إنجازاته صانع مجد الستة الشهيرة وكسر أسطورة الريال 18 لقبًا محليًا وقاريًا وبرونزية اليابان.. منحته لقب مدرب القرن الأفضل فى مصر 6 مرات وأفريقيا 3 مرات أسباب الرحيل قرار «إجبار» لاعبيه على الاعتزال قائمة ال25 والخروج من دورى الأبطال تدريب المنتخب الأنجولى فى أمم أفريقيا 2010 بصماته أبوتريكة ثانى أفضل لاعبى أفريقيا وهداف العالم بركات مع أبوتريكة نجم العام القارى مع «bbc» بيبو صاحب رباعية زملكاوية وثلاثية فى النهائى القارى انتصر نداء القلب على صوت العقل.. واختار مانويل جوزيه نفس نهاية المجرى ناندرو هيديكوتى.. ما حدث فى مطلع الثمانينيات يتكرر الآن مع العام التاسع للألفية الثالثة. اختار قلب جوزيه ونداؤه الانسحاب من الميدان حاملا تقدير أبنائه ولاعبيه المقربين والمدللين.. ورفض عقله البقاء ليكون هو صاحب شعار التغيير وتجديد الدماء وإبعاد القدامى رغم احترافيته الزائدة. فعل جوزيه ما أقدم عليه هيديكوتى المجرى المعروف بلقب «رائد التلامذة».. هيديكوتى أو مستر كوتى كما يطلق عليه كان هو صانع مجد وانتصارات الأهلى فى حقبة السبعينيات اختار الرحيل بطلا معشوقا من جانب الجماهير واللاعبين فى مطلع الثمانينيات ورفض الاستمرار. بعد نحو ربع قرن قال هيديكوتى كلمته الشهيرة: رحلت حتى لا أكون أنا من يتخذ قرار إجبار أبنائى عن التوقف بعد أن أنهكتهم المباريات وأتعبتهم السنوات. اختار هيديكوتى أن يكون قرار ابتعاد أبنائه عن الملاعب أمثال صفوت عبدالحليم وطاهر الشيخ وشطة وأحمد عبدالباقى وفتحى مبروك ومن بعدهم مصطفى عبده ومصطفى يونس قرارهم أو قرار إدارة أو قرار مدير فنى جديد، خاصة أنهم إما تخطوا الثلاثين أو اقتربوا منها فى زمن كان الاعتزال مرتبطا ببلوغ لاعب الكرة عقده الثالث. جوزيه سار على نفس درب هيديكوتى وله مبرراته وفى مقدمتها حديث إعلامى متكرر على ضرورة ابتعاد جيله الذهبى المكون من شادى محمد وعماد النحاس ووائل جمعة ومحمد أبوتريكة ومحمد بركات بعد أن جاوزا الثلاثين واستهلكوا بدنيا فى الملاعب. جوزيه سار على درب هيديكوتى لأنه أراد الحفاظ على صورته البراقة فى عيون جماهير الأهلى بعد ان اهتزت النتائج بشدة وسقط الفريق قاريا وخسر لقبه الأفريقى وبات إحراز الدورى العام يتوقف على انتصارات حمراء وانتكاسات صفراء. جوزيه سار على نفس الدرب بعد أن وجد أن المعطيات القادمة للموسم المقبل تعنى استكمال مشوار الابتعاد عن الصورة الجميلة فى ظل تلاحم موسمين بالنسبة إلى نجومه الكبار فنيا وعمريا، بالإضافة إلى تحديد القائمة ب25 لاعبا فقط وتراجع درجات التغيير فى الصفوف. كلها معطيات دفعت مانويل جوزية لاتخاذ قراره بعد أن تولد لديه طموح جديد ممثلا فى قيادة منتخب أنجولا الذى تواتيه فرصة إحراز لقب قارى أول له عندما يستضيف نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2010 