وكما هو متوقع لوجود موسيقار بأهمية زياد الرحباني في مصر، فقد كان لقاءه مع الجمهور صاخباً وحميما، يفرض حضور الموسيقى الحقيقية، والأسئلة الجوهرية التي تتعلق بها. فبعد وصول زياد بوقت قليل اقيم مؤتمراً صحفياً معه في ساقية الصاوي، وذلك للاعلان عن تفاصيل الدورة 2 لمهرجان الجاز. يذكر ان المهرجان سيبدأ يوم الخميس ويستمر حتى خمسة ايام متتالية في ساقية الصاوي أيضاً. كما سيشهد المهرجان لهذا العام اختلافاً كبيراً حيث يوجد 8 دول مشاركة منها النمسا، هولندا، فرنسا، اليابان، لبنان، ألمانيا، أسبانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية. وسيتم تكريم ثلاثة من الموسيقيين المعروفين على المستوى العالم وهم "زياد الرحباني"، " عمر خيرت"، وعازف الغيتار الاسباني " كارليس بنافذت". وفي المؤتمر حيث كان ل"زياد الرحباني" كلمة اشار الى اعجابه الشديد بالمهرجان والذي اوضح انه لا يختلف عن اي مهرجان عالمي حيث يكمن الاختلاف فقط في اضافة الطابع الشرقي عليه. واوضح ان مشاركته جاءت بعد عدة اتصالات عبر البريد الالكتروني حيث وصلت له اول اسطوانة فيها مقطوعات من الدورة الاولى لمهرجان الجاز وهو ما شجّعه على المشاركة. يذكر انها المرة الاولى التي يزور بها "زياد الرحباني" مصر، وعند سؤاله عن منحه الهوية المصرية التي كانت دعوة اطلقها الكاتب "احمد فؤاد نجم"، جاء جوابه بأنه كان ليصف زيارته الاولى الا انه لم يبقَ سوى لساعات معدودة وهو بالتالي لا يستطيع الحديث عن هذا الموضوع. اما عن منحه الهوية فردّ بأنه لا يعتقد انه امر صادق لانه -حسب قوله- كيف يمكن لشخص منح جنسية بلد يقوم بزيارتها للمرة الأولى واضاف ممازحاً "طب استنوا شوية لحد ما تعرفوني". وفيما يتعلق بعدم مشاركته في مهرجان الجاز في الدورة السابقة، وعدم إحياء حفلات في مصر فقد أجاب قائلا بوضوح : الحقيقة أن هذه الأحداث الفنية لم يسلط الإعلام الضوء عليها، ويجوز أن يكون ذلك بسبب شركة روتانا وسيطرتها الاحتكارية على الفنانين الذين يعملون معها وهو ما يجعل أجهزة الإعلام تركز على نوعية واحدة من الغناء هى التى يتم تصديرها لنا من خلال وسائل الإعلام التى تسيطر عليها أيضا، وهو ما يؤدى لفساد الذوق العام. وأضاف كما أننى لم توجه لى دعوة بإقامة حفلات داخل مصر مع السيدة فيروز منذ عام 1998 حيث كان من المقرر أن أحيى حفلا فى القاهرة لكن المشروع لم يكتمل من جهة اخرى أعلن "زياد" عن مفاجأة ال"سي دي" الذي يقدّمه بالتعاون مع السيدة "فيروز" التي قامت بانتاج ال"سي دي" بعدما رفضت العديد من العروض الإنتاجية التى عرضت عليها مؤخراً، حيث ترى أن نوعية الشركات المستشرقة التى باتت تحكم صوت الغناء لا تناسبها. واكمل حديثه عن "والدته" التي لم يكن من السهل ابداً اقناعها بالتعاون معه، حيث ان اللحن الواحد كان من الممكن ان تقوم بدراسته لمدة 6 سنوات كي تقتنع به لانها تنطلق في موسيقاها من مقامات راسخة.