى أن25% فقط من السود يفكرون فى انتخابات الكونجرس مقارنة بنسبة42% من البيض،وهو ما يمثل فجوة أكبر من تلك التى كانت موجودة خلال الانتخابات الرئاسية في2008 عندما تساوت الجماعتان فى رغبتهما فى المشاركة فى التصويت.