سؤال غريب وجديد على الأسماع, أشكالية أو جدل غير مألوف نسمعه بهمس حاليا من بعض حديثى الإعاقة وكما لو أن الحقوق قد فعلت ونشب النزاع بيننا من أولى بالحق, وحجتهم غاية فى الغرابة أنهم كانوا طبقا لمصطلحاتهم الخاطئة أصحاء وقد أعطوا البلد ومنهم من أدى الخدمة العسكرية فمن حقه أن يكون مميزًا فى الحصول على الحق, من أين أتى هذا المنطق النرجسى العجيب وكيف لمن أصبح معاقًا أن يرى غيره من المعاقين فى مكانة دونية بالمقارنه به. هل لتلك الدرجة النظرة المتأخرة للمعاق والاعتقاد أنه لا يؤدى أى دور وأنه عالة على الدولة ألتلك الدرجة لا يرانا أحد فاعلين حتى من أصبحوا معاقين؟! وهل وصل الجهل لدرجة الاعتقاد أن الحصول على الحقوق يجب أن يكون بإهدار مبدأ المساواة وعدم التمييز بين المواطنين ومعاقبتهم أنهم منعتهم إعاقتهم من أداء الخدمة العسكرية مثلا؟! وبنفس المنطق الجاهل يجب أن نسلب المرأة حقوقها ونصنع فئات مميزة لأسباب وهمية, من أين أتوا بتلك الأفكار الخاطئة ؟! ومن رسخ وروج للأفكار المهينة للمعاق بالميلاد أو منذ الطفولة أو فى سنوات صباه؟! الحقيقة لا أستسيغ حجة أن المجتمع يرانا بصورة سلبية بل ما أعتقده أن الحكومات المصرية المتعاقبة بتجاهلنا وعدم تفعيل حقوقنا وكذلك الفن والإعلام الذى يظهر المعاق أنه متلق لخدمات ومعونات وأنه عالة على المجتمع ويظهر المعاق الناجح كما لو كان نموذجا للقوة الخارقة لأنه جمع بين الإعاقة والنجاح فرسخ لقاعدة أن الأساس هو فشل المعاق والاستثناء هو نجاحه. يجب أن ينتبه المجتمع حكومة ومجتمعًا مدنيا لخطورة النظرة السلبية الخاطئة عنا ويجب العمل على تفعيل مبادرات يفعل بها الدمج للعمل على إظهار الصورة الصحيحة للمعاق وتصحيح المفاهيم والمصطلحات الخاطئة على أن تبدأ طبقا للتوزيع الجغرافى للمناطق النائية والريفية التى بالفعل يكون المعاق بها مهمشًا تماما وتنعدم بها الثقافة والوعى بمن هو المعاق وأنه مواطن فعال بمجتمعه وأن حقوق المواطنة غير خاضعة للتمييز .