أصدر قداسة البابا الراحل لاون الثالث عشر الرسالة الرسولية Christi Domini التي أعلن فيها رسميًا إعادة تأسيس الكرسي البطريركي المرقسي بالإسكندرية للأقباط الكاثوليك، بعد دراسة وتقدير عميقين لمصالح الكنيسة في مصر واحتياجات المؤمنين. الرؤية البابوية: تعضيد الإيمان والوحدة الكنسية جاءت الرسالة البابوية مؤكدة على التزام الكرسي الرسولي بنشر الإيمان الكاثوليكي ودعم نموه، وشكر البابا لاون الله على الفرص التي أتيحت لتعزيز حضور الكنيسة الكاثوليكية خلال العامين الماضيين، من خلال الرسائل والتعيينات الرسولية. نظرة خاصة إلى الأمة القبطية أشار البابا إلى اهتمام خاص بالأمة القبطية، مستعيدًا التاريخ المجيد لكنيسة الإسكندرية وموقعها في قلب الكنيسة الجامعة، ومشيدًا بطاعة الكاثوليك الأقباط ومواقفهم المشرفة، لا سيما بعد زيارة الوفد القبطي بقيادة المطران كيرلس إلى الفاتيكان. طلب رسمي لإعادة الكرسي البطريركي قدم الوفد القبطي طلبًا صريحًا بإعادة تأسيس الكرسي البطريركي المرقسي، لما في ذلك من تعزيز للهوية الكنسية وتثبيت للإيمان، وهي رغبة وجدها البابا "عادلة ومناسبة"، نظرًا للتقدم الملحوظ للكاثوليكية في مصر، وانتشار الكهنة، ونمو المؤسسات التربوية والدينية. إعلان رسمي: إعادة تأسيس بطريركية الإسكندرية الكاثوليكية أعلن البابا لاون الثالث عشر، باسم سلطته الرسولية، إعادة تأسيس بطريركية الإسكندرية الكاثوليكية للأقباط، ومنحها كافة الامتيازات والحقوق التي يتمتع بها بطاركة الكنائس الشرقية، على أن تصدر تعليمات لاحقة تتعلق بالتفاصيل التنظيمية. تقسيم إداري جديد: ثلاث أبرشيات تابعة للبطريركية نص القرار على إنشاء ثلاث أبرشيات مبدئية تابعة للبطريركية، وهي: أبرشية الإسكندرية البطريركية: تشمل مصر السفلى والقاهرة وهيرموبوليس (المنيا): تغطي وسط مصر حتى صعيدها الشمالي وطيبة (الأقصر): تشمل صعيد مصر حتى الجنوب. وتم تحديد حدود كل أبرشية بدقة جغرافية واضحة، مع احتفاظ الكرسي الرسولي بحق إنشاء أو تعديل الكراسي حسب الحاجة. سلطة مؤقتة إلى حين التعيين الرسمي للبطريرك حتى يتم تعيين أول بطريرك وأساقفة الأبرشيات التابعة، فوّض البابا إدارة جميع شؤون الأقباط الكاثوليك في مصر إلى المطران كيرلس، باسم السلطة الرسولية. الكنيسة القبطية الكاثوليكية: امتداد شرعي لإيمان مرقس أكد البابا أن الكنيسة القبطية الكاثوليكية هي الامتداد الشرعي لكنيسة مرقس الرسول، نظرًا لاتحادها بالكرسي الرسولي، ودعا الأقباط المنشقين إلى العودة للوحدة مع الكنيسة الرومانية، التي "تنتظرهم بمحبة عظيمة". قوة القرار البابوي وسريانه اختتم البابا الرسالة بالتأكيد على أن هذا القرار لا يمكن الطعن فيه أو تغييره لأي سبب، ويبقى ساريًا وملزمًا قانونيًا في جميع الأحوال، ويُعامل النص المطبوع منه معاملة النسخة الأصلية من حيث القوة القانونية.