وخلو الساحة أمامه من معوقات اللغة وأيضا توافر مواهب مميزة يتقدمها فلافيو وجيلبرتو ابناه فى القلعة الحمراء وكلاهما يدين له بالولاء والوفاء. رحل جوزيه معشوق الجماهير الأهلاوية بقرار شخصى من جانبه ودون أدنى تأثير من آخرين واحترمت رغبته من قبل لجنة الكرة برئاسة حسن حمدى وكذلك تقاليد النادى التى لا تقبل استمرار من لا يريد البقاء بين جدران النادى الكبير فى تقليد مستمر من عشرات السنين. يبقى مانويل جوزيه علامة فارقة فى تاريخ الأهلى ولن يمكن نسف إنجازات وبطولات تحققت عبر ولايتين وبصمة ستظل فريدة من نوعها لفترة زمنية طويلة. الحديث عن مانويل جوزيه وتجربته الرائدة مع الأهلى تحتاج إلى مجلدات وكتب عظيمة الصفحات لسرد قبل شرح ماذا قدم الخواجة البرتغالى للكرة الأهلاوية. التاريخ سيذكر أن المدرب البرتغالى هو أول مدرب فى تاريخ النادى الكبير يستغل المقومات وسبل النجاح التى وفرها له المسئولون طوال رحلة تدريبية تخطت الأعوام الستة وشهدت تحقيقه لإنجازات لم يسبقها غيره. «الشروق» تقدم ملفا شاملا فى السطور التالية عن مانويل جوزيه المدير الفنى ومانويل جوزيه الإنسان خاصة بعد أن تلاحم كلاهما معا عند اتخاذه قرار الرحيل عن القلعة الحمراء مع نهاية الموسم الحالى. جوزيه.. المدرب من يتابع المسيرة التدريبية للمدير الفنى البرتغالى الجنسية يجد أنه مدرب جاد به الزمن إلى القلعة الحمراء مدرب لم يحقق فقط البطولة بل ينسب إليه إعادة صناعة مجد جديد والوصول إلى نسبة نجاح 100% فى وضع نادر الوجود فى عالم التدريب. مسيرة مانويل جوزيه التدريبية مع الأهلى منحته فى العام قبل الماضى لقب مدرب القرن العشرين فى تاريخ النادى الكبير متفوقا على اساطير لها ثقلها وجماهيريتها فى تاريخ النادى القاهرى الكبير. مانويل جوزيه هو أسطورة أساطير التدريب فى القلعة الحمراء بلغة الإنجازات وتؤيدها الأرقام.. وسيظل تاريخه يسجل أنه صاحب الرقم القياسى فى عدد البطولات التى تحققت خلال ولايتين له فى قيادة الكرة الحمراء بدأها بولاية أولى فى عام 2001 وبشكل خيالى عندما هزم ريال مدريد الإسبانى بكل نجومه اللامعين وفى مقدمتهم زين الدين زيدان ولويس فيجو وراءول جونزاليس بهدف مقابل لا شىء فى لقاء ودى احتفالا ببطلى القرن فى أوروبا وأفريقيا.. وبعدها أنهى جوزيه موسمه الأول 2001-2002 حاملا لقبين هما دورى الأبطال الأفريقى وكأس السوبر الأفريقية وترك النادى فى نهاية الموسم وعاد إلى البرتغال. ولكنه عاد مرة أخرى إلى الأهلى فى نوفمبر 2003 وتسلم فريقا مهلهلا يعانى الانكسار ونجح بعد حصوله على تفويض كامل من الإدارة فى إعادة بنائه وقاده منذ ذلك التاريخ وإلى الآن لإحراز 16 لقبا هى الدورى الممتاز 4 مرات أعوام 2005 و2006 و2007 و2008 ولقب كأس مصر مرتين عامى 2006 و2007 ولقب كأس السوبر المحلية 4 مرات