سأل ممثل بنجلاديشي هل تنشر تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات في مصر علي المواطنين، ليطلعوا علي ما تم من رقابة الجهاز علي اداء الحكومة او المال العام.. والحقيقة أن ذلك لا يحدث مطلقا فالجهاز المركزي للمحاسبات رغم شعبيته الكبيرة في الشارع لا ينشر تقاريره لا في الصحف ولا في الفضائيات، وانما يرسلها وبصورة سرية للغاية الي رئيس الجمهورية وإلي مجلس الشعب، ولا يتاح لاحد الاطلاع عليها رغم اهميتها الا في اطار تأشيرات محددة للمناقشة في بعض اللجان البرلمانية، وهناك تقارير لا يطلع عليها احد مطلقا ولعل اشهرها تقارير المؤسسات الصحفية القومية، وتقارير مجلس الوزراء ومجلسي الشعب الشوري ، ليطلع الناس علي اداء هذه المؤسسات وتلك الاجهزة. واذا كان المستشار جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ينتج 180 تقريرا سنويا حول مواطن الفساد وفي الجهاز الاداري للدولة، فان هذه التقارير لن تصبح تقارير شعبية وجماهيرية الا اذا تمكن الناس العاديون من الاطلاع عليها. المستشار الملط قال إن في مصر 25 جهازا رقابيا تؤدي واجبها لكن المشكلة تواصل السلطات الاخري مع هذه الاجهزة، وأكد علي ان التواصل بين المسئولين والاجهزة الرقابية مشكلة قائمة وموجودة والحقيقة ان الناس ايضا تعرف من يعبر عنها، ومن يتجاهلها، وهذا يجعلنا نطالب بضرورة ان تكون للجهاز المركزي للمحاسبات صحيفة مثل الوقائع المصرية، ينشر فيها الجهاز كل تقاريره ، ويتم تداولها في الاسواق ليطلع عليها الناس، هنا فقط سوف يحدث التجاوب بين الناس، والاجهزة الرقابية، ويلزم المسئولين في دواوين الحكومة باصلاح المخالفات لديها. لكننا نفضل في مصر ان يبقي الوضع علي ما هو عليه، زي ما تمشي وزي ما تتحرك الامور، وتلك مصيبة ؛ لان هذا يؤدي الي انهيار وتدهور وإلي احباط، علي جميع الاجهزة الرقابية واجهزة الحكومة ان تكون اكثر ايجابية وفاعلية، وإلا فما هو الداعي لهذا الجهد الضخم اذا كان مصيره "الحفظ" و"الصون"!