وادت هذه الاشتباكات ايضا الى مقتل الصحفي اللبناني عساف ابو رحال، مراسل صحيفة الاخبار اللبنانية وذلك اثناء قيامه بتغطية الوضع الامني المتدهور في العديسة، كما اصيب الصحفي علي شعيب مراسل قناة المنار اصابة طفيفة خلال تلك الاشتباكات. وعلي الجانب الاسرائيلي، كانت تقارير قد تحدثت عن جرح عدد من الجنود الاسرائيليين، ولكن قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال الاسرائيلي اكدت مقتل ضابط برتبة مقدم وهو قائد الوحدة التي كانت موجودة في موقع تبادل اطلاق النار. وكانت قناة المنار التابعة لحزب الله الاولى التي اعلنت في وقت سابق عن مقتل ضابط اسرائيلي في الاشتباكات. واشارت تقارير صحفية الى ان مروحيتين حربيتين اسرائيليتين حلقتا لفترة في الاجواء اللبنانية بين بلدتي العديسة وكفركلا دون ان قصف أي مواقع. بداية الاشتباكات قال قال ناطق عسكري لبناني ان "قوة من الجيش حاولت منع قوة من الجيش الاسرائيلي من قطع شجرة داخل الاراضي اللبنانية فبادرت الدبابات الاسرائيلية بقصف العديسة"، مضيقا بأن الجيش "رد على مصادر النيران". وبعد استمرار القصف الاسرائيلي على المنطقة افيد بأن الموقع التابع للجيش اللبناني والذي اطلقت منه النيران احترق بالكامل ودمرت مدرعة تابعة له. مزاعم اسرائيلية وفي المقابل زعمت الاذاعة الاسرائيلية ان صاروخين اطلقا من جنوب لبنان ظهر الاثنين سقطا في شمال اسرائيل، ، ولم تعط الاذاعة المزيد من التفاصيل عن وقوع اصابات في اسرائيل من جراء هذا القصف. ونقلت "بي بي سي" عن مصادر في الجيش الاسرائيلي قولها ان "مجموعة من القوات كانت تقوم باعمال الصيانة بين الخط الازرق والشريط الحدودي مع لبنان تعرضت لاطلاق النار فانسحبت بعد اصابة جنديين". وزعم جيش الاحتلال الاسرائيلي انه "تعرض لاطلاق نار من قبل الجيش اللبناني او من اشخاص يرتدون الزي العسكري اللبناني"، مشيرا الي ان ان "الجيش الاسرائيلي لا يزال يحقق بهذه القضية". وحملت اسرائيل "المسؤولية الكاملة عن هذا الحادث الخطير للحكومة اللبنانية"، وحذرت "من تداعيات تكرار" ما وصفته "بهذه الخروقات". وقال أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي ان الحكومة الاسرائيلية "تعتبر إطلاق النار من الجانب اللبناني على القوات الاسرائيلية بالتنسيق المسبق مع قوات حفظ السلام "يونيفيل" خرقاً قاطعاً لقرار مجلس الامن الدولي 1701"، مشيرا الى انه "بناء على ذلك أوعز وزير الخارجية افيجدور ليبرمان البعثة الإسرائيلية لدى الأممالمتحدة بتقديم شكوى في هذا الصدد الى الأمين العام والى مجلس الأمن". لبنان يرد وفي رده علي الاتهامات الاسرائيلية، حمل الجيش اللبناني ما وصفها"بالغطرسة" الاسرائيلية مسؤولية الاشتباكات الدموية التي وقعت عند الحدود بين لبنان واسرائيل. وقال متحدث باسم الجيش لوكالة فرانس برس "نحمل المسؤولية لغطرسة العدو الاسرائيلي". وكان المتحدث يرد على تحميل اسرائيل الجيش اللبناني مسؤولية الاشتباكات عند اطراف قرية العديسة. تحركات سياسية وفي تلك الاثنا،ء أجرى رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري سلسلة اتصالات برئيس الجمهورية ميشال سليمان وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وقيادة اليونيفيل. وادان الحريري ما وصفه ب "الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية وطالب اليونيفيل والأممالمتحدة والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها والكفّ عن انتهاكاتها وتطبيق القرار 1701 تطبيقاً كاملا". من جهتها، دعت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجيشين اللبناني والاسرائيلي الى "التحلي بأقصى درجات ضبط النفس". اما رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان فقد "امر الجيش اللبناني بالتصدي لأى محاولة اعتداء اسرائيلية على لبنان مهما كانت التضحيات". مجلس الامن وصرح دبلوماسي غربي ان مجلس الامن الدولي سيجري مشاورات خاصة في مقر الاممالمتحدة مساء اليوم لبحث الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين القوات اللبنانية والاسرائيلية على الحدود بين البلدين الثلاثاء. وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان السفير الروسي في الاممالمتحدة فيتالي تشوركين الذي يرأس هذا الشهر المجلس المؤلف من 15 عضوا، سيعلن عن الاجتماع قريبا. وقتل في الاشتباكات التي تبادلت فيها القوات الاسرائيلية واللبنانية النار عند قرية حدودية جنوب لبنان، ثلاثة جنود لبنانيين وصحافي لبناني وضابط اسرائيلي كبير، حسب مصادر الجانبين. سوريا تدعم لبنان ومن جانبه، اكد الرئيس السوري بشار الاسد "وقوف سوريا الى جانب لبنان" في اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني ميشال سليمان بعد الاشتباكات. وقال الاسد "ان هذا الاعتداء يبرهن من جديد ان اسرائيل تسعى دائما لزعزعة الامن والاستقرار في لبنان والمنطقة". من جهتها قالت وزارة الخارجية السورية في بيان ان سوريا "تدين بقوة العدوان الاسرائيلي السافر على الاراضي اللبنانية" و"تؤكد وقوفها الى جانب لبنان الشقيق في التصدي لهذا العدوان الغاشم وتطلب من الاممالمتحدة والمجتمع الدولي التدخل لادانة ووقف هذا العدوان". وتاتي الاشتباكات بين الجانبين بعدما توعد وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست نشرت الاسبوع الماضي بان تضرب اسرائيل مباشرة المؤسسات الحكومية اللبنانية اذا اطلق حزب الله صواريخ على مدن اسرائيلية. وهذه الاشتباكات هي الاخطر والاكثر دموية بين الجانبين منذ ان اوقع نزاع بين حزب الله واسرائيل استمر 33 يوما بين يوليو واغسطس 2006 اكثر من 1200 قتيل لبناني معظمهم من المدنيين و160 اسرائيليا خصوصا في صفوف العسكريين. المصدر وكالات الانباء