مازال أهل الشمال هم أصحاب النفوذ والسطوة الكروية في المونديال العالمي علي مر التاريخ.. وبانتهاء الجولة الثالثة اليوم وغدا من دور ال 32 للمونديال الالماني يكون صعود المنتخبات الستة عشر دون مفاجآت من العيار الثقيل لتبدأ المعمعة الحقيقية وجولات الضربات القاضية بدلا من مرحلة جمع النقاط. دول المانياوانجلتراوالسويد وهولندا وكوريا واسبانيا واوكرانيا والبرتغال وايطاليا مقابل دول الجنوب قليلة العدد والحظ باستثناء البرازيل والارجنتين اللتين تحملان لواء كرة القدم والدفاع عنها امام غزاة الشمال. ولكن هل تستطيع كرة الشماليين التغلب علي شجاعة وقوة الجنوب. وفي الوقت الذي تتكفل البرازيل والارجنتين وحدهما بالتصدي للشماليين نجد ان الكرة الافريقية ممثلة الجنوب لم تظهر بالشكل الذي كان ينتظره الجميع باستثناء غانا صاحبة الفوز الوحيد لمجموعة القارة السمراء. البعض يؤكد ان هناك مؤامرة مرسومة لكتم انفاس الافارقة حتي لا ينعموا بالحرية الكروية ويطالبوا بالمزيد من مقاعد المونديال كما ان هناك البعض من الجنوب الكروي رغم تواجده في شمال القارة العليا الاوروبية وراضية بطموحاتها المحدودة واقصي احلامها هو الوصول الي النهائيات في كل مونديال او الترقي لدور ال 16 في النهائيات ذاتها. خاضت منتخبات دور ال 32 رافعين شعار الحذر والتخطيط لجمع النقاط بغض النظر عن الاداء... بتحقيق هدف الصعود لدور ال 16 وعند تحقيق الهدف تأتي اهداف اخري وهو ان المباريات لا تقبل القسمة علي اثنين فيسعي الجميع لتحقيق الفوز بأي طريقة ووقتها لا يبحث اي منتخب عن اللعب الممتع والجميل ولكن ينصب التركيز علي الفوز ثم الفوز ثم الفوز وعند تحقيق الهدف الاسمي يظل العالم اجمع يتحدث عن المدرسة الكروية صاحبة كأس المونديال وتتهافت المنتخبات علي المدرب الظافر الناصر وتنهال العروض علي اللاعبين من كل فج عميق. في قراءة سريعة للمرحلة الاولي من الجولات الثلاث بدور ال 32 ومن خلال المجموعات الثماني نجد ان الترشيحات الدائرة بصعود بعض المنتخبات جاءت صحيحة بنسبة 90% علي الاقل. ففي المجموعة الاول نجد ان المنتخب الالماني قد حسم مسألة الصعود لدور ال 16 في مباراتين متتاليتين ووضح ذلك منذ ضربة البداية مع نظيره الكوستاريكي عندما فاز بأربعة اهداف مقابل هدفين بقيادة المدير الفني كلينسمان ومهاجمه الهداف مير وسلاف كلوثرة وهي المباراة التي لم يشارك فيها بالاك باعتباره لم يكن جاهزا بسبب الاصابة وبرز من كوستاريكا مهاجمه المخضرم دانشوب الذي نجح في تسجيل هدفي فريقه باقتدار ثم فاز الالمان علي بولندا في الدقيقة الاخيرة من المباراة بعد ضغط مكثف ومتواصل قبل ان تلفظ المباراة انفاسها الاخيرة. اما المنتخب الثاني من المجموعة الاولي فهو منتخب الاكوادور الذي كشر عن انيابه في الجولة الاولي بفوزه علي نظيره البولندي ووضع اقدامه علي عتبات دور ال 16 مبكرا. وفي المجموعة الثانية والتي تضم انجلترا وباراجواي وترينداد وتوباجو والسويد.. نجح المنتخب الانجليزي في فرض سيطرته والفوز علي باراجواي في افتتاحية مباريات هذه المجموعة وتعادلت السويد مع ترينداد بدون اهداف الامر الذي اعتبره البعض مفاجأة ونحن نؤكد انها ليست مفاجأة باعتبار ان منتخب ترينداد رغم حداثة عهده الا انه يملك الامكانات العالية لتكوين فريق قوي وان نتائجه في السنوات الثلاث الاخيرة في تصاعد مستمر واحتكاكه بالمدارس الكروية المختلفة