بيروت أ. ف. ب: اجتمع مجلس الأمن الدولي علي مدي عدة وأسابيع للتباحث والخروج بقرار يقضي بوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. وبالفعل أصدر المجلس القرار 1701 الذي فرض هدنة وصفها كل أطراف المجتمع الدولي بالهشة بسبب ما شهدته من خروقات وتجاوزات من الجانب الإسرائيلي الأمر الذي دفع الولاياتالمتحدة إلي التفكير في استصدار قرار ثان أكثر حزماً. ولعل أبرز التهديدات التي تحيط بهذه الهدنة بسبب غياب قوة دولية تريد الولاياتالمتحدة ان تنتشر "باقرب وقت ممكن" واعربت ايطاليا عن استعدادها لقيادتها. واذا كان القرار الدولي 1701 وضع حدا للعمليات الحربية فهو لا يزال بعيدا عن التطبيق الكامل خصوصا في البند المتعلق بنشر 15000 جندي من الاممالمتحدة في جنوب لبنان حيث لا لاتزال دول عدة مترددة في تقديم قوات. وخلال الأسبوع الماضي، اكد الرئيس الأمريكي جورج بوش علي "الحاجة الملحة" لنشر قوة اليونيفيل المعززة "في اسرع وقت ممكن" في جنوب لبنان. وقال خلال مؤتمر صحفي إن "الحاجة ملحة. وعلي الاسرة الدولية الان ان تعين الجهة التي ستتولي قيادة القوة الدولية وتحديد قواعد متينة لمهمتها ونشرها في اسرع وقت ممكن لضمان (حفظ) السلام". ومع تردد فرنسا في تولي قيادة اليونيفيل، قد يؤول هذا الدور الي ايطاليا التي اعربت رسميا عن استعدادها للقيام بهذه المهمة. وقال رئيس الحكومة الايطالية رومانو برودي اثر اتصال هاتفي مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان "اكدت الاستعداد الايطالي لتولي قيادة بعثة الاممالمتحدة". ولكنه اوضح "لم اقل ان ايطاليا ستتولي قيادة اليونيفيل ولكن قلت ان ايطاليا ستقوم بواجبها وسوف نري في اطار الظروف الدولية اي دور محدد يمكن ان تقوم به ايطاليا". وبسبب هشاشة الوضع علي الارض، اعلن الجيش الاسرائيلي الاثنين الماضي انه قتل عنصرين علي الاقل من حزب الله. وقال متحدث عسكري ان وحدة من الجيش الاسرائيلي رصدت ثم فتحت النار باتجاه عناصر من حزب الله كانوا يتصرفون بشكل "قد يحمل تهديدا". واوضح ان اثنين منهم علي الاقل قتلا علي بعد اربعة كيلومترات من الحدود مع اسرائيل. ولكن متحدثا باسم حزب الله نفي هذا الامر. وكان لبنان واسرائيل تبادلا الاتهامات نهاية الاسبوع بخرق الهدنة التي وصفتها الاممالمتحدة نفسها انها "هشة". وانسحبت القوات الاسرائيلية من معظم الاراضي اللبنانية التي احتلتها بعد العدوان الذي شنته في 12 يوليو الماضي ولكنها لا تزال تتواجد بالقرب من الحدود بانتظار وصول قوات اليونيفيل. وكانت لا تزال تحتل تسعة مواقع علي الاقل علي طول الحدود، حسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وحاول لبنان تطمين الاسرة الدولية المترددة في ارسال قوات حيث تعهد بملاحقة كل من يطلق صواريخ علي اسرائيل بتهمة الخيانة، في اشارة الي حزب الله الذي يرفض تسليم سلاحه. وقال ممثله في طهران عبد الله صفي الدين إن الحزب "لن ينزع سلاحه" وما زال بامكانه "استيراد اسلحة". وكان الحزب اطلق خلال حربه مع اسرائيل اربعة الاف صاروخ علي شمال اسرائيل من جنوب لبنان. واتاح القرار 1701 وقف العمليات الحربية ولكن بدون وقف اطلاق نار حقيقي. ولا تزال معظم بنوده الاساسية حبرا علي ورق حاليا ومن بينها انشاء قوة جديدة تابعة للامم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لتزيد عدد القوة الحالية من الفين الي 15 الف رجل مع مهمة موسعة ونزع سلاح حزب الله ورفع الحصار الذي تفرضه اسرائيل علي لبنان. وبدأت فقط في 17 أغسطس عملية انتشار 15 الف جندي لبناني في جنوب لبنان، معقل حزب الله. وفي نيويورك، ما زالت الاممالمتحدة تجهد لجمع طليعة القوة مع 3500 رجل كي ترسلهم الي جنوب لبنان قبل 28 اغسطس. وحدها فرنسا قدمت 200 رجل اضافي مبددة بذلك الآمال التي كانت تعلقها الاممالمتحدة عليها لتقديم القسم الاكبر من الجنود. ولا تنوي الولاياتالمتحدة ارسال جنود الي لبنان ولكنها ستقدم 230 مليون دولار كمساعدة لاعادة اعمار هذا البلد، حسب ما اعلن بوش. وخشية الوقوع في مأزق، يتردد عدد كبير من الدول في المساهمة بقوات عسكرية. وتطرق بوش وبرودي الي امكانية صدور قرار ثان عن الاممالمتحدة يرد علي المسائل العالقة خصوصا مهمة القوة الجديدة وقواعد عملها. وفي اسرائيل، اثرت الحرب التي اودت بحياة اكثر من 1300 شخص في لبنان واكثر من 150 اسرائيليا واحدثت تدميرا كبيرا في لبنان، علي الحكومة الاسرائيلية. وافاد مكتب مفتش الدولة القاضي ميشا ليندنشتراوس ان الاخير باشر جمع المعلومات للتحقيق في طريقة ادارة الحرب الاخيرة التي شنتها اسرائيل علي لبنان. وقال بيان صادر عن مكتب مفتش الدولة ان "مكتب مفتش الدولة سيبدأ بجمع المعلومات والوثائق المرتبطة بالحرب في الشمال" في اشارة الي الحدود مع لبنان. ومن المقرر ان يصدر تقرير غير الزامي عن مفتش الدولة الا انه سيكون له تأثير كبير عل