فتحي البكل ان كانوا قد درسوا- ان لكل عمل إعلامي رسالة تستهدف المتلقي وتتعامل معه علي أساس أن الإنسان هو هدف كل تنمية وكل نشاط وعلينا أن نقدم له ما يضمن لنا أن نضيف لتكوينه مهما كان مستواه العلمي أو ظروفه الاقتصادية صغيراً أم كبيراً، رجلاً أو امرأة، شابا أو شيخا فكل أفراد المجتمع هم هدف الرسالة الإعلامية التي لابد لها وأن تترك أثراً لدي المتلقي يحرك كوامن قدراته علي التفكير والتطلع لما حوله وتأمل ماضي وحاضر مجتمعه والمشاركة فيما يريد من المستقبل، كل ذلك مهما كانت أدوات الرسالة الإعلامية وشكلها ومن يؤديها. للأسف- قبيحة خلال شهر رمضان قدم لنا عملا إعلاميا لا يستهدف اصحابه إلا تحقيق مكاسب مالية من خلال الحملات الإعلانية اللاهثة التي تحاصر المشاهد أو المستمع، والتي يتم بذل كل جهود ممكنة للحصول علي النصيب الأعظم منها عبر برامج التوك شو التافهة- في اغلبها- والتي تستضيف مجموعة من الفنانين تلاحقك صورهم من خلال برامج بأسماء تختلف في الاسم فقط وكذلك قنوات لا يميزها عن بعضها شيء إلا الاسم وحسب. ولكن مقدمي البرامج تلك لا طعم ولا لون وإنما بحث دائم عن فضائح وأخبار الزيجات واسئلة تخالف الذوق العام من عينة، هل تقبلين أن يقيم زوجك علاقة غير شرعية أو هل قمت بالرد علي إقامة زوجك علاقة غير شرعية بالمعاملة بالمثل وشكلت تلك النوعية شريحة كبيرة جداً مما قدم خلال رمضان حتي بلغ الأمر ذروته بظهور قناة لا تبث إلي في رمضان وتستعد طوال العام باعداد وجبة دسمة من البرامج الخالية من أي مضمون التي تسعي لاستقطاب اسماء يتم التسويق الإعلاني عبرها وكله مكسب ولتذهب الرسالة الإعلامية التي تتحدث عنها للجحيم. غاب عن تلك القنوات ومعظم مذيعاتها اللاتي تبارين في ما لا علاقة له بالعمل الإعلامي المحترم وعن مقدمي البرامج الذين اهتموا بنجوم السينما ولاعبي الكرة وما شابههم، غاب عنهم أن هذا المجتمع يصنع تقدمه علماء ومفكرون يقضون زهرة العمر في البحث والتنقيب من أجل اتاحة الفرصة لهذا الوطن أن يتقدم عبر دراسات علمية وإنسانية وأدبية وغيره فلم نر علي شاشة تلك الفضائيات من يهتم بتقديم عبقرية عالم مصري يتحدث عنه أهل الاختصاص في العام ويلقي التكريم من عشرات الدول وينهل من علمه الدارسون في كبريات جامعات العالم فيما يسمي النانو تكنولوجي وهو الأستاذ الدكتور محمد صلاح الدين النشائي ولم نجد من بين من اهتم بتقديم نفس الراقصة في أكثر من برنامج وعبر أكثر من قناة من يستضيف لنا عالما مصريا تم ضم اسمه إلي قائمة أفضل العلماء الذين أثروا البشرية في العصر الحديث وهو الأستاذ الدكتور محيي الدين زهير الفولي الأستاذ غير المتفرغ بهيئة الطاقة الذرية وذلك طبقا لما كتبه السيد حجازي بصحيفة الأهرام في 29/6 الماضي ثم أجرت معه الأهرام لقاء بعددها الصادر في 19/7 قدمت لنا الرجل من خلاله عبر حوار غادة عادل، بل أضيف أن صحيفتنا الغراء (المسائية) قد نشرت من المنصورة أن الطالبة ياسمين نبيل بركات 16 عاماً بمدرسة المنصورة التجريبية للغات قد سافرت إلي طوكيو لتسلم جائزة فوزها بالمركز الأول في مسابقة عالمية تنظمها المؤسسة الدولية اليابانية للفنون والثقافة وذلك في مجال الرسم الحر عن لوحة فنية بعنوان (ليلة الحنة) ألا يستحق نموذج تلك الطالبة بأن يتم تقديمه واتاحة الفرصة لصاحبته ومن كان مثلها لنتعرف عليه ليقدم الحافز لأبناءنا ويضع علماءنا ومفكرينا وأدبائنا في المقام المناسب كقدوة يحتذي بها ومثل أعلي يدفع أبنائنا للتفوق والابداع. لقد تحولت تلك الفضائيات إلي ما يشبه موقف عبود أو موقف المنيب حيث لا تسمع إلا الضجيج وعليك أن تصغي السمع حتي يمكن لك أن تسمع إلي أين تتجه السيارة وموعد قيامها ومقدار الأجرة.