وقاده الهولندي ليونبها سحر الي التفوق. وفي نفس المجموعة ينطلق السويد بقيادة لاجريال المدير الفني الذي يعتمد علي الكرة الشاملة ونجمة ابراهيموفيتش هداف الفريق وافضل لاعبيه الي المجموعة الثالثة فأكد المنتخب الارجنتيني بقيادة بيكرمان تفوقه منذ الطلعة الاولي علي كوت ديفوار بهدفين مقابل هدف ووضح ان الفريق يمتلك عناصر ومقومات الفوز ويكفي مساندة الاسطورة مارادونا له في المدرجات والذي يحرص علي التواجد في كل مباراة ويعتمد الفريق علي ريكيلمي وميس وكريسبو وزينيتي. وايضا المنتخب الهولندي الذي يظهر في ثوب جديد تحت قيادة مدربه فان باستن اصغر مدير فني في المونديال الي جانب المهاجم الفزفان نيستلروي، وكوكو فان دير فان وروبن وشنايدر. المجموعة الرابعة كانت تبدو شائكة لتقارب المستويات بين المنتخبات الاربعة ولكن البرتغال نجحت في اعتلاء القمة سريعا بفوزين متتالين علي انجولا ثم ايران.. اما منتخب انجولا فرغم حداثة عهده واول مشاركاته في تاريخ المونديال.. اما المنتخب المكسيكي فهو كعادته يقدم عروضا متفاوته ونجده يقفز للدور التالي.. بجمع النقاط. ويقوده الارجنتيني ريكاردو لافولبي ويعتمد علي افضل لاعبيه رفائيل ماركيز المدافع الصلب ولاعب برشلونة الاسباني ويجيد الفريق التحول من الدفاع للهجوم ويحمل الفريق لواء الكرة الجنوبية والدفاع عنها ايضا المجموعة الخامسة تنافس عليها منتخبات ايطاليا وغانيا وامريكا والتشيك.. وكعادته يسير المنتخب الايطالي في الظل ويجمع النقاط التي تؤهل للصعود للادوار التالية ويجيد مارشيللو ليبي تغيير ايقاع الاداء اثناء المباريات ومن لقاء لآخر وشهدت المجموعة نتائج متناقضة ففي الوقت الذي فازت فيه ايطاليا علي غانا في الافتتاحية بهدفين نظيفين وجدنا الايطاليين يتعادلون مع المنتخب الامريكي الذي لقي هزيمة ثقيلة بثلاثية نظيفة.. وحمل المنتخب الغاني لواء الدفاع عن منتخبات الجنوب واستطاع تحقيق نتيجة طيبة بالفوز علي التشيك بهدفين نظيفين بقيادة اسامواه ومايكل ايسن. اما المجموعة السادسة والتي يقودها منتخب السامبا البرازيلي فقد احتل قمة مجموعة بسهولة وسلاسة ويسر ودون معاناة او الافراط في بذل الجهد ووضح ان بيريرا المدير الفني يدخر مجهودات لاعبيه ولا يطالبهم في استنفار طاقاتهم في الادوار الاولي طالما ان الهدف يتحقق بأقل الامكانات في ان رونالدينهو افضل لاعب يشارك كصانع العاب متأخر ولا يقتحم كما عودنا في دفاعات المنافسين ويعتمد الفريق علي انطلاقات روبرت كارلوس وكافو من علي الاطراف اما المنتخب الكرواتي بقيادة زالاتكو فهو مثل العادة يسير ببطء حتي نجده في الادوار العليا وافضل لاعبيه كرانكار اللاعب الوسط وكان من الطبيعي ان يشارك اليابان واستراليا بشكل مشرف في ظل كرم البرازيليين وعدم الضغط بشدة علي المنتخبات التي يواجهونها. والمجموعة السابعة يقودها الديوك الفرنسية فقد ظهر المنتخب الفرنسي بقيادة زين الدين زيدان وتييري هنري بشكل مذبذب ومتواضع النتائج والمنافسة مع كوريا الجنوبية وسويسرا كانت حامية الوطيس وهي مجموعة الموت كما يطلقون عليها.. والمجموعة الثامنة حسمها الاسبان بفوزين متتاليين علي اوكرانيا بالاربعة وتونس بالثلاثة بقيادة النجم المخضرم راؤل جونزاليس وجاءت العروض العربية مخيبة للآمال حيث ظهر المنتخبان السعودي والتونسي بشكل متواضع واكتفيا بالتعادل سويا وتقليص آمالهم وطموحاتهم في التأهل للدور التالي.