لم يكن إنجازا صغيرا ولا بطولة محلية ولا حتي قارية إنه إنجاز عالمي لحجم فريق عالمي صحيح أن الأهلي لديه 97 لقبا محليا وقاريا وعربيا لكن برونزية اليابان مذاق مختلف فهي أول لقب عالمي تحصده الأندية المصرية منذ بداية تاريخنا الكروي. لذلك كان طبيعيا أن يكون استقبال الأهلي ونجومه بحجم الأسطورة التي صنعوها كان طبيعيا أن تخرج حشود جرارة من المواطنين ليحتشدوا بطول الطريق من مطار القاهرة إلي مقر النادي بقلعة الجزيرة ليوجهوا تحياتهم وهتافاتهم للأبطال ولولا أنهم فقراء وغلابة لكانوا حملوا معهم أطواق الورد والسكر والشيكولاتة لكن العين بصيرة واليد قصيرة والجيوب خاوية فاكتفي العشاق بالمحبة وبهتاف الحناجر وبالأغنيات لم يبالوا بالجري وراء الأرزاق فهي بيد الله وقرروا أن يحتفلوا ويبتهجوا ويغنوا ويرقصوا ففي وطن كهذا لا يمكنك أن تترك فرحة وسعادة بهذا الحجم تمر مرور الكرام. مئات الآلاف من البسطاء خرجوا لاستقبال الأسطورة الحمراء ومتابعتها وهي تطوف شوارع القاهرة في موكب سار بطيئا أشبه ما يكون بمواكب القادة العائدين من انتصاراتهم في المعارك. ولم يكن الأهلي في معركة حربية لكنه كان في معركة اقتناص الأمل ليمنح ملايين المواطنين المصريين إحساسا بالنصر وهو ضنين ونادر في هذه الأيام ويعطيهم مناسبة ليفتحوا صدورهم ويحكوا لأبنائهم وأحفادهم بعد عمر طويل عن تلك الأيام المجيدة التي عاشوها وعاصروها عندما جعل الأهلي العالم كله يتكلم عن مصر ويذكر جماهير الكرة العالمية ببعض من مآثرنا التي أصبحت أطلالا. عاد الأهلي بطل الشعب وبطل البسطاء والكادحين فقرروا أن يطلقوا العنان للسعادة حتي أقصاها وهم يشاهدون أبطالهم يمرون في الأتوبيس المكشوف الذي أقلهم من المطار للنادي ولم يكن الاستقبال شعبيا فحسب بل حضره أيضا جمال مبارك أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني ليمثل الدولة في الاحتفال بالأسطورة الحمراء ومعه المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة وسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة. وكان المشهد أكثر روعة في مقر النادي بالجزيرة إذ احتشد عشرات الآلاف من المحبين غنوا وهتفوا لكل لاعب من القلب ومن الروح وبكل الحماس معا ما أجمل النصر.