أعوام 2005 و2006 و2007 و2008 ولقب دورى الأبطال الأفريقى 3 مرات أعوام 2005 و2006 و2008 ولقب كأس السوبر الأفريقية 3 مرات أعوام 2006 و2007 و2009 ليصبح هو أول مدير فنى فى تاريخ الكرة المصرية يحقق لقب الدورى العام 4 مرات متتالية وكذلك صاحب الرقم القياسى على صعيد بطولات أى مدير فنى فى القارة الأفريقية. وقاد جوزيه الأهلى للتأهل إلى نهائيات كأس العالم للأندية 3 مرات رقم قياسى ونجح فى إحراز الميدالية البرونزية والمركز الثالث فى نسخة اليابان عام 2006. وهى أرقام قياسية من النادر أن تتكرر وهو ما صنع امبراطورية وأسطورة ويحسب له أنه المدير الفنى الذى قاد الأهلى لإحراز فوزه التاريخى والعريض على الزمالك بستة أهداف لهدف فى القمة الشهيرة بالدور الثانى للدورى الممتاز موسم 2001-2002. جوزيه.. الإنسان علامة أخرى فارقة فى صناعة أسطورة الرجل.. هو قدم إلى مصر برتغالى الأصل والجنسية ومحبا وعاشقا ومنتميا إلى بلاده ولكن بعد 6 أعوام أصبح مانويل جوزيه مصرى الهوى والقلب والعقل. هو نفسه اعترف بوصوله إلى تلك الحالة فى العامين الماضيين تحديدا وبات يقول دائما إنه بات مصريا كالمصريين ويرى نفسه أحد مواطنى هذا الشعب. وصول جوزيه إلى مصرية الهوى كانت لها مفعول السحر فى إدمان الجماهير الأهلاوية حبه وتحويله إلى ظاهرة من الصعب أن تتكرر. جوزيه الإنسان داخل الملعب وخارجه مع لاعبيه كان مرهف الحس لا أحد ينسى ما فعله عند وفاة ثابت البطل مدير الكرة الذى بدأ معه ولايته الثانية أو الراحل محمد عبدالوهاب الظهير الأيسر الذى وافته المنية عام 2006. كان طبيعيا أن يعشقه الأهلاوية عندما تظهر أم اللاعب الراحل لتقول إن ما يسعدها سؤال المدير الفنى عن أسرة عبدالوهاب باستمرار وتقديمه استعداده أداء أى خدمات يرغبون فيها. جوزيه الإنسان هو المدرب الذى رفض أن يذبح لاعبه الأنجولى بعد تكرار إصابته بقطع فى وتر إكيلس وتأكيد الأطباء مرتين صعوبة عودته إلى الملاعب فبقى يسانده ويدعمه من أجل العودة إلى مصدر رزقه وحياته. فعلها أيضا مع عماد النحاس عندما سقط صريع إصابة القطع فى الرباط الصليبى مرتين متتاليتين وبعد أن تجاوز الثالثة والثلاثين من عمره وأصر على خضوعه ومن قبله جيلبرتو لرحلة علاج خاصة فى البرتغال. جوزية الإنسان هو المدير الفنى الذى ذهب إلى مستشفى السرطان سرا وقدم دعما ماليا للأطفال وعلاجهم واشترى أجهزة طبية من ماله الخاص دون أن يعلن أو يذيع خبرا. وهو المدير الفنى الذى ساند مدافعه أحمد السيد فى محنته عندما ألقى القبض عليه فى قضية رشوة شهيرة عام 2008 وزاره فى محبسه ووقف إلى جواره معنويا. وهو المدير الفنى الذى ذهب لتأبين أحد المشجعين توفى عام 2006، وهو من وقف بجوار جماهير الأهلى المدعاة الألتراس فى محنتها مع الأمن خلال الأشهر الستة الأخيرة وساندهم وطالب بعودتهم إلى