تصدي الجيش اللبناني لتوغل قوات اسرائيلية في الاراضي اللبنانية بالجنوب، بعد عبور دورية اسرائيلية للحدود الفاصلة بين الجانبين، مما تسبب في وقوع اشتباكات عنيفة بين الجانبين اسفرت عن مقتل جنديين لبنانيين وصحفي واصيب خمسة آخرون، بينما قتل قائد كتيبة اسرائيلي واصيب ضابط آخر باصابات خطيرة. وساد هدوء حذر المناطق الحدودية بين اسرائيل ولبنان بعد الاشتباكات التي دامت حوالي 4 ساعات في قري العديسة وكفر كيلا والطيبة. بدات الاشتباكات عندما حاولت قوة من الجيش اللبناني منع جنود اسرائيليون من قطع شجرة داخل الاراضي اللبنانية والتصدي لها . وتبادل جنود الجيش اللبناني والقوات الاسرائيلية اطلاق النار بالاسلحة الرشاشة وقذائف المدفعية. وأكد الجيش اللبناني أن قوات الاحتلال تكبدت خسائر في تبادل اطلاق النار علي الحدود. وقال مصدر لبناني أن طائرة هليكوبتر اسرائيلية أطلقت صاروخين علي موقع للجيش اللبناني مما أسفر عن تدمير ناقلة جنود مدرعة. واستشهد في الاشتباكات الصحفي عساف ابو رجال من صحيفة الاخبار اللبنانية . ومن جانبها اعطت السلطات اللبنانية توجيهات للتصدي »لكل عدوان« اسرائيلي بكل الوسائل و»مهما كانت التضحيات«. وقال الامين العام للمجلس الاعلي للدفاع اللواء سعيد عيد، عقب اجتماع للمجلس في القصر الرئاسي في بعبدا. »قام المجلس بتوزيع المهام علي الوزارات والاجهزة المعنية واعطي التوجيهات للتصدي لكل عدوان علي ارضنا وجيشنا واهلنا بكل الوسائل المتوافرة مهما كانت التضحيات«. وذكر مراسل وكالة الانباء الفرنسية ان قوات اليونيفيل من الكتيبة الاندونيسية حاولوا تهدئة الجنود الاسرائيليين ومنعهم من محاولة اقتلاع احدي الاشجار قبل وقوع الاشتباك، ولكن دون جدوي. وأدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في بيان الخرق الاسرائيلي الجديد للقرار 1071 واجتياز الخط الازرق والاعتداء علي الممتلكات وقصف حاجز للجيش اللبناني في منطقة العديسة. واطلع سليمان قائد الجيش العماد جان قهوجي علي تفاصيل هذا الخرق ووجوب التصدي لاي محاولة اعتداء اسرائيلية مهما كانت التضحيات. كما ادان رئيس الوزراء سعد الحريري الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية. وكان الرئيس اللبناني دعا الاحد الماضي بمناسبة عيد الجيش جميع القوي الامنية للتصدي للعدو الاسرائيلي المتربص بالوطن ووأد الفتنة التي يحيكها للشعب اللبناني كبديل عن حرب انتقامية يشنها. وفي دمشق اكد الرئيس السوري بشار الاسد خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني ميشيل سليمان »وقوف سوريا إلي جانب لبنان« في وجه الاعتداءات الاسرائيلية. ومن جانبها حملت اسرائيل الجيش اللبناني »المسئولية الكاملة« عن الاشتباكات. وحمل جيش الاحتلال الاسرائيلي في بيان لبنان المسئولية عن الحادث وعواقبه . واكد مقتل ضابط برتبة مقدم وهو قائد كتيبة واصابة قائد سرية باصابات خطيرة. وفي تطور لاحق عبر مجلس الأمن الدولي خلال جلسة طارئة بناء علي طلب لبنان عن »قلقه العميق« أزاء الاشتباكات وكرر دعوة الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضبط النفس. واعربت كاترين اشتون ممثلة الشئون الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن قلقها تجاه التوتر بين إسرائيل ولبنان. وفي غضون ذلك طالبت ايران المجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف الاعتداءات الاسرائيلية علي الأراضي اللبنانية. ووصفت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية الاشتباكات بأنها الأكثر »عنفا وشراسة« منذ حرب عام 6002 بين إسرائيل وحزب الله. وقال رئيس القيادة العسكرية الشمالية في اسرائيل انه لا يعتقد ان تؤدي هذه الاشتباكات إلي مزيد من العنف. واضاف انه »حادث معزول وتلقينا طلبات من اعلي القيادات في الجيش اللبناني لوقف النيران«. ومن جانبه قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية بي جي كراولي ان الولاياتالمتحدة »تشعر بقلق بالغ« ازاء الاشتباكات علي الحدود اللبنانية - الاسرائيلية. وطالب الجانبين »بممارسة اقصي درجات ضبط النفس«. ومن جانبها، دعت قيادة بالقوات الدولية( اليونيفيل) الجانبين اللبناني والاسرائيلي الي ممارسة أقصي درجات ضبط النفس.