بيروت وكالات الأنباء: وسط تحذيرات من عدوان إسرائيلي جديد, تبادلت القوات اللبنانية والإسرائيلية, إطلاق النار علي الحدود أمس مما أدي إلي مصرع ضابط إسرائيلي واستشهاد3 جنود لبنانيين وإصابة عدد آخر بجراح وتتزامن هذه المواجهات, وهي الأعنف من نوعها منذ العدوان الإسرائيلي علي لبنان في يوليو2006, مع الذكري الرابعة لهذا العدوان. وقد تواصلت ردود الأفعال داخل لبنان وخارجه علي العدوان الإسرائيلي الجديد, حيث طالب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الأممالمتحدة بوقف العدوان الإسرائيلي وانتهاك قرار مجلس الأمن رقم1701 فيما دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلي عقد جلسة طارئة للمجلس الأعلي للدفاع. وأكد الرئيس السوري بشار الأسد وقوفه إلي جانب لبنان, بينما أدان عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية الاعتداء الإسرائيلي, واعتبره خرقا خطيرا للقرار1701. وفي باريس أعربت فرنسا عن قلقها إزاء تبادل إطلاق النار علي الحدود اللبنانية الإسرائيلية. وقال مصدر أمني لبناني إن الأمر بدأ عندما أراد الإسرائيليون قطع شجرة داخل لبنان فأطلق الجيش اللبناني أعيرة نارية تحذيرية باتجاههم ورد الإسرائيليون بإطلاق قذائف المدفعية مضيفا أن تبادل إطلاق النيران توقف إلا أن التوتر متزايد. وقال شهود إن المدفعية الإسرائيلية قصفت قرية لبنانية امس الثلاثاء مما أسفر عن إصابة شخصين بعد أن أطلقت قوات الجيش اللبناني أعيرة نارية تحذيرية باتجاه جنود إسرائيليين علي طول الحدود. وذكر شهود أن الجيش الإسرائيلي أطلق علي الأقل سبع قذائف مدفعية علي قرية العديسة. وأفاد مصدر أمني بأن قذيفة سقطت علي منزل وأصيب جندي لبناني ومدني. وقال شاهد من رويترز في مكان الاشتباك سمعت بعض الأعيرة النارية ودوي قذائف مدفعية. ولكن لا أعلم من أي جانب... يمكنني رؤية نار في العديسة. وصرحت مصادر أمن إسرائيلية بأن جنودا إسرائيليين ولبنانيين تبادلوا إطلاق النيران. وأفادت بأن مهندسين من الجيش الإسرائيلي تعرضوا لإطلاق نيران من جنود لبنانيين أثناء عملهم علي طول الحدود وأن الجنود ردوا إطلاق النيران. وتقوم الوحدات الهندسية التابعة للجيش الإسرائيلي بصيانة سياج أمني علي طول الحدود مع جنوب لبنان. وذكرت قناة المنار التليفزيونية التابعة لحزب الله ان ثلاثة جنود لبنانيين استشهدوا في الاشتباكات الجارية في جنوب لبنان مع قوات الاحتلال الاسرائيلي وأصيب أربعة جنود أخرين بجروح. وقالت القناة ان مراسلا لاحدي الصحف اللبنانية في جنوب لبنان لقي مصرعه أيضا في الاشتباكات الجارية في منطقة العديسة. وأشارت الي ان جنود قوات الاحتلال الاسرائيلي يحاولون سحب قتيل اسرائيلي برتبة عالية قرب منطقة العديسة. وذكرت مصادر أمنية لبنانية في الجنوب ان طائرة اباتشي اسرائيلية أطلقت صاروخين علي منطقة مشروع الطيبة الواقع بين بلدات العديسة والطيبة ودرب الثلاثين في حين يسجل قصف غزير علي بلدة كفركلا وتم قطع الطريق بين العديسة وكفركلا في اتجاه مرجعيون. كما سجل سقوط قذيفة مدفعية اسرائيلية علي مسجد يقع بين بلدتي كفركلا والعديسة. وقال القائد العسكري للمنطقة الشمالية في اسرائيل انه لا يعتقد ان اشتباكات امس مع الجيش اللبناني يمكن ان تؤدي لمزيد من العنف. وقال الميجر جنرال جادي ايزنكوت رئيس القيادة العسكرية الشمالية للصحفيين في قاعدة قرب حدود لبنان' اعتقد ان هذا حدث معزول. تلقينا طلبات من اعلي القيادات في الجيش اللبناني لوقف النيران. وطالب رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الأممالمتحدة والمجتمع الدولي وقوات اليونيفيل الدولية العاملة