علق الإعلامي عمرو أديب، على إعلان إسرائيل الاستيلاء على أرشيف الجاسوس إيلي كوهين من سوريا. وقال خلال برنامجه «الحكاية» عبر شاشة «mbc مصر»، مساء الأحد، إن إسرائيل حصلت على ملفات إيلي كوهين بواقع 2500 وثيقة، مؤكدا أن إسرائيل تولي اهتمامًا كبيرًا باستعادة أي جثمان أو متعلقات لأي جاسوس تابع لها. وأضاف أن المخابرات الإسرائيلية أعلنت أنها حصلت على هذه الوثائق بالتعاون مع ما سمته «جهاز مخابرات شقيق»، مُرجحًا أن يكون هذا الطرف هو روسيا بفعل أنها كانت على علاقة قوية بنظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد. وأوضح أن كوهين يهودي وُلد في محافظة الإسكندرية عام 1924، وكان مهتمًا بتعضيد دور الصهيونية العالمية مع نشأة إسرائيل، وانضم لتنظيمات يهودية للمساهمة في هذا الأمر. وأوضح أن كوهين كان يشارك ضمن عصابات كانت تحرق مصالح أمريكية في مصر، بهدف إحداث توتر في العلاقات بين البلدين، وكذا ظهر له دور في العدوان الثلاثي، إلى أن رصدت المخابرات المصرية دوره فهرب إلى إسرائيل، لمدة سنة وعاد لمصر قبل أن يهرب مجددا إلى إسرائيل ومكث هناك. ونوه بأنه تم التقاطه من قِبل إسرائيل لزراعته في أي دولة لكن مشكلته كانت تمكن في أنه يتحدث اللهجة المصرية، وأجريت له تدريبات، موضحًا أن عملية التجهيز تضمنت تسفيره إلى الأرجنتين على هيئة رجل أعمال سوري تمهيدًا لزراعته في سوريا باسم كامل أمين ثابت، ومكث هناك سنة ونصف. ونوه بأنه كان يعبر كثيرًا عن رغبته في الذهاب إلى سوريا أثناء زيارته إلى السفارة السورية، فبدأ يُطلب منه السفر إلى هناك. وأوضح أنه سافر بالفعل إلى سوريا بأمواله واستثماراته وكان ذلك عام 1961، وكوَّن علاقات كبيرة للغاية، وأصبح من الشخصيات المقربة إلى الحكم في سوريا. وأفاد بأن هناك أنباء ترددت عن أن كوهين كان بصدد الحصول على منصب كبير في الإدارة السورية نفسها، وكان طوال الوقت يلتقي ضباطًا سوريين لجمع معلومات عن التسليح السوري. وأكد أنه في ذلك الوقت كان يسافر إلى أوروبا ومنها إلى إسرائيل للحصول على تدريبات جديدة ويعود إلى سوريا، موضحًا أن في إحدى المرات كان ضابط مخابرات سوري يتجول بأحد الشوارع وبحوزته جهاز كشف الإشارات، وقد رصد إشارة غريبة في نفس مكان وجود كوهين وهي منطقة كانت تتواجد بها السفارة الهندية وعدد من السفارات. ولفت إلى أنه تم التقاط كود غير معروف في تلك المنطقة باعتبار أن بقية أكواد السفارات كانت معروفة لدى المخابرات، وبدأت عملية تتبع الإرسال إلى أن ألقي القبض عليه، وإعدامه في سنة 1965 كأجد أشهر الجواسيس لإسرائيل ولفت إلى أنه منذ عامين كانت إسرائيل قد استعادت الساعة الخاصة التي كان كوهين يرتديها خلال إعدامه في سوريا، ليتم منحها إلى زوجته التي تدعى نادية كوهين. ونوه بأن إسرائيل حاولت كثيرًا استعادة جثة كوهين لكن أحدًا لا يستطيع أن يصل إليها، موضحًا أن تل أبيب مستعدة لدفع أي أموال لاستعادتها. ولفت إلى أن الموساد الإسرائيلي لا يزال يرغب في الثأر من الشخص الذي كشف عن هذا الجاسوس بذاكرة حديدية غريبة، معقبًا: «هذا المشهد ورد في مذكرة رأفت الهجان». ولفت إلى أن هناك قصتين في هذا الإطار، إحداهما أن هناك عميلًا عظيمًا للمخابرات المصرية لم يتم كشف هويته، هو من كان سبب تخلص الإدارة السورية من إيلي كوهين. وأكد أن كل المعلومات التي كانت تجمعها إسرائيل من كوهين كانت تهدف للتحضير لحرب 1967. وسبق أن أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، جلب 2500 وثيقة وصورة وأغراض شخصية من سوريا لعميل جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) إيلي كوهين في عملية سرية. وقال الموساد، في بيان، إن جلب وثائق كوهين كان نتيجة "عملية سرية ومعقدة نفذها جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة التابع للموساد، بالتعاون مع جهاز شريك إستراتيجي"، دون الكشف عنه أو إضافة مزيد من التفاصيل. وكوهين أُعدم بسوريا عام 1965 في ساحة المرجة بدمشق، وجاءت استعادة الوثائق من الأرشيف السوري بعدما احتفظ الأمن السوري لعقود.