المدرجات ووصل الأمر إلى حد ارتدائه تى شيرتات تحمل علامة وعبارة الألتراس تتصدر التى شيرت. تصرفاته الإنسانية خلقت له جمهورا غير عادى بات يعشقه بإدمان ويهتف له وقت الخسارة أكثر من أوقات الانتصار. جوزيه.. فى حياة هؤلاء هناك مدربون يصنعون أساطير كروية داخل المستطيل الأخضر وخلالها توليهم المهمة يقدمون لاعبين أفذاذا يحققون معهم وعبرهم العديد من الألقاب الشخصية العريقة. مانويل جوزيه هو أحد المدربين القلائل الذين نجحوا فى صناعة مجد لاعبين أفذاذ والوصول بهم إلى أعلى درجات المجد ومساعدتهم على تحقيق العديد من الإنجازات التى يراها الكثيرون شخصية فى حين أنها تأتى كنتاج طبيعى لجهد مدير فنى ومجموعة لاعبين مع اسم بعينه. مانويل جوزيه قدم هذا النموذج 3 مرات خلال ولايته مع الأهلى، ففى الولاية الأولى موسم 2001-2002 كان خالد بيبو اللاعب القادم من الإسماعيلى قبلها بعام هو أول اسماء جوزيه فى تقديم اساطير كروية. وإن كانت اسطورة بيبو تتوقف على أرقام قياسية لم يحقق غيره مثيلا لها حتى الآن، بيبو قدم أفضل مستوى كروى له فى الملاعب تحت قيادة المدرب البرتغالى وخلال ذلك الموسم نجح فى الحصول على لقب أفضل لاعب فى مسابقة دورى الأبطال الأفريقى بعد أن قاد الأهلى لإحراز اللقب القارى. كما سجل بيبو رقمين قياسين الأول بتسجيله هاتريك 3 أهداف فى شباك صن داونز بطل جنوب أفريقيا وكان أول لاعب يسجل هاتريك فى المباريات النهائية، والثانى أهدافه الأربعة فى شباك الزمالك بلقاء القمة الشهير بالدور الثانى وهو أيضا رقم قياسى لم يسجله لاعب حتى الآن سوى خالد بيبو. وفى ولايته الثانية قدم جوزيه بعد اكتمال نضوجه مع اللاعب المصرى أسطورتين حققتا انجازات شخصية لا يمكن نسيانها وهما محمد بركات ومحمد أبوتريكة. محمد بركات مع مانويل جوزيه بات أكثر مرونة تكتيكية وأكثر تأثيرا فى الملعب وزاد نضجه وتخلص من أهم عيوبه وهو عدم ثبات المستوى لفترات طويلة، وكان الحصاد حصول محمد بركات مع مانويل جوزيه على 3 ألقاب هى الأهم فى مشواره الكروى وهى حصوله على لقب هداف بطولة دورى الأبطال الأفريقى عام 2005 برصيد 7 أهداف وأختير أفضل لاعب فى البطولة ثم أختير كأفضل لاعب فى القارة السمراء باستفتاء ال«بى. بى. سى» bbc عام 2005. أما الثانى محمد أبوتريكة فكانت بصمة أبوتريكة أكبر وأعمق حيث حصد أبوتريكة كل الألقاب التى يحلم بها أى لاعب وهو نفسه يعترف بدور بطولى للمدير الفنى البرتغالى فى تغيير أدائه وتطويره إلى الطراز العالمى. أبوتريكة مع جوزيه كان ثانى أفضل لاعب فى أفريقيا باستفتاء الكاف المسابقة الأقوى عام 2008 وأختير كأفضل لاعب فى أفريقيا باستفتاء bbc بنفس العام وأختير أفضل لاعب فى دورى الأبطال الأفريقى مرتين عامى 2006 و2008 ونال لقب هداف الدورى العام وهداف بطولة كأس مصر وهداف كأس العالم للأندية.