في جنوب لبنان بالوقوف أمام مسئولياتهم والضغط علي إسرائيل لوقف عدوانها والكف عن انتهاكاتها وتطبيق القرار1701 تطبيقا كاملا. وذكر مكتب الحريري الإعلامي امس أن رئيس الوزراء أجري سلسلة اتصالات هاتفية مع الرئيس ميشال سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي وقيادة قوات الطواريء الدولية العاملة في الجنوب لمتابعة مواجهة العدوان الإسرائيلي علي الجيش اللبناني والخرق الإسرائيلي الفاضح للقرار1701. وأدان الحريري, الذي يمضي أجازة خاصة حاليا في سردينيا, الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية. وقد أدان وزير الخارجية اللبناني الدكتور علي الشامي الاعتداء الذي قامت به قوات الاحتلال الاسرائيلي, والذي أدي إلي اسشتهاد وجرح عدد من عناصر الجيش اللبناني والمدنيين اللبنانيين, بالإضافة إلي استشهاد أحد الصحفيين اللبنانيين. أجري الشامي سلسلة اتصالات لبحث التصعيد الاسرائيلي وسبل مواجهته, كما طلبت وزارة الخارجية عبر بعثتها في نيويورك دعوة إلي مجلس الأمن لعقد اجتماع طاريء للنظر في الاعتداءات الاسرائيلية علي لبنان, كذلك تقدم لبنان بشكوي لدي مجلس الأمن ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي التي اقدمت امس علي الاعتداء علي لبنان. كما استدعي وزير الخارجية اللبناني سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والمنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان, بغرض وضعهم في صورة الاعتداء الإسرائيلي علي لبنان. واعتبر الشامي أن هذا الاعتداء يشكل انتهاكا صارخا للقرار1701 وللقوانين والأعراف الدولية وخاصة القانون الدولي الانساني ويحمل إسرائيل المسئولية الدولية. وأكد أن هذا السلوك العدواني الإسرائيلي يفضح نوايا إسرائيل المبيتة تجاه لبنان ويبين مدي التعنت الإسرائيلي تحت مرأي ومسمع المجتمع الدولي. وقد أجري عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية اتصالات مكثفة لمتابعة مستجدات الموقف في جنوب لبنان مع الرئيس اللبناني ورئيس مجلس النواب, ورئيس الوزراء, ووزير الخارجية الدكتور علي الشامي. وأدان موسي- في بيان له امس الاعتداء الإسرائيلي علي الجيش اللبناني واعتبره خرقا خطيرا للقرار1701, وطالب الأممالمتحدة والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بالتدخل الفوري وتحمل مسئولياتهم لوقف مثل هذه الخروقات الإسرائيلية للأراضي والأجواء اللبنانية. وأكد الأمين العام علي موقف الجامعة العربية المؤيد للبنان وحقه في الدفاع عن النفس وحماية حدوده في مواجهة مثل هذه الاعتداءات الإسرائيلية الخطيرة, محذرا من عواقب تغاضي المجتمع الدولي ومجلس الأمن عن مثل هذه الخروقات الإسرائيلية والتي أدت إلي سقوط ثلاثة شهداء من الجيش اللبناني. وفي هذا الصدد, يتابع موسي إجراء الاتصالات مع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لتوفير المساندة والدعم للبنان ومواكبة ما يدور بين أعضاء مجلس الأمن من اتصالات ومشاورات في هذا الشأن. وتوجه الأمين العام بالتحية والعزاء إلي عائلات الشهداء وقيادة الجيش اللبناني الذي يستحق كل الدعم والمؤزارة من أشقائه العرب في مواجهة الاعتداءات والخروقات الإسرائيلية. وأعربت فرنسا عن قلقها إزاء الأنباء التي تشير إلي تبادل إطلاق النار علي الحدود بين لبنان وإسرائيل. وقالت مساعدة المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستين فاج, إن بلادها تشعر بالقلق إزاء الأنباء التي تشير إلي تبادل لإطلاق النار علي جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان, وتقوم حاليا بالاستعلام عن الوضع في المنطقة.