استبعد المنسق الخاص للأمم المتحدة فى لبنان السفير مايكل وليامز اشتعال حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله اللبنانى فى جنوب لبنان فى الوقت الحالى، لأن «لا حزب الله ولا إسرائيل يريدان تفجير الوضع فى جنوب لبنان حاليا». فى الوقت نفسه حذر وليامز فى حديث خاص ل«الشروق» بمكتبه فى بعبدا شمال بيروت من احتمالات تدهور الموقف على نحو غير متوقع بسبب استمرار ما سماه ب «الحرب الاستخباراتية» بين الطرفين والتى كان الجنوب مسرحا لها عبر عدد من الحوادث خلال 2009 . واعتبر وليامز، وهو دبلوماسى قدير خدم فى مناطق عدة مثل العراق وأفغانستان قبل أن يوفد للبنان فى 2007 كمنسق عام ومشرف على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى 1701 الذى أنهى الحرب الإسرائيلية على لبنان فى صيف 2006 أنه وعلى الرغم من الخروقات اليومية للقرار الأممى إلا أنه يرى أن القرار حقق «نجاحا عظيما» والدليل على ذلك هو أنه لقرابة ثلاث سنوات ونصف السنة كانت هناك حالة من «الاستقرار المذهل» على طول الخط الأزرق إذا أخذنا فى الاعتبار أنه خلال الثلاثين سنة الماضية كانت هناك حوادث بشكل متكرر. وأعرب وليامز عن أمله فى أن يترافق تقريره الدورى المقبل عن الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بقرار قرار إسرائيلى بالانسحاب من الجزء الشمالى من قرية الغجر وهو الجزء الذى تحرر فى عام 2000 ثم أعادت إسرائيل احتلاله بعد حرب يوليو 2006. وكشف وليامز ل«الشروق» عن أن الأممالمتحدة عبر اليونيفيل قامت بمفاوضات شاقة مع الجانب الإسرائيلى حول الانسحاب وأنه تم الاتفاق على تفاصيل تقنية وحياتية مثل الجهة التى ستقوم بتزويد الكهرباء والمياه وعربات الإسعاف. غير أن الأمر بحسب وليامز مازال متوقفا على قرار إسرائيلى جاد بالانسحاب. «نريد التزاما واضحا من الإسرائيليين بموعد محدد لأن صبر الجانب اللبنانى بدأ ينفد حيال المماطلة» كما قال وليامز. ويبدو وليامز صادقا وشديد التفاؤل حين يتحدث عن رغبته فى تطوير الوضع الحالى للقرار من وقف للأعمال العدائية بوقف إطلاق النار، لأن لقرار وقف إطلاق النار قوة قانونية وهو قادر على حماية لبنان. وأضاف أن حزب الله أوضح أنه لا يعارض التوصل لوقف إطلاق النار، غير أن ذلك لابد أن يتم وفق الشروط الصحيحة وهى الانسحاب من مزارع شبعا وقرية الغجر. وحين سئل عن علاقة الأممالمتحدة بحزب الله قال وليامز: يعتبر الحزب «حزبا لبنانيا مهما» ونجرى معهم اجتماعات بشكل دورى ونناقش كل الموضوعات المحلية والإقليمية بصراحة. غير أن العديد من مسئولى حزب الله اتهموا الأممالمتحدة مرارا بتحيزها الواضح حيال إسرائيل ويقول نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إنه حين يتعلق الأمر بالخروقات الإسرائيلية فإن الأممالمتحدة تغض الطرف عنها فيما تسلط الضوء على أى خرق ولو بسيطا يقوم به الحزب. وكشف وليامز عن أنه أكثر من مرة ذكر له مسئولو الحزب أن «الأممالمتحدة لم تتصرف بشكل كاف حيال الإسرائيليين». وقال وليامز إنه شخصيا لا يعتقد أن الأممالمتحدة منحازة لصالح إسرائيل وأنه هو نفسه انتقد مرارا الخروقات الإسرائيلية اليومية للقرار عبر الطلعات الجوية واحتلال الجزء الشمالى لقرية الغجر ومزارع شبعا. « لقد قلت إنه من الصعب علىّ تصور وجود دولة أخرى فى العالم غير لبنان تتعرض لهذا الكم من الانتهاكات والمتابعة وهذا ليس لأننى متعاطف مع حزب الله ولكن لأن هذا تقرير موضوعى للحقيقة». وقد أثنى وليامز على جهود المصالحة الوطنية فى لبنان واعتبر أنها ذات أهمية وتنم عن نية صادقة لتخطى مرحلة الانقسام ورأى أن العلاقة السورية اللبنانية تحسنت بشكل هائل بفضل الزيارة التى قام بها رئيس الوزراء سعد الحريرى فى ديسمبر الماضى.